ريال مدريد – أرسنال: قلب نابض في البرنابيو.. لكن الصاعقة الآرسنالية تُطيح بالعملاق وتلحق بباريس في نصف النهائي!

ريال مدريد – أرسنال: قلب نابض في البرنابيو.. لكن الصاعقة الآرسنالية تُطيح بالعملاق وتلحق بباريس في نصف النهائي!

بصفارة البداية، اشتعلت مدرجات سانتياغو برنابيو حماساً جنونياً، واندفع لاعبو ريال مدريد إلى الأمام بضغط هجومي كاسح، مُعلنين عن نيتهم في قلب الطاولة وتجاوز الهزيمة ذهاباً.

وفي الدقيقة الثانية، كاد كيليان مبابي، النجم الذي تعلقت به آمال المدريديستا، أن يُترجم هذا الضغط إلى هدف مُبكر عندما استقبل عرضية فينيسيوس بتسديدة على صدره هزت الشباك، لكن الحكم يُطلق صافرته مُعلنًا عن تسلل حرم الجماهير من هدف كان سيُشعل المباراة مبكراً ويُعيد الأمل إلى قلوبهم.

لم يستسلم آرسنال للضغط المدريدي الرهيب، ففي الدقيقة الثامنة، أظهر بوكايو ساكا، النجم الشاب المتألق، مهاراته الفردية مُخترقًا دفاع الريال كالسهم ليُجبر الحارس العملاق تيبو كورتوا على التصدي الأول في المباراة، مُعلناً أن الجانرز لم يأتوا إلى مدريد للاستسلام بل للمقاتلة ببسالة.

وفي الدقيقة العاشرة، حدث ما لم يتوقعه الكثيرون! بعد العودة إلى تقنية الفيديو، احتسب الحكم ركلة جزاء لصالح آرسنال بعد عرقلة راؤول أسينسيو لميكيل ميرينو داخل منطقة العمليات. تقدم النجم الشاب بوكايو ساكا ليواجه الحارس العملاق كورتوا في مشهد يُحبس الأنفاس. حاول ساكا خداع الحارس بتسديدة بانينكا ماكرة، لكن كورتوا، الذي يمتلك خبرة الليالي الأوروبية، كان حاضرًا بتركيز عالٍ ليُبعد الكرة بيده ببراعة مُذهلة، مُنقذًا فريقه من هدف مُبكر كاد أن يُعقد الأمور على أصحاب الأرض. يا لها من فرصة ذهبية ضائعة للجانرز!

لكن جنون الشوط الأول لم يتوقف عند هذا الحد. بعد دقائق قليلة، تحصل ريال مدريد أيضًا على ركلة جزاء مثيرة للجدل. ومن ركلة حرة نفذها لوكاس فاسكيز بذكاء، ارتقى راؤول أسينسيو ليُسكن الكرة برأسه في الشباك، لكن فرحة الجماهير لم تكتمل، حيث أطلق ديكلان رايس تسديدة صاروخية ارتطمت برأس أسينسيو قبل أن تسكن شباك مبابي! أشار الحكم إلى نقطة الجزاء وسط اعتراضات من لاعبي آرسنال، لكن بعد مراجعة الفيديو التي استمرت لدقائق حبست الأنفاس (الدقيقة 28)، تراجع الحكم عن قراره، مؤكدًا أنه لم يكن هناك أي خطأ يستدعي ركلة جزاء، ليتم سحب البطاقة الصفراء التي وُجهت لرايس وسط دهشة الجميع.

وفي الدقائق الأخيرة من الشوط الأول المثير، ضغط أرسنال بكل قوة لافتتاح التسجيل. أطلق جابرييل مارتينيلي، الذي تلقى تمريرة حريرية من ديكلان رايس على يسار منطقة الجزاء، تسديدة قوية بقدمه اليسرى (45+6)، لكن العملاق كورتوا، الذي كان نجم الشوط الأول بلا منازع، نجح في إنقاذ حاسم آخر بقدمه اليسرى، مُحافظًا على نظافة شباكه في ليلة عنوانها الإثارة والندية.

ومع بداية الشوط الثاني، استمرت الإثارة والندية بين الفريقين. وبعد عدة محاولات فاشلة في الشوط الأول، نجح أرسنال أخيرًا في هز الشباك في الدقيقة 65. وفي هجمة جماعية منظمة بشكل مثالي، مرر ميكيل ميرينو تمريرة دقيقة داخل منطقة الجزاء إلى بوكايو ساكا، الذي لم يتردد في تسديد الكرة بقدمه اليسرى لتستقر في الزاوية البعيدة، مُرتفعة فوق يد كورتوا: هدف أول للجانرز أسكت جنبات البرنابيو ومنح التقدم المستحق لفريقه.

لكن رد فعل ريال مدريد، حامل اللقب وصاحب التاريخ العريق، لم يتأخر. ففي الدقيقة 68، وبينما بدا أن آرسنال يحاول الحفاظ على تقدمه الثمين، تعرض ويليام ساليبا لعرقلة على حافة منطقة الجزاء في لقطة أخرى مثيرة للجدل. وفي الشوط الثاني، استغل فينيسيوس جونيور، النجم البرازيلي الساحر، الفرصة وسدد كرة قوية من الجهة اليمنى سكنت شباك ديفيد رايا، مُعيدًا فريقه إلى المباراة ومعلنًا عن التعادل في لحظة ظن فيها الجميع أن آرسنال في طريقه لتحقيق المفاجأة.

وفي الدقيقة 73، حبس ملعب سانتياغو برنابيو أنفاسه في مشهد مؤلم لجماهير الريال. النجم كيليان مبابي، ضحية احتكاك عنيف مع ديكلان رايس، يسقط على الأرض ممسكًا بكاحل قدمه اليمنى في مشهد أثار القلق الشديد حول الحالة البدنية لنجم الفريق. تدخل الطاقم الطبي بسرعة، وتم استبدال مبابي على الفور، ليُثير هذا التغيير المفاجئ علامات الاستفهام حول قدرة الريال على قلب الطاولة في الدقائق المتبقية.

وفي اللحظات الحاسمة من عمر المباراة، وبينما كانت المباراة تتجه نحو وقت إضافي مُثير، خطف آرسنال هدف الفوز القاتل في الدقيقة الأخيرة! في هجمة مرتدة خاطفة ومنظمة بدقة متناهية، تلقى جابرييل مارتينيلي تمريرة حريرية من ميكيل ميرينو داخل منطقة الجزاء، ليُطلق تسديدة رائعة سكنت الزاوية البعيدة عن متناول الحارس كورتوا، مُعلنًا عن انتصار تاريخي للجانرز في قلب البرنابيو وإقصاء حامل اللقب في ليلة لن تُنسى.

تمكن آرسنال في النهاية من التمسك بالفوز الثمين، مُظهرًا قوة وصلابة دفاعية رائعة ومقاومة مثالية للضغط الهائل الذي وعد به في سانتياغو برنابيو. وبعد إقصاء الفريق الأكثر نجاحًا في تاريخ البطولة، سيواجه الجانرز الآن باريس سان جيرمان في الدور نصف النهائي في مواجهة نارية أخرى ينتظرها عشاق كرة القدم بشغف.

خروج ريال مدريد من دوري أبطال أوروبا على يد آرسنال يُعيد إلى الأذهان حقيقة قديمة في عالم كرة القدم:

لقد نجح ريال مدريد على مر العقود في بناء علامة تجارية عالمية لا تُضاهى وخزانة ألقاب مُرصعة بالذهب بفضل نجومه اللامعين. سيطر الفريق الملكي على كرة القدم الأوروبية لعقود طويلة واكتسب هالة من المجد بفضل تعاقده مع أفضل اللاعبين في العالم.

فاز ريال مدريد بدوري أبطال أوروبا مرة تلو الأخرى، وعندما رفع لقبه الخامس عشر ــ أكثر من ضعف عدد ألقاب أي نادٍ آخر ــ في الربيع الماضي، بدا الأمر وكأن اللوس بلانكوس قد تجاوز حدود المنافسة وتغلب على المستحيل في هذه الرياضة المجنونة.

ولكن بعد مرور عام واحد فقط، تُعيد كرة القدم التأكيد على سحرها وتقلباتها.

في ليلة الأربعاء، خرج ريال مدريد من دوري أبطال أوروبا مُذلًا بعد هزيمته الساحقة أمام آرسنال بنتيجة 5-1 في مجموع مباراتي الذهاب والإياب، لتُضاف هذه الهزيمة إلى سلسلة من النتائج المخيبة للآمال للفريق هذا الموسم.

غادر النجمان كيليان مبابي وفينيسيوس جونيور أرضية ملعب البرنابيو بعد مباراة الإياب المتوترة وهما في حالة من الذهول والصدمة. فمن الناحية النظرية، كان فريقهما يضم أسماءً أكثر روعة من أي وقت مضى، لكن في أرض الواقع، أثبتت كرة القدم أنها اللعبة الجماعية التي لا تعترف بالأسماء الرنانة وحدها.

لقد ذكّرتنا بطولة دوري أبطال أوروبا لموسم 2024-2025 بهذه الحقيقة الأزلية.

فاز ريال مدريد بالنسخة الماضية، ثم تعاقد مع مبابي في صفقة هزت أركان العالم. كان الافتراض السائد أن هذا الثنائي الناري سيواصل تحقيق الانتصارات أو على الأقل المنافسة بقوة على اللقب مرة أخرى.

ولكن بدلًا من ذلك، تراجع أداء الفريق بشكل ملحوظ. لقد واجهوا صعوبات كبيرة طوال مرحلة المجموعات، وعانى الفريق من بعض سوء الحظ، ونجح بصعوبة في تجاوز أتلتيكو مدريد في دور الستة عشر، لكنه لم يتمكن من إيجاد أي طريقة لاختراق دفاع آرسنال الصلب على مدار 180 دقيقة، ليُظهر الفريق افتقاراً واضحاً للخطة المتماسكة والأفكار المبتكرة.

كان لديهم مبابي وفيني وجودي بيلينجهام ولوكا مودريتش وفيديريكو فالفيردي ورودريجو، لكن الملعب لم يشهد تحركات متزامنة أو أفكاراً إبداعية أو اختراقاً حقيقياً لدفاع آرسنال المنظم والحازم.

كان هناك أمل ضئيل، لكنه كان غير منطقيًا. كان هناك إيمان من الجماهير، حتى بعد الهزيمة بثلاثية نظيفة في مباراة الذهاب، لكن هذا الإيمان كان مدفوعاً بالكامل بذكريات الماضي وبفرق ريال مدريد الأسطورية القديمة.

الأمر ليس مستحيلاً. إنها مدريد”، هكذا عنونت صحيفة “آس” الإسبانية قبل المباراة، مُحاولة بث الأمل في نفوس الجماهير حول إمكانية تحقيق عودة تاريخية.

إذا كان هناك من يستطيع فعل ذلك، فهو مدريد”، هذا ما أعلنته صحيفة ماركا، مُرددة الآمال والتطلعات.

ولكن هذا ليس ريال مدريد الذي عرفناه.

فمنذ انضمام مبابي، أصبح هذا الإصدار باهتاً وراكداً وعادياً نسبياً، مفتقداً للروح القتالية والإصرار الذي كان يميزه في الماضي.

في هذه الأثناء، نجح النادي الذي تركه مبابي، باريس سان جيرمان، في بناء وحدة قوية ومتماسكة بدونه. ومع وجود 11 لاعباً بلا غرور يضغطون في انسجام ويتحركون بسرعة في جميع أنحاء الملعب في الدوري الفرنسي، فقد قاموا ببناء أحد أكثر الفرق تسلية وإثارة في أوروبا.

وقد تأهل الفريق الباريسي بجدارة إلى الدور نصف النهائي من دوري أبطال أوروبا يوم الثلاثاء، حيث سيواجه آرسنال ــ وهو فريق آخر قوي البنية، رغم أنه يعاني من بعض الإصابات ويفتقر إلى نجم كبير بالمعنى التقليدي، لكنه يمتلك روحاً قتالية عالية وتنظيماً تكتيكياً مميزاً.

المزيد من الكاتب

يوفنتوس تحت قيادة تيودور: تسعة أيام فاصلة لقلب الطاولة وإشعال الطموح

إنتر ميلان بتكتيك مُحكم يُقصي بايرن ميونيخ العنيد: ثلاثية إنزاجي تقترب ببراعة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *