أيقونات الأسلوب: عمالقة أزياء الشارع

بقلم: إنجي أسامة

أهلاً بكم أيها القرّاء الأعزاء،

دعوني آخذكم بقلمي في رحلة فريدة إلى عالم لم يعد مجرد موضة، بل أصبح لغة كاملة تُحكى في الشوارع.

سأكشف لكم أسرار أزياء الشارع، وكيف تحولت من ثقافة فرعية إلى ظاهرة عالمية غيرت القواعد.

سنغوص معاً في جوهر أسلوب الشارع في عالمنا العربي، وكيف تم مزجه بذكاء ليتألق في المناسبات وحتى خلال شهر رمضان، ليصبح رمزاً للأناقة المعاصرة.

سنتعرف على الأيقونات التي كانت في طليعة هذه الثورة، من أمثال كاني ويست وريانا، وصولاً إلى ملكات الأسلوب العربيات.

وهنا لن تكتمل الرحلة إلا بالتعرف على أسرار القطع الأيقونية، مثل الحذاء الرياضي الذي أصبح أغلى من المجوهرات، وقصص التعاونات التي مزجت بين الفن والأزياء.

هذه ليست مجرد مقالة، بل هي دعوة لاكتشاف روح أسلوب الشارع.

أيقونات الأسلوب: عمالقة أزياء الشارع

في هذا العالم، لا تصنع الموضة في دور العرض وحدها. بل تُولد في الشوارع، على أجساد أشخاص يمتلكون رؤية فنية جريئة، ويحولون الملابس إلى بيانات شخصية.

هم ليسوا مجرد مشاهير، بل أيقونات نحتت أسلوباً كاملاً، وغيرت وجه صناعة الأزياء إلى الأبد. إنها حكاية عمالقة أسلوب الشارع.

كاني ويست.. الأب الروحي للثورة

في بداية الألفية، لم يكن أسلوب الشارع سوى حركة هامشية. لكن كاني ويست، الشاب القادم من شيكاغو، كان يرى فيها مستقبلاً.

لم يكتفِ بنجاحه كموسيقي، بل حول نفسه إلى ثوري في عالم الموضة، وبدأ رحلته بتنسيق القطع الفضفاضة لعلامات مثل Supreme و LRG، ليمنح هذه الشركات قوة دفع لا تقدر بثمن.

يقول كيفن ديلاني، أحد مؤسسي LRG، إن صعود علامتهم كان موازياً لنجاح ألبوم “College Dropout”، كدليل على تأثيره المبكر.

ومع تصاعد شهرته، تطور أسلوبه ليصبح أكثر فخامة، حيث قاد حركة “Rosewood” التي أعادت الاعتبار للأناقة عبر البدلات الراقية.

لكن التحول الأكبر كان مع خط Yeezy، الذي محا الخطوط الفاصلة بين الفخامة وأزياء الشارع.

كاني أثبت أن الهوديز والأحذية الرياضية يمكن أن تكون قطعاً مرغوبة تباع بعشرات الآلاف، وأن الفن يمكن أن يولد في أي مكان، حتى على أحذية مصممة من مواد مستوحاة من المريخ.

يقول جيسي أينهورن من موقع StockX: “الحديث عن تأثير كاني على الموضة يشبه الحديث عن تأثير الله على الخليقة”، وهو ما يلخص تأثيره الذي لا يزال قوياً حتى وهو يقترب من الخمسين، حيث لا يزال يلهم جيلاً بأكمله ليتبنى الجرأة والابتكار.

ريحانا.. الأيقونة التي لا تعرف الخوف

إذا كان كاني ويست هو الثورة، فإن ريحانا هي التمرد. لا توجد أيقونة أزياء أخرى تمزج الفخامة والجرأة مع أسلوب الشارع بهذا القدر من السلاسة.

هي المرأة التي تظهر في حفل Met Gala بفستان كوتور من Comme des Garçons، وفي اليوم التالي ترتدي تيشيرت عادياً مع حذاء بكعب عالٍ في مباراة كرة سلة.

ريحانا حولت أزياء الشارع إلى جزء أصيل من هويتها، وقامت بدمجها مع القطع الفاخرة بطريقة لم يجرؤ عليها أحد من قبل.

من إطلالتها الشهيرة بمعطف سان لوران على شكل قلب، إلى تعاونها مع Puma الذي أثمر عن مجموعة ناجحة، إلى تأسيس علامتها Fenty التي أصبحت أول دار أزياء فاخرة تقودها امرأة سمراء في تاريخ مجموعة LVMH

ريحانا ليست مجرد أيقونة، بل هي قوة دافعة غيرت مفهوم التنوع والتمكين في الصناعة.

هيلي بيبر.. ملكة الأناقة الهادئة

على النقيض من دراما كاني وجرأة ريانا، تأتي هيلي بيبر لتمثل الجانب الهادئ من أسلوب الشارع، الذي يطلق عليه خبراء الموضة “Off-Duty Model” أو “عارضة الأزياء خارج أوقات العمل”.

هيلي أثبتت أن الأناقة ليست في التعقيد، بل في البساطة المتقنة.لقد استلهمت هيلي أسلوبها من المصمم الراحل فيرجيل أبلوه، وركزت على القطع الكلاسيكية التي لا تفنى: السترات الجلدية الكبيرة، والجينز الفضفاض، والأحذية الرياضية البيضاء.

لكنها تمنح هذه القطع العادية لمسة فاخرة عبر إكسسوارات “الفخامة الهادئة” مثل حقائب من Bottega Veneta

هذا الأسلوب جعلها الأيقونة الأكثر واقعية وقرباً للجمهور، وأثبتت أن أزياء الشارع يمكن أن تكون أنيقة، مريحة، وفي متناول اليد. كما عززت مكانتها في الصناعة عبر تعاونها مع علامة Wardrobe.NYC، لتتحول من مجرد عارضة إلى مصممة ذات بصمة واضحة.

أسلوب الشارع في العالم العربي.. بصمة فريدة

لم تعد أزياء الشارع مجرد صيحة مستوردة، بل تحولت في العالم العربي إلى ظاهرة ثقافية تُعيد تعريف الموضة المحلية، حيث أصبح الشارع هو منصة العرض الجديدة.

وقد نجحت الأيقونات العربية في دمج أسلوب الشارع العالمي مع هويتهم الثقافية الفريدة.

تعد كارن وازن مثالاً حياً لهذا المزيج، حيث استطاعت أن تحول تأثيرها الرقمي إلى إمبراطورية في عالم الموضة، وتحديداً من خلال علامتها Karen Wazen Eyewear

هي تقدم نموذجاً للمرأة العربية العصرية التي توازن بين الأناقة العالمية وقيمها الخاصة، وتظهر بأسلوب يجمع بين الجاذبية والواقعية.

كذلك، تمزج المؤثرة ديما الأسدي القطع الفاخرة مع الملابس التقليدية مثل العباءات والفساتين الواسعة، لتخلق إطلالات عصرية ومبتكرة، وتثبت أن الأناقة يمكن أن تتجاوز الحدود الجغرافية والثقافية.

ما يميز أسلوب الشارع في المنطقة ليس فقط تبنيه، بل تكييفه ليناسب الثقافة المحلية، مما يجعله تعبيراً أصيلاً عن الهوية العربية المعاصرة.  

الفصل السري: الثورة التي انطلقت من حذاء رياضي

لم يكن أي شيء يرمز إلى أسلوب الشارع أكثر من الأحذية الرياضية. هذه القطعة التي صممت للراحة والرياضة، تحولت إلى أيقونة ثقافية، قطعة فنية، ورمز للوضع الاجتماعي.

إنها الحجر الأساس الذي قام عليه هذا الأسلوب بأكمله، ومسيرتها من ملاعب كرة السلة إلى قاعات المزادات هي قصة في حد ذاتها.

في قلب هذه الثورة، كانت هناك شراكات غير متوقعة، مثل تعاون نايكي مع الفنان توم ساكس على حذاء Mars Yard.

لم يكن الحذاء مجرد قطعة عادية، بل قطعة نادرة صنعت من مواد أكياس هواء المركبات الفضائية التابعة لوكالة ناسا.

لم يكن الهدف منها البيع، بل التعبير عن الفن والندرة. هذا الحذاء الذي لم يكن متاحاً للجميع، ارتفعت قيمته بشكل جنوني في سوق إعادة البيع، ليصل إلى 20,000 دولار، ليثبت أن الأحذية الرياضية أصبحت أغلى من أي فستان سهرة فاخر.

على النقيض من ذلك، هناك أحذية أعادت تعريف مفهوم الفخامة من خلال بساطتها. حذاء أديداس سامبا، الذي كان مجرد حذاء بسيط، تحول إلى قطعة مرغوبة عندما صدر بلون “الكرتون البني.

أثبتت أديداس أن الأناقة يمكن أن تُخلق من أكثر المواد تواضعاً، وأن أسلوب الشارع قادر على تحويل أي شيء عادي إلى شيء فريد.

لكن هذه الثورة لم تقتصر على التعاونات الكبرى. فقد امتدت لتلامس الأسلوب نفسه.

على سبيل المثال، قام المصمم جونيا واتانابي بتعاون غير متوقع مع أوكلي، حيث أخذ حذاءً رياضياً غريباً ومعقداً، وحوله إلى قطعة بسيطة باللونين الأبيض والأسود فقط.

لقد “حيّد” المصمم تصميم الحذاء ليجعله قابلاً للارتداء، مما يوضح كيف يقوم كبار المصممين الآن بتبسيط القطع المعقدة من أزياء الشارع لتناسب الحياة اليومية، وهو ما يثبت أن الخطوط الفاصلة بين الفن والأزياء أصبحت غير موجودة.

ختاماً

في هذه الرحلة، سافرنا معاً من الشوارع المزدحمة إلى المنصات الرقمية، ومن قاعات المزادات إلى أروقة دور الأزياء.

رأينا كيف تحول أسلوب الشارع من مجرد أزياء إلى لغة عالمية، وكيف أثبتت الأيقونات أن الموضة ليست مجرد ملابس، بل هي تعبير عن الهوية، التمرد، والجرأة.

لكن القصة لا تنتهي هنا. هذا المقال هو مجرد بداية. أعدكم بأن الجديد قادم، والمزيد من الأسرار في انتظار الكشف عنها.

إلى ذلك الحين، لا تدعوا هذه الكلمات تذهب سدى. شاركوني آراءكم وانطباعاتكم، فكل رأي منكم هو كنز.

أخبروني، ما هي أكثر أيقونة أزياء شارع عربية أو عالمية تلهمكم ولماذا؟

راسلوني على بريدي الإلكتروني: engy@nmanews.com، وشاركوا بآرائكم عبر صفحة الفيسبوك:

Nma news ، أو تواصلوا معي مباشرة عبر واتساب على هذا الرقم:   00218928100001

ترقبوا المزيد!

المزيد من الكاتب

لغز لم يُحل في تاريخ المصارعة… لماذا أربك أندرتيكر جماهير WWE في ليلة راو 25؟

الانتصار الذي لم يُخبر عنه أحد… تيفاني ستراتون تُفاجئ الجميع وتُسطر اسمها في التاريخ

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *