في خطوة مثيرة للجدل، أعلنت باكستان رسمياً ترشيح الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لجائزة نوبل للسلام لعام 2026.
هذا الترشيح يأتي تقديرًا لجهوده في نزع فتيل الصراع بين الهند وباكستان، لكن الغرابة تكمن في توقيت القرار: بينما يشيد الباكستانيون بترامب “صانعاً للسلام” في جنوب آسيا، فإنه في الوقت ذاته يدرس علناً التدخل العسكري ضد إيران، جارة باكستان التي تدين إسلام أباد مرارًا هجمات إسرائيل عليها.
“سلام” في كشمير.. و”حرب” في الشرق الأوسط؟
يوم الجمعة، نشر الحساب الرسمي للحكومة الباكستانية على منصة X (تويتر سابقاً) إعلان ترشيح ترامب، مشيداً بـ “تدخله الدبلوماسي الحاسم وقيادته المحورية خلال الأزمة الهندية الباكستانية الأخيرة”.
هذا الإعلان جاء بعد يومين فقط من لقاء ترامب برئيس أركان الجيش الباكستاني، المشير عاصم منير، في البيت الأبيض.
كان اللقاء قد تناول، بالإضافة إلى الصراع الأخير بين الهند وباكستان حول كشمير، التصعيد المتفاقم بين إسرائيل وإيران.
وهنا تبرز المفارقة: فباكستان، التي تتشارك حدوداً مع إيران، أدانت بشدة الهجمات الإسرائيلية المتكررة على طهران، والتي تزعم إسرائيل أنها تستهدف برنامج إيران النووي، بينما تنفي إيران ذلك.
دعم إسرائيلي.. وأمل دبلوماسي غامض
في المقابل، أعلن ترامب دعمه للهجوم الإسرائيلي، بل وفكر علناً في توجيه ضربات للمنشآت النووية الإيرانية.
ورغم ذلك، يشير بيان البيت الأبيض على لسان المتحدثة كارولين ليفيت، عقب لقاء ترامب ومنير، إلى أن ترامب لا يزال يتمسك بأمل “اختراق دبلوماسي محتمل” مع إيران.
نقلت ليفيت عن ترامب قوله: “بناءً على وجود فرصة كبيرة لإجراء مفاوضات مع إيران… سأتخذ قراري بشأن المشاركة في المفاوضات خلال الأسبوعين المقبلين”.
هذه التصريحات، إلى جانب ترشيح باكستان، تلقي بظلال من الغموض على الموقف، حيث تُعبّر البعثة الباكستانية لدى الأمم المتحدة عن أملها في أن “يُشرف ترامب مجدداً على حلٍّ سلمي” في المنطقة، وأن لا يتصاعد الوضع عسكريًا.
صانع سلام “انتقائي”؟
باكستان ترى أن “الرئيس ترامب قد تميز بكونه صانع سلام”، مستشهدةً بحنكته السياسية وتدخله الدبلوماسي الذي أفضى إلى وقف إطلاق النار بين الهند وباكستان في مايو 2025.
لكن هذا الثناء يتناقض بشكل صارخ مع موقف ترامب العدائي تجاه إيران.
فكيف يمكن لزعيم أن يُرشح لجائزة السلام لتهدئته صراعاً، بينما يُشعل نار صراع آخر بتهديداته العسكرية؟
هذا الموقف الباكستاني يثير تساؤلات حول المعايير المزدوجة المحتملة في دبلوماسية إسلام أباد، أو ربما يُظهر محاولة منها لكسب ود الإدارة الأمريكية في ظل التوترات الإقليمية المعقدة.