“الأسد الصاعد”: إسرائيل تضرب “قلب إيران” بعمليات نوعية وتُحذّر من أيام صعبة قادمة

إيجاز صحفي للمتحدث باسم جيش الدفاع الإسرائيلي، العميد إيفي دفرين - 21 يونيو 2025

في اليوم التاسع من عملية “الأسد الصاعد”، يتصاعد المشهد في الشرق الأوسط إلى ذروته مع كشف جيش الدفاع الإسرائيلي عن تفاصيل عمليات عسكرية غير مسبوقة داخل الأراضي الإيرانية.

في إيجاز صحفي درامي ومباشر، أعلنت العميد إيفي دفرين، المتحدثة باسم الجيش، عن ضربات “موجعة” استهدفت البنية التحتية النووية والصاروخية الإيرانية، مؤكدةً على نقل “الحرب إلى داخل إيران”.

مساء أمس، وفي قلب مدينة قم الإيرانية، تمكنت القوات الإسرائيلية، بتوجيه دقيق من مديرية المخابرات، من تصفية سعيد إزادي، قائد فيلق فلسطين في فيلق القدس. وقد وصفته دفرين بأنه “أحد أبرز المخططين لهجوم 7 أكتوبر الإرهابي الوحشي” و”حلقة الوصل الرئيسية بين النظام الإيراني وحماس”، مؤكدة أن “يداه ملطختان بدماء العديد من الإسرائيليين”.

عملية تصفية إزادي، الذي تم تعقبه لعدة أيام، تمت في مخبئه بمدينة قم، في خطوة تُعد نقلة نوعية في استهداف قادة النظام الإيراني داخل الأراضي الإيرانية.

ولم تتوقف الاغتيالات عند هذا الحد؛ ففي غرب إيران، تم القضاء على شهرياري، قائد عمليات نقل الأسلحة في فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني، والذي كان مسؤولاً عن “نقل الأسلحة من النظام الإيراني إلى حزب الله ووكلائه في جميع أنحاء الشرق الأوسط”.

كما تم استهداف أمين بور جوداكي، أحد قادة الطائرات المسيرة في القوة الجوية الفضائية للحرس الثوري الإيراني، والمتهم بقيادة وتنسيق إطلاق الطائرات المسيرة من جنوب غرب إيران باتجاه إسرائيل. هذه الاغتيالات المتزامنة، التي وصفتها دفرين بأنها أُنجزت بفضل “أطر عمل مشتركة فريدة بين مديرية الاستخبارات وسلاح الجو الإسرائيلي”، تُشير إلى حملة استخباراتية وعسكرية إسرائيلية مكثفة تستهدف شل قدرات إيران اللوجستية والتنفيذية.

على الصعيد النووي، أعلن جيش الدفاع الإسرائيلي أنه عزز ضرباته على الموقع النووي في أصفهان، الذي كان قد استُهدف في الضربة الافتتاحية للعملية. الموقع، الذي تُجري فيه “إعادة تحويل اليورانيوم المخصب”، وهو مرحلة تالية للتخصيب في عملية تطوير سلاح نووي، تعرض لضربة “واسعة النطاق لتعزيز الإنجازات”. بالإضافة إلى ذلك، تم ضرب موقع آخر لإنتاج أجهزة الطرد المركزي، ليضاف إلى موقعين مماثلين تم مهاجمتهما في طهران الأسبوع الماضي، في محاولة لـ “توجيه ضربة قاصمة لقدرات النظام الإيراني على الإنتاج النووي”.

في سياق متصل، أكدت دفرين أن جيش الدفاع الإسرائيلي ضرب طائرات بدون طيار إضافية ومنصات إطلاق صواريخ أرض-أرض جاهزة للإطلاق في غرب إيران، لتقليل التهديدات الموجهة نحو إسرائيل وإضعاف البنية التحتية الدفاعية الإيرانية.

كما تم استهداف أنظمة البث التابعة للنظام لمنع تعزيز قدراته العسكرية مستقبلاً.

وعلى الرغم من هذه “الضربات الموجعة” التي “أضعفت قدرة النظام على الرؤية بوضوح”، حذّرت المتحدثة باسم الجيش الإسرائيلي من أن “الدفاع ليس مُحكمًا” وأن “أياماً صعبة تنتظرنا”، داعيةً المدنيين الإسرائيليين إلى “الالتزام الصارم بتوجيهات قيادة الجبهة الداخلية” كـ “أفضل حماية”.

تحليل لهجة الإيجاز العام

تتسم لهجة هذا الإيجاز الصحفي بـ التصاعد الواضح والصرامة الشديدة، وهي تنبع بوضوح من قوة الموقف العسكري والعملياتي على الأرض.

يمكن تحليل هذه اللهجة من عدة جوانب:

1 . التركيز على الإنجازات والانتصارات: تستخدم المتحدثة عبارات مثل “ضربات موجعة”، “تصفية”، “قضينا عليه”، “إنجازاتنا”.

هذا يعكس شعوراً بالثقة والسيطرة على مجريات العمليات، ويُقدم للجمهور صورة لجيش يحقق أهدافه بفاعلية.

2 . نقل الحرب إلى “قلب العدو“: هناك تأكيد كبير على أن العمليات تجري “داخل المجال الجوي الإيراني” و”في قلب إيران”، وأن “الحرب نُقلت إليهم”.

هذا يُظهر قدرة الجيش الإسرائيلي على اختراق الأراضي الإيرانية وتنفيذ عمليات نوعية، مما يعزز من مفهوم “قوة الموقف”.

3 . الاستهداف النوعي والممنهج: التركيز على اغتيال قادة محددين (إزادي، شهرياري، جوداكي) مع تفصيل أدوارهم في “الإرهاب” و”نقل الأسلحة” و”الطائرات المسيرة” يعكس استراتيجية عسكرية واستخباراتية دقيقة وممنهجة لا مجرد قصف عشوائي.

هذا يؤكد على أن العمليات مدروسة ولها أهداف محددة.

4 . التهديدات المستمرة والتأهب: رغم الحديث عن الإنجازات، لم تهمل المتحدثة التحذير من استمرار “تسلل الطائرات بدون طيار” وتأكيد أن “الدفاع ليس مُحكماً”.

هذا يضيف واقعية للخطاب ويُبقي الجبهة الداخلية في حالة تأهب، لكنه لا يُقلل من قوة الموقف العام، بل يؤكد على استمرارية التحدي.

5 . المسؤولية الإيرانية المباشرة: تربط المتحدثة بشكل مباشر بين “النظام الإيراني المتطرف” و”هجوم 7 أكتوبر” و”تصدير الحرب”، مما يضع كامل المسؤولية على طهران ويُبرر العمليات الإسرائيلية كدفاع مشروع.

6 . لهجة التحذير والردع: استخدام عبارات مثل “سنواصل ملاحقة مخططي هجوم 7 أكتوبر، كل واحد منهم” و”سنواصل تعميق الضرر” يحمل رسالة ردع واضحة للطرف الآخر.

بشكل عام، اللهجة متصاعدة وتُعبر عن قوة الموقف الإسرائيلي وتطور العمليات بشكل حاسم داخل الأراضي الإيرانية. إنها إيجاز ينبع من الثقة في القدرات العسكرية والاستخباراتية لتحقيق الأهداف المعلنة، مع إقرار بوجود تحديات مستمرة تتطلب يقظة، ولكنه لا يظهر أي ضعف في الموقف العام.

تحليل الإيجاز: رسائل وتداعيات استراتيجية

يُشكل إيجاز المتحدثة باسم الجيش الإسرائيلي، العميد إيفي دفرين، وثيقة استراتيجية دقيقة، لا مجرد تقرير عملياتي. تُعكس لهجته المتصاعدة والثقة الواضحة قوة الموقف العملياتي الإسرائيلي وقدرته على تنفيذ ضربات عميقة ونوعية.

هذا الإيجاز يحمل رسائل متعددة الأوجه وتداعيات فورية ومستقبلية على اللاعبين الرئيسيين:

. لإسرائيل (الجيش والشعب): يعزز الإيجاز معنويات الجيش وثقة الشعب بقدرة الدولة على “نقل الحرب إلى قلب إيران” وتحقيق “إنجازات استثنائية”. رسائل الاغتيال المحددة (خاصة “مهندس إرهاب 7 أكتوبر”) تدعم الرواية الرسمية للانتقام والأمن، بينما يُبقي التحذير من “الدفاع غير المحكم” الشعب في حالة تأهب ضرورية.

. لإيران (القيادة، الحرس الثوري، الشعب): يُمثل الإيجاز ضربة قاصمة للمكانة والهيبة الإيرانية.

الكشف عن اغتيالات نوعية داخل الأراضي الإيرانية، واستهداف معسكرات حيوية كـ “معسكر الحديد” ومعابر حدودية (الشيب)، يشير إلى اختراق أمني وعملياتي إسرائيلي عميق. هذا يزيد الضغط الداخلي على القيادة، ويُضعف سردها المقاوم، ويُجبر الحرس الثوري على إعادة تقييم استراتيجيات الدفاع والأمن الداخلي في ظل هذه التهديدات المباشرة.

. للولايات المتحدة (الرئيس ترامب): يُقدم الإيجاز تأكيدًا فعليًا لتقييم ترامب بأن إسرائيل “تحقق نتائج جيدة”، مما يدعم موقفه المتشدد تجاه إيران وقد يُسرّع قراراته بشأن ضربات محتملة للمنشآت النووية الإيرانية.

. للقوى الكبرى (روسيا والصين والمملكة المتحدة وفرنسا): تضع هذه التطورات الدول الوازنة أمام واقع تصعيد عسكري حقيقي قد يهدد الاستقرار العالمي وإمدادات الطاقة. روسيا ستُواصل تحذيراتها من “المواجهة العالمية”، بينما قد تُركز الصين على الدعوات العاجلة للتهدئة لتجنب فوضى اقتصادية.

المملكة المتحدة وفرنسا قد تجدان نفسيهما أمام ضرورة زيادة الضغط الدبلوماسي أو اتخاذ مواقف أكثر حزماً للحد من التصعيد النووي.

. للدول العربية وباكستان: يُضيف الإيجاز طبقة جديدة من القلق والترقب.

استهداف المعابر الحدودية في العراق يُظهر امتداد الصراع، مما يُشكل تهديدًا للاستقرار الإقليمي وقد يُجبر هذه الدول على إعادة تقييم تحالفاتها ومواقفها لمنع تداعيات الحرب على أراضيها.

. لحزب الله اللبناني وحماس: يُشكل هذا الإيجاز ضربة موجعة للعمق اللوجستي والقيادي لكليهما.

اغتيال قادة إيرانيين مسؤولين عن الدعم المالي والعسكري يضعهم أمام تحديات كبرى في استمرارية عملياتهم، وقد يُجبرهم على التزام الحذر الشديد لتجنب استهداف مباشر لقادتهم أو قواعدهم.

باختصار، يرسل هذا الإيجاز رسالة واضحة حول تحول في استراتيجية الحرب الإسرائيلية، تُركز على المبادرة الهجومية والضربات الاستباقية في قلب الأراضي الإيرانية، مما يُعيد رسم مشهد الصراع ويُنبئ بمرحلة جديدة أكثر خطورة على جميع الأطراف.

المزيد من الكاتب

“سقوط أمراء الحرب”: اعتقال ابن عم بشار الأسد يكشف خفايا شبكات المخدرات وسقوط النظام السابق

صدمة في دمشق: رئيس سوريا الجديد يغازل إسرائيل بعبارة “لدينا أعداء مشتركون” – إلى أين يتجه محور المقاومة؟

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *