سر الطائرة الصامتة: 10 دقائق من الرعب في سماء أوروبا

في قلب سماء زرقاء صافية، وعلى ارتفاع آلاف الأقدام، كانت رحلة “لوفتهانزا” المتجهة من فرانكفورت إلى إشبيلية تُحلّق بهدوء.

لم يكن الركاب يعلمون أن لحظات الرعب كانت تختمر في قمرة القيادة، وأن قدرهم سيتعلق بـ 10 دقائق صامتة ستُغير مفهومهم عن الخوف إلى الأبد.

بداية الـ "لا عودة": غياب القبطان وصمت القمرة

كان كل شيء يبدو طبيعياً، قبطان الطائرة، في إطار روتينه المعتاد، توجّه لدورة المياه لفترة وجيزة. ترك مساعد الطيار وحيداً في قمرة القيادة، مع تفعيل نظام الطيار الآلي الذي كان يقود الطائرة بثبات.

كان كل شيء يبدو طبيعياً، قبطان الطائرة، في إطار روتينه المعتاد، توجّه لدورة المياه لفترة وجيزة. ترك مساعد الطيار وحيداً في قمرة القيادة، مع تفعيل نظام الطيار الآلي الذي كان يقود الطائرة بثبات.

لكن القدر كان يخبئ مفاجأة مرعبة: فجأة، ودون سابق إنذار، أُغمي على مساعد الطيار!

عشر دقائق كاملة. عشر دقائق مرت كأنها دهر، والطائرة تُحلّق بـ 10 دقائق من دون أي تحكم بشري واعي.

الأجهزة تومض، الطيار الآلي يعمل، لكن مساعد الطيار، في غيبوبته، قام بتشغيل أجهزة التحكم عن غير قصد، ليزيد من الغموض ويثير تساؤلات حول ما كان يحدث في الكواليس الصامتة لقمرة القيادة.

اللحظات الفاصلة: عودة القبطان وبابٌ عصي

عاد القبطان من دورة المياه. اقترب من باب قمرة القيادة، وأدخل الرمز المعتاد، مرة تلو الأخرى، لكن الباب لم يفتح! هنا بدأت الشرارة الأولى للرعب تتسلل إلى قلوب الركاب القريبين.

رأوا القبطان يحاول، ملامح وجهه تتغير، والقلق يرسم خطوطه على جبينه.

لقد حاول القبطان بكل احترافية الحفاظ على هدوئه، لكن نظراته القلقة كانت كفيلة بإيصال رسالة غير مباشرة: “هناك خطب ما“.

الصمت بدأ يخيّم على الممرات. همسات خافتة تبادلتها المقاعد الأمامية، ثم تلاها صمت مطبق. صمتٌ مخيف قطعه صوت مضيفة الطيران وهي تطلب طبيباً على متن الطائرة!”.

هذا النداء المفاجئ، كالصاعقة، أفقد الركاب أي أمل متبقٍ في أن الأمر مجرد خلل فني بسيط. لقد أصبح الخوف واقعاً ملموساً.

الدعوات ارتفعت في السر، والأنفاس حُبست، والعيون تبادلت نظرات الذعر.

الصمت بدأ يخيّم على الممرات. همسات خافتة تبادلتها المقاعد الأمامية، ثم تلاها صمت مطبق. صمتٌ مخيف قطعه صوت مضيفة الطيران وهي تطلب طبيباً على متن الطائرة!”.

هذا النداء المفاجئ، كالصاعقة، أفقد الركاب أي أمل متبقٍ في أن الأمر مجرد خلل فني بسيط. لقد أصبح الخوف واقعاً ملموساً.

الدعوات ارتفعت في السر، والأنفاس حُبست، والعيون تبادلت نظرات الذعر.

وبعد لحظات بدت أبدية، تمكن القبطان أخيراً من فتح الباب. لحظة دخوله للقمرة، ذُهل من الموقف.

وجد زميله ملقىً على أجهزة الطائرة، والطائرة تسير بشكل مترنح.

بقي في ذهول لثوانٍ معدودة، ثم استعاد تركيزه ليقوم بتحريك زميله من على الأجهزة، وبصوت عالٍ نادى على الموظفين ومسؤول الأمن طالباً منهم نقله بسرعة إلى أحد المقاعد.

وعلى الفور، اتجه القبطان لتغيير وضعية الطائرة والسيطرة عليها بسرعة.

أعاد الأجهزة التي تم تشغيلها سهواً بسبب سقوط مساعد الطيار عليها إلى وضعها الطبيعي، ثم أعاد تشغيل الطيار الآلي من جديد.

تنهد بعدها بارتياح عميق، وكأن حملاً ثقيلاً أُزيح عن كاهله.

كسر الصمت: تفسير القبطان ورحلة الإنقاذ

وبعد هذه اللحظات التي بدت وكأنها أبدية، صدح صوت القبطان عبر مكبرات الصوت. صوته، رغم محاولته للثبات، حمل آثار التوتر الذي مر به.

فسر الموقف ببساطة: “لقد أغمي على مساعد الطيار، وقد قمنا بتغيير مسار الرحلة بشكل طارئ إلى مدريد لنقله إلى المستشفى.

الوضع تحت السيطرة تماماً”، كلماته كانت كالماء البارد على لهيب القلق، لكنها لم تطفئ النار تماماً.

هبوط الأمان: نهاية الكابوس ورفض العودة

مع كل دقيقة مرت، زاد الترقب. الركاب لم يرتاحوا حقاً إلا عندما لامست عجلات الطائرة مدرج مطار مدريد.

لحظة الهبوط كانت بمثابة ميلاد جديد للكثيرين. فور أن حطت الطائرة، انطلقت آهات الارتياح، وتخللتها دعوات الشكر بصوت مسموع.

لم يكن هذا الكابوس ليُنسى بسهولة.

فبعد الهبوط، رفض بعض الركاب استكمال رحلتهم إلى إشبيلية على متن الطائرة مرة أخرى. لقد اختاروا القطار ووسائل النقل البرية، مفضلين رحلة أطول وأقل سرعة على العودة إلى سماء قد تحمل لهم ذكريات مرعبة.

القبطان، الذي عاش أشد لحظات الرعب، صرح لاحقاً بأن “أكثر ما تخوف منه هو عدم القدرة على فتح باب قمرة القيادة لإنقاذ الموقف”.

لم يرتاح إلا بعد دخول القمرة وإنقاذ زميله، والتصرف بسرعة لتحويل المسار إلى مدريد.

لقد كانت تلك الدقائق العشر كافية لترسم في أذهان كل من كان على متن تلك الرحلة قصة درامية عن ضعف الإنسان وقوة الإرادة في مواجهة المجهول.

المزيد من الكاتب

بيان ورفلة: صرخة سيادة من قلب ليبيا.. والكرة في ملعب الأمم المتحدة!

ترقب عالمي: “سيلفر نوت” يخطو نحو المجد في غودوود!

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *