في ساحة السياسة الأمريكية، لا شيء خارج حدود اللعبة. فكل شخص، وكل تصريح، وكل هوية يمكن أن تتحول إلى وقود لإثارة الجدل. لكن ما حدث مؤخراً يتجاوز حدود السياسة إلى التنمر الصريح.
ترامب، في تصريح صادم وغير مسبوق، سخر من النائبة الديمقراطية إلهان عمر علناً، معلناً أنه عرض على رئيس الصومال “إعادتها” إلى بلادها.
وكأن إنساناً يمكن إعادته كبضاعة غير مرغوب فيها. هذا التصريح، الذي قوبل بضحكات في الغرف المغلقة، يحمل في طياته شحنة من العنصرية والتنمر لا يمكن تجاهلها.
منصة الكراهية
التصريح جاء رداً على تصريحات مثيرة للجدل لعمر حول مقتل تشارلي كيرك. فبدلاً من الرد على جوهر تصريحاتها، اختار ترامب تحويل الأمر إلى هجوم شخصي يستهدف أصلها وهويتها. وبذلك، تحول النقاش من السياسة إلى خطاب كراهية.
الأمر لا يتوقف عند ترامب. فصوت الكراهية وجد صدى لدى بعض المشاهير، مثل لاعب الغولف فيل ميكلسون، الذي دعا صراحة إلى إعادة عمر إلى الصومال.
هؤلاء لا يهاجمون إلهان عمر السياسية، بل يتنمرون على إلهان عمر اللاجئة التي وصلت إلى أمريكا بحثاً عن حياة أفضل.
صراع الهويات
هذا المشهد ليس جديداً، لكنه اليوم أكثر وضوحاً وقسوة. إنه صراع حول الهوية الأمريكية نفسها: هل أمريكا هي وطن للجميع، أم أنها ملك لفئة معينة فقط؟
إلهان عمر، اللاجئة الصومالية التي أصبحت نائبة في الكونغرس، هي رمز لأحلام المهاجرين. وبنفس القدر، هي هدف لكل من يرى في هذا الحلم تهديداً لوجودهم.
عندما يتحدث ترامب عن “إعادتها”، فهو لا يستهدفها وحدها، بل يستهدف كل مهاجر، وكل شخص مختلف، وكل من يجرؤ على أن يرفع صوته في وجه الخطاب السائد.
هذا المقال ليس مجرد خبر، بل هو مرآة تعكس أزمة عميقة في المجتمع الأمريكي. أزمة تحول فيها الاختلاف إلى سبب للتنمر، وتصبح فيها السياسة مسرحًا للإذلال العلني.
