🦅⚔️ ليلة سقوط العرش التونسي: عندما قادت إرادة “قاسيون” الانتصارات على أنقاض الاستحواذ

🦅⚔️ ليلة سقوط العرش التونسي: عندما قادت إرادة "قاسيون" الانتصارات على أنقاض الاستحواذ

🎙️صراع "النسور" وثمن الغياب الأوروبي

على ملعب أحمد بن علي، وأمام نحو 30 ألف مشجع، لم يكن اللقاء بين “نسور قرطاج (تونس، صاحب التصنيف 40 عالميًا) و**”نسور قاسيون”** (سوريا، صاحب التصنيف 87 عالمياً) مجرد مباراة؛ بل كان صداماً في عقدة تاريخية حديثة.

تونس، التي فازت بالنهائي الأول عام 1963 بهدف رؤوف بن عمور، دخلت وهي منقوصة من 14 لاعباً أساسياً (مثل الطالبي والسخيري) بسبب رفض الأندية الأوروبية تفريغهم، وهو ما يمثل ثمن خروج البطولة عن أجندة الفيفا.

سوريا، التي سبق لها الإطاحة بتونس في 2021، جاءت تحمل ثقة المنتصر، لتقدم حلقة جديدة من الصراع انتهت بنهاية درامية لم ترحم التوقعات، في ليلة شهدت تقاسمها الصدارة مع فلسطين التي فازت على قطر.

⚖️ ميزان القوى والخطط والقوانين الجديدة: اندفاع "قرطاج" الحاد

معركة النسور: اندفعت “نسور قرطاج بالهجوم على “نسور قاسيون بقوة وعنف، لكن الأخيرة تجنبت الضربات واختارت التوقيت المناسب لضربة مميتة واحدة فازت بها.

المدرب التونسي سامي الطرابلسي (57 عاماً) اعتمد خطة هجومية (3-4-2-1)، بينما اختار الإسباني خوسيه لانا (50 عاماً) التكتل الدفاعي (4-4-2).

وشهد اللقاء تطبيقاً لـ قانون الفيفا الجديد للحد من إهدار الوقت، حيث تم إخراج اللاعب السوري خالد كردغلي لدقائق، في إشارة إلى الأجواء التنظيمية الصارمة.

⏳ الشوط الأول: هجوم تونسي متواصل واستماتة سورية غير عادية

انطلق الشوط الأول بضغط تونسي متواصل، أشبه بـ عاصفة هجومية حاصرت مرمى “نسور قاسيون، حيث أمضت الكرة أول 15 دقيقة بالكامل في نصف الملعب السوري، مدفوعة بتفوق واضح لثنائي الوسط فرجاني ساسي ومحمد بن رمضان.

لم يكد اللقاء يلتقط أنفاسه حتى جاء التهديد الأول في الدقيقة 11، عندما أطلق إسماعيل الغربي تسديدة قوية مرت على يمين الحارس شاهر الشاكر بجوار القائم السوري.

ورغم استمرار الضغط التونسي لأكثر من 20 دقيقة دون توقف، كانت الفاعلية الهجومية مفقودة بشدة.

التهديد الأبرز الذي اختبر الحارس السوري جاء في الدقيقة 18، عندما تألق الشاكر ببراعة في إبعاد التسديدة الوحيدة على المرمى من قدم معتز النفاتي.

وصلت الدراما إلى ذروتها في الدقيقة 34، عندما ارتكب اللاعب التونسي نفسه خطأ لا يغتفر دون قصد: بعد رفع ركنية، سدد الغربي الكرة بقوة باتجاه الشباك، لكن المدافع التونسي ياسين مرياح اعترض مسارها دون وعي، ليقوم بدور دفاعي درامي للخصم! وقبل نهاية الشوط، حاول علي معلول فك الشفرة بتسديدة قوية من ضربة حرة مباشرة في الدقيقة 40، لكنها علت العارضة بسنتيمترات قليلة.

انتهى الشوط بالتعادل السلبي، وسط حصار تونسي مكثف وصمود سوري عنيد، ليؤكد أن الشاكر ورفاقه نجحوا في تجاوز فترة العاصفة بأقل الأضرار.

💥 الشوط الثاني: لحظة الصمت المدوّي.. وخدعة خريبين القاتلة

بعد انطلاق الشوط الثاني بدقيقتين فقط، تحولت سيطرة تونس المطلقة إلى صدمة مروّعة. المشهد بدأ سريعاً بافتكاك حاسم للكرة من محمد صلخدي، الذي توغل حتى تحصّل على خطأ ثمين ومباشر.

تلك اللحظة حوّلت الملعب إلى مسرح للتوتر؛ حيث وقف السد التونسي أمام مرماه.

هنا، بدأت لعبة الأعصاب: الحارس أيمن دحمان كان يُهيئ حائط الصد المكون من ستة لاعبين.

وبينما كان يُرتّبهم، كان هناك لاعبان سوريان أمام الكرة: الكابتن عمر خريبين (رقم 7) و محمد صلخدي (رقم 17).

التساؤل المُلِح في الملعب كان: هل هي خدعة أم تمويه؟ حل صمت مطبق في الأرجاء، وكاد يُسمع صوت دحمان وهو يعيد ترتيب حائطه.

دكة البدلاء السورية نهضت جميعها تترقب الإشارة.

تقدم عمر خريبين ليواجه قدر اللحظة، ثم أطلق تسديدة منخفضة، صاروخية، انطلقت بقوة هائلة نحو القائم الأيسر، وهي الزاوية التي كان يقف فيها الحارس دحمان تحديداً!

الحارس قفز بقوة على جهته، لكن قوة التسديدة أحدثت خطأ مزدوجاً قاتلاً؛ فالكرة كانت جهته تماماً، لكن خلل الحائط وعدم قدرة دحمان على صد قوتها الفائقة حسم الأمر. الكرة كانت أسرع من الارتداد، سُمع صوتها وهي تخترق الشباك بعد أن لامست العارضة.

سقط دحمان على الأرض ملتفتاً للشباك ليجد الكرة قد استقرت، بينما اهتزت أرجاء الملعب بالصرخات الهستيرية لجمهور سوريا الذي لم يصدق ما حدث!

سقط دحمان على الأرض ملتفتاً للشباك ليجد الكرة قد استقرت، بينما اهتزت أرجاء الملعب بالصرخات الهستيرية لجمهور سوريا الذي لم يصدق ما حدث!

🛡️ هجوم يائس ودفعة بدلاء بلا جدوى: معركة العودة ضد الزمن

مباشرة بعد صدمة الهدف، تحوّل المدرب الطرابلسي إلى خيار المخاطرة، حيث أجرى تبديلاً هجومياً جريئاً في الدقيقة 61، مضحياً بالمدافع مروان الصحراوي (2) وإدخال الهداف سيف الدين الجزيري، أملاً في تعويض النقص العددي.

بدأت موجة من الهجوم الهستيري؛ محمد بن رمضان أشعل الشغف مجدداً بتسديدة قوية من مسافة بعيدة في الدقيقة 63 كادت أن تخدع الجميع.

تلتها أخطر فرص المباراة عندما مرر علي معلول كرة عرضية سددها مهاجم تونسي (د. 64) أبعدها حارس سوريا شاهر الشاكر بإعجوبة داخل منطقة العمليات ليؤكد أنه رجل المباراة بامتياز.

حاول الجزيري أن يسجل نفسه بتسديدة ارتطمت بالشباك من الخارج (د. 65)، لكن صلابة الدفاع السوري، وتغييرات المدرب لانا المُركزة على الحفاظ على النتيجة (مثل إخراج بطل الهدف عمر خريبين وإدخال محمود المواس في د. 87)، نسفت كل محاولات العودة.

ورغم تمديد الحكم للوقت إلى ست دقائق من الوقت بدل الضائع، كان الحارس الشاكر هو كلمة النهاية؛ حيث تصدى لتسديدة خطيرة جداً من فراس الشواط (د. 90+2)، ليؤكد أن النصر السوري تم حسمه ليس فقط بالهدف القاتل، بل بـ الاستماتة المطلقة في اللحظات الأخيرة من اللقاء.

📉 لغة الأرقام: محضر اتهام يكشف الفشل التونسي الذريع

في عالم كرة القدم، قد تكون الأرقام أكثر صدقاً وقسوة من النتيجة النهائية. في هذه المباراة، تحولت الإحصائيات إلى محضر اتهام صريح ضد الأداء التونسي العقِيم.

بالرغم من أن “نسور قرطاج حققوا استحواذاً بلغ 69%، إلا أن هذا كان سيطرة مطلقة بلا ثمن، مجرد ملكية للكرة في مناطق غير فعالة.

الدليل القاطع على العقم التونسي يتجسد في منطقة الجزاء: فقد لمست تونس الكرة 42 مرة داخل صندوق الخصم، أي ما يعادل ستة أضعاف لمسات المنتخب السوري (7 لمسات)، ومع ذلك، لم تستطع هذه الـ 42 لمسة أن تخلق فرصة كبيرة واحدة حقيقية لتهديد المرمى! أما التسديدات على المرمى، فكانت أربعة فقط طوال اللقاء، في دلالة على نسبة فاعلية هجومية ضعيفة للغاية.

في المقابل، سجلت سوريا هدفها الوحيد من ثلاث محاولات فقط على المرمى، لتثبت أن الفوز لا يُشترى بالاستحواذ.

أما 309 تمريرة دقيقة في نصف ملعب الخصم، فهي تؤكد أن التمرير التونسي كان أفقياً وجانبياً، خالياً من المخاطرة والهدف العمودي، فكانت النهاية هي الفشل الذريع.

 (تمرير بلا هدف).

⚠️ سراديب الأهداف: عندما تحول "خطأ التمركز" إلى خطأ فادح

لم يكن الهدف السوري وليد صدفة بقدر ما كان نتيجة مباشرة لـ خطأ فادح في قراءة المشهد التكتيكي من قبل لاعبي تونس.

تبدأ حكاية اهتزاز الشباك التونسية في منطقة العمليات (منتصف الملعب)؛ حيث أدى افتكاك الكرة السريع من محمد صلخدي وتوجهه المباشر نحو قلب مرمى تونس إلى ارتكاب الخطأ نفسه في العمق مقابل منطقة الجزاء.

لم يكن لمنتخب تونس أن يرتكب هذا الخطأ الساذج في تلك المنطقة الحساسة، الذي مكّن سوريا من الحصول على الركلة الحرة في مكان مثالي ومميت.

هذا الخطأ في التمركز كان مجرد المرحلة الأولى في سلسلة الأخطاء. المرحلة الثانية تمثلت في الخلل الفني المزدوج الذي حدث لحظة التنفيذ؛ فـ الخطأ في ترتيب الحائط التونسي أدى إلى عدم تغطية الزاوية بالكامل، مما مكن تسديدة خريبين الصاروخية من اختراق خط الدفاع والارتطام بالقائم والدخول.

هكذا، تحول الخطأ التكتيكي في منتصف الملعب إلى كارثة كاملة عاقبت تونس على التراخي الفادح أمام منطقة الجزاء.

📊 النافذة الإحصائية الشاملة: حكم الأرقام على العقم الهجومي التونسي

قدمت الأرقام إدانة واضحة للأداء الهجومي التونسي، حيث تحولت السيطرة المطلقة بنسبة 69% استحواذ إلى عقم تام أمام الدفاع السوري المُركز.

السيطرة التونسية كانت كاسحة؛ إذ لمست تونس الكرة 42 مرة داخل صندوق الخصم مقابل 7 مرات فقط لسوريا.

ورغم هذا الفارق الهائل، كان الفارق في التسديدات على المرمى ضئيلاً جداً (4 لتونس مقابل 3 لسوريا)، والأكثر إيلاماً هو أن تونس لم تخلق فرصة حقيقية واحدة، بينما سجلت سوريا هدفها الوحيد من فرصتها القاتلة.

التمريرات التونسية التي وصلت إلى 309 تمريرات في نصف ملعب الخصم كانت تؤكد أنها تمريرات أفقية وجانبية بلا مخاطرة عمودية.

وقد كان حارس سوريا شاهر الشاكر (الحاصل على أفضل تقييم 8.6) هو نجم المباراة، مؤكداً انتصار الدفاع السوري وتفوقه التكتيكي على ضعف الفاعلية التونسية (التي تجلت في تقييم البديل الجزيري 5.9).

👑 المحكمة الفنية: قراءة "لانا" الذكية أمام جمود "الطرابلسي"

كانت نتيجة المباراة تتويجاً لـ انتصار فكر لانا الذكي أمام جمود الطرابلسي التكتيكي. قراءة مدرب سوريا كانت هي الأفضل؛ فقد نجح في إقفال العمق بالكامل واعتماده على المرتدات أثمر نجاحاً فورياً، وكانت تغييراته (مثل إخراج خريبين) تهدف بوضوح لـ “حماية النتيجة وتثبيت الجدار الدفاعي.

على النقيض، أصيبت تونس بداء الإصرار غير المجدي؛ فقد أصر الطرابلسي على اللعب على الأطراف دون تنويع، مما أدى لـ الإرهاق البدني في الشوط الثاني وعدم فاعلية التغييرات التي أجراها.

نجوم ومعاقبون في ليلة السقوط:

في المعسكر السوري، كان الحارس شاهر الشاكر هو النجم المطلق، بحصوله على أعلى درجة (8.6)، حيث قدم 4 تصديات حاسمة في أصعب اللحظات ليُتوج بـ “رجل المباراة غير الرسمي”.

أما عمر خريبين (7.4)، فبجانب هدفه القاتل، كان صوته معبراً عن التكتيك السليم، مؤكداً أنهم عرفوا “كيف نغلق منطقتنا.

على الجانب التونسي، كانت الدرجات تكشف عن الانهيار الجماعي: ياسين مرياح (7.6) و ثنائي الوسط ساسي وبن رمضان (7.5) سيطروا على الكرة، لكنهم لم يستطيعوا منع الانهيار الجماعي.

وشكل الأداء الفردي نقطة ضعف حرجة، حيث حصل البديل سيف الدين الجزيري (5.9) على أدنى درجة، وكان الحارس أيمن دحمان (6.0) نقطة ضعف في لقطة الهدف.

لم يكن أمام المدرب الطرابلسي سوى الإقرار الحقيقي بالهزيمة، مؤكداً أن المشكلة كانت في “سوء القرار بالثلث الأخير وأن “النتيجة هي التي تحكم.

🗣️ ملخص المباراة: درس قارس في فنّ التنازل عن النجاعة

كانت مباراة تونس وسوريا بمثابة درس قارس ومُكلِف في فنّ التنازل عن النجاعة، حيث تحولت السيطرة التونسية المطلقة (التي أقر بها الطرابلسي: سيطرنا بالطول والعرض) إلى خسارة مؤلمة بسبب “جزئية صغيرة سُلبت منهم.

هذا الإقرار من المدرب يُلخص الداء؛ فالخسارة لم تكن وليدة صدفة، بل نتاج جمود فني واضح، وإصرار على نهج الأطراف لم يفتح العمق، مما أثقل كاهل اللاعبين وأدى إلى إرهاق بدني قلل من المردود التونسي في الشوط الثاني.

في المقابل، انتصر الذكاء التكتيكي السوري، الذي لم يبحث عن الاستحواذ، بل عن الضربة القاضية في التوقيت المثالي.

📜 ميلاد انتصار وشبح الإقصاء

لم تكن صفارة النهاية إعلاناً لنهاية المباراة فحسب، بل كانت ميلاداً لانتصار وطني تاريخي لـ “نسور قاسيون، الذي تجاوز حدود الملعب.

جاءت التهنئة من أعلى المستويات؛ إذ أجرى الرئيس السوري أحمد الشرع اتصالاً مباشراً بعمر خريبين، معتبراً أن الفوز “أفرح السوريين مما سيعوضهم عن سنوات تصل 14 سنة من الانكسارات، وتعهد بحدوث “طفرة في البنية التحتية للملاعب.

هذا الفوز ليس ثلاث نقاط، بل هو دفعة معنوية عظيمة تطلق العنان للشغف السوري نحو المستقبل.

أما تونس، فالخسارة هي صدمة مبكرة وثمن باهظ لـ ثغرة الغيابات الأوروبية. يجد الطرابلسي نفسه أمام طريق مسدود: لا مجال للأعذار بعد الآن.

يجب على “نسور قرطاج أن يصححوا “سوء القرار هذا قبل المواجهة المصيرية ضد فلسطين. إن الفشل في تجاوز عقبة “الفدائي” يعني أن شبح الإقصاء المبكر سيلقي بظلاله على مسيرة تونس في المجموعة A.

🎤 صوت الموعد: “البيت العربي” يفتتح أبوابه بحفل مبهر يجسد قصص الوحدة والأمل

🇵🇸🇶🇦في ليلة “النيران الصديقة” القاتلة: فلسطين تُسقط قطر في الافتتاح… و “تميم بن حمد” يكتب عنوان الإخاء التاريخي!

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *