في حدث تاريخي يترقبه عشاق كرة القدم في مدينة العجيلات بقلوب تخفق بالإثارة، تتجه الأنظار في الجولات القادمة من دوري الدرجة الثانية نحو مواجهة من العيار الثقيل.
ولأول مرة، تشهد بلدية الجديدة المستحدثة ديربياً فريداً من نوعه، سيجمع بين عملاقي البلدية، فريق الانتصار القادم من منطقة راس يوسف، وفريق المطمر، وكلاهما يتطلعان بشغف لتحقيق الفوز في مباراتين فاصلتين ذهاباً وإياباً ستحددان مصيرهما في سباق الصعود نحو دوري الأضواء.
هذا اللقاء ليس مجرد مباراة، بل هو تجسيد لشغف المدينة بكرة القدم، ودليل على التطور الرياضي اللافت الذي تشهده بلدية الجديدة بالعجيلات.
الانتصار والمطمر: تاريخ مشترك وطموحات متصادمة
يحمل هذا الديربي نكهة خاصة، فالفريقان اللذان يمثلان بلدية الجديدة في دوري الدرجة الثانية، وهما الانتصار صاحب القميصين الأبيض والأزرق، والمطمر الذي يرتدي البرتقالي والأسود، تأسسا في عام واحد هو 1984 ،هذا التشابه في تاريخ التأسيس يزيد من حدة المنافسة ويعكس عراقة كرة القدم في هذه المنطقة.
نظرة على مشوار الفريقين في الدوري حتى الآن
بعد مرور ست جولات من منافسات دوري الدرجة الثانية في المنطقة الغربية، يظهر تقارب نسبي في مستوى الفريقين:
المطمر: يحتل المركز الرابع برصيد 10 نقاط، حقق الفوز في مباراتين، وتعادل في واحدة، وخسر في ثلاث. سجل خط هجومه 8 أهداف واستقبل 9.
الانتصار: يلاحقه في المركز الخامس برصيد 9 نقاط، حقق الفوز في ثلاث مباريات، وتعادل في ثلاث، وتلقى هزيمة واحدة. يتميز خط دفاعه بالصلابة حيث استقبل 4 أهداف فقط بينما سجل خط هجومه 3 أهداف.
استعراض نتائج الجولات الست: تقلبات الأداء وتطلعات الصدارة
افتتح الفريقان مشوارهما في الدوري بخوض الجولة الأولى خارج الديار. عاد الانتصار بتعادل ثمين أمام الشاطي في صبراتة (0-0)، بينما حقق المطمر فوزاً مهماً على الهدف في المعمورة (2-1).
وفي الجولة الثانية، واصل الفريقان نتائجهما الجيدة خارج الأرض، حيث اقتنص المطمر فوزاً صعباً على الشبيبة في صرمان (1-0)، وحقق الانتصار فوزاً مثيراً على المنشية في الجميل (2-1).
في الجولة الثالثة التي شهدت أولى مبارياتهما على أرضهما، تمكن الانتصار من الفوز على الهدف (1-0)، بينما خسر المطمر أمام الإصلاح من نالوت (1-2) بعد أن كان متقدماً بهدف في الشوط الأول.
الجولة الرابعة شهدت خروج الفريقين مرة أخرى، حيث أجبر الانتصار الشبيبة على التعادل السلبي في صرمان، بينما تلقى المطمر خسارة قاسية أمام المتصدر السلام بنتيجة (0-3).
في الجولة الخامسة، استضاف الفريقان منافسيهما، حيث تعادل الانتصار مع الإصلاح سلبياً، بينما حقق المطمر فوزاً مهماً على الباروني (2-1).
أما في الجولة السادسة والأخيرة قبل هذا الديربي المرتقب، فقد تعرض الانتصار لأول هزيمة له أمام السلام (0-3) في ملعب نسور الفاسي، في حين عاد المطمر بتعادل ثمين من ملعب الانتفاضة (2-2) بعد أن سجل هدف التعادل في الدقائق الأخيرة.
تحليل فني: مقارنة الأداء أمام خصوم مشتركين
لإعطاء صورة أوضح عن مستوى الفريقين، يمكننا تحليل نتائجهما أمام الفرق الأربعة الأخرى في المجموعة (السلام، الإصلاح، الشبيبة، الهدف):
في المجمل، خاض الانتصار والمطمر أربع مباريات ضد هذه الفرق، حقق المطمر فوزين وخسر مباراتين، مسجلاً 4 أهداف ومستقبلاً 6، ليجمع 6 نقاط، بينما حقق الانتصار فوزًا واحدًا وتعادل في مباراتين وخسر واحدة، مسجلاً هدفاً وحيداً ومستقبلاً 3، ليحصد 5 نقاط.
السلام: كلا الفريقين خسرا بنفس النتيجة (0-3) في ملعب نسور الفاسي، مما يعكس قوة المتصدر.
الإصلاح: خسر المطمر في ملعبه (1-2)، بينما تعادل الانتصار على ملعبه (0-0)، مما قد يشير إلى صلابة دفاع الانتصار أمام الإصلاح.
الهدف: فاز الانتصار في ملعبه (1-0)، بينما فاز المطمر خارج ملعبه (2-1)، مما يدل على قدرة المطمر الهجومية خارج الديار.
الشبيبة: فاز المطمر خارج ملعبه (1-0)، بينما تعادل الانتصار خارج ملعبه (0-0)، مما يظهر قدرة المطمر على حسم المباريات الصعبة خارج أرضه.
يظهر من خلال هذه النتائج أن المطمر يمتلك قدرة هجومية أفضل بينما يتميز الانتصار بتنظيم دفاعي أقوى.
التشكيلة المحتملة ونقاط القوة والضعف
يمتلك فريق الانتصار مجموعة من اللاعبين المميزين مثل علي ابوشعفة بمهاراته وسرعته والمهاجم العاجي نويل، بالإضافة إلى أسماء أخرى مثل أحمد فضل وأحمد ابوزيان والجزائري صلاح الدين الطيب وأحمد احميدة وهشام حمس ومعاد عمارة ومروان الضبع وعادل بالرحال وحمزة الكوني وعبدالعليم الابيض واحمد رايد ومالك الاحرش وصالح العكاري وسراج الكوني.
يبدو أن الانتصار يعتمد على دفاع قوي ومنظم مع محاولة استغلال الهجمات المرتدة السريعة والمهارات الفردية للاعبيه.

في المقابل، يعتمد فريق المطمر على قوة هجومية بقيادة وسيم الفزاني وحمزة الشيباني ويقين معتوق ورواد ضو ومحمد الغضان.
يركز المطمر غالباً على الضغط الهجومي ومحاولة حسم المباريات من خلال فاعلية خطه الأمامي، نقطة الضعف المحتملة قد تكون في الخط الخلفي الذي استقبل عدداً أكبر من الأهداف مقارنة بالانتصار.

الاستقرار الإداري والفني: عامل حاسم في حسم المعركة
يبدو أن نادي الانتصار يتمتع باستقرار إداري وفني أكبر، حيث تعمل الجمعية العمومية واللجنة الإدارية بهدوء وتخطيط استراتيجي للمستقبل، والدليل على ذلك هو إدراج مشروع إنشاء ملعب خاص بالنادي ضمن مشاريع عودة الحياة،هذا الاستقرار قد يمنحهم أفضلية في التخطيط للمدى الطويل والتركيز على تحقيق الصعود.
على الجانب الآخر، فاجأ نادي المطمر الجميع بتغيير مديره الفني على الرغم من النتائج الجيدة التي حققها الفريق في المراحل الأولى من الدوري، هذا القرار قد يشير إلى عدم وجود تخطيط استراتيجي واضح أو ربما وجود خلافات داخلية، وهو ما قد يؤثر سلباً على استقرار الفريق وأدائه في هذا الديربي الحاسم.
ديربي الجديدة المنتظر: المدينة على موعد مع الإثارة
لا شك أن هذا الديربي الأول من نوعه سيشعل حماس الجماهير في مدينة العجيلات، الأنظار ستكون متجهة نحو ملعب العجيلات لمتابعة هذا الصراع الكروي بين فريقين يسعيان لتحقيق الفوز وكتابة التاريخ.
هذا الديربي ليس مجرد ثلاث نقاط، بل هو صراع على الهوية والاعتزاز بالانتماء، ومحاولة لإثبات من هو الأفضل في بلدية الجديدة.
يبقى القول أن ديربي الجديدة المنتظر يحمل في طياته الكثير من الإثارة والغموض.
فهل سيتمكن الانتصار من الحفاظ على صلابته الدفاعية واستغلال الفرص القليلة التي ستتاح له؟
أم سيفرض المطمر أسلوبه الهجومي ويحقق الفوز؟
الإجابة ستكون على أرض الملعب في المواجهتين المرتقبتين اللتين ستحدد مصير الفريقين وتاريخ كرة القدم في بلدية الجديدة.