الشرق الأوسط على شفير الهاوية.. تعزيزات أمريكية ضخمة تقترب وعمق الصراع يتكشف

(تحديث 20 يونيو 2025، 4:30 مساءً بتوقيت ليبيا)

في سماء الشرق الأوسط، حيث تتسارع طبول الحرب، يشتعل صراعٌ دموي بين قوتين على شفا الهاوية. لكن بصيص أمل جديد قد لاح في الأفق مع الكشف عن مقترح أمريكي يُمثل محاولة لوقف التصعيد غير المسبوق. بين الضربات الجوية، والتهديدات المتبادلة، والمخاوف العالمية، تتجه الأنظار الآن نحو قنوات دبلوماسية خفية قد تُعيد رسم مسار الصراع وتُحدد مصير المنطقة والعالم.

"محور المقاومة" ومحور التحدي: إعادة تعريف القوة

لطالما اعتمدت إيران على “محور المقاومة” كأداة استراتيجية لمد نفوذها وتجنب المواجهة المباشرة  لكن الهجمات الأخيرة على أراضيها، وتصريحات قادتها عن “بداية المعركة”، تُشير إلى تحول في هذه الاستراتيجية نحو المواجهة المباشرة، مما يُعيد تعريف خطوط القوة والنفوذ في المنطقة.

المرشد الأعلى خامنئي، كشخصية محورية وقوية، يُواجه تحدياً غير مسبوق في الحفاظ على تماسك النظام وسط هذه الضربات، خاصة مع الحديث عن اختراق قنوات التلفزيون الرسمية برسائل مناهضة للنظام.

روسيا تحذر واشنطن: لا تدعموا إسرائيل عسكرياً ومخاوف نووية تتزايد

في ظل تصاعد التوترات بين إيران وإسرائيل، حثت موسكو واشنطن على تجنب تقديم مساعدة عسكرية مباشرة لإسرائيل، وتجنب حتى التصريحات الاستفزازية بهذا الشأن.

صرح نائب وزير الخارجية الروسي سيرغي ريابكوف لوكالة “إنترفاكس”: “الولايات المتحدة دائماً في صميم جميع التطورات… لكن الأمر المختلف هو كيف ينظرون لأنفسهم فيما يتعلق بمسألة تقديم مساعدة عسكرية مباشرة لإسرائيل.

نحن نحذّر واشنطن من خطر حتى مجرد خيارات استفزازية أو افتراضية من هذا النوع.

سيكون ذلك خطوةً شديدة التدمير لاستقرار الوضع بأكمله.”

هذه التحذيرات تأتي بعد أن شنت إسرائيل ضربات مكثفة على إيران ليلة 13 يونيو، بهدف معلن هو منع إيران من امتلاك أسلحة نووية، وهو طموح تنفيه طهران.

تبع ذلك رد إيراني قوي، مُلحقاً أضراراً جسيمة بالمدن الإسرائيلية، حيث استهدف أحدث وابل من الصواريخ الإيرانية شمال إسرائيل.

وأفادت ادعاءات طهران بامتلاك صواريخ “فتاح” الفرط صوتية القادرة على اختراق الدفاعات.

أكدت المتحدثة الرسمية باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا أن “التهديد النووي في منطقة الشرق الأوسط ليس مجرد تهديد افتراضي بل يحمل في طياته بعداً عملياً.”

وفي تطور لاحق، طالبت روسيا إسرائيل بوقف ضرباتها الجوية للمواقع النووية الإيرانية فوراً، محذرة الولايات المتحدة من مغبة التدخل.

وقالت زاخاروفا: “روسيا تدعو إسرائيل إلى وقف الضربات الجوية على المنشآت النووية الإيرانية فوراً… موسكو تعتبر هجمات إسرائيل على المنشآت النووية السلمية في إيران أمراً غير مقبول على الإطلاق… هذه مغامرة إجرامية من جانب إسرائيل، تهدد الأمن الإقليمي والعالمي.”

وأعربت عن قلق روسيا البالغ إزاء الهجمات الإسرائيلية، خاصة على محطة “بوشهر” النووية التي يعمل فيها خبراء روس.

وفي خطوة إضافية، أعلن الرئيس فلاديمير بوتين عن اتفاق مع إسرائيل لضمان سلامة أكثر من 200 مهندس روسي في محطة بوشهر النووية، في رسالة واضحة حول حماية المصالح الروسية.

الوجود العسكري الأمريكي في الشرق الأوسط: نقاط تمركز حساسة في ظل تهديد التصعيد

تُنشئ الولايات المتحدة آلاف الجنود في قواعد بأنحاء الشرق الأوسط، وهي منطقة نفّذت فيها قوات واشنطن عمليات عسكرية متكررة في العقود الأخيرة.

مع شن إسرائيل هجمات على إيران وتصريح الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بأنه يدرس الانضمام إلى إسرائيل في القتال، يزداد القلق من تداعيات هذا الوجود.

من المرجح أن يؤدي تدخّل الولايات المتحدة في الصراع إلى هجمات من طهران على القوات الأمريكية في المنطقة، التي استُهدفت بالفعل من قِبل القوات المتحالفة مع إيران خلال حرب إسرائيل وحماس.

تسلط وكالة فرانس برس الضوء على الدول التي تتمركز فيها القوات الأمريكية بشكل رئيسي في الشرق الأوسط، والتي تقع تحت سيطرة القيادة المركزية للجيش الأمريكي (CENTCOM):

. البحرين: تستضيف “قاعدة الدعم البحري في البحرين” حيث يتمركز الأسطول الخامس للبحرية الأمريكية ومقرّ القيادة المركزية للقوات البحرية الأمريكية.

يتسع ميناء البحرين لأكبر السفن الحربية الأمريكية وقد استخدمته البحرية الأمريكية منذ عام 1948.

. العراق: للولايات المتحدة قوات في منشآت مختلفة، بما في ذلك قاعدتا الأسد وأربيل الجويتان. يوجد حوالي 2500 جندي أمريكي كجزء من التحالف الدولي ضد تنظيم الدولة الإسلامية.

تعرضت القوات الأمريكية لهجمات متكررة من قبل مسلحين موالين لإيران عقب اندلاع حرب غزة، لكنها ردت بضربات مكثفة.

. الكويت: تضم معسكر عريفجان، الذي يضم المقر الأمامي للقيادة المركزية الأمريكية (CENTCOM)، وتستضيف قاعدة علي السالم الجوية الجناح الجوي 386، الذي يمثل “مركز النقل الجوي الرئيسي وبوابة لنقل القوة القتالية”.

. قطر: تضم قاعدة العديد الجوية الوحدات الأمامية للقيادة المركزية الأمريكية، بالإضافة إلى قواتها الجوية وقوات العمليات الخاصة.

. سوريا: حافظت الولايات المتحدة لسنوات على وجود عسكري في سلسلة من القواعد كجزء من الجهود الدولية ضد تنظيم الدولة الإسلامية.

أعلن البنتاغون في أبريل/نيسان أنه سيخفض عدد قواته إلى النصف تقريباً ليصل إلى أقل من 1000 جندي.

. الإمارات العربية المتحدة: تستضيف قاعدة الظفرة الجوية الجناح الجوي الاستكشافي 380 الأمريكي، وهي قوة تتكون من 10 أسراب من الطائرات، وتضم أيضاً طائرات بدون طيار مثل MQ-9 Reapers.

البيت الأبيض يلوح بالمفاوضات ويُبقي خيار القوة قائماً

من جانبه، ألمح الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى إمكانية إجراء مفاوضات مع إيران، مؤكداً أن الإيرانيين “مهتمون بالقدوم إلى البيت الأبيض” وأن “الاتفاق الذي اقتُرح على الإيرانيين كان واقعياً ومقبولًا.

” وطالب ترامب إيران بـ”استسلام غير مشروط”، مُلمّحًا إلى إمكانية استهداف المرشد الأعلى الإيراني.

رداً على ذلك، قال آية الله علي خامنئي يوم الأربعاء إن إيران سترفض “الحرب المفروضة” و”السلام المفروض”، وأن بلاده “لن تستسلم”.

مع ذلك، لم يستبعد ترامب الخيار العسكري، قائلاً إنه “رئيس السلام من خلال القوة ولا يخشى استخدامها.

” وأوضح البيت الأبيض أن “ترامب سيتخذ قراراً بشأن مهاجمة إيران خلال أسبوعين” وأن “هناك فرصة كبيرة لإجراء مفاوضات قد تعقد أو لا تعقد مع إيران قريباً.

” وأكد أن “التواصل بين الولايات المتحدة وإيران استمر بعد الهجمات الإسرائيلية” وأن “العالم كله متفق معنا على أنه لا يمكن أن تحصل إيران على سلاح نووي.

” وتتوقع إسرائيل قراراً أمريكياً بشأن الانضمام إلى الضربات على إيران خلال 24-48 ساعة، وفقاً لمسؤول أمريكي.

هذه التصريحات تعكس موقفاً أمريكياً متأرجحاً بين الضغط العسكري والدبلوماسية، في محاولة للحفاظ على نفوذ واشنطن في المنطقة.

وفيما يخص القدرات النووية الإيرانية، أشار البيت الأبيض إلى أن “إيران أقرب من أي وقت مضى من الحصول على سلاح نووي.

” ووفقاً للوكالة الدولية للطاقة الذرية، تمتلك إيران نظرياً ما يكفي من المواد شبه الصالحة لصنع قنابل، إذا ما خُصصت بشكل أكبر، لأكثر من تسع قنابل.

ومع ذلك، تزداد المخاوف الأمريكية بشأن عدم جدوى الهجوم على منشأة فوردو بسبب تحصيناتها الشديدة وقدرة إيران على إعادة بناء قدراتها بسرعة.

تأرجح الموقف الأمريكي: بين الدعم الحذر والتهديد المبطن

يُعدّ الموقف الأمريكي نقطة محورية في هذا الصراع المتصاعد. الرئيس دونالد ترامب، في تصريحاته المتذبذبة، وجّه رسائل “حظًا سعيدًا” استفزازية لخامنئي، مؤكدًا أن صبره على إيران قد “نفد بالفعل”. في الوقت نفسه، شجع ترامب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو قائلاً “استمر”، مما يمنح تل أبيب ضوءًا أخضر ضمنيًا لمواصلة عملياتها. المثير للاهتمام هو زعم ترامب بأن إيران اقترحت لقاءً في البيت الأبيض، وهو ما نفته طهران بشدة، مما يعكس حرب الروايات الموازية للصراع العسكري.

ومع ذلك، تكشف التقارير الداخلية انقساماً عميقاً بين مستشاري ترامب حول مدى التدخل الأمريكي المباشر، كما كشفت عنه CNN و ABC News.

فبينما يُشير البعض إلى استعداد البيت الأبيض لاستخدام أصول عسكرية أمريكية لضرب المنشآت النووية الإيرانية، تظل فكرة الحل الدبلوماسي مطروحة، وإن كانت فرصتها تتضاءل.

في المقابل، يستعد البنتاغون لمختلف السيناريوهات، وقد أكد وزير الدفاع الأمريكي بيت هيغزيث أن الولايات المتحدة “في حالة تأهب وجاهزة” لحماية مصالحها في الشرق الأوسط. وفي خطوة استراتيجية، تتجه حاملة الطائرات “يو إس إس نيميتز” للانضمام إلى “يو إس إس فينسون” في الشرق الأوسط، مما سيوفر للولايات المتحدة مجموعتين هجوميتين كاملتين لحاملات الطائرات، تعزيزاً لقدرتها على الاستجابة لأي طارئ.

وفيما يخص القدرات النووية الإيرانية، أشار البيت الأبيض إلى أن “إيران أقرب من أي وقت مضى من الحصول على سلاح نووي.” ووفقاً للوكالة الدولية للطاقة الذرية، تمتلك إيران نظرياً ما يكفي من المواد شبه الصالحة لصنع قنابل، إذا ما خُصصت بشكل أكبر، لأكثر من تسع قنابل.

ومع ذلك، تزداد المخاوف الأمريكية بشأن عدم جدوى الهجوم على منشأة فوردو بسبب تحصيناتها الشديدة وقدرة إيران على إعادة بناء قدراتها بسرعة.

معركة السماء والأرض: ضربات جوية متبادلة وتداعياتها

تصاعدت وتيرة الهجمات بشكل حاد خلال الأيام الماضية. أعلنت إيران بثقة أنها “تسيطر” على أجواء إسرائيل بعد غارات عنيفة، مؤكدةً استخدام صواريخ “فتاح” من الجيل الأول، والتي وصفتها بأنها “فرط صوتية” وقادرة على اختراق الدفاعات الإسرائيلية.

هذه المزاعم تأتي في سياق إطلاق موجات صاروخية متتالية على الأراضي الإسرائيلية، تسببت إحداها في إصابة أكثر من 90 شخصًا ونقلهم إلى المستشفيات.

في المقابل، لم تتردد إسرائيل في الرد بضربات موجعة وعميقة داخل الأراضي الإيرانية. استهدف جيش الدفاع الإسرائيلي بشكل مباشر مواقع إنتاج أجهزة الطرد المركزي المرتبطة بالبرنامج النووي الإيراني، بالإضافة إلى مصانع إنتاج صواريخ أرض-أرض وأرض-جو.

ومن بين الأهداف البارزة كانت جامعة الإمام الحسين في طهران، التي تُصنّفها إسرائيل كمركز مرتبط بالحرس الثوري، مما يشير إلى توسع نطاق الأهداف الإسرائيلية لتشمل بنى تحتية استراتيجية.

وقد دعت إسرائيل سكان المنطقة 18 في طهران إلى الإخلاء الفوري، محذرةً من تدخل عسكري وشيك في المنطقة.

على الأرض، تُظهر التقارير الأولية تداعيات إنسانية مأساوية. تشير منظمة “نشطاء حقوق الإنسان” إلى مقتل ما يقرب من 600 شخص وإصابة أكثر من 1300 في الغارات الإسرائيلية على إيران.

في الجانب الإسرائيلي، تتزايد المخاوف بشأن مخزون الصواريخ الاعتراضية، حيث أفادت صحيفة واشنطن بوست بأن الدفاعات الإسرائيلية قد لا تصمد سوى 10-12 يوماً إضافياً دون إمدادات أمريكية جديدة، مما يثير تساؤلات جدية حول قدرتها على الصمود أمام هجوم طويل الأمد.

التصعيد العسكري: ضربات إسرائيلية، رد إيراني، ونقص في صواريخ "آرو" الاعتراضية

الجيش الإسرائيلي أكد مواصلة عملياته، حيث صرح متحدث باسم الجيش أن “سلاح الجو شن سلسلة غارات واستههدف منصات إطلاق صواريخ باليستية،” مؤكداً أنهم “يواصلون ضرب الأهداف النووية والعسكرية الإيرانية” و”يعملون على إزالة التهديد الوجودي لإيران على إسرائيل.”

وقد استهدفت إسرائيل مواقع إنتاج أجهزة الطرد المركزي المرتبطة بالبرنامج النووي، ومصانع الأسلحة، وحتى جامعة الإمام الحسين في طهران، التي تعتبرها مركزاً للحرس الثوري.

وزعم الجيش الإسرائيلي أن سلاح الجو أسقط “أكثر من 480 مسيرة إيرانية منذ الجمعة الماضية.

” وقال رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، خلال مقابلة مع هيئة الإذاعة العامة “كان” بُثت هذا المساء، إن إسرائيل “متقدمة على الجدول الزمني” في عمليتها ضد إيران، موضحاً أنه قرر تنفيذ العملية بعد أن أضعفت إسرائيل “أقوى وكلاء إيران، حزب الله” عندما كان من الواضح أن إيران “تتجه بسرعة نحو امتلاك قدرة نووية”.

وأضاف نتنياهو: “إن القضاء على [الزعيم السابق لحزب الله] حسن نصر الله كسر المحور الإيراني.”

وصرّح وزير الخارجية الإسرائيلي يسرائيل كاتس في موقع سقوط صاروخ أن خامنئي “هتلر عصري، لا يمكنه الاستمرار في الوجود”.

في المقابل، أفاد إعلام إيراني بأن “الدفاعات الجوية الإيرانية تواجه أهدافًا معادية فوق طهران.

” وأعلن الحرس الثوري الإيراني عن استخدام صواريخ “سجيل” الثقيلة بعيدة المدى في عملية “الوعد الصادق 3″، مؤكداً أن “الصواريخ المدوية لن تسمح لسكان إسرائيل بالبقاء لحظة واحدة خارج الملاجئ.

” الصاروخ “سجيل” يمثل قفزة نوعية في الصناعة الصاروخية الإيرانية، حيث يعمل بالوقود الصلب على مرحلتين، ويصل مداه بين 2000 و 2500 كيلومتر، وبسرعة قصوى تتجاوز 17000 كيلومتر/ساعة (14 ماخ).

وقال الجيش الإسرائيلي إن إيران أطلقت صاروخًا يحمل رأسًا حربيًا متشظيًا. وحتى الآن، قُتل 24 شخصًا في إسرائيل وجُرح أكثر من 500 نتيجة الهجمات الإيرانية.

وفي إيران، تشير منظمة “نشطاء حقوق الإنسان” إلى مقتل ما يقرب من 600 شخص وإصابة أكثر من 1300 في الغارات الإسرائيلية على إيران.

ومع ذلك، تثير تقارير روسية تساؤلات حول فعالية الضربات الإسرائيلية، مشيرة إلى أن إيران قد تستخدم “أهدافاً كاذبة” لتضليل الطيران الإسرائيلي.

فقد لوحظ وجود “مروحيات ذات أشكال غريبة” تشبه “أهدافاً وهمية” بين الطائرات التي تعرضت للقصف.

وفي تطور يثير القلق، أفادت صحيفة وول ستريت جورنال يوم الأربعاء، نقلاً عن مسؤول أمريكي لم تُسمه، أن إسرائيل تعاني من نقص في صواريخ “آرو” الاعتراضية الدفاعية.

وأضاف التقرير أن هذا النقص أثار مخاوف بشأن قدرة البلاد على مواصلة مواجهة الصواريخ الباليستية بعيدة المدى من إيران.

وقد صرح مسؤول أمريكي أن إسرائيل قد تضطر إلى البدء في ترشيد دفاعاتها الجوية بحلول وقت لاحق من هذا الأسبوع، وأن “النظام مُثقل بالفعل”.

لم تُبدِ إسرائيل أي مؤشر علني على وجود نقص، حيث صرح جيش الدفاع الإسرائيلي بأنه “مستعد وجاهز للتعامل مع أي سيناريو”.

وكشفت صحيفة واشنطن بوست عن قلق بالغ بشأن مخزون الصواريخ الاعتراضية، مشيرة إلى أن الدفاعات الإسرائيلية قد لا تصمد سوى 10-12 يوماً إضافياً دون إمدادات أمريكية جديدة، مما يطرح تساؤلات جدية حول استدامة الصمود الإسرائيلي أمام هجوم طويل.

ووفقاً لتقرير الصحيفة، كانت الولايات المتحدة على علم بنقص صواريخ “آرو” الاعتراضية منذ أشهر، وتعمل على تعزيز الدفاعات الجوية الإسرائيلية، لكن هذه المخزونات الأمريكية محدودة أيضاً، و”يُثار قلق الآن بشأن استنفاد الولايات المتحدة للصواريخ الاعتراضية أيضاً”.

نقل تقريرٌ نشرته صحيفة واشنطن بوست يوم الثلاثاء عن شخصٍ مُطّلع على الاستخبارات الأمريكية والإسرائيلية، قوله إنه وفقًا “لبعض التقييمات”، يُمكن لإسرائيل الحفاظ على دفاعها الجوي لمدة تتراوح بين 10 و12 يوماً فقط بالمعدل الحالي للهجمات الإيرانية قبل أن تضطر الولايات المتحدة إلى تجديد مخزوناتها أو زيادة مشاركتها في الحرب.

وأشار المصدر إلى أن إسرائيل تختار أحياناً السماح لبعض الصواريخ بالسقوط في مناطق مفتوحة، لكنها واجهت صعوبة في إسقاط جميع الصواريخ الموجهة إلى المراكز السكانية الكثيفة أو البنية التحتية الحيوية خلال الوابل الكثيف، على عكس الهجمات السابقة التي ركزت على مناطق قليلة السكان.

وفي سياق دعم العمليات، أعلنت وزارة الدفاع الإسرائيلية أن عدة طائرات شحن محملة بأسلحة ومعدات عسكرية لجيش الدفاع الإسرائيلي هبطت في إسرائيل اليوم، كجزء من “جهود تعزيز الاستمرارية العملياتية ودعم جميع احتياجات جيش الدفاع الإسرائيلي”.

وقد هبطت 14 طائرة شحن محملة بمعدات لجيش الدفاع الإسرائيلي منذ بدء العملية الإسرائيلية ضد إيران، لتنضم إلى 800 طائرة أخرى وصلت منذ بداية الحرب، وجاءت الغالبية العظمى من الولايات المتحدة.

على صعيد حرب الأعصاب، وجه جيش الدفاع الإسرائيلي تحذيراً لسكان المنطقة 18 في طهران بالإخلاء الفوري، في رسالة واضحة بامتلاك إسرائيل القدرة على استهداف مناطق مدنية حساسة، مما يهدف إلى إثارة الذعر والضغط الداخلي على النظام الإيراني.

الكلفة الباهظة للحرب: إسرائيل تواجه تحديات اقتصادية كبرى

تُعد الأبعاد الاقتصادية للصراع نقطة ضعف حيوية، خاصة بالنسبة لإسرائيل. حسب صحيفة يديعوت أحرونوت، تتكبد إسرائيل نفقات عسكرية مباشرة تبلغ نحو 2.75 مليار شيكل (733.12 مليون دولار) يومياً في مواجهتها مع إيران.

وقد بلغت تكاليف اليومين الأولين وحدهما نحو 5.5 مليارات شيكل (1.54 مليار دولار)، مقسمة بالتساوي بين العمليات الهجومية (مثل الضربة الأولى على إيران التي كلفت 632.5 مليون دولار) والتدابير الدفاعية كالصواريخ الاعتراضية وتعبئة الاحتياط.

هذه الأرقام لا تشمل الأضرار التي لحقت بالممتلكات المدنية أو التداعيات الاقتصادية الأوسع، التي “لا يمكن قياسها في هذه المرحلة” وفقاً للمستشار المالي السابق لرئيس الأركان العميد ريم أميناخ.

ومع استنفاد معظم احتياطي الطوارئ في ميزانية وزارة المالية بسبب حرب غزة، وتحديد سقف للعجز بنسبة 4.9% من الناتج المحلي الإجمالي، تُشير التوقعات الاقتصادية إلى خفض نمو البلاد لعام 2025 من 4.3% إلى 3.6%.

هذه الأعباء المالية الضخمة تُلقي بظلالها على قدرة إسرائيل على استدامة الصراع على المدى الطويل، وتُضيف ضغطاً هائلاً على صناع القرار.

حرب سيبرانية وتعيينات جديدة في الحرس الثوري

على صعيد آخر، أعلنت وسائل إعلام إيرانية عن فشل عملية سيبرانية شنتها إسرائيل ضد هيئة الإذاعة والتلفزيون، بعد أن أعلنت في وقت سابق عن صد هجوم كبير على الشبكة المصرفية أثر على بنكين.

وتشير تقارير اختراق قنوات التلفزيون الإيراني الرسمي وعرض صور للمظاهرات ورسائل تدعو الشعب للنزول إلى الشوارع ضد النظام، إلى وجود شرخ داخلي قد تستغله القوى الخارجية.

وفي تطور داخلي، أصدر القائد الأعلى في إيران علي خامنئي قراراً بتعيين العميد محمد كرمي قائداً للقوة البرية في الحرس الثوري الإيراني، خلفاً للعميد محمد باك بور.

ويأتي هذا التعيين في ظل تراجع كبير في المخزون الإيراني من الصواريخ الباليستية ومنصات الإطلاق، وضعف شبكات الوكلاء الإيرانيين في المنطقة، مما يحد من قدرات إيران على الردع التقليدي.

وقد أقدم خامنئي على خطوة ذات دلالة عميقة، وهي تفويض بعض صلاحياته للمجلس الأعلى للحرس الثوري الإيراني، في إشارة إلى محاولة لـ”استيعاب الصدمة” وتعزيز “المرونة القيادية” للنظام.

وفي سياق آخر، زعمت وكالة “فارس” الإيرانية أن التلفزيون الإيراني سيبث قريباً “اعترافات طياري إف-35 الإسرائيليين الذين تم أسرهم” بعد أن أسقطت طائراتهم الحربية بواسطة الدفاعات الجوية الإيرانية.

هذه المزاعم، إن صحت، ستكون تطوراً بالغ الخطورة.

دعوات دولية للتهدئة وجهود دبلوماسية مكثفة

في محاولة لاحتواء الأزمة، طرح الرئيس الصيني شي جين بينغ خلال مكالمة هاتفية مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين أربع نقاط للتسوية في الشرق الأوسط:

. الوقف الفوري لإطلاق النار: أكد شي أن “استخدام القوة العسكرية ليس حلاً للنزاعات الدولية، بل يؤدي إلى تفاقم الكراهية والخلافات،” مشدداً على ضرورة أن توقف أطراف النزاع، وخاصة إسرائيل، إطلاق النار.

. حماية المدنيين وضمان سلامتهم: دعا الرئيس الصيني إلى احترام القانون الدولي بدقة وتجنب إيذاء المدنيين.

. التمسك بالحوار والمفاوضات للخروج من الأزمة: شدد شي على أن “الاتصال والحوار هما الطريق الصحيح لتحقيق السلام الدائم،” داعياً إلى التمسك بالمسار السياسي لحل الأزمة النووية الإيرانية.

. تعزيز دور المجتمع الدولي في إزالة التوتر: أكد شي أن على المجتمع الدولي، خصوصاً الدول الكبرى، بذل كل الجهود الممكنة لتعزيز التهدئة.

وقد طالبت الخارجية الصينية بـ”خفض التصعيد في أسرع وقت ممكن.”

من جانبه، دعا وزير الدفاع الباكستاني خواجة آصف منظمة التعاون الإسلامي إلى عقد اجتماع طارئ لوضع استراتيجية مشتركة في أعقاب العدوان الإسرائيلي، محذراً من أنه “إذا لم تتحد الأمة الإسلامية، فسيأتي دور كل دولة إسلامية.

” وأكد أسد قيصر، رئيس الجمعية الوطنية السابق، أن “من واجب باكستان الأخلاقي دعم إيران في هذا الوقت الحرج.”

وفي سياق متصل، أكدت الخارجية التركية أن منظمة التعاون الإسلامي ستناقش الضربات الإسرائيلية على إيران، وأن عراقجي سيشارك نهاية الأسبوع في اجتماع التعاون الإسلامي في اسطنبول.

وانتقد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بشدة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، قائلاً إنه “تجاوز منذ زمن طويل الظالم هتلر من حيث جرائم الإبادة الجماعية.

” هذا التصريح الحاد يُبرز حجم الاستنكار الدولي لبعض العمليات الإسرائيلية ويزيد الضغط على إسرائيل لوقف التصعيد.

كما تضمنت المحادثات مناقشة موجزة لمقترح أمريكي قُدّم لإيران في نهاية مايو/أيار، أكد فيه ويكوف وجود “عرض جديد لتجاوز الخطوط الحمر”، والمقترح يقضي بـ”تعليق” البرنامج النووي الإيراني لفترة زمنية تصل إلى 3 سنوات.

ومع ذلك، يُعقد الموقف بطلب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الحالي بـ”التفكيك” الكامل للمنشآت النووية الإيرانية بدلاً من مجرد التعليق، وهو شرط أكثر صرامة قد يُعيق التقدم الدبلوماسي.

وقد أدانت كوريا الشمالية الهجمات الإسرائيلية، محذرةً من حرب شاملة جديدة.

وسيُعقد مجلس الأمن الدولي اجتماعاً عاجلاً اليوم لمناقشة هذا الوضع المتفجر.

مخاوف من استهداف البنية التحتية المدنية: خط أحمر يتلاشى؟

إن استهداف أهداف مثل جامعة الإمام الحسين، وتحذير مناطق سكنية، يُثير قلقًا عميقًا بشأن تآكل قواعد الاشتباك التقليدية.

هل يعني هذا أن مفهوم “الهدف المشروع” يتوسع ليشمل بنى تحتية مدنية أو شبه مدنية بحجة ارتباطها العسكري؟

هذه التطورات تفتح الباب أمام تساؤلات خطيرة حول الامتثال للقانون الدولي الإنساني وتُهدد بتصعيد كارثي حيث تتلاشى الخطوط الفاصلة بين الأهداف العسكرية والمدنية.

في المقابل، وعلى الرغم من مزاعم إيرانية سابقة، لم يُستهدف مستشفى سوروكا الإسرائيلي بشكل مباشر، بل تعرض لـعاصفة انفجار صاروخ استهدف مقراً عسكرياً إسرائيلياً قريباً منه.

هذا التطور يُبرز أن الصراع لا يزال في مرحلة استهداف الأهداف العسكرية، لكن مجرد القرب من المنشآت المدنية يُبقي المخاوف قائمة بشأن توسع نطاق الأهداف.

مضيق هرمز: "كابوس" الاقتصاد العالمي

تظل التداعيات الاقتصادية هي الهاجس الأكبر الذي يُقلق العالم. يُعد مضيق هرمز شريان النفط العالمي، وأي تعطيل له سيُغرق الأسواق في فوضى غير مسبوقة.

التهديد الإيراني بزرع الألغام في المضيق إذا تدخلت الولايات المتحدة يُعتبر “كابوساً” حقيقياً، إذ سيُسبب ارتفاعاً جنونياً في أسعار النفط إلى ما يقرب من 100 دولار للبرميل، مما يُهدد بتعطيل الاقتصاد العالمي بأسره.

ورغم أن المضيق لا يزال مفتوحاً حالياً، إلا أن “الانخفاض الطفيف” في حركة الشحن يُشير إلى أن التوتر بدأ يُلقي بظلاله على حركة التجارة الدولية.

المجموعتان الضاربتان الأمريكيتان: تعزيزات قوة في قلب الصراع

تتجه حاملة الطائرات “يو إس إس نيميتز” إلى الشرق الأوسط، لتنضم إلى مجموعة “يو إس إس فينسون” الموجودة بالفعل، في إطار انتشار يعزز الوجود العسكري الأمريكي في المنطقة بشكل كبير.

هذه الخطوة، التي جاءت بعد مغادرة “نيميتز” مياه جنوب شرق آسيا يوم الاثنين، تعكس استعداداً أمريكياً متزايداً لأي طوارئ محتملة في ظل احتدام الصراع بين إيران وإسرائيل.

ماذا نعلم عن هذه المجموعات الضاربة؟

تُعدّ كل من “نيميتز” و”فينسون” حاملتي طائرات من فئة نيميتز، وهما من أكبر السفن الحربية في العالم، تعملان بمفاعلين نوويين.

يبلغ طول كل منهما حوالي 1100 قدم وتزيح قرابة 100 ألف طن، وتستوعب طاقماً يزيد عن 5000 شخص.

قدرات قتالية هائلة:

. الطائرات: يمكن لكل حاملة طائرات حمل أكثر من 60 طائرة، بما في ذلك طائرات الشبح المقاتلة F-35 (على متن فينسون فقط)، وطائرات F/A-18 المقاتلة، وطائرات الحرب الإلكترونية EA-18، وطائرات الإنذار المبكر والتحكم المحمولة جواً E-2، بالإضافة إلى المروحيات.

. الدعم البحري: تنضم إلى حاملة الطائرات في المجموعة الهجومية مدمرات و/أو طرادات صاروخية موجهة، وهي مسؤولة عن الدفاع الجوي للمجموعة وحربها ضد الغواصات.

. القوة الضاربة: تُسلّح المدمرات والطرادات بصواريخ توماهوك كروز لضرب أهداف على بُعد مئات الأميال من حاملة الطائرات.

وغالباً ما تعمل غواصة هجوم سريع، قادرة أيضاً على إطلاق صواريخ توماهوك كروز، مع المجموعة الهجومية، على الرغم من أن البحرية الأمريكية نادراً ما تكشف عن تحركات غواصاتها ومواقعها المحددة.

مع تواجد مجموعتين هجوميتين كاملتين لحاملات الطائرات في منطقة الشرق الأوسط، ترسل البحرية الأمريكية رسالة واضحة حول قدرتها على الاستجابة السريعة لأي تصعيد، وتوفير قوة ردع هائلة.

دعوات لتغيير نظام إيران: سوابق أمريكية وتداعيات تاريخية

مع تصاعد الهجمات الإسرائيلية على إيران، تتزايد الدعوات لتغيير النظام في طهران، حيث أثار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إمكانية استهداف الزعيم الإيراني القوي، علي خامنئي.

لكن الإيرانيين لديهم تجربة شخصية مؤلمة مع التدخل الأمريكي في شؤونهم الداخلية، مما يُلقي بظلاله على أي دعوات مماثلة اليوم.

الانقلاب المدعوم أمريكياً عام 1953: سابقة تاريخية

في عام 1953، ساعدت الولايات المتحدة، بالتعاون مع بريطانيا، في تنظيم انقلاب للإطاحة برئيس الوزراء الإيراني المنتخب ديمقراطياً محمد مصدق.

كان مصدق قد تعهد بتأميم حقول النفط في البلاد، وهي خطوة اعتبرتها الولايات المتحدة وبريطانيا ضربة موجعة لمصالحهما الاقتصادية في ذروة الحرب الباردة.

. هدف الانقلاب: كان الهدف هو دعم محمد رضا بهلوي ليحكم شاهًا لإيران، وتعيين رئيس وزراء جديد، الجنرال فضل الله زاهدي.

. دور الاستخبارات: قبل الانقلاب، ساعدت وكالة المخابرات المركزية الأمريكية (CIA)، إلى جانب جهاز المخابرات البريطاني (SIS)، في تأجيج العداء لمصدق باستخدام الدعاية.

وفي عام 1953، ساعدت وكالة المخابرات المركزية وجهاز المخابرات البريطاني في جمع القوات الموالية للشاه وتنظيم احتجاجات واسعة ضد مصدق، والتي سرعان ما انضم إليها الجيش.

. التمويل الأمريكي: أظهرت الوثائق أن وكالة المخابرات المركزية، لتوفير بعض الاستقرار لزاهدي، وفرت سراً 5 ملايين دولار في غضون يومين من توليه السلطة.

. اعتراف أمريكي: في عام 2013، نُشرت وثائق رفعت عنها السرية لوكالة المخابرات المركزية، مؤكدةً تورط الوكالة لأول مرة، على الرغم من أن الدور الأمريكي كان معروفًا بشكل واسع، حتى أن الرئيس السابق باراك أوباما أقر بتورط واشنطن في انقلاب 2009 (في سياق اعترافه بتدخلات سابقة، ربما قصد انقلاب 1953).

تداعيات عكسية:

بعد الإطاحة بمصدق، عززت الولايات المتحدة دعمها لبهلوي ليحكم البلاد شاهاً.

لكن الإيرانيين استاءوا بشدة من هذا التدخل الأجنبي، مما أجج المشاعر المعادية لأمريكا في البلاد لعقود.

توّج هذا الاستياء بالثورة الإسلامية عام 1979، التي أطاحت بالشاه وأنهت النظام الملكي المدعوم من الغرب، معلنةً بداية الجمهورية الإسلامية والحكم الديني.

هذا التاريخ المعقد يُظهر أن أي محاولة لفرض تغيير النظام في إيران قد تأتي بنتائج عكسية وتزيد من حدة المشاعر المعادية للولايات المتحدة في المنطقة.

خطر تدمير منشأة فوردو النووية الإيرانية: مخاطر جمة

يدور الكثير من الحديث حالياً حول قرار الرئيس دونالد ترامب المحتمل باستخدام الأصول العسكرية الأمريكية لضرب منشأة فوردو النووية الإيرانية. هذه المنشأة، المدفونة على عمق حوالي 300 قدم تحت الأرض ومغلفة بأسمنت صلب للغاية، تُعدّ المحور الرئيسي للبرنامج النووي الإيراني، حيث تضم ما يقرب من 3000 جهاز طرد مركزي.

تحديات الاستهداف:

. حصانة الموقع: يرى خبراء مثل محلل السياسة الخارجية الأمريكية ماكس بوت أنه لا سبيل لإسرائيل لقصف هذا الموقع حتى يندثر، ببساطة لأنهم لا يملكون الذخائر اللازمة.

. القنابل الخارقة للتحصينات: الذخائر الوحيدة القادرة على تدمير فوردو هي القنابل الخارقة للتحصينات التي تزن 30 ألف رطل (مثل قنابل GBU-57 MOP)، والتي تحملها قاذفات الشبح B-2 الأمريكية.

وحتى باستخدامها، سيتطلب تدمير موقع بهذا الحجم أكثر من قنبلة واحدة، وعلى الأرجح قنابل متعددة.

. خيارات إسرائيلية: بالرغم من أن إسرائيل تسيطر على سماء إيران حالياً، مما يمنحها حرية تحرك هائلة، إلا أن أي عملية كوماندوز برية ستكون محفوفة بالمخاطر.

الطريقة الأضمن لتدمير الموقع هي إرسال قاذفات B-2 الشبح.

مفارقة نتنياهو وموقف الاستخبارات:

لطالما أثار رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو قلقاً بالغاً بشأن البرنامج النووي الإيراني، مؤكداً على قرب إيران من امتلاك قنبلة نووية منذ عام 1996 وحتى يونيو 2025.

ومع ذلك، تُظهر الوقائع أن الكثير من هذا القلق كان مُبالغاً فيه.

. تقييم الاستخبارات: يعتقد ماكس بوت أن البرنامج النووي الإيراني قد تسارع منذ قرار ترامب الكارثي عام 2018 بالانسحاب من الاتفاق النووي الإيراني.

فبينما كانت إيران تستغرق أكثر من عام لامتلاك ما يكفي من المواد الانشطارية لصنع قنبلة قبل عام 2018، تقلصت المدة الآن إلى أسبوع أو أسبوعين، وهذا ما تتفق عليه جميع أجهزة الاستخبارات الأمريكية.

. الخلاف على سرعة التسليح: يكمن الخلاف بين الإسرائيليين والأمريكيين في المدة التي ستستغرقها إيران لتحويل هذه المواد إلى أسلحة نووية فعلية؛ حيث يقول الإسرائيليون إن ذلك يمكن أن يتم بسرعة كبيرة، بينما ترى الاستخبارات الأمريكية أن الأمر سيستغرق وقتاً أطول.

التداعيات المحتملة لضربة فوردو:

حتى لو دُمر موقع فوردو، فإن ذلك لا يعني أن إيران لن تتمكن أبداً من الحصول على سلاح نووي، لأن الكثير من المعلومات واليورانيوم المخصب والمواد الأخرى ستبقى في أيدي الإيرانيين.

التحدي الأكبر الذي يواجهه الرئيس ترامب هو الموازنة بين استهداف فوردو وخطر التصعيد غير المسبوق.

. خطر التصعيد: إذا استهدفت الولايات المتحدة فوردو، فإن الإيرانيين، الذين امتنعوا حتى الآن عن مهاجمة القواعد الأمريكية أو عمليات الشحن في المنطقة، قد يُصعدون الموقف.

قواعد الولايات المتحدة قريبة جداً من إيران (أقرب بكثير من إسرائيل التي تبعد حوالي ألف ميل)، مما يجعلها أهدافًا محتملة للصواريخ والطائرات بدون طيار الإيرانية.

. تهديد الملاحة: لدى إيران القدرة على زرع الألغام في الخليج والبحر الأحمر، مما يُشكل تهديداً كبيرًا لحركة الملاحة الدولية وإمدادات النفط العالمية.

إن استهداف فوردو، على الرغم من أهميته، قد يُشعل فتيل صراع أوسع ويُدخل الولايات المتحدة مباشرة في قلب الأعمال العدائية، مما قد يُكلفها ثمناً باهظاً.

توقعات وخلاصة: هل تنجح الدبلوماسية في نزع فتيل الأزمة؟

مع هذه التطورات المتسارعة، يبدو أن المنطقة على حافة صراع أوسع.

وبينما يُبقي ترامب الباب مفتوحاً أمام المفاوضات، تُصعد إسرائيل من ضرباتها وتُحذر روسيا من عواقب وخيمة لأي تدخل أمريكي.

دعوات الصين وتركيا وباكستان للتهدئة وتوحيد الصف الإسلامي تُضاف إلى جهود دولية لتجنب كارثة محتملة.

يبقى السؤال قائماً: هل ستنجح هذه الجهود الدبلوماسية في نزع فتيل الأزمة ومنع الانجرار إلى حرب شاملة قد تكون تداعياتها الإنسانية والجيوسياسية كارثية؟ أم أن تصميم الجانبين على تحقيق أهدافهما سيُقود المنطقة إلى المجهول؟

المزيد من الكاتب

تصعيد الظلال: الشركات الأمريكية في مرمى صراع إسرائيل وإيران السيبراني

حرب الشرق الأوسط: جبهات مشتعلة وتصعيد غير مسبوق في اليوم الثامن

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *