قبل انطلاق بطولة National Bank Open في مونتريال، أعلنت اللاعبة الكندية يوجيني بوشار، التي كانت تُعدّ قبل عقد من الزمان إحدى أبرز النجوم الصاعدة، اعتزالها اللعب رسمياً.
ويُعتبر هذا الظهور هو الأخير لها في مسيرتها المهنية التي شهدت صعوداً مذهلاً وسقوطاً مفاجئاً، دفع الكثيرين لتشبيهها بـ “ماريا شارابوفا الجديدة”.
الصعود المُبهر والنجومية الخاطفة
وصلت بوشار إلى ذروة مسيرتها في عام 2014، حيث حققت إنجازات تاريخية غير مسبوقة:
. نصف نهائي بطولة أستراليا المفتوحة.
. نصف نهائي بطولة فرنسا المفتوحة.
. نهائي بطولة ويمبلدون.
وفي نهاية ذلك العام، وصلت بوشار إلى أعلى تصنيف في مسيرتها، لتحتل المركز الخامس عالمياً. ومع أن الكثيرين توقعوا استقرارها في القمة، إلا أن مسيرتها التي انطلقت بسرعة، بدأت في التراجع بنفس السرعة.
فقد فازت ببطولة واحدة فقط في مسيرتها (نورنبرغ 2014)، وتدهور تصنيفها حتى وصل إلى المركز 112 في عام 2018، وإلى 1078 حالياً.
بداية النهاية: لماذا تدهور المسار؟
تعددت الأسباب التي قادت إلى هذا التراجع المؤسف، ولكن المحللين والمدربين السابقين يتفقون على أسباب رئيسية:
. حادثة مؤسفة: يُشير البعض إلى حادثة انزلاقها في غرفة تغيير الملابس ببطولة أمريكا المفتوحة 2015، والتي تسببت في إصابة أثرت على أدائها.
. نقص التركيز: يجمع معظم المدربين السابقين على أن السبب الأكبر هو افتقارها للتفاني في التنس.
فقد كانت بوشار تُفضل الظهور على أغلفة المجلات، وحضور فعاليات الموضة، والارتباط بعالم المشاهير، بدلاً من قضاء وقتها في التدريب على الملعب.
وقد أكد مدربها السويدي السابق، توماس هوغستيدت، أن اهتمامها تشتت في “العديد من الاتجاهات”.
. غياب الاحترام: السبب الأكثر أهمية الذي ذكره مدربوها هو عدم احترامها للرياضة، أو للزملاء الذين عملت معهم، أو حتى للخصوم. ويُذكر في هذا السياق حادثتان بارزتان:
.. عندما كانت في الثانية عشرة من عمرها، التقت بمدرب كندي لم يتعرف عليها، فقالت له بأسلوب متعالٍ وهي تضع يدها على خصرها: “أنا يوجيني بوشار”، ثم انصرفت.
.. في مباراة عام 2015 في بطولة “كأس فيد” أمام اللاعبة الرومانية ألكسندرا دولغيرو، رفضت بوشار مصافحتها، لتخسر المباراة في اليوم التالي وسط هتافات الجماهير التي كانت تشجع اللاعبة الرومانية.
وداع مُرّ في الملاعب
إنها قصة محزنة للاعبة كانت موهبتها لا تُضاهى، فقد فازت بـ 3 ألقاب في ويمبلدون للناشئين. ولكن مسيرتها الاحترافية انتهت بشكل مفاجئ في سن الـ 31.
وستلعب بوشار في مونتريال بموجب “بطاقة دعوة” (Wildcard) حصلت عليها من المنظمين، لتودع الجماهير في الملعب الذي طالما شهد تألقها.
ورغم الاعتزال، يُقال إنها ستظهر في بطولات استعراضية وفي لعبة “pickleball”، لكنها لن تعود أبداً إلى ملاعب التنس الاحترافية.
