الرباط، المغرب – في ليلة تاريخية على أرض الملعب الأولمبي بالرباط، احتضنت العاصمة المغربية مواجهة كروية حاسمة ضمن المجموعة الأولى من كأس الأمم الأفريقية للسيدات 2025 (WAFCON)
لقاءٌ لم يكن مجرد مباراة، بل كان معركة على مقعد في ربع النهائي، صراعٌ بين طموح “لبؤات الأطلس” المغربيات، وإصرار “لبؤات التيرانغا” السنغاليات.
رهانات عالية: تعادل للمغرب، فوز للسنغال!
مع دوي صافرة البداية، كانت الرهانات واضحة: المغرب، بدعم جماهيري هائل يملأ المدرجات، كان يحتاج إلى التعادل فقط لحجز مقعده في الدور ربع النهائي.
أما السنغال، فكانت تتطلع إلى هدف أكبر: الفوز وحده هو من سيفتح لها أبواب التأهل المباشر.

مواجهة متوترة ومتكافئة بين منتخبين يسعيان لترك بصمتهما في هذه النسخة من البطولة.
شبح الـ 7-0: هل يثأر السنغال؟
لم تكن هذه المواجهة مجرد لقاء عادي؛ ففي أكتوبر الماضي، اكتسح المغرب السنغال بنتيجة 7-0 في مباراة ودية. لكن هذه الذكرى القاسية لم تكن عبئاً على لاعبات السنغال ومدربهم مامي موسى سيسيه. “لقد أتاحت لنا تلك المباراة تحديد نقاط ضعفنا.
منذ ذلك الحين، عملنا بجد. سيكون الوضع مختلفًا”، هكذا أوضح قائد منتخب تحت 20 عاماً، الذي رُقّي الآن إلى الفريق الأول.
إنها رسالة واضحة: الصفحة قد طُويت، وأي حسابات، إن وجدت، ستُسوى بطريقة مختلفة: من خلال الشدة، التنظيم، والجهد الجماعي.
من الجانب المغربي، أبدى المدرب خورخي فيلدا حذراً مماثلاً: “لن تكون المباراة نفسها. لقد رأينا ما حققته السنغال ضد جمهورية الكونغو الديمقراطية وزامبيا.
إنهم فريق منظم جيداً، يتمتع بالجودة والرغبة”، أقرت سكينة أوزراوي، اللاعبة المتألقة في خط الوسط المغربي.
معركة تكتيكية وذهنية: الجمهور عامل حاسم!
أكد المدرب السنغالي على الاستعداد الذهني لفريقه: “تقوم هوية فريقنا على المسؤولية الفردية والالتزام الجماعي.
الفتيات يدركن أن عليهن رفع مستوى أدائهن”. وهو تحدٍّ يزداد صعوبةً نظراً لمواجهتهن خصمين: المنتخب المغربي وجمهوره المحلي الذي يملأ الملعب حماساً.
“هذا ما يجعل هذا النوع من المباريات أكثر إثارة”، قال سيسيه مبتسماً.
“نعشق هذه الأجواء. وهناك جالية سنغالية قوية هنا.”

من الجانب المغربي، سلّط المدرب الإسباني خورخي فيلدا الضوء على هذه التجربة قائلاً: “نستعد لهذه البطولة منذ أكثر من شهرين.
بدنياً، بفضل الطاقم الطبي، نحن مستعدون.
” وأقرّ بأن السنغال قد تحسّنت: “إنهم فريق متماسك، قادر على مفاجأة اللاعبين. علينا أن نكون مستعدين.”
المغرب يسعى للثقة، والسنغال في حالة انتعاش
دخل المغرب المباراة متصدرًا للمجموعة الأولى بأربع نقاط، متقدماً على زامبيا (أربع نقاط) والسنغال (ثلاث نقاط).
الفوز كان سيضمن لهم المركز الأول، وربما ربع نهائي “جيد”. أراد فيلدا الالتزام بخطته: “لن نغير هويتنا. لدينا نموذجنا، واللاعبون متحمسون لتقديم أداء ناجح.
” مع خمسة أهداف مسجلة في مباراتين، ومهارات فنية تفوق المتوسط، تُعتبر لاعبات أطلس قويات، لكن لا يزال أمامهن مجال للتطور دفاعياً.
على النقيض من ذلك، قدمت السنغال أداءً قوياً ضد زامبيا (3-2)، رغم الهزيمة.
وحلل مامي موسى سيسيه الوضع قائلاً: “لقد رأينا فريقاً ازداد قوة، وتمكن من خلق مشاكل لفريق أفريقي قوي”.
وأشاد بأداء نغوينار ندياي في الهجوم ونشاط ماما ديوب.
مع صافرة النهاية: طموحان يتجاوزان التأهل
بين المغرب والسنغال، تجاوز التحدي مجرد التأهل. يتعلق الأمر بإثبات أن التقدم لا يُقاس فقط بنتيجة مباراة ودية سابقة، بل بالقدرة على إعادة اكتشاف الذات، ومواجهة الصعاب، والتغلب على الضغوط.