28مليون دولار في جيبها… فلماذا تحارب كوكو غوف من أجل اللاعب رقم 300؟

"تويست" غير متوقع في بطولة الصين

بينما كانت كوكو غوف تحقق انتصاراً مسيطراً في بطولة الصين المفتوحة وتتأهل للمربع الذهبي، لم يكن حديث الأوساط الرياضية يدور حول قوة ضرباتها، بل حول حربها على “النظام الاقتصادي” لرياضة التنس!

غوف، اللاعبة التي حصدت للتو أكبر جائزة مالية في تاريخ الـ WTA (4.8 مليون دولار) ويقارب مجموع جوائزها المهنية 28 مليون دولار، هي الآن في صدارة الحملة التي تطالب بـ إعادة هيكلة توزيع الأموال في البطولات الكبرى.

السؤال هنا ليس: ما الذي تريده غوف لنفسها؟ بل: لماذا تضع لاعبة ثرية مستقبلها على المحك من أجل لاعبين بالكاد يكسبون قوت يومهم؟

الوجه الآخر للثروة: "النظام البيئي" المهدد

كشفت غوف، وهي تتحدث عن سبب توقيعها على رسالة مشتركة مع كبار لاعبي ولاعبات التنس، عن وجهة نظر لا يدركها الكثيرون: القضية ليست مجرد زيادة أموال الأبطال، بل هي إنقاذ النظام البيئي للرياضة بأكمله.

الحقيقة الصادمة: أوضحت غوف أن البطولات الكبرى (Grand Slams) تجني أكبر الإيرادات، لكن النسبة المئوية التي تخصصها للجوائز المالية أقل مما تفعله بطولات الـ ATP والـ WTA الأقل دخلاً!

هذا يعني أن التنس يواجه مشكلة بقاء حقيقية في قاعدته، كما تقول غوف:

. معاناة القاع: “اللاعب المصنف 200 أو 300 عالمياً يكافح لتغطية نفقاته.”

. أرقام تكشف المستور: اللاعب المصنف 300 قد يكسب أقل من 100 ألف دولار سنوياً، وهو مبلغ يتبخر بسرعة بين تكاليف السفر، والإقامة، ورواتب المدربين. هذا مبلغ زهيد مقارنة بأي دوري رياضي آخر يدر إيرادات مشابهة.

من "البطل" إلى "المُصلح": "أريد أن أترك الرياضة أفضل مما وجدتها"

ما يميز موقف غوف هو اعترافها بأن هذا التغيير قد لا يحدث حتى في حياتي المهنية. هذا التعبير يرفع القضية من مجرد “مطلب شخصي” إلى مهمة تاريخية.

غوف وزملائها لا يطالبون فقط بزيادة جائزة البطل، بل يطالبون بـ توزيع متدفق يصل إلى الأدوار التمهيدية، وتحسين رعاية اللاعبين ككل.

نجاحهم في توحيد كبار المصنفين رجالاً ونساءً للتوقيع على هذه المطالب هو سابقة تاريخية لم تحدث من قبل.

هذه هي قصة كوكو غوف الحقيقية في الصين: ليست مجرد فوز على إيفا ليس، بل هي معركة لتحويل رياضة التنس من هرم يركز الثروة في القمة، إلى نظام مستدام يضمن استمرار المواهب في القاع.

عودة للتألق ورسالة للمستقبل

على الرغم من صراعها في البطولات الكبرى الأخيرة بعد تتويجها في رولان غاروس، فإن أداء غوف في الصين يظهر أنها عادت إلى لياقتها الذهنية والبدنية. لكن بالنسبة لها، النجاح الحقيقي لم يعد محصوراً داخل الملعب.

الآن، بينما تستعد لنهائي بطولة الصين، تتجلى قصة غوف كاملة: بطلة تفوز بأكبر الجوائز، لكنها تحارب من أجل أولئك الذين يحاولون فقط البقاء في اللعبة. هل تنجح غوف في قيادة هذا التغيير التاريخي في اقتصاد التنس؟

المزيد من الكاتب

«طفح الكيل».. غزيون يطالبون حماس بقبول خطة ترامب: «لم نعد نحتمل الجحيم»

الفاشر تحت الحصار: صرخات اليأس والقتال الأخير في معقل الجيش السوداني

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *