🔥دراما فرانكفورت: كوبيل يقلب موازين xGOT، وينتزع التأهل بإنقاذ تاريخي بعد طعنة الأصدقاء.
لم تكن ليلة عادية في Deutsche Bank Park؛ كانت دراما حقيقية في كأس ألمانيا (DFB-Pokal)، حيث قلب بوروسيا دورتموند الطاولة على مضيفه آينتراخت فرانكفورت، ليتأهل بفضل اللياقة النفسية وقبضة حارسه، بعد التعادل (1-1) وفوزه بركلات الترجيح (4-2).لقد أكد دورتموند أن في الكأس، الكبرياء التكتيكي ينهار أمام بطولة اللحظة الواحدة.
رحلة الأشواط: مفارقة الـ xG وطعنة الأصدقاء
بدأت المباراة بتأكيد للصعوبة. ففي الدقيقة السابعة فقط، جاء هدف الافتتاح من “خيانة الأصدقاء“، حيث مرر ماريو غوتزه كرة ذهبية سجل منها أنسغار كناوف، لتضع فرانكفورت في المقدمة.
أظهرت الإحصائيات أن تسديدة كناوف كانت ذات جودة عالية إحصائياً (xGOT 0.75).
رد دورتموند جاء سريعاً بعد الاستراحة، ففي الدقيقة 48 نجح جوليان براندت في معادلة النتيجة بفضل عرضية دقيقة من جوليان رايرسون.
ورغم أن دورتموند حقق التعادل، فإن الإحصائيات أظهرت أن فرانكفورت كان يستحق هدفاً ثانياً بناءً على جودة الفرص (xG 1.04 مقابل 0.82 لدورتموند).
ماراثون الإثارة: الهدف الملغى وتأجيل الحسم
مع امتداد المباراة إلى الأشواط الإضافية، تضاعف التوتر والإرهاق. وصلت الإثارة إلى ذروتها في الدقيقة 115، عندما سجل جوناثان بوركارت هدفاً قاتلاً لفرانكفورت.
لكن تقنية الفيديو (VAR) ألغت الهدف بداعي التسلل. هذا الإلغاء كان نقطة تحول نفسي هائلة، حُرم بها الفريق المضيف من حسم اللقاء وذهب بالجميع إلى نقطة الجزاء.
المشهد الأخير… كوبيل في دور الصياد!
عند الدقيقة 126، انتهى ماراثون الـ 120 دقيقة، وتحولت ساحة Deutsche Bank Park إلى مسرح لإعدام الأعصاب. لم يكن الأمر يتعلق بالقدمين المرهقتين، بل باللياقة الذهنية والصدام البصري بين المسدد والحارس.
دخل لاعبو دورتموند بهدوء وثبات، يسجلون واحدة تلو الأخرى. كانت المعادلة تشير إلى ضرورة ارتكاب فرانكفورت للخطأ:
الخطأ الأول… تحت الضغط: جاءت ركلة ريتسو دوان، الذي تقدم نحو الكرة والضغط يتراكم عليه. كانت تسديدته تفتقر إلى الجودة (رغم أنه كان من المتوقع أن يسجل)، لتذهب عالية فوق العارضة.كانت مجرد إهدار، لكنها فتحت الباب للمنقذ.
الخطأ الثاني… البطولة المطلقة لكوبيل: المشهد الأخير، والحكم يطلق صافرته لـ فارس شعيبي. تقدم شعيبي بثبات، وكانت عيناه تتجهان نحو المرمى، لكنه لم يدرك أن غريغور كوبيل كان يمارس لعبة ذهنية مختلفة.
نظر كوبيل في عيني اللاعب مطولاً، وكأنه يقرأ القرار الأخير في رأسه. تسديدة شعيبي كانت قوية وخطيرة (بجودة xGOT 0.80)، أي كان من المفترض أن تسجل. لكن فجأة، وبانقضاض كالأسد، طار كوبيل إلى زاويته السفلية اليسرى، ليمنع الكرة بقفازه الفولاذي!
سجل بعدها فيليكس نميشا بهدوء، ليختم الفصل الدرامي بفوز دورتموند (4-2).
خاتمة المقال: شخصية الكأس مقابل الإنتاجية
تأهل دورتموند الدرامي يضعه في مفارقة حقيقية، فهو انتصار للشخصية على الحسابات. لقد أظهرت الإحصائيات أن دورتموند عبر بفضل الجدار الخلفي؛ رايرسون صنع، و كوبيل حسم.
الرسالة الأخيرة: كوبيل لم يكن حارساً، بل كان ضماناً للتأهل. هذا الانتصار العاطفي يجب أن يتحول إلى وقود نفسي لمباراة دوري الأبطال القادمة، وليس إلى عذر لتجاهل غياب الحسم الفني في الوقت الأصلي.
