وزارة الصحة تضع خطة عاجلة بالتنسيق مع الأمم المتحدة والمنظمات الدولية لدعم الوضع الصحي الحرج في الكفرة

إطار الجهود الحكومية المكثفة لمعالجة التحديات الإنسانية والصحية في مختلف مناطق البلاد، عُقد اليوم اجتماع رفيع المستوى في مقر وزارة الصحة، جمع معالي وزير الصحة وممثلين عن البعثة الإنسانية للأمم المتحدة وعدد من المنظمات الدولية الفاعلة في المجال الإنساني والصحي.

وقد خصص الاجتماع لمناقشة وتقييم الأوضاع الصحية المتردية في مدينة الكفرة، الواقعة في الجنوب الشرقي من ليبيا، ووضع خطة استجابة عاجلة وفعالة.

وقد شهد الاجتماع مشاركة واسعة من الأطراف المعنية بالملف الصحي والإنساني في الكفرة، حيث حضر عن الجانب الليبي معالي وزير الصحة وعدد من كبار مسؤولي الوزارة والإدارات المختصة، بالإضافة إلى ممثلين عن جهاز المخابرات العامة، والهيئة الليبية للإغاثة، والهلال الأحمر الليبي، ووزارة الخارجية، وعميد بلدية الكفرة، ورئيس جهاز الهجرة بالجنوب الشرقي، ورئيس جهاز الهجرة بالجنوب الغربي، مما يعكس الاهتمام الحكومي الشامل بهذه القضية.

أما على الصعيد الدولي، فقد شاركت قيادات وممثلون رفيعو المستوى من منظمات الأمم المتحدة والمنظمات الدولية البارزة، بما في ذلك اليونيسف، وصندوق الأمم المتحدة للسكان، ومنظمة الصحة العالمية، والمنظمة الدولية للهجرة، والمفوضية السامية لشؤون اللاجئين، مما يؤكد على الأهمية التي يوليها المجتمع الدولي للوضع الإنساني في ليبيا.

وقد استهلت وزارة الصحة الاجتماع بعرض تقرير ميداني شامل ومُفصل حول الوضع الصحي الميداني في الكفرة، استنادًا إلى تقييمات حديثة ودقيقة للأوضاع على الأرض. وقد قدمت الوزارة خلال الاجتماع خطة متكاملة تهدف إلى التصدي للتحديات الصحية الملحة التي تواجه المدينة وسكانها، حيث تضمنت الخطة عدة محاور رئيسية تشمل الإنشاء الفوري لمركز عزل مُجهز للتعامل مع الأمراض المعدية والمستجدة، وتنظيم حملات تطعيم شاملة تستهدف جميع الفئات العمرية، بالإضافة إلى إجراء فحوصات طبية واسعة النطاق للكشف المبكر عن الأمراض وتقديم العلاج اللازم.

 كما أكدت الخطة على ضرورة توفير الدعم اللازم للمرافق الصحية القائمة في الكفرة لتعزيز قدرتها على تقديم الخدمات الطبية الأساسية والمتخصصة، بالإضافة إلى إنشاء مركز إيواء مُجهز لاستقبال النازحين وتوفير احتياجاتهم الأساسية من غذاء ومياه ورعاية صحية.

وقد أكد معالي وزير الصحة خلال الاجتماع على الأهمية القصوى لضمان التنسيق الفعال والمباشر بين جميع المنظمات الدولية العاملة في الكفرة ووزارة الصحة، وذلك من خلال غرفة الطوارئ الصحية وإدارة التعاون الدولي بالوزارة.

وشدد الوزير على ضرورة التزام جميع المنظمات بهذه الآلية لضمان دقة تحديد الاحتياجات الفعلية للمدينة وسرعة صرف المستلزمات الطبية وفق الإجراءات الرسمية المعمول بها، بما يضمن وصول المساعدات إلى مستحقيها بكفاءة وشفافية.

كما لفت الوزير إلى أهمية تنظيم عمل المنظمات ومنع أي تدخلات عشوائية قد تُعيق جهود الاستجابة الإنسانية وتُقلل من فعاليتها على أرض الواقع.

وقد أعرب ممثلو المنظمات الدولية الحاضرون في الاجتماع عن تقديرهم العميق للجهود الكبيرة التي تبذلها وزارة الصحة في متابعة الأوضاع الصحية في مختلف أنحاء ليبيا، وخاصة في المناطق التي تشهد نزوحاً وتأثراً بالظروف الراهنة، مؤكدين على التزام منظماتهم بتقديم الدعم اللازم وتنسيق جهودهم مع الوزارة لضمان وصول المساعدات الإنسانية والطبية إلى مدينة الكفرة بشكل عاجل وفعال.

المزيد من الكاتب

ليلة أوروبية مجنونة! عمالقة القارة يتصارعون نحو نهائي الأحلام في الدوري الأوروبي ودوري المؤتمر!

ليبيا تضع تمكين المرأة في صميم التعاون الدولي: خطوة محورية نحو السلام والتنمية المستدامة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *