🇷🇺🇺🇦 الكرملين ينفي “الصدع” مع لافروف وزيارة أوربان تحيي قمة ترامب-بوتين المؤجلة

في وقت تشتد فيه المعارك للسيطرة على بوكروفسك، تتركز الأنظار على البيت الأبيض حيث يسعى رئيس وزراء المجر لتخفيف العقوبات وإعادة ترتيب لقاء قادة واشنطن وموسكو.

شهدت الساحة الدولية اليوم الجمعة، 7 نوفمبر 2025، تقاطعات دبلوماسية متوترة وتصعيداً في الإجراءات العقابية، بالتزامن مع استمرار الضغط العسكري الروسي على الجبهات الشرقية.

1. 📰 الدبلوماسية المعقدة: نفي الانقسام ومساعي المجر

. نفي الكرملين لـ “الصدع”: نفى المتحدث باسم الكرملين، ديمتري بيسكوف، التقارير التي أشارت إلى وجود انقسام بين الرئيس فلاديمير بوتين ووزير الخارجية سيرغي لافروف، بعد انهيار القمة المرتقبة بين بوتين والرئيس الأمريكي دونالد ترامب في بودابست.

وكان سبب التأجيل يعود إلى موقف لافروف “المتشدد” بشأن أوكرانيا خلال محادثة مع وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو. وأكد بيسكوف أن هذه المزاعم “لا تتوافق مع الواقع”، وأن لافروف مستمر في أداء مهامه.

. مهمة فيكتور أوربان: يزور رئيس الوزراء المجري فيكتور أوربان البيت الأبيض اليوم للقاء الرئيس ترامب. وتحمل الزيارة هدفين رئيسيين:

1 . السعي للحصول على إعفاءات من العقوبات الأمريكية التي فرضها ترامب مؤخراً على عمالقة الطاقة الروسية (لوك أويل وروزنفط)، والتي تؤثر على المجر المعتمدة على النفط الروسي.

2 . محاولة إعادة إحياء وترتيب عقد قمة مؤجلة بين ترامب وبوتين. ويُعتبر أوربان، حليف كل من ترامب وبوتين، طرفاً محورياً في جهود الوساطة هذه.

2. 🇪🇺 تشديد العقوبات الأوروبية: فرض قواعد التأشيرات

في المقابل، اتخذ الاتحاد الأوروبي موقفاً أكثر صرامة تجاه روسيا، حيث فرض قواعد أكثر تشدداً على تأشيرات السفر للمواطنين الروس. وتأتي هذه الخطوة بسبب ما وصفه الاتحاد بـ “استخدام الهجرة كسلاح، وأعمال التخريب، وسوء الاستخدام المحتمل للتأشيرات”.

. القواعد الجديدة: سيُطلب من الروس تقديم طلب للحصول على تأشيرة جديدة في كل مرة يسافرون فيها، ولن يعودوا مؤهلين للحصول على تأشيرات متعددة الدخول، مع استثناءات للمعارضين والصحفيين المستقلين والمدافعين عن حقوق الإنسان.

رسالة واضحة: أكدت مسؤولة السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي أن “السفر إلى الاتحاد الأوروبي هو امتياز، وليس حقاً”.

3. ⚔️ تصعيد ميداني وتهديدات عسكرية

تتواصل المعارك العنيفة، خاصة في الشرق، مع تزايد المخاوف من التصعيد:

. معركة بوكروفسك: تظهر صور الأقمار الصناعية دماراً واسع النطاق في مدينة بوكروفسك الاستراتيجية الأوكرانية، حيث تشتد المعارك يوماً بعد يوم، وتسعى روسيا لتحقيق أول مكاسب حضرية مهمة لها منذ فترة طويلة.

. قدرات عسكرية جديدة: أفادت تقارير أوكرانية بأن روسيا تعمل على تطوير قنابل انزلاقية سوفيتية قديمة عبر تزويدها بمحركات نفاثة، لزيادة مداها من 50 ميلاً إلى 125 ميلاً، مما يسمح بضرب عمق أكبر في أوكرانيا.

. تهديد الناتو: حذر جنرال ألماني رفيع من أن روسيا “قد تشن هجوماً محدود النطاق ضد أراضي الناتو في أي وقت”، داعياً الحلف إلى أخذ التهديد على محمل الجد، لكنه استبعد هجوماً واسع النطاق بسبب انشغال روسيا في أوكرانيا.

نقاط سريعة إضافية:

. المساعدات الأوكرانية: أعلن سفير أوكرانيا لدى الولايات المتحدة عن “محادثات إيجابية” مع واشنطن بشأن الحصول على صواريخ توماهوك (Tomahawk) بعيدة المدى.

. التخريب في أوروبا: أوقفت بلجيكا عملياتها في مطار لييج (Liege Airport) للشحن بعد رصد طائرة بدون طيار، في أعقاب حوادث مماثلة سابقة في بروكسل.

التجنيد الروسي: أمر بوتين بتجنيد 135,000 روسي بحلول نهاية العام الجاري

🔚 إلى أين تتجه بوصلة الحرب؟

في ختام هذا اليوم الحافل بالتطورات، يبدو المشهد العالمي محكوماً بثلاثة قوى متناقضة:

القوة الأولى هي الضراوة الميدانية، المتجسدة في دمار بوكروفسك وتزايد قدرات التسلح لدى الطرفين، مما يشير إلى أن الحرب بعيدة عن نهايتها.

القوة الثانية هي الضغط الأوروبي المتصاعد، عبر تشديد العقوبات وتصريحات الناتو، في محاولة لفرض ثمن باهظ على روسيا مقابل أي تقدم تحققه.

أما القوة الثالثة، وهي الأشد غموضاً، فتتركز في الخلفيات الدبلوماسية المعقدة؛ حيث يسعى حلفاء بوتين وترامب، مثل فيكتور أوربان، لإعادة ترتيب طاولة التفاوض.

وبينما ينفي الكرملين وجود أي انقسام داخلي بشأن المطالب القصوى، تظل الكرة في ملعب واشنطن وبودابست حول إمكانية ولادة قمة سلام جديدة.

السؤال الذي يطرح نفسه الآن: هل ستنجح المناورات الدبلوماسية القادمة في البيت الأبيض في كسر جمود لافروف المتشدد، أم أن تصعيد النزاع الميداني سيبقى هو القوة الوحيدة القادرة على تحديد مستقبل هذه الحرب التي تهدد أمن أوروبا بالكامل؟

المزيد من الكاتب

حافة الهاوية ومطرقة الحسم (أصداء الجولة الرابعة من دوري الأبطال)

فودين وهالاند يقودان السيتي لاكتساح دورتموند (4-1): “الاستثمار الذهبي” يحسم القمة ويوقع على السيناريو الكابوسي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *