شهدت ملاعب كأس الأمم الأفريقية للسيدات 2025 فصلاً جديداً من الإثارة الكروية، حيث خطفت سيدات المغرب الأضواء بفوزهن المستحق على منتخب مالي بنتيجة 3-1 في مباراة ربع نهائي حاسمة أقيمت يوم 18 يوليو 2025.
لم يكن هذا الانتصار مجرد تأهل، بل كان تأكيداً على التطور الملحوظ للكرة النسوية المغربية، وتتويجاً لجهود كبيرة تُبذل للوصول إلى منصات التتويج.
أجواء ما قبل الموقعة: شغف جماهيري وإصرار مالّي
قبل انطلاق صافرة البداية، كانت الأجواء في ملعب الأمير مولاي عبد الله بالرباط مشحونة بالحماس.
الجماهير المغربية، التي ملأت المدرجات، كانت بمثابة اللاعب رقم 12، تدفع بـ”لبؤات الأطلس” نحو الأمام. المدرب الوطني، خورخي فيلدا، أكد على جاهزية فريقه الذهنية والبدنية، مشيراً إلى أن “كل صباح، تجعلني لاعباتي أشعر بالاستعداد للقتال.
هذه المباراة حاسمة؛ فهي تحفزنا وتمنحنا طاقة إضافية.”
على الجانب الآخر، وصل منتخب مالي إلى الرباط بعد هزيمة قاسية بنتيجة 0-4 أمام جنوب أفريقيا، مما وضعهم في موقف صعب.
ورغم ذلك، لم يستسلم “النسور”. مدرب مالي، محمد حسين سلوم، أطلق تصريحًا قويًا يختصر عقلية الفريق: “انتهى دور المجموعات. الآن، حان دور خروج المغلوب: تلعب، تتأهل. تخسر، تعود إلى ديارك.
” كانت مهاجمة مالي آيساتا تراوري واضحة في نيتها للتعويض، قائلةً: “سترون صورة مختلفة للفريق غدًا”. وعدت مالي بمباراة “أكثر صراحةً، وأكثر قوةً، وأكثر جدية”، مظهرةً رغبتها في الضغط بقوة وإقناع الجميع بقدرتها على العودة.
تفاصيل المباراة: سيطرة مغربية وأهداف حاسمة
بدأت المباراة بحذر من الجانبين، ولكن سرعان ما فرضت سيدات المغرب سيطرتهن على مجريات اللعب.
لم يتأخر الهدف الأول كثيرًا، ففي الدقيقة السابعة، تمكنت ابتسام جرايدي من افتتاح التسجيل بهدوء في الزاوية اليسرى السفلية، مستفيدة من تمريرة متقنة من سكينة أوزراوي الديكي.
هذا الهدف المبكر منح المغرب الثقة، وسمح لهن بالاستحواذ على الكرة وخلق المزيد من الفرص الخطيرة.
حاولت مالي الرد ببعض المحاولات، أبرزها تسديدات من عيساتا تراوري وفطومة ديارا، لكن حارسة المرمى المغربية خديجة الرميشي كانت بالمرصاد.
في الشوط الثاني، واصلت المغرب ضغطها الهجومي. وفي الدقيقة 77، حصلت المغرب على ركلة جزاء بعد عرقلة البديلة سناء مسعودي داخل منطقة الجزاء.
نفذت ابتسام جرايدي الركلة بنجاح، مسجلةً هدفها الثاني في المباراة ومضاعفة تقدم المغرب إلى 2-0.
هذا الهدف جاء ليحسم الأمور بشكل كبير، حيث بدت المغرب “بقدمين راسختين في نصف النهائي“.
لم يتوقف زحف “لبؤات الأطلس” عند هذا الحد، ففي الدقيقة 89، أضافت البديلة كنزة شابيل الهدف الثالث للمغرب بتسديدة منخفضة ورائعة من خارج منطقة الجزاء، بمساعدة إيمان سعود.
وفي الوقت بدل الضائع، قلصت مالي الفارق من ركلة جزاء سجلتها آيساتا تراوري، بعد لمسة يد على قائدة المغرب غزلان شباك.
لكن هذا الهدف لم يكن سوى عزاء متأخر، حيث أكدت صافرة النهاية فوز المغرب بنتيجة 3-1.
لمشاهدة أبرز لحظات المباراة والأهداف:
ما بعد الفوز: آمال وطموحات نحو اللقب
هذا الفوز الساحق يمثل إعلاناً قوياً لنوايا فريق رينالد بيدروس في البطولة، الذي يواصل بناء الزخم أمام جماهيره.
تأهل المغرب إلى نصف النهائي للمرة الثانية على التوالي، وسيواجه الفائز من مباراة ربع النهائي بين الجزائر وغانا.
عزيزة رباح، مدافعة قلب الدفاع في منتخب سيدات الأطلس، أكدت على القوة الذهنية للمجموعة، مشيرة إلى أن “قضينا أكثر من شهرين معاً، في تركيز تام.
لقد أصبحنا عائلة حقيقية. هذا التماسك، هذا الانسجام، هو ما يساعدنا على البقاء أقوياء، جسدياً وذهنياً.”
الجمهور المغربي، الذي قدم دعماً كبيراً للفريق، أضفى أجواءً حماسية أصبحت سمة مميزة لمباريات المنتخب في هذه البطولة.
يستمر سعي المغرب نحو تحقيق لقبه الأول في كأس الأمم الأفريقية للسيدات بعد خسارته في نهائي 2022 أمام جنوب أفريقيا.
