بيان هام صادر عن المجلس الاجتماعي سوق الجمعة والنواحي الأربعة: دعوة للمشاركة في مظاهرات ميدان الشهداء
طرابلس، ليبيا – 22 مايو 2025
على إثر المظاهرات الحاشدة التي شهدتها العاصمة طرابلس يوم الجمعة الماضي، والتي طالبت بإسقاط حكومة الوحدة الوطنية وانتقلت إلى مبنى رئاسة الوزراء بطريق السكة، وشهدت مطالبات باستقالة عدد من الوزراء بينهم وزير الحكم المحلي، ووزير المرافق والتعمير، ووزير الاقتصاد وغيرهم.
صدر اليوم الخميس الموافق 22 مايو 2025، بيان هام عن المجلس الاجتماعي سوق الجمعة والنواحي الأربعة، يدعو فيه كافة الشباب في ربوع الوطن للمشاركة الفاعلة في المظاهرات الحاشدة المزمع تنظيمها يوم غدٍ الجمعة الموافق 23 مايو 2025، في ميدان الشهداء بالعاصمة طرابلس.
نص البيان:
بسم الله الرحمن الرحيم
أيها الشباب في كافة ربوع الوطن، يا من تجري في عروقكم دماء الأبطال، يا من ورثتم الأرض التاريخي، فهل أنتم مستجيبون؟
لقد طالت الفوضى وغلغلت الأجسام الفاسدة، وتحولت الدولة إلى رهينة في أيدي من لا يملكون رؤية ولا ضمير.
لكن ليبيا ليست ملكاً للفاسدين ولا للمصلحين، بل هي ملك لشعبها ولشبابها، لمن يزرعون الأمل ويؤمنون بأن التغيير يبدأ من الإرادة. نحن جيل لا يعرف اليأس ولا يرضى بالذل ولا يقبل بأن يعيش غريباً في وطنه.
لسنا أتباعاً لجهات، ولسنا أدوات لأجندات.
نحن أبناء ليبيا، وسلاحنا الوعي وأهدافنا كفى عبثاً بمصيرنا.
آن الأوان أن ننتفض، لا بالفوضى بل بالحق، لا بالعنف بل بالعقل، لا بالحقد بل بالمحبة للوطن. فلنكن اليد التي تبني، والصوت الذي يطالب، والحلم الذي لا ينكسر.
أيها الشباب.. ليبيا لن تتغير إلا بكم.. فأنتم الحاضر والمستقبل، أنتم الطاقة التي لا تقهر والقوة التي لا تستبدل. ويوم الجمعة هو يومكم، فلتجعلوه علامة فارقة في تاريخكم الوطني، فلينظر العالم إلى الليبي الحقيقي الغيور الذي لا يرضى بالهوان ولا يقبل بالظلم.
ليبيا للكل وتُبنى بالكل.. قوموا.. تكلموا.. تحركوا.. فالوطن لا يُبنى بالسكوت.. شباب ليبيا أنتم الأمل.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
ردود فعل الشباب الليبي: صرخة مدوية ضد الفساد
لم تكن مظاهرات الجمعة الماضية مجرد تجمعات عابرة، بل كانت صرخة مدوية من قلوب الشباب الليبي الذي ضاق ذرعاً بالفساد المستشري وسوء الإدارة. لقد أظهرت هذه التحركات أن جيل اليوم يرفض أن يكون رهينة لمصالح ضيقة أو أن يعيش تحت وطأة اليأس.

إن ما شهده ميدان الشهداء ومبنى رئاسة الوزراء من إصرار وتحدٍ، هو دليل قاطع على أن وعي الشباب الليبي قد بلغ ذروته، وأنهم عازمون على استعادة وطنهم وبناء مستقبل يليق بتضحياتهم وطموحاتهم. هذا الحراك الشعبي، الذي يتصدره الشباب بوعي وحكمة، يؤكد أن ليبيا لن تُبنى إلا بأيدي أبنائها المخلصين الذين يؤمنون بالتغيير الحقيقي والعدالة الاجتماعية.
إن هذه المظاهرات هي بداية مرحلة جديدة، يرفع فيها الشباب صوتهم عالياً ليؤكدوا أن الصبر قد نفد وأن الأوان قد حان لإعادة ليبيا إلى مسارها الصحيح.