شمس الرابع عشر من يونيو بزغت، لكن هذه المرة لم تكن كأي يوم آخر. فالعالم بأسره حبس أنفاسه، ترقباً لانطلاق صراع لم يشهده التاريخ الكروي من قبل.
لم تعد مجرد مباريات، بل هي ملحمة كروية، تُقام مرة كل أربع سنوات، حيث تتهاوى الأسماء الكبرى، وتُصنع الأساطير الخالدة: كأس العالم للأندية FIFA 2025™ بحلتها الجديدة.
في كل زاوية من الكوكب، تهتز قلوب الملايين، وتتوجه أنظارهم نحو الأراضي الأمريكية.
إحدى عشرة مدينة، واثنا عشر ملعباً عملاقاً، تستعد لاستقبال 32 فريقاً، و63 مباراة ستكتب فصولاً جديدة من المجد. إنها ليست مجرد بطولة، بل هي مسرح عالمي تُرفع فيه راية “الأقوى فقط”، حيث لا مكان للضعفاء، ولا مجد إلا لمن يمتلك العزيمة والإرادة الصلبة.
على أرض الساحرة المستديرة، تتجمع نخبة النخبة.
من عملاق أوروبا ريال مدريد، صاحب التاريخ العريق، إلى القوة الألمانية بايرن ميونخ، مروراً بالمدفعية البرتغالية بنفيكا وبورتو، وكتيبة الشغف أتلتيكو مدريد.
ولا ننسى ممثل أفريقيا الأشم، الأهلي المصري، حلم القارة السمراء، وممثل آسيا الذي يُبهر الجميع، الهلال السعودي، على موعد مع التاريخ ليرفع راية العرب.

النجوم الكبار على أهبة الاستعداد: ليونيل ميسي، إيرلينغ هالاند، هاري كين، ولاوتارو مارتينيز. كل نجم من هؤلاء يحمل على عاتقه أحلام ملايين المشجعين، وكل فريق يرى في هذه البطولة فرصة ذهبية لكتابة اسمه بأحرف من نور.
ليلة الحسم: صراع القمة وميلاد الأساطير
مع دقات الساعة، تتسارع نبضات القلوب. اليوم، السادس والعشرون من يونيو، ليس يوماً عادياً في سجل كأس العالم للأندية 2025.
إنه يوم الحسم، ليلة الختام لمجموعتين ستشعلان الأجواء بالتوتر، الفرح، اليأس، وشغف لا يُضاهى.
معركة الصدارة: يوفنتوس ومانشستر سيتي… ثأرٌ على أرض أورلاندو! في المجموعة السابعة، ضمن العملاقان يوفنتوس ومانشستر سيتي مقعديهما في دور الستة عشر، برصيد 6 نقاط لكل منهما من فوزين. لكن معركتهما الليلة في أورلاندو، بملعب كامبينغ وورلد، ليست تحصيل حاصل؛ إنها صراع على صدارة المجموعة.

كتيبة بيب غوارديولا، السيتي، تحتاج للفوز لتخطف المركز الأول، متجنبة بذلك مواجهة أشرس في الدور القادم.
أما البيانكونيري، فيكفيه التعادل بفضل أفضليته في الأهداف المسجلة (حيث يمتلك اليوفي +4 أهداف مقابل +3 للسيتي)، ليصعد كمتصدر.

هذا اللقاء يحمل في طياته ذكريات ثأر قديم؛ ففي دوري أبطال أوروبا الماضي، وتحديداً في ديسمبر كان يوفنتوس قد أسقط السيتي بهدفين نظيفين.
فهل تكون ليلة أورلاندو موعداً لثأر سماوي أم لتأكيد تفوق البيانكونيري على كتيبة غوارديولا؟
في واشنطن، بملعب أودي فيلد، يخوض الوداد والعين مباراة شرفية لوداع البطولة بشكل يليق بتاريخهما، بعد أن ودعا المنافسات رسمياً بصفر من النقاط.
جحيم المجموعة الثامنة: ريال مدريد، سالزبورغ، والهلال… من ينجو من فخ الحسابات؟ الأنظار كلها تتجه نحو هذه المجموعة المشتعلة، حيث تتصارع ثلاثة فرق على مقعدين.
ريال مدريد وسالزبورغ يمتلكان 4 نقاط لكل منهما (فوز وتعادل)، بينما يمتلك الهلال 3 نقاط من ثلاثة تعادلات.

مباراة الهلال وباتشوكا تقام في ناشفيل، بملعب جيوديس بارك، في نفس توقيت لقاء ريال مدريد وسالزبورغ في فيلادلفيا، بملعب لينكولن فينانشال فيلد.
دعنا نغوص في دهاليز هذه المجموعة، فالمصير معلق بحسابات دقيقة:
ليلة الحسم: صراع القمة وميلاد الأساطير
. مصير ريال مدريد وسالزبورغ:
.. الفوز: يضمن الفوز الصدارة (7 نقاط) والابتعاد عن أي حسابات معقدة.
.. التعادل السلبي (0-0) أو الإيجابي (1-1): إذا تعادلا، سيصل كلاهما إلى 5 نقاط. هنا ستبدأ الحسابات مع الهلال.
. إذا فاز الهلال، سيتساوى الثلاثة في 5 نقاط، وتدخل قواعد فض التعادل التفصيلية حيز التنفيذ (المواجهات المباشرة، فارق الأهداف، الأهداف المسجلة، ثم فارق الأهداف الكلي، الأهداف المسجلة الكلية، السجل التأديبي، وأخيراً القرعة).
.. التعادل بنتيجة 2-2 أو أكثر: في حال تعادل ريال مدريد وسالزبورغ بنتيجة 2-2 أو أعلى (مثلاً 3-3، 4-4)، فإن كلا الفريقين سيضمن التأهل بغض النظر عن نتيجة مباراة الهلال، لأن الأفضلية في عدد الأهداف المسجلة ستكون لصالحهما، حتى لو تساووا في النقاط مع الهلال (5 نقاط).

. سيناريوهات الهلال الذهبية (التأهل):
.. الهلال يتأهل كوصيف (السيناريو الأكثر ترجيحاً): إذا حقق الهلال الفوز على باتشوكا (ليصبح رصيده 5 نقاط)، وفاز أحد فريقي ريال مدريد أو سالزبورغ على الآخر في مباراتهما المباشرة (ليصبح رصيد الفائز 7 نقاط والخاسر 4 نقاط).

بهذا يضمن الهلال التأهل كوصيف للمجموعة بشكل مباشر.
.. الهلال يتأهل كمتصدر (سيناريو صعب لكن ممكن): إذا فاز الهلال على باتشوكا بفارق كبير من الأهداف (مثلاً 3-0 أو 4-0)، وانتهت مباراة ريال مدريد وسالزبورغ بالتعادل السلبي (0-0). هنا، قد يتساوى الهلال معهما في النقاط (5 نقاط)، ويتفوق الهلال في فارق الأهداف الكلي أو الأهداف المسجلة، ليتصدر المجموعة.
.. الهلال يتأهل كوصيف (سيناريو التعادل الثلاثي): إذا فاز الهلال على باتشوكا، وانتهت مباراة ريال مدريد وسالزبورغ بالتعادل الإيجابي (مثلاً 1-1). هنا، ستتساوى الفرق الثلاثة (ريال مدريد، سالزبورغ، الهلال) في 5 نقاط. هذا السيناريو سيجعل تطبيق معايير فض التعادل معقداً جداً. بما أن الهلال تعادل مع ريال مدريد (1-1) وسالزبورغ (0-0) في المباريات السابقة، فإن فارق الأهداف في المواجهات المباشرة سيكون الفيصل. هذا يتطلب أن يكون فارق أهداف الهلال أفضل أو مساوياً.
. الخطر الأكبر على الهلال (الإقصاء):
.. الهزيمة أو التعادل: أي نتيجة غير الفوز تعني خروج الهلال مباشرة من البطولة.
.. تعادل ريال مدريد وسالزبورغ بنتائج عالية: كما ذكرنا، إذا انتهت مباراة ريال مدريد وسالزبورغ بتعادل 2-2 أو أعلى، فإن الهلال سيُقصى، حتى لو فاز على باتشوكا، لأن الأفضلية في الأهداف المسجلة ستكون لصالح ريال مدريد وسالزبورغ.

إنها معركة إرادات، وقصة لن تُنسى، حيث كل تمريرة وكل تصدٍ قد يقلب الموازين.
كلمات المدربين: صراع العقول على دكة البدلاء مباشرة من واشنطن، حيث خاض يوفنتوس مباراته الأولى، استعرض المدرب إيغور تودور التحدي الذي ينتظر البيانكونيري: “أخيراً، سنبدأ! ستكون بطولة رائعة، طال انتظارها… عندما يشارك يوفنتوس، فإنه يفعل ذلك للفوز.” يؤكد تودور على ضرورة التركيز “مباراة بمباراة”، ومواجهة التحديات بثقة، محترماً جميع الفرق لكنه يصر على “أن نركز على أنفسنا. سنقرر مصيرنا بأنفسنا.”
وفي مواجهة وصفت بـ “الساحرة”، أشاد إيغور تودور بخصمه بيب غوارديولا، واصفاً إياه بـ “الأفضل بلا منازع في العالم”.
“سنواجه فريقاً رائعاً، إلى جانب ريال مدريد، كتب تاريخ كرة القدم الحديث. لقد كان الأفضل لسنوات، وخاصة بفضل غوارديولا، الذي أعتبره المدرب الأول في العالم.” ورغم ضمان التأهل، يؤكد تودور: “سندخل الملعب غداً للفوز، لأن هذا هو الطريق الصحيح. لم أخطط أبداً لمباراة بالتعادل… ستكون مباراة مثيرة.”
سحرة المستديرة: نجومٌ تُشعل الملاعب بلمسة سحرية
على أرض الملعب، لا يقتصر السحر على الأهداف، بل يتجلى في أقدام لاعبين يمتلكون قدرة خارقة على ترويض الكرة والعبور بين المدافعين كالأشباح.

. سحرة المراوغة من ريال مدريد: يستعد نجوم ريال مدريد للتألق في الولايات المتحدة الأمريكية خاصة في المواجهة الأخيرة ضد سالزبورغ، حيث يعول الفريق على سحرة المراوغة لإحداث الفارق.
.. فينيسيوس جونيور (الجناح الأيسر رقم 7): هذا النجم البرازيلي البالغ من العمر 24 عاماً، والذي خاض 41 مباراة دولية وسجل 7 أهداف، يُعد كابوساً للمدافعين.
إحصائياته تتحدث عن نفسها: سجّل فينيسيوس أعلى عدد من المراوغات الناجحة في دوري أبطال أوروبا 2023/24، بمجموع 37 مراوغة.

وفي النهائي أمام بوروسيا دورتموند، أكمل ثماني مراوغات ناجحة، وهو رقم مذهل يعادل مجموع ما أنجزه اللاعبون الـ29 الآخرون الذين شاركوا في المباراة مجتمِعين! ويُعد هذا الرقم الأعلى في نهائي دوري أبطال أوروبا منذ أن سجل ليونيل ميسي 10 مراوغات مع برشلونة أمام يوفنتوس عام 2015. كارلو أنشيلوتي، مدربه، يلخص موهبته بقوله: “يمتلك موهبة استثنائية. أحيانًا تحتاج إلى مشاهدة الإعادة لتفهم ما فعله. لاعب بخياله ومهاراته لا يأتي كثيرًا.”
.. كيليان مبابي (المهاجم الصريح/الجناح الأيسر رقم 9): النجم الفرنسي البالغ من العمر 26 عاماً، والذي خاض 90 مباراة دولية وسجل 50 هدفاً، هو قوة هجومية لا تُضاهى.
إحصائياته في المراوغات على صعيد كأس العالم تُبهر: أكمل نجم فرنسا، خلال نهائيات روسيا 2018، 32 مراوغة ناجحة، وهو أعلى رقم للاعب فرنسي في تاريخ كأس العالم.

ولم يتفوّق عليه في تلك النسخة سوى البلجيكي إدين هازارد بـ40 مراوغة.
ثم عاد ليُكمل 25 مراوغة في كأس العالم قطر 2022، متفوقاً على جمال موسيالا (19) وليونيل ميسي (15).
ريو فيرديناند، أسطورة مانشستر يونايتد، يصفه بـ “إنه أقرب لاعب رأيته يشبه رونالدو البرازيلي.
يجعلك تشعر وكأنك طفل من جديد وأنت تتابع كرة القدم. يبعث القشعريرة في جسدك حتى قبل أن يلمس الكرة.فاز بكأس العالم وعمره 19 عاماً.
لا يعرف معنى الضغط، يدخل الملعب وكأنه يلعب في فناء منزله.
إنه مذهل حقاً.” (ملاحظة: رغم أن مبابي لم يشارك في المباريات الأولى بسبب الإصابة، إلا أن تواجده كاسم كبير في ريال مدريد يعني أن الحديث عن إمكانياته السحرية يبقى وارداً).
. “سامبا سافينيو” – الظاهرة البرازيلية القادمة: من مانشستر سيتي، يبرز اسم سافينيو، الجناح البرازيلي الشاب.
في عمر الـ 21، لم يكتفِ بالتألق، بل تصدر قائمة المراوغات الناجحة في الدوري الإسباني موسم 2023/24، بإجمالي 104 مراوغات، متفوقاً بفارق 20 مراوغة عن أقرب منافسيه! “يا إلهي، يا له من نجم.
سيكون نجماً عالمياً.
يركض بالكرة لكن قراراته مذهلة. يذكّرني قليلًا بـ(لامين) يامال. كلاهما يراوغ، لكن يرفعان رأسيهما ويمرران في اللحظة المناسبة” هكذا وصفه بول ميرسون.
. جيريمي دوكو – لا يمكن إيقافه: زميله في مانشستر سيتي، البلجيكي جيريمي دوكو، ساحر آخر لا يمكن إيقافه. في مباراة واحدة ضد ليفربول في فبراير الماضي، أكمل 15 مراوغة ناجحة، وهي أعلى حصيلة من المراوغات في مباراة واحدة ضمن الدوريات الخمسة الكبرى في أوروبا خلال موسم 2024/05! بيب غوارديولا نفسه، مدربه، يصفه بـ “أفضل لاعب في العالم في الأمتار الخمسة الأولى. لا يمكن إيقافه.
” هذا الوصف يوضح تماماً مدى صعوبة إيقافه بمجرد انطلاقه بالكرة.

. كينان يلديز – وريث الأسطورة يكتب تاريخه الخاص: من معسكر يوفنتوس، يبرز اسم النجم التركي الشاب كينان يلديز. في عمر العشرين فقط، أذهل الجميع في مباراتهم ضد الوداد، مسجلاً ثلاثة أهداف مذهلة.
لقد أوضح بجلاء أنه لا يواصل إرث أليساندرو ديل بييرو فحسب، بل يصنع إرثه الخاص.
هدفه الثاني، تسديدة نصف طائرة استقرت في الزاوية العليا، هو نوع الأهداف الذي يحلم الأطفال بتسجيله! بعد أن حطم رقم ديل بييرو القياسي كأصغر هداف لليوفي في دوري أبطال أوروبا، قال له بطل العالم نفسه: “أنا سعيد لأنك أنت من حطمت رقمي القياسي، والأفضل من ذلك، أنك فعلت ذلك بنفس القميص رقم 10.
” هذا الشاب المتواضع، الذي سجل 11 هدفاً وقدم 7 تمريرات حاسمة هذا الموسم، يقود هجوم يوفنتوس المرعب بجانب كولو مواني وفرانشيسكو كونسيساو، ليجعل البيانكونيري “الحصان الأسود” للبطولة.
نبض العرب: الهلال في مواجهة المصير
مع إشراقة فجر يوم الجمعة، الخامس والعشرين من يونيو، لم تتجه أنظار الملايين من المحيط إلى الخليج نحو شروق الشمس، بل نحو موقعة مصيرية في ناشفيل، حيث يواجه الهلال السعودي، ممثلنا الوحيد المتبقي في كأس العالم للأندية، باتشوكا المكسيكي.
إنها فرصة وحيدة، لا بديل فيها عن الفوز، لضمان التأهل.

تحت قيادة المدرب الإيطالي سيموني إنزاغي، يسعى “الزعيم” لتحقيق فوزه الأول في البطولة وانتزاع بطاقة التأهل العربية الوحيدة.

الهلال، الذي يحتل المركز الثالث في المجموعة الثامنة بنقطتين فقط من تعادلين مع ريال مدريد (1-1) وسالزبورغ (0-0)، يدرك أن المصير بيده.
على عاتقه تقع مسؤولية الدفاع عن هيبة الكرة العربية والآسيوية، خاصة بعد خروج الأهلي، الوداد، العين، والترجي. دفعة معنوية بـعودة حسام تمبكتي وكايو سيزار للتدريبات الجماعية، وتشكيلة تزخر بنجوم مثل الحارس الدولي ياسين بونو، المدافع الصلب كاليدو كوليبالي، الظهير الطائر جواو كانسيلو، لاعب الوسط المحوري روبن نيفيز (صاحب هدف الهلال الوحيد حتى الآن)، والقائد الملهم سالم الدوسري.

على الجانب الآخر، يهدد باتشوكا بـالمرتدات الخاطفة، سلاح فتاك يستغل المساحات وقد يُشكل كابوساً لدفاع الهلال المتقدم. المدرب لوزانو يعتمد على لاعبين يتمتعون بالسرعة والمهارة في نقل الكرة من مناطقهم الدفاعية إلى مرمى الخصم بأقل عدد من اللمسات.
قمة العمالقة: ريال مدريد وسالزبورغ… خبرة في مواجهة الطموح في فيلادلفيا، يستعد ريال مدريد لمواجهة سالزبورغ النمساوي.

يكفي الريال التعادل لضمان التأهل، لكن المدرب تشابي ألونسو يعلم أن الفوز هو المفتاح لتجنب سيناريوهات معقدة ومواجهة محتملة مع مانشستر سيتي.
ورغم غياب كيليان مبابي للمباراة الثالثة (بعد إصابته في التدريبات)، يمتلك الريال وفرة من النجوم القادرة على حسم اللقاء: الحارس المتألق تيبو كورتوا، ثلاثي الوسط الساحر أردا غولر، فيدريكو فالفيردي، وجود بيلينغهام.

ألونسو يحذر لاعبيه من الاستهانة بالخصم: “كل شيء وارد في كرة القدم، وعلينا أن نكون في قمة تركيزنا حتى صافرة النهاية.”
قوانين المجد: معركة الأرقام والحظوظ
مع اقتراب صافرة النهاية، لا يعود الأمر مجرد صراع على المستطيل الأخضر.
ففي عالم كرة القدم الحديث، حيث تتساوى الطموحات وتتقارب المستويات، قد تُصبح الأرقام وحدها هي من تكتب نهاية القصة.
فـ “كأس العالم للأندية FIFA 2025™” لا تُقدم المجد على طبق من ذهب، بل تفرضه عبر سلسلة من المعايير الدقيقة، التي قد تُحول الفرح إلى يأس، أو العكس، في طرفة عين.
للتأهل إلى دور الستة عشر، لا بد أن يكون فريقك ضمن المركزين الأولين في مجموعته.
ولكن ماذا لو تساوت النقاط؟ هنا، تبدأ الدراما الحقيقية، وتبدأ القوانين الصارمة للعبة:
. الأولويات الثلاث لفض التعادل المباشر:
1 . أكبر عدد من النقاط في المباريات المباشرة: الأفضلية تُمنح أولاً للفريق الذي جمع أكبر عدد من النقاط في المباريات التي جمعت بين الفرق المتساوية في النقاط.
2 . أفضل فارق أهداف في المباريات المباشرة: إذا استمر التعادل، ننتقل إلى فارق الأهداف (المسجلة والمستقبلة) في تلك المباريات المباشرة فقط.
3 . أكثر أهداف مسجلة في المباريات المباشرة: وإن ظل العقدة قائمة، يكون الحاسم هو عدد الأهداف التي سجلها كل فريق في المباريات المباشرة بين الفرق المتساوية.
. حلقة مفرغة… ومخرج جديد: لكن الدراما لا تتوقف هنا. إذا طُبقت هذه المعايير الثلاث وفضت التعادل مع فريق أو أكثر، لكن بقي هناك فريقان أو أكثر متعادلين، فإن الدائرة تُعاد! تُطبق نفس المعايير الثلاث مجدداً فيما بين الفريقين المتبقيين.
. آخر الحلول: من الميزان الشامل إلى القرعة: إن استمر التعادل بعد كل هذا، ننتقل إلى معايير أوسع تُحلل الأداء الكلي للفريق في جميع مباريات المجموعة:
1 . أكبر فارق للأهداف في جميع مباريات المجموعة.
2 . أكثر أهداف سُجلت في جميع مباريات المجموعة.
3 . أفضل سجل تأديبي: يُنظر إلى سجل درجات سلوك الفريق (البطاقات الصفراء والحمراء).
4 . القرعة: إن استمر التعادل رغم كل هذه المعايير، فلا يبقى سوى حل واحد: القرعة! إجراء عشوائي من قِبل FIFA، يُحدد فيه الحظ مصير الفرق التي قاتلت بكل ما تملك.
نظرة على المجموعات: من عبر ومن ودع؟
مع دقات الساعة مساء 26 يونيو 2025، تتضح ملامح المشهد النهائي لدور المجموعات. بعض القصص كُتبت بالفعل، وبعض الأندية ضمنت مكانها في دور الستة عشر، بينما ودع البعض الآخر البطولة تاركين خلفهم أحلاماً مؤجلة.
. المجموعة أ: (بالميراس، إنتر ميامي، بورتو، الأهلي المصري).
.. المتأهلون: بالميراس البرازيلي وإنتر ميامي الأمريكي، حيث جمعا 5 نقاط لكل منهما من تعادلين وفوز.
.. المقصيون: بورتو البرتغالي والأهلي المصري.

. المجموعة ب: (باريس سان جيرمان، بوتافوغو، أتلتيكو مدريد، سياتل ساوندوز).
.. المتأهلون: باريس سان جيرمان الفرنسي وبوتافوغو البرازيلي، حيث جمع كل منهما 6 نقاط من فوزين وخسارة.
.. المقصيون: أتلتيكو مدريد وسياتل ساوندوز.

. المجموعة ج: (بنفيكا، بايرن ميونخ، بوكا جونيورز، أوكلاند سيتي).
.. المتأهلون: بنفيكا البرتغالي متصدراً بـ 7 نقاط (فوزين وتعادل)، وبايرن ميونخ الألماني وصيفاً بـ 6 نقاط (فوزين وخسارة).
.. المقصيون: بوكا جونيورز وأوكلاند سيتي.

. المجموعة د: (فلامنغو، تشيلسي، الترجي الرياضي، نادي لوس أنجلوس).
.. المتأهلون: فلامنغو البرازيلي متصدراً بـ 7 نقاط (فوزين وتعادل)، وتشيلسي الإنجليزي وصيفاً بـ 6 نقاط (فوزين وخسارة).
.. المقصيون: الترجي الرياضي التونسي ونادي لوس أنجلوس.
. المجموعة هـ: (إنتر ميلان، ريفر بليت، مونتيري، أوراوا ريدز).
.. المتأهلون: إنتر ميلان الإيطالي متصدراً بـ 7 نقاط (فوزين وتعادل)، ومونتيري المكسيكي وصيفاً بـ 5 نقاط (فوز وتعادلين).
.. المقصيون: ريفر بليت الأرجنتيني وأوراوا ريدز.
. إنتر ميلان 2-0 ريفر بليت: اشتعلت المباراة بين الفريقين في سياتل، حتى جاءت نقطة التحول بطرد لوكاس مارتينيز كوارتا في الدقيقة 65. استغل الشاب فرانشيسكو إسبوزيتو (19 عاماً) النقص العددي بهدف في الدقيقة 72، قبل أن يحسم أليساندرو باستوني اللقاء بهدف ثانٍ في الوقت بدل الضائع (الدقيقة 93)، ليقود إنتر ميلان لصدارة المجموعة ويقصي ريفر بليت.

. أوراوا ريد دايموندز 0-4 مونتيري: في باسادينا بملعب روز بول، دخل مونتيري المباراة تحت ضغط هائل، لكنه لم يتأثر. بثلاثة أهداف مذهلة في تسع دقائق فقط من الشوط الأول، اثنان منها بأقدام نيلسون ديوسا (تسديدة قوية من 30 متراً) وخيسوس كورونا (يصنفان من أفضل أهداف البطولة)، قبل أن يضيف جيرمان بيرترام الهدف الثاني له والرابع لفريقه في الثواني الأخيرة (الدقيقة 90+7)، ليؤمن مونتيري تأهله كوصيف.

. المجموعة و: (بوروسيا دورتموند، فلومينينسي، أولسان، ماميلودي صن داونز).
. المتأهلون: بوروسيا دورتموند الألماني متصدراً بـ 7 نقاط (فوزين وتعادل)، وفلومينينسي البرازيلي وصيفاً بـ 5 نقاط (فوز وتعادلين).
.. المقصيون: أولسان إتش دي وماميلودي صن داونز.
.. ملخص مباريات هذه المجموعة:
. بوروسيا دورتموند 1-0 أولسان: في سينسيناتي بملعب تي كيو إل، سيطر بوروسيا دورتموند على المباراة لكن تألق الحارس الكوري الجنوبي جو هيون-وو (10 تصديات، رقم قياسي في البطولة) حال دون تعزيز النتيجة. هدف دانيال سفينسون في الدقيقة 36 كان كافياً لتصدر دورتموند المجموعة.

. ماميلودي صن داونز 0-0 فلومينينسي: في ميامي بملعب هارد روك، نجح فلومينينسي في التأهل بتعادله السلبي مع ماميلودي صن داونز، الذي كان بحاجة للفوز للتأهل، ليتوقف رحلة الفريق الجنوب أفريقي ويلحق بالأهلي والترجي كأندية أفريقيا المغادرة.
إحصائيات تُروى: أرقام من قلب الميدان
كرة القدم ليست مجرد أهداف، بل هي تفاصيل صغيرة تُسجل في سجلات التاريخ، وتُبرز تألقاً فردياً ودفاعات صلبة.
. دفاعات كالصخر: أصبح ماميلودي صن داونز ثالث فريق يمنع منافسيه من تسديد أي كرة على المرمى في كأس العالم للأندية إنجاز سبق أن حققه باريس سان جيرمان ضد سياتل ساوندرز، ثم تشيلسي أمام الترجي.
هذا يعكس التنظيم الدفاعي المميز للفريق الجنوب أفريقي رغم إقصائه.
. حراس لا يقهرون: تصدى الحارس الكوري الجنوبي جو هيون-وو لعشر تسديدات أمام بوروسيا دورتموند، ولم يقم أي حارس مرمى بالمزيد من التصديات في مباراة واحدة خلال هذه البطولة.
تألقه كان سبباً رئيسياً في الحفاظ على النتيجة قريبة.
. هداف شاب يُبشر: سجل فرانشيسكو إسبوزيتو، نجم إنتر ميلان الشاب، خمسة أهداف في آخر سبع مباريات شارك فيها كأساسي مع إنتر ميلان وسبيتسيا، الذي كان يلعب له على سبيل الإعارة. هذا الرقم يُبشر بنجم قادم بقوة في سماء الكرة الأوروبية.
أدوار خروج المغلوب: حيث لا مكان للخطأ!
الآن، وبعد اكتمال الصورة، نتحول إلى الفصل الأكثر إثارة وتشويقاً: أدوار خروج المغلوب. كل مباراة هي نهائي، وكل خطأ يعني نهاية الحلم.
إليكم خريطة المواجهات النارية التي ستُبث فيها الحياة بدءاً من الثامن والعشرين من يونيو:

. السبت 28 يونيو (بتوقيت شارلوت وفيلادلفيا):
.. بنفيكا البرتغالي vs تشيلسي الإنجليزي (شارلوت، ملعب بنك أمريكا، 18:00): قمة أوروبية مبكرة بين بطل البرتغال وعملاق لندن!
.. بالميراس البرازيلي vs بوتافوغو البرازيلي (فيلادلفيا، ملعب لينكولن فينانشال فيلد، 22:00): صراع برازيلي خالص، يُعيد للأذهان مواجهات الدوري البرازيلي المثيرة. آخر خمس مواجهات بين الفريقين كانت مشتعلة، حيث لم يُفز بالميراس في أربع منها!

. الأحد 29 يونيو (بتوقيت أتلانتا وميامي):
.. باريس سان جيرمان الفرنسي vs إنتر ميامي الأمريكي (أتلانتا، ملعب أزياء مرسيدس بنز، 18:00): مواجهة الأحلام! باريس سان جيرمان بقوته الضاربة يواجه إنتر ميامي الذي يقوده الساحر ليونيل ميسي.
هل يكسر ميسي عقدة الأندية الكبرى أم يواصل الباريسيون طريقهم؟

.. فلامنغو البرازيلي vs بايرن ميونخ الألماني (ميامي، ملعب هارد روك، 22:00): صدام عمالقة من قارتين مختلفتين، كلاسيكو كروي بامتياز يجمع بين القوة الألمانية والمهارة البرازيلية.
. الاثنين 30 يونيو (بتوقيت شارلوت):
.. إنتر ميلان الإيطالي vs فلومينينسي البرازيلي (شارلوت، ملعب بنك أمريكا، 21:00): وصيف أوروبا يواجه وصيف المجموعة السادسة في مباراة تكتيكية بامتياز.

. الثلاثاء 2 يوليو 2025 (بتوقيت أتلانتا):
.. بوروسيا دورتموند الألماني vs مونتيري المكسيكي (أتلانتا، ملعب أزياء مرسيدس بنز): مواجهة بين قوة ألمانية صاعدة وتألق مكسيكي مفاجئ، يقودهم نجمهم بيرترام.
هذا اللاعب الأرجنتيني المولد، الذي يمثل المكسيك، قد حطم الأرقام في دور المجموعات بمساهمته في هدفين وتسديداته الخطيرة.
رغم أن نسبة امتلاكه في ألعاب الفانتازي لا تتجاوز 1%، إلا أنه أثبت نفسه كقائد للهجوم في مباريات مجموعته الثلاث.

لقد اكتملت اللوحة. الأبطال والقصص جاهزون. تبقى الآن فقط مشاهدة صافرة البداية لأدوار خروج المغلوب، حيث لا عودة، ولا مجال للخطأ.