الأهلي طرابلس في مواجهة الحقيقة: التعادل السلبي في توغو يضع المهمة على عاتق “الزعيم” في طرابلس

عكست مباراة الذهاب بين الأهلي طرابلس ومضيفه دادجي البنيني في الدور التمهيدي الأول من دوري أبطال أفريقيا، صراعاً تكتيكياً حذراً انتهى بالتعادل السلبي (0-0).

المواجهة التي أقيمت على ملعب كيغيه في العاصمة التوغولية لومي، كانت بمثابة اختبار حقيقي لقدرة “كتيبة البدري” على تجاوز العقبات العديدة التي واجهتها، لتتأجل كلمة الحسم إلى معقل “الأخضر والأبيض” في طرابلس.

تشكيلة الأهلي طرابلس: أسلحة هجومية تنتظر الشرارة

دخل المدرب حسام البدري اللقاء بتشكيلة أساسية قوية، رغم الغيابات المؤثرة، معتمداً على خطة (4-3-3) لخلق التوازن بين الدفاع والهجوم:

. حراسة المرمى: أيمن التيهار.

. خط الدفاع: محمد المنير، تيري مانزي، بخيت خميس، محمد الأجنف.

. خط الوسط: جهاد بيزمان، مؤيد اللافي، بشير الحبشي.

. خط الهجوم: حمدو الهوني، طارق بشارة، عزو المريمي.

. مقاعد البدلاء: غيلان الشعلالي، أحمد الهرم، عبدالحكيم التركي، عبدالله العرفي، أبوالقاسم رجب، فرج غيضان، أنيس مكراز، اسماعيل بلقاسمي، اسماعيل التاجوري.

تحديات الأهلي طرابلس: الغيابات والأداء المتحفظ

دخل الأهلي طرابلس المباراة وهو في قمة جاهزيته المعنوية بعد تتويجه بطلاً للدوري الليبي، لكنه اصطدم بواقع الغيابات المؤثرة.

فقد لعب الفريق بدون لاعبين أساسيين مثل الهداف كريستوفر مابولولو، وسند الورفلي، وأحمد التربي، مما أثر بشكل واضح على القوة الهجومية للفريق.

رغم محاولات المدرب المصري المخضرم حسام البدري لفرض سيطرة فريقه، إلا أن الأداء الفني للمباراة كان أقل من المتوسط، حيث انحصر اللعب بشكل كبير في منتصف الملعب.

الفريق حاول اختراق دفاعات دادجي، لكنه فشل في تشكيل خطورة حقيقية باستثناء فرصة واحدة سنحت للاعب حمدو الهوني الذي انفردا بالحارس البنيني قبل النهاية بأربع دقائق، لكن الأخير تمكن من إبعاد الكرة.

تحليل المباراة: معركة في "أدغال" أفريقيا ودروس مستفادة

لم يكن الأداء الفني للأهلي طرابلس مقنعاً بما يتناسب مع طموحاته القارية، ويرجع ذلك إلى عدة أسباب رئيسية:

1 . نقص الإيقاع وغياب التجانس:

دخل الأهلي المباراة بعد فترة توقف طويلة، حيث لم يبدأ الدوري الليبي بعد. هذا أثر بشكل مباشر على لياقة اللاعبين وتجانسهم، مما جعلهم يفتقرون للسرعة المطلوبة في التمرير والتحرك، وهو ما أبرزه العديد من المحللين والجماهير.

2 . عقبات خارجية:

لم يكن الملعب السيء والنقل التلفزيوني المتواضع هما التحديين الوحيدين، بل واجه الفريق أسلوباً بدنياً عنيفاً من فريق دادجي، الذي ركز على إيقاف الهجمات بالاحتكاكات القوية والتدخلات المباشرة.

هذه التحديات أثرت على تركيز اللاعبين وأدت إلى إصابة بعضهم.

3 . عزل خط الهجوم:

كان واضحاً أن لاعبي خط الهجوم، خاصة حمدو الهوني، يفتقدون للربط مع خط الوسط. لم يتمكن بشير الحبشي ومؤيد اللافي من تقديم الدعم الكافي، مما جعل الهجوم يعتمد على المجهودات الفردية التي لم تكتمل بنجاح.

تصريح البدري يترجم الواقع: ظروف استثنائية وعقلانية في الأداء

في المؤتمر الصحفي الذي أعقب المباراة، قدم المدير الفني حسام البدري قراءة واقعية ومنطقية لأداء فريقه.

بدأ بتقديم الشكر لحسن الاستقبال، ثم انتقل للحديث عن الأهداف الاستراتيجية للقاء، مؤكداً أن التعادل خارج الديار هو نتيجة إيجابية في ظل الظروف الصعبة.

“المباراة اليوم نحن لعبناها لغرض الفوز، ولكن مباريات الذهاب والإياب يكون لها حسابات خاصة. إذا لم تتمكن من تحقيق الفوز فيجب أن لا تخسر.

مازال أمامنا لقاء آخر على ملعبنا في ليبيا وبعون الله سيكون لصالحنا وسنتمكن من الفوز والصعود للدور القادم.”

كما قدم البدري شرحاً مفصلاً للواقع الذي يواجهه فريقه، مما يوضح سبب غياب الانسجام الذي ظهر في الملعب.

“الفرق الليبية، وبالذات فريق الأهلي طرابلس، كان لديها ظروف خاصة لأن الدوري انتهى مؤخراً، وفي نفس الوقت كان لدينا كم كبير من اللاعبين يلعبون مع منتخباتهم في التصفيات، بالإضافة للمنتخب المحلي الليبي والسودان وأنغولا ورواندا وتونس.

وهناك لاعبون في إجازات وآخرون عائدون من إصابات. فبالتالي، فإن تجمعنا كفريق تم في فترة قصيرة جداً وكان لدينا نقص عددي كبير جداً.”

هذا التصريح يؤكد على العقلانية في التعامل مع المباراة، ويعزز التحليل الفني الذي قدمته المقالة حول تأثير غياب الرتم التنافسي ونقص التجانس.

ويعد وعداً بتحضير أفضل في لقاء العودة، مع استعادة اللاعبين المصابين وانضمام العناصر الدولية.

تقييم مستوى المباراة

بالنظر إلى كل المعطيات التي ذكرناها في المقال، يمكن القول إن مستوى المباراة كان أقل من المتوسط فنياً، ولكنه كان مكثفاً جداً على الصعيد البدني. لم يتمكن الأهلي من فرض أسلوبه بسبب عدة عوامل، أبرزها:

. غياب الرتم التنافسي للاعبين نتيجة عدم انطلاق الدوري المحلي.

. سوء أرضية الملعب التي منعت بناء الهجمات السريعة.

. الأسلوب العنيف الذي اتبعه فريق دادجي، والذي حول المباراة إلى معركة احتكاكات أكثر من كونها مواجهة كروية.

نتيجة لذلك، لم نشهد أداءً سلساً أو فرصاً كثيرة من الأهلي، ولكن في نفس الوقت، نجح الفريق في العودة بنتيجة إيجابية خارج أرضه. وهذا هو الأهم في المباريات الإقصائية.

نظرة على المنافس: دادجي يثبت عناده

أثبت نادي دادجي البنيني، المعروف بـ “نادي الشعب، أنه خصم عنيد، حيث نجح في الخروج بنتيجة التعادل على أرضه.

يمتلك الفريق سلسلة رائعة من المباريات بلا خسارة، تصل إلى 33 مباراة، ولديه سلسلة من 9 مباريات بلا خسارة في آخر مبارياته.

هذا السجل يؤكد أن الأهلي واجه فريقاً منظماً دفاعياً، وليس خصماً سهلاً.

توقعات الجمهور: تفاؤل لم يثمر

عكست توقعات الجمهور قبل المباراة حالة من التفاؤل الكبير لمواجهة هجومية مثيرة، وهو ما لم يترجم على أرض الملعب.

فقد توقعت أغلبية ساحقة بلغت 73% من الجماهير أن يسجل كلا الفريقين أهدافاً في المواجهة، في حين اعتقد 27% فقط أنهما لن ينجحا في ذلك.

وعندما تعلق الأمر بمن سيسجل أولاً، كانت الثقة في النادي الليبي واضحة. توقع 71% من الجمهور أن يسجل الأهلي طرابلس الهدف الأول، بينما ذهب 27% من

وفي مفارقة مثيرة، لم يتوقع سوى 4% فقط من الجمهور أن المباراة ستنتهي دون أن ينجح أي من الفريقين في هز الشباك، وهو ما حدث بالفعل.

هذا التباين يسلط الضوء على الطبيعة الحذرة والمعركة التكتيكية التي فرضها المدربان على مجريات اللعب.

تفاعلات رقمية: صراع المدرجات يوازي الملعب

عكست تفاعلات الجماهير على منصات التواصل الاجتماعي صراعاً موازياً لصراع الملعب، حيث انقسمت آراء الجمهورين بين التفاؤل والواقعية، وشملت تحليلات فنية عميقة وانتقادات لاذعة.

. تفاعلات جمهور دادجي: بين الإيجابية وخيبة الأمل تفاعل جمهور نادي دادجي بشكل إيجابي في بداية الأمر مع نتيجة التعادل السلبي على أرضهم، معتبراً إياها إنجازاً.

وقد حصدت المنشورات المتعلقة بالنتيجة 320 إعجاباً، إلى جانب 20 تعليقاً و 4 مشاركات، مما يعكس حماس قاعدتهم الجماهيرية.

.. أبرز التعليقات:

. Comlan René Luc: “مكان المسؤولين عن هذا النادي… كان من المفترض ألا نذهب إلى العاصمة التوغولية… لو كان لديهم ذرة من الشرف والكرامة… أشعر بالخزي… بصراحة عار… كرة القدم هنا ما هي إلا سحر خالص.”

. Mødeste Le Bøuclïer: “موعدنا في أرضهم لتحقيق التأهل.”

. Khady L’optimiste: “سنفوز إن شاء الله.”

. Honoré Adjidowe: “من فضلك، أرسل لنا النتيجة.”

. تفاعلات جمهور الأهلي طرابلس: أرقام كبيرة وقلق واضح على الجانب الآخر، أظهرت تفاعلات جمهور الأهلي طرابلس أرقاماً ضخمة تعكس حجم قاعدته الجماهيرية، حيث حصدت المنشورات المتعلقة بالنتيجة 7300 إعجاباً، و 915 تعليقاً، و 20 مشاركة.

وبينما أظهرت تفاعلات جمهور الأهلي طرابلس أرقاماً ضخمة تعكس حجم قاعدته الجماهيرية، لكنها كشفت عن قلق واضح من أداء الفريق وفي الأداء المستقبلي، كما كشفت بعض الآراء عن خيبة أمل واضحة وقلق من أداء الفريق.

. ردود فعل جمهور الأهلي طرابلس: على الجانب الآخر، أظهرت تفاعلات جمهور الأهلي طرابلس أرقاماً ضخمة تعكس حجم قاعدته الجماهيرية، لكنها كشفت عن قلق واضح من أداء الفريق.

.. أبرز التعليقات:

. Ahmed Tobal: “والله ما عاد فهمت الفريق سلاطة ولا العلة من التصوير اللي زي الجيفة… لعنة الله عليكم جميعاً.”

. 4 ـ مــــــيلانــو: “فريق فارغ وأفشل صفقة هي عزو المريمي.”

. Aziz Almhadwi Almhadwi: “قارة بنت قحاب نظامها قحاب… عدم المشاركة في مسابقاتها أفضل من المشاركة.”

. Safo Al: “القادم افضل بعون الله.”

توقعات وحلول للمواجهة القادمة

التعادل السلبي في الذهاب يضع الأهلي طرابلس تحت ضغط كبير في مباراة الإياب. أي هدف يستقبله الفريق في طرابلس سيجبره على تسجيل هدفين لضمان التأهل.

ولتجاوز هذا المأزق، أمام المدرب حسام البدري عدة حلول:

1 . تحسين خط الوسط:

يجب على المدرب إيجاد حلول لربط خطي الدفاع والهجوم بشكل أفضل، وربما الدفع بلاعبين قادرين على التحكم في إيقاع المباراة وصناعة الفرص بشكل أكبر.

2 . استغلال الأطراف:

يمتلك الأهلي طرابلس أجنحة مميزة، ويجب على البدري استغلال مهاراتهم في الاختراقات والكرات العرضية لزيادة الضغط على دفاع دادجي.

3 . الاستفادة من البدلاء: يمتلك البدري على دكة الاحتياط لاعبين مميزين مثل فرج غيضان وإسماعيل التاجوري، وقد يكون الدفع بهم في توقيت مناسب نقطة تحول حقيقية في المباراة.

توقعات ونسب التأهل للموقعة القادمة

يتأجل حسم التأهل إلى لقاء الإياب، المقررة إقامته في طرابلس يوم 27 سبتمبر الجاري، وسط ضغط غياب الجماهير بسبب عقوبة “الكاف”.

بالنظر إلى معطيات المباراة الأولى، يمكننا وضع نسب التأهل على النحو التالي:

. نسبة تأهل الأهلي طرابلس: 65%

. نسبة تأهل دادجي البنيني: 35%

هذه النسبة تعكس تفوق الأهلي من حيث الإمكانيات واللعب على أرضه، ولكنها تأخذ في الاعتبار قوة دادجي الدفاعية وغياب جماهير الأهلي الذي سيؤثر على الروح القتالية للفريق.

السؤال الآن هو: هل يمتلك المدرب حسام البدري الحلول اللازمة لتفادي مفاجأة الإقصاء واستغلال الفرص المتاحة للتأهل؟

المهمة تنتظر الحسم في طرابلس

المباراة تحولت من مجرد لقاء رياضي إلى صراع تكتيكي حذر، ليؤكد أن النتيجة ليست سوى بداية لفصل جديد من الإثارة في رحلة الفريقين.

يتأجل حسم تأهل الأهلي طرابلس إلى لقاء الإياب، المقررة إقامته في طرابلس يوم 27 سبتمبر الجاري، وسط ضغط غياب الجماهير بسبب عقوبة “الكاف”.

شاركناً برأيك

سؤال للمشاركة: بالنظر إلى الأداء في مباراة الذهاب والتحديات التي واجهت الفريق، ما هي توقعاتك لمباراة الإياب؟ هل يمتلك الأهلي طرابلس الحلول اللازمة لحسم التأهل؟ شاركنا رأيك في التعليقات.

المزيد من الكاتب

“العميد” الليبي يعود بتعادل ثمين من إثيوبيا.. خطوة أولى نحو التأهل القاري

الأهلي يسطر التاريخ: رحلة من التحدي إلى المجد العالمي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *