تحليل عميق: حرب الشرق الأوسط.. أهداف خفية ومستقبل غامض

18 يونيو 2025، 01:31 صباحاً بتوقيت ليبيا – تتجاوز الحرب المشتعلة بين إسرائيل وإيران منذ خمسة أيام حدود المواجهة العسكرية التقليدية، لتكشف عن طبقات أعمق من الأهداف الاستراتيجية والتكتيكية، وتضع المنطقة والعالم أمام تحديات غير مسبوقة. بينما تتصاعد حدة الاشتباكات وتتبادل الأطراف الضربات الموجعة، يبرز السؤال الأهم: ما هي الاحتمالات الحقيقية لهذا الصراع، وهل يتجه نحو التصعيد أم الانخفاض؟

الأهداف الخفية: هل تغيير النظام الإيراني على الطاولة؟

لم تكن “القضاء على البرنامج النووي الإيراني” و”تدمير قدرات الصواريخ الباليستية” هي الأهداف المعلنة الوحيدة لإسرائيل.

فالمعلومات الأخيرة تُشير إلى أن تغيير النظام في طهران يبرز كهدف غير معلن، لكنه يُناقش علناً وبصخب متزايد لحرب إسرائيل.

رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، في تصريحات دراماتيكية (17 يونيو، قبل 7 ساعات من الآن)، أشار إلى أن قتل المرشد الأعلى علي خامنئي “قد ينهي الحرب”، ووصف النظام الإيراني بأنه “ضعيف للغاية”.

هذا ما يُعززه أيضاً تحذير وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس لخامنئي بأن “من الأفضل أن يتذكر مصير الديكتاتور في الدولة المجاورة لإيران”، في إشارة إلى صدام حسين.

هذه التصريحات تُلقي بظلالها على طبيعة الصراع، وتُشير إلى أن إسرائيل قد تكون مستعدة لدفع الصراع إلى أبعد من مجرد تدمير القدرات العسكرية.

ومع ذلك، يظل هناك انقسام واضح في الموقف الأمريكي. فبينما يصر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب على أن “إيران لن تمتلك سلاحاً نووياً أبداً” (17 يونيو، 09:52 صباحاً GMT)، ويُظهر تردده في اتخاذ قرار “التدخل السريع والقيام بعمل هائل” لقتل خامنئي – بحجة “أنه آية الله الذي تعرفه مقابل آية الله الذي لا تعرفه” (17 يونيو، قبل 7 ساعات من الآن) – يظل السيناريو الأكثر ترجيحاً، حتى إلقاء كلمته المرتقبة، هو أن الولايات المتحدة قد تكتفي بدعم لوجستي وقصف جوي للمنشآت الإيرانية شديدة التحصين مثل فوردو، التي لا تستطيع إسرائيل تدميرها بمفردها.

وزير الدفاع الإسرائيلي السابق، يوآف غالانت، كشف أن الشرط الأخير لشن الهجوم على إيران كان “موافقة الولايات المتحدة”، مشيراً إلى أن “المهمة يجب أن تُنجز… من قبل العالم الحر”، بينما يتوقع المستشار الألماني فريدريش ميرز في 17:57 مساءً بتوقيت غرينتش (07:57 مساءً بتوقيت ليبيا) مشاركة أمريكا في الحرب ضد إيران في المستقبل القريب إذا لم تتراجع طهران.

ميزان القوى: من يتضرر أكثر؟

تُظهر التطورات أن كلا الطرفين يتكبد خسائر.

إسرائيل نجحت في اختراق العمق الإيراني، واغتيال شخصيات عسكرية رفيعة مثل رئيس الأركان العامة الإيراني علي شادماني (17 يونيو، 08:28 صباحاً GMT) للمرة الثانية، وتدمير أكثر من 70 بطارية دفاع جوي (17 يونيو، 07:21 مساءً بتوقيت غرينتش / 09:21 مساءً بتوقيت ليبيا)، مما يمنحها “تفوقاً جوياً” و”يمهد الطريق إلى طهران”.

هذا التقدم “أسرع من المتوقع” ويشير إلى قدرة إسرائيل على توجيه ضربات دقيقة وفعالة، وتؤكد تصريحات المسؤولين الإسرائيليين أن “الجيش الإسرائيلي يعيد تشكيل الوضع العملياتي في الشرق الأوسط، وقد يحدث تحولاً استراتيجياً غير مسبوق”.

وفي هذه الأثناء، تُشن إسرائيل سلسلة غارات جديدة في العمق الإيراني، مع إعلان الجيش الإسرائيلي أنه سيعمل في الساعات المقبلة في “المربع 18 في طهران” ويهاجم بنى عسكرية إيرانية، مما يؤكد استمرارية العمليات الهجومية الإسرائيلية في قلب إيران.

لكن إيران، بدورها، أظهرت قدرة على الرد، وإن كانت محدودة. فالهجمات الصاروخية على تل أبيب وهرتسليا (17 يونيو، 08:07 صباحاً GMT و 17:59 مساءً GMT)، وادعاء استهداف مقر الموساد (17 يونيو، 12:04 ظهراً GMT)، وإسقاط طائرة إف-35 إسرائيلية في تبريز (17 يونيو، 11:51 صباحاً GMT)، تشير إلى أن طهران لا تزال تمتلك القدرة على إلحاق الضرر بالداخل الإيراني.

إن رصد الصواريخ الإيرانية الجديدة (17 يونيو، 11:58 مساءً بتوقيت ليبيا) التي تتجه نحو تل أبيب وحيفا والجليل، مصحوباً بصفارات الإنذار الواسعة ومحاولات الاعتراض المكثفة التي تُشير إلى أكبر دفعة صاروخية لليوم الخامس، وسقوط إصابات مباشرة في منطقة هشارون، يُعزز بشكل كبير فكرة أن إيران قادرة على استهداف مناطق حيوية إسرائيلية على نطاق واسع وفعال، وهو ما يزيد من الضغط على الدفاعات الإسرائيلية.

وبعد حوالي 30 دقيقة، دوت صفارات الإنذار مجدداً مع سقوط دفعة صاروخية ثانية مكونة من حوالي 10 صواريخ إيرانية استهدفت نفس المنطقة في تل أبيب، مما يرفع العدد الإجمالي للصواريخ التي استهدفت المدينة خلال فترة قصيرة إلى حوالي 25 صاروخاً، في إشارة إلى تصعيد منهجي ومكثف. وقد أدى سقوط صاروخ إيراني إلى اندلاع حريق في ورشة سيارات بتل أبيب، مما يُظهر تصاعد الأضرار المباشرة.

وقد حذر رئيس هيئة الأركان الإيرانية سكان الأراضي المحتلة، خاصة في تل أبيب وحيفا، لمغادرتها فوراً للحفاظ على أرواحهم، وفي أحدث التحذيرات، أصدر الحرس الثوري الإيراني تحذيراً بإخلاء منطقة نفيه تصيدق في تل أبيب، مما ينذر باستهداف وشيك لتلك المنطقة ويضيف طبقة جديدة من القلق للمدنيين.

الأضرار البشرية في إيران، والتي شملت مقتل 10 أطفال و35 امرأة و1800 جريح وفقاً لوزير الصحة الإيراني في 18:03 مساءً بتوقيت غرينتش (08:03 مساءً بتوقيت ليبيا)، بالإضافة إلى الشلل الاقتصادي الناتج عن الهجمات السيبرانية على البنوك (17 يونيو، 11:21 صباحاً GMT)، تُشير إلى أن التكلفة البشرية والاقتصادية تتزايد بشكل كبير على الجانب الإيراني، ومعها الضغط على النظام من الداخل، كما ظهر في دعوة المخرج الإيراني المعارض جعفر بناهي لـ”حل النظام فوراً” (17 يونيو، 06:02 مساءً GMT).

الولايات المتحدة، وإن كانت تدعم إسرائيل دفاعياً (مثل إسقاط البحرية الأمريكية صواريخ إيرانية قبالة سواحل إسرائيل 17 يونيو، 06:52 مساءً GMT)، تدرك أن أي تدخل مباشر ضد منشأة فوردو سيتطلب قنابل متخصصة وطائرات أمريكية، مما يزيد من مستوى المخاطرة. هذا هو جوهر النقاش الدائر حالياً في واشنطن، حيث يدرس ترامب “إمكانية انخراط الولايات المتحدة بشكل أكبر”، وهو ما سيحسمه في كلمته المرتقبة.

صرح مسؤولان إسرائيليان لموقع أكسيوس أن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو والمؤسسة الدفاعية الإسرائيلية لا يزالان يعتقدان أن ترامب من المرجح أن يدخل الحرب في الأيام المقبلة لقصف منشأة تخصيب اليورانيوم الإيرانية تحت الأرض.

اللاعبون الدوليون: انقسام وتداعيات عالمية

الصراع ألقى بظلاله على الساحة الدولية، كاشفاً عن انقسامات حادة:

. الولايات المتحدة: موقف متأرجح بين دعم إسرائيل الحازم والتردد في الانخراط المباشر، مع ترامب الذي يميل نحو “نهاية حقيقية” للبرنامج النووي، حتى لو تطلب ذلك قوة عسكرية.

تُشير المصادر إلى نشر مقاتلات أمريكية (إف-16، إف-22، إف-35) وسفن حربية في الشرق الأوسط بأبعاد دفاعية، لكن السيناتور ليندسي غراهام يدعو ترامب إلى “الوفاء بالوعد” بإنهاء البرنامج النووي الإيراني بالقوة إذا لزم الأمر، مؤكداً “عواقب وخيمة” لعدم اتخاذ القرار.

بينما يسعى نواب أمريكيون لتقديم مشروع قرار لمنع التدخل الأمريكي. التطور الأخير من الرئيس الفرنسي ماكرون بأن ترامب قد “غير رأيه” (17 يونيو، قبل قليل) يزيد من الغموض حول وجهة الموقف الأمريكي.

مكالمة رئيس الوزراء نتنياهو العاجلة مع الرئيس ترامب (17 يونيو، 11:58 مساءً بتوقيت ليبيا)، والتي جاءت بعد انتهائه من جلسة مشاورات أمنية مكثفة استمرت ثلاث ساعات، تُسلط الضوء على عمق الأزمة وحجم التنسيق المطلوب بين الحليفين في هذه اللحظات الحرجة، خاصة في ظل استمرار الهجمات الصاروخية الإيرانية واسعة النطاق على إسرائيل. كشف مسؤول إسرائيلي لموقع أكسيوس أن ترامب يفكر جدياً في الانضمام إلى الضربات على إيران لاستهداف منشأة فوردو النووية، وأن نتنياهو يعتقد أنه من المرجح أن ينضم ترامب للضربات.

كما صرح ترامب نفسه بأنه “لدينا الآن سيطرة كاملة وشاملة على سماء إيران”، وأنه “يعرف بالضبط أين يختبئ ما يُسمى بـ’المرشد الأعلى’… لن نقضي عليه (نقتله!)، على الأقل ليس في الوقت الحالي.

لكننا لا نريد إطلاق صواريخ على المدنيين أو الجنود الأمريكيين. صبرنا ينفد.”

وقد أُعلِنَ عن إغلاق السفارة الأمريكية في القدس اعتباراً من الأربعاء وحتى الجمعة، في إشارة إلى تزايد المخاطر الأمنية.

. روسيا: تدق ناقوس الخطر بشأن “التصعيد المتسارع” و”عدم القدرة على التنبؤ” (17 يونيو، 12:56 ظهراً GMT)، مع إظهار تردد إسرائيلي في قبول وساطتها (17 يونيو، 01:28 ظهراً GMT).

روسيا والصين سيبحثان الوضع في مكالمة هاتفية هذا الأسبوع (17 يونيو، 06:12 مساءً GMT)، مما يؤكد أهمية التنسيق بين القوتين العظميين.

وقد أكدت وزارة الخارجية الروسية أن هجمات إسرائيل على المنشآت النووية السلمية في إيران غير قانونية وتدفع نحو كارثة نووية، محذرة من أن هذه الإجراءات لا تحظى بدعم سوى من الدول التي تشارك فيها فعلياً، وأنها “غير مقبولة على الإطلاق” كونها تُحقق أهداف عدم الانتشار النووي من خلال العدوان.

. الصين: تتهم ترامب بـ”صب الزيت على النار” (17 يونيو، 09:55 صباحاً GMT)، وتدعو مواطنيها لمغادرة إيران (17 يونيو، 01:25 مساءً GMT)، مما يعكس قلقها من اتساع نطاق الصراع.

. أوروبا: تدعو إلى “خفض التصعيد” و”استئناف الحوار” و”تجنب أي توسع إقليمي أو نووي” (17 يونيو، 08:42 صباحاً GMT)، مع قلق متزايد من تداعيات الحرب على المنطقة والعالم، خاصة أسعار الطاقة التي تشهد ارتفاعاً (17 يونيو، 09:02 صباحاً GMT).

المستشار الألماني فريدريش ميرز صرّح بأن “إسرائيل تقوم بأعمال قذرة من أجلنا جميعاً” وتوقع مشاركة أمريكا في الحرب (17 يونيو، 05:57 مساءً GMT).

. الدول الإقليمية (الأردن، قطر، تركيا، العراق، حماس): تُعرب عن قلقها البالغ من تداعيات الحرب، وتدعو إلى حل دبلوماسي سريع، محذرة من “انهيار إيران” الذي سيؤدي إلى فوضى عارمة في المنطقة، وهو ما أكده الشيخ حمد بن جاسم (قبل 3 ساعات).

الملك الأردني عبد الله الثاني حذر من “انحدار أخلاقي” وهجمات إسرائيل “تصعيد خطير” (قبل 4 ساعات). وزير الخارجية العراقي حذر أيضاً من “خطورة التصعيد العسكري” وتداعياته على استقرار المنطقة.

من جانبها، صرحت حماس (17 يونيو، قبل قليل) أن “التهديد الأمريكي بالتدخل العسكري ضد إيران سيفجر المنطقة” برمتها.

وقد حذر مندوب إيران الدائم لدى الأمم المتحدة من “عواقب كارثية” جراء الهجمات الإسرائيلية على المنشآت النووية السلمية، مؤكداً أن بلاده لم تكن البادئة في أي حرب وأن ردها كان دفاعياً ومحدوداً ورادعاً.

هل الموقف للتصعيد أم الانخفاض؟

الوضع الحالي يشير إلى تصعيد مستمر ومتسارع وغير مسبوق.

رصد الصواريخ الإيرانية المتجهة نحو تل أبيب وحيفا والجليل (17 يونيو، 11:58 مساءً بتوقيت ليبيا)، مصحوباً بصفارات الإنذار الواسعة ومحاولات الاعتراض المكثفة التي تُشير إلى أكبر دفعة صاروخية لليوم الخامس، وسقوط إصابات مباشرة في منطقة هشارون، يُعد تصعيداً نوعياً في الاستهداف الإيراني للعمق الإسرائيلي وقدرة على إحداث ضرر مباشر.

وقد تعزز هذا التصعيد بسقوط دفعة صاروخية ثانية مكونة من حوالي 10 صواريخ على نفس المنطقة في تل أبيب بعد 30 دقيقة، مما يرفع العدد الإجمالي للصواريخ التي استهدفت المدينة خلال فترة قصيرة إلى حوالي 25 صاروخاً.

وقد أدى سقوط صاروخ إيراني إلى اندلاع حريق في ورشة سيارات بتل أبيب، مما يُظهر تصاعد الأضرار المباشرة.

وفي أحدث التحذيرات، أصدر الحرس الثوري الإيراني تحذيراً بإخلاء منطقة نفيه تصيدق في تل أبيب، مما ينذر باستهداف وشيك لتلك المنطقة ويضيف طبقة جديدة من القلق للمدنيين.

تصريحات نتنياهو عن “تغيير النظام” و”القضاء على قادة الإرهاب واحداً تلو الآخر”، ودعوات إيران لـ”عملية عقابية” وشيكة (17 يونيو، 07:24 مساءً GMT)، بالإضافة إلى إعلانها عن استخدام صاروخ جديد لم تتمكن إسرائيل من اعتراضه (17 يونيو، 01:05 مساءً GMT)، كلها دلائل على نية الأطراف في مواصلة الحرب. إعلان الحرس الثوري الإيراني نقل صلاحيات خامنئي للمجلس الأعلى للحرس الثوري (17 يونيو، 07:55 مساءً GMT) قد يكون إجراءً وقائياً لتأمين استمرارية الحرب في حال أي طارئ.

لكن هناك بعض المؤشرات التي قد تُمهد للانخفاض، وإن كانت ضعيفة حالياً. دعوات إيران لفتح جميع المواقع النووية أمام البعثة الدبلوماسية لمنع قصفها (17 يونيو، قبل 6 ساعات من الآن)، ورفض ترامب لقتل خامنئي “في الوقت الحالي” (17 يونيو، 07:11 مساءً GMT)، ومناشدة المخرج الإيراني المعارض جعفر بناهي للأمم المتحدة بـ”حل النظام فوراً” ووقف الحرب (17 يونيو، 06:02 مساءً GMT)، كلها نقاط قد تُشكل أساساً لتدخل دبلوماسي مستقبلي، لكنها لا تزال بعيدة عن تحقيق اختراق حقيقي.

تبقى النقطة الحاسمة هي كلمة الرئيس الأمريكي المرتقبة ومكالمته الأخيرة مع نتنياهو. التوتر غير العادي والترقب يعم الأجواء، خاصة بعد تصريح ماكرون بأن ترامب قد “غير رأيه” دون تحديد ماهية هذا التغيير.

إذا قرر ترامب التدخل العسكري المباشر، فإن هذا سيشعل فتيل صراع إقليمي أوسع لا يمكن التنبؤ بحدوده، وقد يُؤدي إلى “تفجير المنطقة” كما حذرت حماس.

أما إذا اختار مسار الضغط الدبلوماسي مع التهديد العسكري، فقد يفتح باباً – ولو ضيقاً – أمام إنهاء هذا “الجنون” الذي يهدد استقرار الشرق الأوسط والعالم بأسره. الصبر ينفد، والمجهول هو سيد الموقف، والمنطقة تنتظر لتحديد مصيرها.

المزيد من الكاتب

تصعيد لا هوادة فيه: الشرق الأوسط على شفا الهاوية مع تصاعد الصراع الإيراني الإسرائيلي

المقاومة الأمريكية: من الصمت إلى الصرخة المدويّة في عهد ترامب الثاني

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *