“الخبز بالسمسم” و”الصفر المزدوج“… قبل أسابيع قليلة، كانت هذه الكلمات هي المفتاح لفهم قصة أماندا أنيسيموفا. كانت تُذكّر بهزيمتها القاسية في نهائي ويمبلدون 2025 أمام إيغا شفيونتيك بنتيجة 6-0 و 6-0.
هزيمةٌ كانت بمثابة وصمة عار، لكنها تحولت إلى شرارة الانتقام التي أشعلت مسيرتها في أمريكا المفتوحة.
لم تكتفِ أنيسيموفا بقلب السيناريو، بل كتبت فصلاً جديداً في تاريخها. في ربع نهائي بطولة أمريكا المفتوحة، التقت مجددًا بشفيونتيك، ولكن هذه المرة لم تترك مجالاً للشك، وحققت فوزاً مستحقاً بنتيجة 6-4 و 6-3، مؤكدةً أنها ليست مجرد لاعبة عابرة، بل قوة لا يستهان بها.
حقائق عميقة ومثيرة عن بطلة القصة:
. الكابوس يتحول إلى وقود: اعترفت أنيسيموفا بأنها راجعت مقطع هزيمتها في ويمبلدون قبل مواجهة شفيونتيك، ليس لتعيش الألم مرة أخرى، بل لتتجنب أخطاء الماضي. لقد حولت الخوف إلى وقود، وخرجت إلى الملعب “دون ذرة من الخوف”، كما قالت بنفسها.
. سلاحها السري: تمتلك أنيسيموفا أحد أسرع ضربات الظهر (Backhand) في عالم التنس، رجالًا ونساءً على حدٍ سواء.
وصلت سرعة ضربتها إلى 77 ميلاً في الساعة في هذه البطولة، لتتفوق على أسرع ضربة ظهر للرجال، وتصبح سلاحاً فتاكاً لا يمكن إيقافه.
. “سفاحة العمالقة“: تتمتع أماندا بسجل فريد من نوعه أمام المصنفة الأولى عالميًا أرينا سابالينكا، حيث تتفوق عليها بـ6 انتصارات مقابل 3 هزائم فقط.
وهذا السجل المذهل يشمل فوزها الأخير في نصف نهائي ويمبلدون، مما يمنحها الأفضلية النفسية قبل نهائي أمريكا المفتوحة.
. الرائدة في القرن الحادي والعشرين: كانت أنيسيموفا أول لاعبة مولودة في القرن الحادي والعشرين تصل إلى نصف نهائي إحدى بطولات الغراند سلام، وذلك في بطولة رولان غاروس عام 2019 عندما كانت في السابعة عشرة من عمرها، مما يؤكد أنها موهبة استثنائية منذ بدايتها.
. العودة من الظل: في عام 2023، أخذت أنيسيموفا فترة راحة من التنس لأسباب تتعلق بصحتها النفسية، مما أدى إلى تراجع تصنيفها خارج قائمة أفضل 400 لاعبة.
لكنها عادت بقوة في عام 2024، وواصلت صعودها لتصل إلى نهائيين متتاليين في الغراند سلام في عام 2025 (ويمبلدون وأمريكا المفتوحة).
الآن، تقف أماندا أنيسيموفا على عتبة تحقيق حلمها بالفوز بلقب غراند سلام على أرضها.
إنها ليست مجرد قصة انتصار، بل قصة إيمان بالنفس، وتحويل الهزيمة إلى قوة، ورفض الاستسلام أمام أصعب التحديات.