لندن – في تطور يكشف عن مدى القلق المتزايد في الأوساط الأمنية البريطانية، تقوم حكومة المملكة المتحدة بمراجعة سرية وشاملة لخطط الطوارئ الوطنية لمواجهة سيناريوهات حرب محتملة.
ويأتي هذا التحرك في ظل تصاعد التوترات الجيوسياسية، وعلى رأسها الحرب المستمرة في أوكرانيا، والمخاوف من تصاعد عدوان روسيا ليشمل هجمات إلكترونية مدمرة أو حتى حرب نووية.
"مخبأ للعائلة المالكة" ضمن خطط الطوارئ الجديدة

كشفت تقارير إعلامية عن وجود “ملف سري” قيد المراجعة على مكتب رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر، يتضمن “كوابيس حرب نووية أو غارات إلكترونية مروعة”، مع تقديرات مرعبة لأعداد الضحايا المحتملة على نطاق واسع.
وتشير المعلومات إلى أن الخطط الجديدة تركز بشكل كبير على حماية الأصول الاستراتيجية والحيوية للمملكة المتحدة، بما في ذلك العائلة المالكة، التي سيتم تخصيص “مخبأ” آمن لها في حالة الضرورة.
خطط عمرها 20 عاماً تحتاج إلى تحديث عاجل
أكدت مصادر مطلعة أن خطط الطوارئ الحالية، التي يتم العمل بموجبها، يعود تاريخها إلى حوالي 20 عاماً، مما يجعلها قديمة وغير كافية لمواجهة التهديدات الحديثة، خاصة تلك التي يُزعم أن موسكو تخطط لها.
وبناءً على ذلك، تستعد الحكومة البريطانية لدراسة مراجعة شاملة لهذه الخطط، بمشاركة كبار قادة القوات المسلحة وأجهزة الاستخبارات.
ومن المقرر أن تظل تفاصيل هذه المراجعة “سرية” للغاية.

سيناريوهات مرعبة تشمل الحرب النووية والسيبرانية
تغطي الخطة قيد المراجعة الاستجابة الفورية للأيام الأولى من أي “هجوم” محتمل، بالإضافة إلى الاستجابة على المدى الطويل.
وتشمل السيناريوهات التي يتم أخذها في الاعتبار التهديد باستخدام الأسلحة النووية أو الصواريخ غير النووية، بالإضافة إلى عمليات الحرب السيبرانية المدمرة التي قد تستهدف البنية التحتية الحيوية للبلاد، مثل محطات الطاقة، وشبكات الاتصالات، ومراكز النقل.
كما سيتم تحديث تقديرات الخسائر البشرية المحتملة.

تحذيرات من "عدم الاستعداد" و"تفوق" روسيا
تأتي هذه المراجعة الطارئة في أعقاب تحذيرات متزايدة من مصادر عسكرية وخبراء أمنيين بشأن “عدم استعداد” المملكة المتحدة لمواجهة “اعتداءات” واسعة النطاق محتملة.
وتشير هذه التحذيرات إلى أن روسيا قد تكون “متفوقة” ليس فقط في قوتها النارية التقليدية، بل وأيضاً في قدرتها على شن هجمات إلكترونية مدمرة.
بالإضافة إلى ذلك، هناك مخاوف بشأن “ضعف” الدفاعات الداخلية البريطانية وقدرتها على حماية البنية التحتية الوطنية الحيوية.
إعادة التسلح وزيادة الإنفاق العسكري على المحك
يرتبط هذا الملف السري بشكل وثيق بالنقاشات الدائرة حول ضرورة إعادة تسليح المملكة المتحدة وزيادة الإنفاق العسكري بما يتناسب مع الناتج المحلي الإجمالي، لمواجهة التهديدات المتزايدة وضمان الأمن القومي في هذا المناخ الدولي المضطرب.

في الختام، تكشف مراجعة المملكة المتحدة لخطط الحرب السرية عن قلق بالغ إزاء التهديدات الأمنية المتصاعدة، خاصة من روسيا، وتؤكد على أن كوابيس الحرب النووية والهجمات السيبرانية أصبحت واقعاً يجب الاستعداد له بجدية على أعلى المستويات الحكومية.