الهدية الثمينة والشرط الوحيد
في عالم التنس، نادراً ما تأتي الفرص على طبق من ذهب، لكن هذا ما حدث تماماً للألماني ألكسندر زفيريف في بطولة شنغهاي للأساتذة.
بعد انسحاب كارلوس ألكاراز المفاجئ، أصبح زفيريف هو اللاعب الأعلى تصنيفاً في النصف العلوي من القرعة، مما يفتح أمامه طريقاً واسعاً للوصول إلى النهائي وتأكيد مركزه المصنف الثالث عالمياً.
لكن لهذه الهدية الثمينة شرط قاسٍ: يجب على زفيريف أن يواجه التحدي الأكبر له هذا العام، والذي ليس دانييل ميدفيديف أو أي خصم آخر، بل ظهره العنيد!
فما هي قصة هذا “الإزعاج” الذي يكاد ينسف موسم زفيريف، وكيف يحاول اللاعب إدارته في أهم مرحلة من البطولة الصينية؟
المعركة الداخلية: “إنه أمر مزعج جداً، لكن يجب أن أتعايش معه“
كشف زفيريف بصراحة عن تفاصيل معركته مع إصابة الظهر التي تلازمه، واصفاً إياها بأنها “مزعجة جداً“.
هذا التعبير البسيط يحمل في طياته إحباط لاعب محترف يجد جسده يخذله في أوقات الذروة.
الرسائل التي يجب أن يفهمها القارئ العام:
. الأمر ليس بسيطاً: الإصابة تجبره على تخفيف أحمال التدريب، مما يعني أنه لا يستطيع التحضير بشكل كامل للمواجهات القادمة.
. الحقن ليست حلاً سحرياً: لجأ زفيريف إلى الحقن المسكنة في محاولة لإدارة الألم. ورغم أنها كانت فعالة في البداية (كأس ليفر والبداية في بكين)، إلا أن تأثيرها بدأ يتلاشى سريعاً في ربع نهائي بكين، مما يشير إلى أن الألم قد يعود في أي لحظة حاسمة بشنغهاي.
. عامل نهاية الموسم: أشار زفيريف إلى أن الجميع في هذه المرحلة يعانون من الإصابات في نهاية الموسم، لكن الظهر بالنسبة له هو نقطة الضعف هذا العام.
الطريق المفتوح والتهديدات المخفية
بطولة شنغهاي هي المكان الذي يمكن لزفيريف أن يثبت فيه أنه قادر على المنافسة على ألقاب الماسترز مجدداً. فكونه وصيفاً سابقاً لهذه البطولة، فإن الدوافع موجودة.
المفارقة الكبرى: بينما أصبح طريقه نحو نصف النهائي أسهل بانسحاب ألكاراز، تظل التحديات كامنة:
1 . التهديدات القادمة: لا تزال أسماء قوية مثل أليكس دي مينور وخصمه الأخير دانييل ميدفيديف تتربص في نفس النصف من القرعة.
2 . الخصم الأول: يجب على زفيريف أولاً أن يتجاوز المباراة الافتتاحية السهلة نظرياً (أمام مارينو نافوني أو فالنتين روير)، لكن مع ظهر متيبس، لا توجد مباراة سهلة.
الخلاصة: هل ينتصر العقل على الجسد؟
إن قصة زفيريف في شنغهاي هي مثال كلاسيكي للصراع بين العزيمة الذهنية والقيود الجسدية. هل سيتمكن بطل الماسترز السابق من إدارة إصباته بذكاء واستغلال الفرصة التاريخية المتاحة أمامه؟ أم أن الـ “إزعاج” سيتحول إلى عائق حقيقي ينهي موسمه الكبير بمرارة؟
كل العيون ستكون على زفيريف في مباراته الافتتاحية يوم السبت، ليس لمشاهدة مهاراته، بل لمراقبة مدى قدرته على التحمل.
