سقوط المدرب في تورينو: ثمانية أسباب أشعلت فتيل الإقالة في يوفنتوس

في قلب مدينة تورينو النابضة بعشق كرة القدم، انتهت فصول حكاية تياغو موتا مع يوفنتوس بطريقة لم تكن متوقعة قبل أشهر قليلة.

لم تكن مجرد نتائج مخيبة على أرض الملعب هي من أطاحت بالمدرب الشاب، بل كانت هناك ثمانية أسباب متداخلة نسجت خيوط النهاية المحتومة، وثلاثة دروس قاسية يجب أن يتعلمها “البيانكونيري” لكي لا يقع في نفس الهاوية مجدداً.

لم يكن موتا كبش الفداء الوحيد في هذه القصة، ولكن رحيله كان بمثابة الضربة القاضية التي أعلنت نهاية حقبة لم تكتمل.

ثمانية أسباب هزت عرش موتا في يوفنتوس:

1- المركز المخادع في جدول الترتيب: قد يظن البعض أن المركز الخامس، بفارق ضئيل عن مراكز دوري الأبطال، هو إنجاز.

لكن الحقيقة المرة هي أن يوفنتوس كان يسير بخطى ثابتة نحو موسم أقل حصاداً من سابقه، متخلفاً حتى عن بولونيا، الفريق الذي قاده موتا نفسه في الموسم الماضي، وفي مرمى نيران المنافسين التقليديين.

هل يليق هذا بطموحات “السيدة العجوز”؟

2- الخروج المذل من دهاليز الكأس: لم تكن لعنة الكؤوس رحيمة بيوفنتوس تحت قيادة موتا. فالخروج من تصفيات دوري أبطال أوروبا مبكراً، ثم السقوط على أرضه أمام إمبولي المتخبط في كأس إيطاليا، يطرح تساؤلات حادة حول قدرة الفريق على مقارعة الكبار في المحافل الهامة.

3-الأداء الشاحب في معارك الحسم: حين اشتدت المعارك مع المنافسين المباشرين على بطاقات التأهل الأوروبي، ظهر يوفنتوس بوجه شاحب. الهزائم أمام أتالانتا وفيورنتينا، والخسارة المذلة أمام بنفيكا على أرضه، بالإضافة إلى الإقصاء الأوروبي، كشفت عن غياب الروح القتالية والشراسة المطلوبة في اللحظات الحاسمة.

أين ذهبت قوة التركيز والإصرار؟

4-ضياع الهوية التكتيكية: كان من المفترض أن يحمل يوفنتوس بصمات تياغو موتا التكتيكية، تلك التي أبهرت الجميع مع بولونيا.

لكن ما شاهدناه كان فريقاً يعاني من بطء في بناء الهجمات، محدود الإبداع، وضعيف الاستحواذ على الكرة.

أين ذلك الفريق الذي كان يُفترض أن يعيد البهجة إلى مدرجات “أليانز ستاديوم”؟

5-قرارات متضاربة في سوق الانتقالات وغرفة الملابس: استثمارات ضخمة ذهبت أدراج الرياح، ولاعبون أساسيون وجدوا أنفسهم على الهامش. التعاقد مع دوغلاس لويز وإشراكه نادراً، التخلي عن مويس كين ليصبح هدافاً في فريق آخر، تجميد القائد دانيلو… كلها قرارات تثير علامات استفهام كبيرة حول رؤية المدرب وقدرته على استغلال إمكانيات اللاعبين.

6-معضلة فلاهوفيتش: الهداف الصامت: لم يكن دوسان فلاهوفيتش مجرد مهاجم، بل كان مشروع نجم.

لكن تحت قيادة موتا، تقلصت دقائق لعبه، ولم يتم استغلال قدراته التهديفية بالشكل الأمثل. كيف يمكن لهداف الفريق أن يبدأ مباراة واحدة فقط من أصل ست في عام 2025؟ علامات استفهام تحوم حول العلاقة بين المدرب والمهاجم الصربي.

7-فوضى المراكز وتدوير الشارة: هل كان موتا يبحث عن “المرونة” أم عن “الضياع” التكتيكي؟ تيم وياه في خمسة مراكز مختلفة، ماكيني في ستة أدوار… حتى شارة القيادة لم تسلم من سياسة التدوير الغريبة. ارتباك انعكس على أداء اللاعبين وفهمهم لخطط المدرب.

8-فشل في اختبار “نادي بحجم يوفنتوس“: لم يفهم موتا أن تدريب يوفنتوس يتجاوز مجرد وضع التشكيلة وإجراء التغييرات.

تجاهل اللاعبين بعد الهزائم، بث روح “عدم الاستعجال”، وتدهور العلاقات مع العديد من اللاعبين… كلها مؤشرات على فشل في فهم حجم المسؤولية ومتطلبات قيادة فريق بحجم وعراقة يوفنتوس. صمت اللاعبين بعد إقالته كان أبلغ من أي كلمات.

ثلاث خطوات حاسمة على يوفنتوس أن يخطوها:

1-محاسبة المسؤول عن القرارات الخاطئة: لا يمكن أن يكون موتا وحده هو من يتحمل وزر الإخفاق.

يجب على الإدارة أن تراجع قرارات المدير الرياضي كريستيانو جيونتولي، بدءاً من الصفقات المشكوك فيها وصولاً إلى دعمه لخيارات موتا التي أثبتت فشلها.

2-التمسك بنواة الشباب الواعدة: رغم كل الانتقادات، كانت هناك نقطة مضيئة في عهد موتا: منح الفرصة للاعبين الشباب.

يجب على يوفنتوس أن يستثمر في هؤلاء المواهب الشابة ويمنحهم الثقة لمواصلة التطور.

3-منح تيودور فرصة حقيقية، مع نظرة استراتيجية للمستقبل: لا يجب أن يكون إيغور تيودور مجرد حل مؤقت.

إذا أثبت جدارته، يجب على النادي أن يمنحه الفرصة لإقناعهم برؤيته على المدى الطويل، مع الأخذ في الاعتبار الواقع المالي للنادي وتجنب الانسياق وراء المطالب غير الواقعية بالتعاقد مع مدربين ذوي رواتب فلكية.

إقالة تياغو موتا وتعيين إيغور تيودور مدرباً مؤقتاً يمثل نقطة تحول حاسمة في موسم يوفنتوس.

يبقى السؤال: هل سيكون هذا التغيير كافياً لإنقاذ ما تبقى من الموسم والتأهل لدوري الأبطال؟ وهل سيستفيد النادي من دروس هذه التجربة المريرة؟

وحدها الأيام القادمة ستحمل لنا الإجابات، ولكن المؤكد أن مستقبل “السيدة العجوز” لا يزال معلقاً بين الأمل والحذر.

المزيد من الكاتب

نيومي: عودة أيقونة تتوهج… وماذا يخبئ لها عام 2025 في WWE؟

آي جاي ستايلز: الأسطورة تتحدى الزمن… فما هي الخطوة التالية للرجل الذي لا يشيخ في WWE؟

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *