أجواء ترقب وحماس في "جوجيلي": ألمانيا وفرنسا تستعدان لصدام تاريخي في ربع نهائي اليورو
في قلب مدينة بازل السويسرية، حيث يتصاعد صدى هتافات الجماهير من ملعب سانت جاكوب بارك، المعروف بمودة بين السكان المحليين بـ “جوجيلي”، كانت الأجواء تغلي بالترقب والحماس. هذا الملعب التاريخي، الذي يحمل اسم قرية تعود للقرن الحادي عشر، استعد لاستقبال أحد أشرس الصدامات في بطولة أوروبا للسيدات 2025: مواجهة نارية بين ألمانيا وفرنسا في ربع النهائي.
مع اقتراب لحظة الصفر، بدأ مذيع الملعب بإعلان التشكيلة الأساسية للمنتخب الألماني، فتفجرت المدرجات بصيحات الجماهير التي رددت اسم عائلة كل لاعبة بحماس بالغ. لقد أظهر المشجعون الألمان دعمًا منقطع النظير، وهم يهتفون بكل قوة، وكأنهم يشاركون اللاعبات في كل خطوة على أرض الملعب. بعد إحماء مكثف، تبادلت لاعبات ألمانيا التهاني، وعلى وجوههن علامات التركيز ممزوجة بسؤال ضمني: هل سيتجنبن خسارتين في نسخة واحدة من بطولة أوروبا لأول مرة في تاريخهن؟ هذا الترقب كان ملموسًا في كل زاوية من الملعب، بينما كانت الأنظار تتجه نحو النفق في انتظار خروج الفرق لعزف النشيد الوطني.
لم يكن الحماس مقتصراً على الجانب الألماني فحسب. فمع دخول المنتخب الفرنسي لإجراء عمليات الإحماء، علت هتافات جماهيرهم لتعلن عن دعمها الكامل، رغم الحضور الألماني الطاغي في المدرجات. لقد دخل حراس المرمى الفرنسيون أرض الملعب على أنغام أغانيهم الوطنية، وبدأت الجماهير في إحياء المباراة بحماس كبير، مؤكدة على وجودها القوي في هذا الحدث التاريخي.
كاسكارينو، مهاجمة فرنسا، عبرت عن تقديرها لأجواء البطولة قائلة: “هناك حماس كبير حولنا. نفدت تذاكر ربع النهائي في ثلاث ساعات! إنه أمر مذهل، ويحفزنا على أرض الملعب. الملاعب ممتلئة، والأجواء رائعة. إنه ثمرة جهود الجميع – الاتحادات واللاعبات – وهذا بالضبط ما نحبه!”
قراءات فنية وتكتيكية قبل الصدام
كشفت التشكيلات الأساسية للفريقين عن نوايا المدربين التكتيكية. اختار لوران بونادي، مدرب فرنسا، الدفع بقائدته جريدج مبوك باثي إلى جانب مايل لاكرار في قلب الدفاع.
أما المفاجأة، فكانت في الجناح الأيسر، حيث اعتمد على كادياتو دياني في التشكيلة الأساسية. هذا الاختيار أشار بوضوح إلى رغبة المدرب الفرنسي في تحقيق أقصى سرعة وقوة على الأطراف، مع دياني على أحد الجانبين ودلفين كاسكارينو على الجانب الآخر، وهي خطة تبشر بهجمات سريعة ومباغتة.
من جانبه، أجرى كريستيان ووك، مدرب ألمانيا، بعض التغييرات المتوقعة على تشكيلته. فقد دفع بـ فرانزيسكا كيت وكاثرين هندريش أساسيتين فيما بدا أنه خط دفاع بخمس لاعبات، بينما حلّت جيوفانا هوفمان محل ليا شولر في الهجوم بشكل مفاجئ.
هذه التغييرات عكست سعي ووك لتعزيز الدفاع مع إيجاد حلول هجومية جديدة لمواجهة قوة الهجوم الفرنسي. وبسبب إصابة جوليا جوين وغياب كارلوتا وامسر للإيقاف، تم نقل ساراي ليندر من مركزها المعتاد في قلب الدفاع للسماح للاعبة الخبرة كاثرين هندريش (التي تخوض بطولتها الأوروبية الثالثة ولديها 85 مباراة دولية) باللعب في مركز أكثر مركزية.
تصريحات تكشف الشغف والتركيز
عبرت اللاعبات عن حماسهن وتركيزهن الشديد قبل المباراة. كادياتو دياني، مهاجمة فرنسا، أكدت على أهمية دعم الجماهير قائلة: “إنها بالتأكيد دفعة معنوية لنا. نحن نحب وجود الجماهير خلفنا – فهي تساعدنا على تقديم أفضل ما لدينا. ونأمل أن نسمعهم بصوت عالٍ الليلة.” وعن مواجهة ألمانيا، أضافت: “هذه المباريات دائمًا ما تكون متقاربة. لكن نعم، حان الوقت لتغيير مجرى الأمور. أعتقد أنها ستكون ليلة إيجابية لنا – علينا أن نحافظ على تركيزنا ونلتزم بأهدافنا.” كما شددت دياني على أهمية التركيز التام في مباراة إقصائية كهذه، مؤكدة أن المدرب “يحفزنا ويوضح لنا خطة اللعب – ثم يقع على عاتقنا مسؤولية القيام بالمهمة على أرض الملعب.”
دلفين كاسكارينو، من جانبها، شددت على قدرات الفريق الهجومية: “جميعنا نتمتع بمهارات هجومية – حتى المدافعون. روح الفريق رائعة، وقد أوضح المدرب أن أي لاعب قادر على التسجيل. إنه هدف يسعى إليه بشدة، وهو يؤتي ثماره حتى الآن. نأمل أن يستمر هذا النهج.” وعن مواجهة ألمانيا، المنتخب الفائز بثماني بطولات أوروبية، قالت كاسكارينو بحزم: “لا أعتقد أن هناك أي عقدة نقص. بالطبع، لديهم سجل حافل – كلنا نعرف ذلك. لكنني لم أعش كل تلك الهزائم. هذه ليست قصتنا. نحن جيل مختلف. الآن علينا كتابة تاريخنا الخاص، وبناء إرثنا الخاص. وسنبذل قصارى جهدنا لتغيير هذا الوضع.” كما أشارت إلى تحسنها البدني: “لا أستطيع القول إن ثقتي بنفسي زادت، فلطالما آمنت بنفسي. لكن جسديًا، تحسنت. أستطيع تكرار الجهود، وإحداث تأثير أكبر، وهذا يزيد من فعاليتي.”
من جانبه، تحدث كريستيان ووك، مدرب المنتخب الألماني، عن كلماته الأخيرة للفريق، مؤكدًا: “لا أعتقد أن هناك الكثير لأقوله. اللاعبات يدركن أن المباريات السابقة في الأدوار الإقصائية كانت متقاربة. علينا أن نتحلى بالإيمان حتى النهاية – فريقي يعرف ما يجب عليه فعله.” وعن ما يأمل أن يراه من فريقه، لخص ووك الأمر بكلمات بسيطة ومعبرة: “الشغف والرغبة والشجاعة والاستمتاع ببساطة بالتواجد هنا، واللعب في ربع النهائي.” كما أضاف ووك: “كان من المهم للغاية التأكد من زوال خيبة الأمل الناتجة عن مباراة السويد. أعتقد أننا نجحنا ليس فقط في التطلع إلى ربع النهائي، بل أيضًا في التعامل مع مرحلة خروج المغلوب هذه بروح أن أداءنا على أرض الملعب سيحدد ما إذا كنا سنبقى في البطولة.” وأكد على قوة هجوم فرنسا قائلاً: “أعتقد أن الجميع يدركون أن فرنسا مجهزة جيدًا للهجوم، ليس فقط من حيث اللاعبين الأساسيين، بل أيضًا من خلال اللاعبين البدلاء. إنهم يتمتعون بقدرات مذهلة وسرعة فائقة، وعلينا التكيف مع ذلك والاستعداد جيدًا. لكننا نعلم أيضًا أن لدينا نقاط قوة مشتركة.”
مارين مينرت، مساعدة مدرب ألمانيا، تحدثت لـ “ليكيب” عن دلفين كاسكارينو: “أعرف دلفين كاسكارينو منذ زمن طويل… لا يُمكن تركها في مواجهة فردية – إذا زادت سرعتها، يجب مضاعفتها. تتعاون بشكل مثالي مع زميلاتها في الفريق، لذا سيتطلب إيقافها جهدًا جماعيًا. لكننا نعتزم أيضًا أن نشكل مشكلة لفرنسا.”
إليسا سينس، لاعبة ألمانيا، عبرت عن استعدادها: “أتطلع للمباراة. أعتقد أنني أستطيع إظهار قدراتي في هذه المباريات الصعبة… سيكون من المهم جدًا التعاون في الدفاع، وأعتقد أن لدينا فرصة جيدة جدًا للوصول إلى نصف النهائي.” وأضافت: “ستكون مباراة قوية وتنافسية للغاية. مع ذلك، نعلم أنه ليس لدينا سبب للتراجع أمام أي خصم، ونرغب بشدة في الفوز بالمباراة.” وعن تحضيرات الأسبوع الفاصل بين المباريات، قالت سينس: “خضنا حصتين تدريبيتين مكثفتين… كما كان لدينا وقت للاسترخاء والتعافي، لكننا جميعًا متشوقون للعودة إلى المنافسة الآن، وخوض ربع النهائي غدًا“.
تحدث لوران بونادي عن اختياره لتشكيلته الأساسية قائلاً: “سأخبر اللاعبين صباح السبت. هناك العديد من الآراء في رأسي. أفكر مسبقًا فيما قد أحتاجه في الشوط الثاني – سيناريوهات مختلفة. كما أنتظر نتيجة مباراة سويسرا وإسبانيا.” وعن مواجهة ألمانيا، قال بونادي: “آخر ذكرياتنا عن مباراة فرنسا وألمانيا كانت الفوز 2-1 – كنتُ هناك كمدرب مساعد… لكننا لن نجعل الأمر مجرد ‘مباراة فرنسا ضد ألمانيا’. صحيح أن ألمانيا فازت ببطولة أوروبا ثماني مرات – ولكن ذلك كان قبل بضع سنوات. يتغير ميزان القوى مع استمرار نمو كرة القدم النسائية في فرنسا. اللاعبات محقات في قولهن إننا نخوض هذه المباراة دون أي تعقيدات. سنخوضها بعزيمة حقيقية – كمنافسين، نعم، ولكن بطموح كبير أيضًا.” وأضاف عن أهمية الاستعداد الكامل للمباريات الإقصائية: “المباراة ليست مجرد 90 دقيقة، بل قد تمتد لـ 120 دقيقة، بالإضافة إلى ركلات الترجيح… لاعبونا مستعدون لذلك. لقد عملنا على إعدادهم بدنيًا ونفسيًا.”
أما عن قائدة فريقه، مبوك باثي، صرح بونادي: “نعم، إنها جاهزة – وهذا خبر سار للغاية. لقد عملت بجد… حتى خارج الملعب، كانت قيّمة للغاية – حيث قدمت نصائح قيّمة.” وتحدثت مبوك باثي عن استعدادها قائلة: “نعم، أشعر أنني مستعدة. أشعر أنني في حالة بدنية جيدة. أنا متحمسة، بل متلهفة – إنها مشاركتي الأولى في هذه البطولة، لذا أنا متشوقة بالطبع.” وعن مواجهة ألمانيا، قالت: “أعتقد أن أسلوب لعبهم سيعتمد بشكل كبير على العرض والتمريرات داخل منطقة الجزاء. سيقدمون أداءً هجومياً قوياً. علينا أن نكون مستعدين لأي شيء – ألمانيا دولة قوية، واسم كبير، وهناك مقعد واحد فقط في نصف النهائي. ستكون معركة حقيقية، وعلينا أن نستغل نقاط قوتنا ونكون مستعدين للقتال.”
ثينبا سامورا، مدافعة منتخب فرنسا، قالت قبل ربع النهائي: “نحترمهم، لكننا لا نخشى شيئًا. إنهم المرشحون للفوز، لكننا نريد أن نكتب تاريخنا الخاص.“
أمل ماجري، لاعبة خط الوسط الفرنسية التي تخوض أول مشاركة لها في بطولة أوروبا للسيدات وهي أم، تحدثت عن الجمع بين الأمومة وكرة القدم: “مشاركتي الأولى في بطولة أوروبا للسيدات في وضعي الحالي، مع طفلي بجانبي، تساعدني على وضع الأمور في نصابها الصحيح. إنها تمنحني بُعدًا. لا أشعر بأي ضغط بسبب عمري. إذا حدث ذلك الآن، فهذا يعني أن الوقت مناسب.”
سلمى باشا، مدافعة فرنسا، أشادت بأسلوب بونادي في الإدارة: “إنه تكتيكي بارع… إنه قريب جدًا من اللاعبات – يمنحنا الحرية ولكنه يطالبنا أيضًا بالالتزام الكامل. وهذا يغير كل شيء.” واختتم بونادي بالحديث عن رؤيته لفريقه: “أحب أن يكون فريقي مذهلاً وغير متوقع الأداء.
أفضل أن يخاطر لاعبو فريقي ويعبروا عن أنفسهم… وعندما يكون هناك 35 ألف متفرج في الملعب؛ نريدهم أن يغادروا وهم يقولون: ‘يا لها من مباراة!’.
حتى مشجعو الفرق المنافسة يجب أن يستمتعوا بها.”
صراع التحدي على عشب بازل: ألمانيا وفرنسا في معركة ربع النهائي
يوم السبت الموافق 19 يوليو 2025، ومع صافرة البداية، انطلقت المباراة بحماس كبير على أرضية ملعب سانت جاكوب بارك.
ألمانيا حاولت فرض سيطرتها مبكراً بشن هجمات سريعة، لكن فرنسا كانت بالمرصاد، متميزة بيقظة دفاعية وسعي دائم للهجوم المضاد.
كانت الأجواء مشحونة، فكل فريق يدرك أن هذا اللقاء ليس مجرد مباراة عادية، بل هو مفترق طرق نحو نصف نهائي بطولة أوروبا.
لحظات حبست الأنفاس: دراما متواصلة على أرض الملعب
المباراة لم تخيب التوقعات؛ كانت معركة حقيقية بين فريقين يمتلكان طموحات كبيرة.كل هجمة كانت تقابل بدفاع قوي، وكل فرصة كانت تحمل في طياتها نبضات قلب الجماهير.
التكتيكات التي أعدها المدربان لوران بونادي وكريستيان ووك كانت واضحة على أرض الملعب، حيث سعت فرنسا لاستغلال سرعة لاعباتها على الأطراف، بينما حاولت ألمانيا تعزيز خطوطها الخلفية والاعتماد على الحلول الهجومية المفاجئة.
شهدت الدقائق الأولى صدمة مدوية، في لحظة حبست فيها الأنفاس، عندما أعلنت تقنية الفيديو (VAR) عن ركلة جزاء لفرنسا في الدقيقة 15.
لم يكن هذا وحده ما فاجأ الجميع، بل تبعه مباشرةً طرد المدافعة الألمانية كاثرين هندريش بالبطاقة الحمراء بعد سحبها لشعر لاعبة فرنسية، لتترك فريقها يلعب بعشر لاعبات في الدقائق الأولى من ربع نهائي بطولة كبرى.
هذه اللقطة الدرامية، التي تفاعل معها الجمهور الألماني بذهول وصدمة، وضعت الفريق تحت ضغط هائل. تقدمت غريس جيورو لتنفيذ الركلة، وسجلت هدفاً مبكراً رغم لمسة حارسة المرمى الألمانية آن كاترين بيرغر التي خمنت الاتجاه الصحيح.
بهذا الهدف المبكر والطرد الصادم، بدا أن المباراة قد حُسمت لصالح فرنسا.
لكن رد فعل ألمانيا كان مذهلاً ومثالاً على القوة الذهنية. فبدلاً من الانهيار، أعاد الألمان ضبط الصفوف بسرعة.
بعد عشر دقائق فقط من النقص العددي، في الدقيقة 25، تمكنت سجويك نوسكين من تسجيل هدف التعادل برأسية قوية بعد ركلة ركنية متقنة من كلارا بول.
هذا الهدف، الذي جاء في ظل الصدمة الأولية، أظهر صلابة الفريق الألماني وقدرته على تجاوز الظروف الصعبة، وأشعل حماس الجماهير الألمانية التي ملأت المدرجات بتفاعل غير مسبوق عند إعلان اسم كل لاعبة في التشكيلة، ليرددوا اسمها وكأنهم جزء من المباراة.
مع مرور الوقت، استمرت اللحظات الدرامية.
في الدقيقة 69، تسببت لاعبة ألمانيا براند بركلة جزاء، ليتعلق الأمل الألماني على حارستهم. لكن بولين بيرود-ماغنين، حارسة فرنسا، تصدت ببراعة لركلة نوسكين، لتبقي التوتر قائماً.
قبل نهاية الدقيقة 90 بقليل، سددت إليسا دي ألميدا ركلة ركنية على المرمى، لكن بيرغر تصدت لها، لتفرض وقتاً إضافياً كان مليئاً بلحظات حبست الأنفاس.
في الوقت الإضافي، استمرت آن كاترين بيرغر في تألقها.
في الدقيقة 103، قامت بتصدٍ مذهل من الخلف بقفزة رائعة عندما بدت رأسية مينغ الدفاعية في طريقها إلى الشباك، لتمنع هدفاً ذاتياً محققاً في لقطة أثارت ذهول الجميع.
وفي الثواني الأخيرة من الوقت الإضافي، ومع اقتراب المباراة من حسمها، أطلقت البديلة ميلفين مالارد تسديدة قوية من مسافة بعيدة، لكن الكرة ارتطمت بـالعارضة، لتُعلن عن استمرار الصراع وتأجيل الحسم إلى ركلات الترجيح، في لحظة أخرى ألهبت أعصاب الجماهير.
ركلات الجزاء: حرب الأعصاب وحسم المصير
بعد 120 دقيقة من القتال الشرس، تحولت الأنظار إلى نقطة الجزاء، حيث تُحسم المصائر وتتكسر الأحلام.
دخلت المباراة مرحلة ركلات الترجيح، وهي ساحة لطالما عانت منها فرنسا من خيبات أمل كبرى في بطولة أوروبا للسيدات، فكانت هذه هي الهزيمة الثالثة لها في نفس العدد من ركلات الترجيح في تاريخ البطولة.
بينما كان لألمانيا سجل مختلط، حيث تغلبت على الدنمارك وخسرت أمام السويد في تجربتين سابقتين في يورو 2025.
بدأت ركلات الترجيح بضغط هائل على كلا الفريقين، وكل ركلة كانت قصة بحد ذاتها من الإثارة:
. آن-كاترين بيرغر، حارسة مرمى ألمانيا، افتتحت التسجيل لفريقها بثقة لافتة، في لقطة نادرة لحارسة مرمى تفتتح التسجيل، لتعلن عن تفوقها على منافستها وتضع ألمانيا في المقدمة.
. المفاجأة جاءت مع ركلة سارة دابريتز، لاعبة خط وسط ألمانيا، التي سددت بقوة عالية إلى اليمين، لكن الكرة ارتطمت بـالعارضة وخرجت من الملعب، لتُضيع ركلة جزاء حاسمة.
على الرغم من ذلك، لم ينعكس هذا الإخفاق سلباً على معنويات الفريق الألماني، الذي حافظ على رباطة جأشه وعزيمته.
. اللحظة الحاسمة لفرنسا جاءت مع ركلة أمل ماجرّي، البديلة الفرنسية، التي تصدت لها آن-كاترين بيرغر! هذا التصدّي كان بمثابة ضربة قاضية لآمال فرنسا، وأثار صدمة كل مشجع فرنسي خلف المرمى.
. في النهاية، تصدت آن-كاترين بيرغر لركلة أليس سومبات الحاسمة، ليشتعل ملعب سانت جاكوب بارك احتفالاً بفوز دراماتيكي جاء بعد حرب أعصاب حقيقية.
ركض لاعبو ألمانيا نحو جماهيرهم في أقصى نقطة من الملعب، يحتفلون بفوز تاريخي سيظل خالداً في الأذهان.
نجمة الأمسية: آن-كاترين بيرغر وتصريحات ما بعد المباراة
اختيرت آن-كاترين بيرغر، بطلة ركلات الترجيح الألمانية، كأفضل لاعبة في المباراة من قبل مجموعة المراقبين الفنيين التابعة للاتحاد الأوروبي لكرة القدم (UEFA). وأوضحوا: “لقد تصدت لركلتي جزاء وسجلت ركلتها الخاصة. كما أظهرت رباطة جأش رائعة خلال المباراة، حيث ساهمت في الاستحواذ على الكرة وفي الحفاظ على الكرة، كما حدث مع تصديها الرائع في الوقت الإضافي.
” هذا الأداء لم يكن مفاجئاً، فبيرغر أثبتت جدارتها في مواقف مماثلة، حيث تصدت لركلتي جزاء لكندا في ربع نهائي أولمبياد العام الماضي وسجلت هدف الفوز بنفسها.
كما كانت حارسة مرمى تشيلسي عندما أطاح الفريق بليونايتد من دوري أبطال أوروبا للسيدات في ربع النهائي عام 2023 بركلات الترجيح. سجويكي نوسكين أشادت ببيرغر قائلة: “إنها حارسة مرمى رائعة. إنها هادئة للغاية؛ إنها ذكية للغاية.
كنت أعرف أنها ستصد ركلات الجزاء.” من جانبها، قالت بيرغر: “لم أكن سعيدةً بوصولنا إلى ركلات الترجيح؛ كنتُ أريد حسم المباراة في 90 دقيقة. لكنني أديت واجبي.
بذل الفريق جهداً كبيراً طوال 120 دقيقة، لذا يجب أن يُنسب الفضل للفريق، وليس لي.” وأضافت: “لستُ شخصاً عاطفياً. أنا سعيدة بوجودي هنا وبفريقي. الوقت الذي أمضيته هنا يجعلني فخورة.
أعيش أفضل أيامي، وها أنا ذا في نصف النهائي.“
من جانبها، أعربت بولين بيرود-ماغنين، حارسة مرمى فرنسا، عن خيبة أملها الواضحة: “أشعر بخيبة أمل واضحة. أشعر بخيبة أمل لخسارة ربع نهائي آخر.
بصراحة، لا أجد الكلمات المناسبة – فقط… خيبة أمل. هذا كل ما يمكنني قوله.
كنت مؤمناً حتى النهاية. حتى اللحظة الأخيرة، وحتى النفس الأخير، سأظل مؤمناً دائماً.” لكنها في الوقت نفسه أشادت بحارسة مرمى ألمانيا: “يجب أن نُشيد أيضاً بحارسة مرمى منتخبهم – لقد قدمت مباراة رائعة.”
كريستيان ووك، مدرب ألمانيا، عبر عن فخره الشديد بفريقه: “كان الجميع يحتضن بعضهم البعض.
كان الجميع يحتفل… أنا فخور جدًا بالفريق على الطريقة التي واجهوا بها هذا التحدي ضد خصمٍ طالبنا بكل شيء. كان ذلك مذهلاً.
” وأضاف: “تلقينا بطاقة حمراء في وقت مبكر، وهذا يعني أننا اضطررنا للعب بعشرة لاعبين معظم أوقات المباراة. إن رد فعل الفريق، وعقليتهم، وروحهم القتالية، ووحدتهم – أمرٌ مذهل ويجعلني فخورًا جدًا.” كلارا بول وصفت المباراة بأنها “من بين أفضل ثلاث مباريات” في مسيرتها: “لعبنا بلاعبة أقل لمدة 110 دقائق، وتأهلنا؛ هذا أمرٌ مذهل.
” وأضافت: “أنا متعبة للغاية، ولكني سعيدة أيضًا! أنا فخورة جدًا بالفريق. أظهرنا عقلية رائعة.
كنا نعتقد أننا قادرون على الفوز بالمباراة حتى النهاية.” سجويكي نوسكين أضافت: “كنت أعرف أننا سنحقق ذلك لأن لدينا روحاً جماعية رائعة، وكان الجمهور اليوم رائعاً.
كان الأمر مذهلاً. أعتقد أن الجميع كان يدعمنا. لقد كانوا صاخبين للغاية ودفعونا للأمام.
في النهاية، بذلنا قصارى جهدنا، ودفعونا بقوة.”
أما لوران بونادي، مدرب فرنسا، فقد علق على الخسارة قائلاً: “دافعت ألمانيا بشكل جيد للغاية في نصف ملعبها؛ لم يتركوا أي مساحة، وكان من الصعب إيجاد حلول بين الخطوط.
لم تكن تمريراتنا سريعة بما يكفي. تستحق ألمانيا التأهل لأنها دافعت بشكل جيد، وتصدى حارس مرمى منتخبها لكرتين أو ثلاث كرات.
لم نكن متقدمين لفترة طويلة؛ كان يجب أن نحتفظ بالكرة وألا نسمح بأي هجمات مرتدة. في هجمة مرتدة، حصلوا على ركلة ركنية وتعادلوا.
” ولكنه لم ينس الإشارة إلى الجانب الإيجابي: “دعونا لا ننسى أننا حققنا سلسلة انتصارات من 11 مباراة. وفي أكتوبر، سنواجه ألمانيا مجددًا في نصف نهائي دوري الأمم الأوروبية من مباراتين ذهاباً وإياباً.”
سجلات ركلات الترجيح للفريقين في البطولات الكبرى:
ألمانيا (في بطولة أوروبا للسيدات):
. نصف نهائي 1993: 3-4 ضد إيطاليا (ريميني)
. نصف نهائي 1989: 4-3 ضد إيطاليا (سيغن)
ألمانيا (في كأس العالم للسيدات):
. ربع نهائي 2015: 5-4 ضد فرنسا (مونتريال)
ألمانيا (في الألعاب الأولمبية):
. ربع نهائي 2024: 4-2 ضد كندا (مرسيليا)
فرنسا (في بطولة أوروبا للسيدات):
. ربع نهائي 2013: 2-4 ضد الدنمارك (لينكوبينغ)
. ربع نهائي 2009: 4-5 ضد هولندا (تامبيري)
فرنسا (في كأس العالم للسيدات):
. ربع نهائي 2023: 6-7 ضد أستراليا (بريسبان)
. ربع نهائي 2015: 4-5 ضد ألمانيا (مونتريال)
.ربع نهائي 2011: 4-3 ضد إنجلترا (ليفركوزن)
آمال مدرب ألمانيا، كريستيان ووك، كانت معلقة أيضاً على ذكرياته السابقة كمدرب لفريق تحت 17 عاماً الذي هزم فرنسا بركلات الترجيح ليفوز بكأس العالم ونهائيات كأس الأمم الأوروبية على هذا المستوى في عام 2023، ويبدو أن التاريخ قد ابتسم له مرة أخرى في هذه المواجهة الحاسمة.
الحكم النهائي وآراء الصحفيين
عجزت فرنسا مجددًا عن التغلب على غريمتها اللدودة في بطولة أوروبا للسيدات.
ربما منحت ركلة الجزاء المبكرة أملًا للمنتخب الفرنسي، لكن القوة الذهنية للمنتخب الألماني أثبتت جدارتها، خاصة بعد أن لعبوا بعشرة لاعبين معظم فترات المباراة.
على الرغم من خيبة الأمل، أسعد هذا المنتخب الفرنسي جماهيره طوال البطولة – وهذا، قبل كل شيء، لا يجب نسيانه. لقد تصدرت فرنسا الصفحة الأولى من صحيفة ليكيب صباح المباراة بعنوان: “أريد أن أصدق”، في إشارة إلى الأمل الممزوج بالحذر الذي كان يحيط بالمواجهة.
ومع أن إسبانيا كانت تتساءل “هل فرنسا أو ألمانيا خصمين مفضلين في نصف النهائي؟
” معتبرة كليهما من أفضل فريقين في البطولة، فإن ألمانيا أثبتت أنها “ورقة رابحة خاصة” بفضل خبرة لاعبات مثل سارة دابريتز التي تعرف لاعبات فرنسا جيداً، والتي دخلت المباراة مع ليندا دالمان في الوقت المتأخر تحسباً لركلات الجزاء لخبرتهن الواسعة.
تأهلت ألمانيا إلى نصف النهائي بعد مباراة كلاسيكية تاريخية ضد فرنسا. ورغم غياب لاعبة واحدة عن معظم دقائق المباراة، إلا أنهم قدموا أداءً قوياً ومتحمساً أسعد جماهيرهم.
وبهذه الروح، لا حدود لما يمكنهم تحقيقه في البطولة. هذه المباراة، التي وصفها كريستيان ووك بأنها “أفضل وأصعب أداء رأيته للفريق منذ أن عرفتهم“، أثبتت أن كلا الفريقين كانا صامدين، وأن الأرجل كانت ثقيلة والتوتر هائل، لكن العقلية هي من حسمت النتيجة في النهاية.
جيروم فيتو، مراسل الشؤون الفرنسية، علّق: “لم تتمكن فرنسا مجددًا من التغلب على غريمتها اللدودة في بطولة أوروبا للسيدات… على الرغم من خيبة الأمل، أسعد هذا الفريق الفرنسي جماهيره طوال البطولة – وهذا، قبل كل شيء، يجب ألا يُنسى.
” بينما قالت آنا صوفيا فولمرهاوزن، مراسلة الشؤون الألمانية: “تأهلت ألمانيا إلى نصف النهائي بعد مباراة كلاسيكية تاريخية ضد فرنسا. على الرغم من غياب لاعبة واحدة عن معظم أوقات المباراة، إلا أنها أسعدت نفسها وجماهيرها بأداء قوي وشغوف.
بهذه الروح، لا حدود لما يمكن أن تصل إليه في البطولة.”
في ختام هذا اللقاء الماراثوني، احتفلت ألمانيا بفوز مستحق، بينما تحتفظ فرنسا بذكريات أداء مبهر رغم الخسارة، وتستعد لمواجهة أخرى في دوري الأمم الأوروبية.
إحصائيات رئيسية:
. وصلت ألمانيا إلى نصف النهائي للمرة الحادية عشرة في تاريخها، محققةً رقماً قياسياً، جميعها في آخر 12 نسخة.
. خسرت فرنسا ثلاث مرات بركلات الترجيح في النسخ الخمس منذ اعتماد نظام ربع النهائي، بعد خسارتها أمام الدنمارك في 2013 وهولندا في 2009.
. أصبحت ألمانيا أول فريق يخوض مباراته الخمسين في نهائيات بطولة أمم أوروبا للسيدات.
. جيورو هي أول لاعبة فرنسية تصل إلى خمسة أهداف في مسيرتها في نهائيات بطولة أمم أوروبا للسيدات.
. هدف نوسكين التعادل جعل هذه أول نهائيات بطولة أمم أوروبا للسيدات تصل إلى 100 هدف.
. 34,128 هو عدد قياسي من الجمهور في ربع نهائي بطولة أمم أوروبا للسيدات، متجاوزاً الرقم القياسي المسجل أمس فقط لمباراة إسبانيا ضد سويسرا في برن.
في المجموع، شاهد 112,535 متفرجًا مباريات ربع النهائي الأربع.
نجمات فانتازي
. آن-كاترين بيرغر (ألمانيا) – ٨ نقاط
. غريس جيورو (فرنسا) – ٧ نقاط
. صوفيا كلاينهرن (ألمانيا) – ٧ نقاط
. بولين بيرود-ماجنين (فرنسا) – ٧ نقاط
التشكيلات
. فرنسا: بيرود-ماجنين؛ دي ألميدا (ندونجالا 112)، مبوك باثي (سومبات 85)، لاكرار، باشا؛ جيورو (ماجري 112)، جان فرانسوا، كرشاوي؛ كاسكارينو (مالارد 76)، كاتوتو (ماتيو 76)، دياني (بالتيمور 67).
. ألمانيا: بيرغر؛ ليندر (كلينهيرن 20)، كناك، هندريش، كيت (سيرسي 114)؛ سنس (دابريتز 120)، مينج، نوسكين؛ العلامة التجارية (دالمان 120)، هوفمان (شولر 98)، بوهل.