🎭 ليلة القوة والحظ في تورينو: "الثالثة ثابتة" بنكهة درامية!
كوبا إيطاليا | يوفنتوس 2-0 أودينيزي
في أجواء باردة بملعب “أليانز ستاديوم”، وتحت ضغط غياب نجومه، دخل يوفنتوس حلبة الكأس لمواجهة أودينيزي في محاولة لتأكيد تفوقه عليهم للمرة الثالثة هذا الموسم.
لم تكن مجرد مباراة عبور، بل كانت مسرحاً لاختبار عمق التشكيلة وقدرتها على الصمود بعد صدمة إصابة فلاهوفيتش. المدرب سباليتي رمى أوراقه الجديدة، معتمداً على حيوية الشباب وخبرة المخضرمين، لكن البطل الحقيقي لتلك الليلة كان القدر الذي تدخل في اللحظات الحاسمة.
الشوط الأول: هجوم يوفنتوس الطاغي.. ونحس دافيد!
انطلق يوفنتوس كالصاروخ في ربع الساعة الأول، ضاغطاً بـ موجات زرقاء وبيضاء متتالية، حاصداً خمس ركنيات متتالية كشهادة على الحصار المفروض. كانت اللمسات الساحرة للشاب كنان يلدز (Kenan Yildiz) تنذر بالخطر، لكن الحارس سافا (Sava) ظل متيقظاً.
لحظة الانفراج الدرامية (الدقيقة 23): جاء الهدف الأول بنكهة القدر المُحتوم! انطلق ويستون ماكيني (Weston McKennie) كالسهم في الرواق الأيمن وأرسل عرضية أرضية قاتلة. كان جوناثان دافيد جاهزاً لوضع بصمته الأولى، لكن القدر اختار بطلاً آخر لهذه اللقطة.
المدافع الشاب والمُتعثر ماتيو بالما (Matteo Palma)، ذو الـ 17 ربيعاً، تدخل في محاولة يائسة للإبعاد، ليُحول الكرة بنفسه إلى شباك فريقه، مسجلاً هدفاً ذاتياً مأساوياً افتتح به يوفنتوس عداد الأهداف.
لم يكتفِ النحس عند هذا الحد، فبعد دقائق قليلة، هز كينغسلي إهيزيبوي (Kingsley Ehizibue) شباك يوفنتوس بلمسة فنية رائعة (دبلجة ذكية فوق دي غريغوريو)، لكن راية التسلل كانت أسرع من الاحتفال، ليتنفس الجمهور اليوفنتيني الصعداء.
وعاد دافيد ليضرب بقوة! أطلق الكندي قذيفة رائعة من زاوية شبه مستحيلة، لتستقر في سقف الشبكة بهدف يحبس الأنفاس. يا له من هدف! لكن للمرة الثانية، يتدخل الفار ليلغي الهدف بداعي تسلل “بالمليمتر“ في عملية البناء. خرج دافيد نهاية الشوط وهو يشعر بأنه كان يستحق هدفين بالفعل، بينما كان يوفنتوس متقدماً بهدف “درامي” وحيد.
الشوط الثاني: تغيير اضطراري.. وركلة جزاء حاسمة
بدأ الشوط الثاني بهدوء حذر، لكن الدقيقة 56 حملت قلقاً حقيقياً في صفوف يوفنتوس؛ فقد تعرض المدافع غاتي (Gatti) لإصابة عضلية مفاجئة، مما أجبر سباليتي على إشراك العقل المدبر مانويل لوكاتيلي اضطرارياً في تغيير دفع خوان كابال (Juan Cabal) إلى قلب الدفاع. هذا التغيير قلب المعادلة وأعطى الفريق ثقلاً أكبر في الوسط.
الدراما تتجدد والفرصة لا تُرد (الدقيقة 68): عاد ماتيو بالما، بطل الشوط الأول المأساوي، ليؤدي دور “الشرير” مرة أخرى. في محاولة بائسة لقطع عرضية داخل المنطقة، قام الشاب بعرقلة كابال بتهور واضح. احتاج الحكم إلى مراجعة مطولة من تقنية الفار لتأكيد القرار، لكن النتيجة كانت واحدة: ركلة جزاء ليوفنتوس.
تقدم لوكاتيلي ببرودة أعصاب القادة. الحارس سافا ارتمى يميناً، بينما وضع لوكاتيلي الكرة بكل أناقة واطمئنان في منتصف المرمى. (2-0). رصاصة الرحمة التي أكدت “الثالثة ثابتة” وحجزت مقعد البيانكونيري في ربع النهائي.
في الدقائق الأخيرة، أظهر البدلاء، فرانشيسكو كونسيساو ولويس أوبيندا، تعطشهم للهدف الثالث، حيث سُجل هدف آخر لأوبيندا، لكنه أُلغي مجدداً بداعي التسلل!
انتهت ليلة الكأس بانتصار نظيف ومقنع ليوفنتوس، الذي أثبت أنه يمتلك القدرة على الفوز حتى في الأمسيات التي يبتسم فيها الحظ للقليل ويخطف فيها الفار الأهداف. لقد وضع يوفنتوس بثقة قدمه على سكة القطار، متحدياً الغيابات والإصابات، ليواجه الفائز من مواجهة أتالانتا وجنوى في المحطة القادمة.
🎙️ أصداء وتصريحات: ما بين الرضا والنقص
لم يكن الانتصار على أودينيزي مجرد نتيجة عابرة، بل كان مثاراً لردود فعل متباينة عكست حالة الفريق والآفاق المستقبلية في تورينو.
🗣️ صوت المدربين
لوتشيانو سباليتي (يوفنتوس): النقص والتحدي القادم
على الرغم من الفوز والتأهل، لم يظهر مدرب يوفنتوس راضياً تماماً. سباليتي، الذي اضطر للتحول إلى خطة 4 مدافعين بسبب غياب بريمر وروغاني، صرح بوضوح أن الفريق لا يزال بحاجة إلى مزيد من الإتقان:
“لقد افتتحنا التسجيل بهدف ذاتي، ثم ركلة جزاء. هذا جيد، لكننا نفتقد شيئاً ما، يجب أن نستغل الفرص بشكل أفضل.
سجلنا أربعة أهداف وأُلغي اثنان، وهذا مؤشر على أننا خلقنا الكثير. لكن النقص يكمن في إنهاء الهجمات بثقة أكبر. هدفنا واضح: التأهل ومواصلة العمل، وامتحاننا الحقيقي سيكون يوم الأحد أمام نابولي.”
كوستا رونيايتش (أودينيزي): ليلة صعبة على الصغار
أقر مدرب أودينيزي بصعوبة المهمة على ملعب يوفنتوس، خاصة في ظل هزيمة سابقة في الدوري. وأكد رونيايتش أن فريقه فشل في التعامل مع الضغط المبكر الذي فرضه يوفنتوس، مشيراً إلى أن عدم تحقيق أي تسديدة على المرمى في الشوط الثاني كان دليلاً على ضعف الأداء الهجومي.
📰 عناوين الصحف: "ثبات يوفنتوس" و "إنذار فلاهوفيتش"
تصدر انتصار يوفنتوس الصفحات الأولى للصحف الإيطالية، التي رأت في الفوز تأكيداً للاستقرار الذي يبحث عنه سباليتي:
. “لا غازيتا ديلو سبورت” (La Gazzetta dello Sport):
عنونت بـ “لوكا يوفي“ (Loca Juve)، مشيرة إلى أن لوكاتيلي (الذي سجل من ركلة جزاء) أقصى أودينيزي، ومؤكدة أن سباليتي يتأهل لربع النهائي، بينما سيخضع فلاهوفيتش لعملية جراحية وعودته ستكون في مارس، ما يمثل إنذاراً للفريق.
. “كوريري ديلو سبورت” (Corriere dello Sport):
عنونت بـ “كل شيء سهل مع أودينيزي“، مشيرة إلى أن يوفنتوس تقدم بهدف ذاتي وركلة جزاء لوكاتيلي، لكنها أبرزت أيضاً تصريح سباليتي الذي وجد “قصوراً“ في استغلال الفرص.
🔚 القطار يتحدى ويستعد لمعركة القمة
إن الانتصار الثالث على أودينيزي، رغم كونه إنجازاً “روتينيًا” في الكأس، إلا أنه يحمل دلالات عميقة: لقد أثبت يوفنتوس قدرته على توليد الفوز بـ منهجية ثابتة، مستخدماً كل الأدوات المتاحة، حتى وإن كان القدر (الهدف الذاتي) أو الفار (ركلة الجزاء) يلعب دوراً.
هذا الفوز، الممزوج بتصريحات سباليتي القلقة بشأن النقص في الحسم، يضع الفريق على مفترق طرق حقيقي. ففي الوقت الذي يؤكد فيه البيانكونيري “الثالثة ثابتة” ويحجزون مقعدهم لمواجهة الفائز من أتالانتا أو جنوى، فإن التحدي الأكبر يكمن في تحويل هذا الزخم إلى قوة ضاربة في الدوري.
قطار يوفنتوس انطلق من بوابة الكأس بسلام، لكن المحطة القادمة هي مواجهة نابولى القوية في الدوري، وهي المباراة التي ستكشف إن كانت العربة قد وُضعت فعلاً على سكة المنافسة الجادة على القمة، أم أنها مجرد ومضة عابرة في سماء تورينو. يوفنتوس يواجه تحدي العمل والكمال الذي يطالب به المدرب، فالمسيرة لا تحتمل التراخي
