(بداية الغياب… صمت القبور وهمسات المتربصين)
في عالم WWE الصاخب، حيث الأجساد تتصادم كالكواكب وتُنسج الأساطير بدماء العرق، هناك اسم واحد فقط يتردد صداه كزلزال مدمر: رومان رينز.
“الزعيم القبلي”، الذي حكم قبضته الفولاذية على القمة لفترة جعلت حتى النجوم تتوقف عن الدوران احتراماً له.
لكن مؤخراً، خفت وهج هذا الإمبراطور قليلاً، تاركاً وراءه فراغاً مُخيفاً وهمسات قلقٍ وأشواقٍ مُضطربة في أروقة الاتحاد المُظلمة.
نعلم جميعاً أن رومان لم يكن مجرد بطل، بل كان محارباً أسطورياً واجه شياطيناً أشدّ ضراوة خارج حلبات الموت.
سنوات من القتال الضاري، داخل وخارج الحبال، أكسبته احترام الجميع، ولا يلومه أحد على الاختفاء في الظلال قليلاً ليقضي وقتاً ثميناً مع قبيلته الحقيقية.
لكن قلوب الجماهير، التي تعلقت بروحه القيادية الكاريزمية وسيطرته المطلقة على كل شبر من الحلبة، تتوق بشدة لعودته المدوية.
)آخر ظهور… شرارة الغموض في ليلة دامية(
آخر مرة رأينا فيها رينز، كان المشهد أشبه بنبوءة نهاية العالم. رمحٌ مُزلزل من برون بريكر شق الهواء، ثم ضربة قاضية غادرة من سيث رولينز أسقطت “الزعيم” أرضاً في ليلة أسدلت الستار على حقبة وبدأت أخرى… أو هكذا ظننا.
لكن السؤال الذي يخيم على الأذهان كالشبح: هل كان ذلك السقوط هو النهاية الحتمية، أم مجرد فاصل ناري مُرعب يسبق عودة إعصار أقوى؟
(أصداء قادمة من الظلام… نبوءات العودة تهمس في آذاننا(
الهمسات بدأت تتعالى كأصوات الأشباح في ليلة مقمرة.
جو من WrestleVotes، الكاهن العارف بأسرار WWE، همس بكلمات أشعلت النيران في قلوب المشتاقين: “موني إن ذا بانك في السابع من يونيو… أعتقد أنه سيكون جزءاً من هذا العرض.” ليس بالضرورة ليقتحم مباراة الحقيبة، بل مجرد حضوره سيُحدث زلزالًا يهز أركان الكون.
توقعات أخرى تُشير إلى أوائل يونيو كموعد مُحتمل لعودة الإمبراطور الغائب.
هذا يعني أننا سنفتقد حضوره في “باكلاش” وفي تلك المواجهة الأسطورية التي تخيلناها: رينز وسي إم بانك وجهًا لوجه أمام بريكر ورولينز في صراع سيُكتب عنه في الأساطير.
لكن ربما يكون هذا التأخير بمثابة شحنة قوية إضافية لتلك المعركة الكونية، لنجدها تنفجر بكل عنفوانها في “موني إن ذا بانك” أو حتى في صيف “سمرسلام” الملتهب الذي سيحرق الأخضر واليابس.
)ماذا بعد العودة من العدم؟… سيناريوهات مُشتعلة تُنذر بالهلاك(
رينز يقف الآن على مفترق طرق مُثير ومرعب في نفس الوقت.
بعد كل تلك الهيمنة المطلقة، يبدو وكأنه وصل إلى قمةٍ شاهقة لا يوجد بعدها سوى السقوط… أو بداية عهد جديد أشدّ بطشاً.
لكن في عالم المصارعة المجنون، دائماً ما توجد قصة أخرى تُحاك في الظلام، تنتظر اللحظة المناسبة للانقضاض.
هل نشهد أخيرًا العداوة الكونية التي طال انتظارها مع درو ماكنتاير، الرجل الذي يملك كل المقومات ليقف كالطود الشامخ في وجه “الزعيم”؟ أم هل ستكون عودته بمثابة الفصل الأخير في مسيرة الأسطورة جون سينا، في صراع أجيال سيُحفر في الذاكرة للأبد؟
)انتظار مُضنٍ… واللهفة تقتلنا(
شيء واحد مؤكد كشروق الشمس وغروبها: WWE تكون أكثر إثارة، أكثر جاذبية، أكثر جنوناً، عندما يكون رومان رينز حاضرًا. عودته ليست مجرد حدث عادي، بل هي عودة قوة عظمى، عودة نجم ساطع، عودة “القبيلة” التي افتقدها الكون بأسره.
لذا، بينما تدق عقارب الساعة مُعلنةً قرب حلول أوائل يونيو، تبقى قلوبنا مُعلقة بين السماء والأرض، تنتظر تلك اللحظة المُفزعة والمُبهجة التي يعود فيها “الزعيم” ليُعيد رسم خريطة WWE بدماء منافسيه، تاركاً بصمته الأبدية على عرش اللعبة المقدسة.