🦁 العزيمة والإصرار: "أسود الأطلس" يروضون "الأبيض" ويطيرون إلى النهائي بثلاثية حاسمة!
🟢معركة التحمل والفعالية المطلقة
كانت مباراة نصف النهائي هذه بمثابة اختبار حقيقي لقوة التحمل والإصرار بالنسبة لمنتخب المغرب الرديف.
لم يكن الفوز مجرد تفوق تكتيكي، بل هو انتصار للإدارة الجماعية للمباراة والقتال في كل منطقة من مناطق الملعب، خاصة في مواجهة ضغط “الأبيض” المكثف في الشوط الثاني.
🌟 أجواء البطولة واللقاء: الضغط الكبير في محطة نصف النهائي
ملعب خليفة الدولي كان مسرحاً لقمة عربية مشحونة لا تقبل القسمة على اثنين. دخل “أسود الأطلس” بروح المغامر الذي يؤكد أحقيته، بينما لعب “الأبيض” تحت ضغط نفسي كبير وعامل إرهاق واضح بعد مباراتهم الطويلة أمام الجزائر.
المدرب الروماني كوزمين أولاريو أكد قبل المواجهة أن اللقاء سيكون “في غاية الصعوبة” أمام منتخب أفريقي قوي، مشدداً على أن عامل الراحة يشكل عبئاً كبيراً على فريقه.
📋 التشكيل والخطط: ثبات مغربي وحذر إماراتي
دخل المدرب طارق السكتيوي بالتشكيل (4-2-3-1) الذي عكس رغبته في التوازن والصلابة، معتمداً على بنعبيد في الحراسة، وبجواره قلبي الدفاع باش وبوفتيني، وإليهما محور الارتكاز الثنائي حريمات وسعدان لامتصاص الضغط. في المقابل، اعتمد “الأبيض” على نفس التشكيل، لكنه دفع مبكراً ثمن التراجع والبداية البطيئة، مما سمح للمغرب بفرض إيقاعه.
⏱️ الشوط الأول المفصل: اللكمة المغربية المبكرة والتراجع الإماراتي
بدأ الشوط الأول بحذر متبادل مع ضغط نسبي مغربي، وقد أكدت التقارير الإماراتية لاحقاً أن “الأبيض” دفع ثمن بدايته البطيئة وتراجعه في هذا الشوط. مفتاح كسر الجمود لم يأتِ من العمق بل من الأطراف، وتحديداً عبر الظهير الأيسر المتألق حمزة الموساوي (رجل المباراة لاحقاً).
في الدقيقة الثامنة والعشرين، أرسل الموساوي عرضية “بديعة” تجاوزت خط الدفاع الإماراتي، ارتقى لها المهاجم كريم البركاوي برأسية محكمة سكنت شباك حمد المقبالي، ليسجل هدف السبق ويؤكد الفعالية القصوى لـ “أسود الأطلس”.
وكاد المغرب أن يضاعف النتيجة لولا براعة الحارس حمد المقبالي الذي أبعد تسديدة قوية من أمين زحزوح في الدقيقة الرابعة والثلاثين، ليؤكد أن التقدم المغربي كان مستحقاً نتيجة لحدة اللعب والتركيز.
⚽ الشوط الثاني: صراع اللياقة والتدخلات الحاسمة
دخل “الأبيض” الشوط الثاني بضغط مكثف وقوة لتعويض الهدف، وبدأ المدرب كوزمين يدفع بكل أوراقه تباعاً. خلال الربع ساعة الأولى، شهد الملعب صراعاً بدنياً حقيقياً مع ضغط إماراتي فعال، حتى أن الحظ عاند “الأبيض” مرتين: في الدقيقة السابعة والأربعين، أنقذ القائم المغرب بعد أن ارتدت كرة سددها كايو لوكاس، بعد أن كان الحارس المتألق مهدي بنعبيد قد تصدى ببراعة للتسديدة الأولى.
وفي الدقيقة الثالثة والخمسين، عادت العارضة لتصد رأسية برونو أوليفيرا، مما أكد شراسة الهجوم الإماراتي وصمود الدفاع المغربي بقيادة بنعبيد، الذي عاد ليتعامل ببراعة مع ركنية خطيرة من البديل علي صالح في الدقيقة التاسعة والسبعين، محافظاً على شباكه نظيفة.
🎯 (التبديلات القاتلة):
كان التدخل التكتيكي للمدرب السكتيوي حاسماً في قتل طموح “الأبيض”. أجرى المدرب “تدخلات تقنية في الوقت المناسب“ (كما وصفها)، بإدخال حمد الله، المهديوي، وبنطايق في الدقيقة الرابعة والسبعين.
لم ينتظر البدلاء طويلاً، فبعد تسع دقائق فقط من دخوله، سجل البديل أشرف المهديوي الهدف الثاني، بعد تمريرة حاسمة من البديل الآخر عبد الرزاق حمد الله، ليقتل آمال الإمارات التي “خاطرت في الدقائق الأخيرة” بحسب كوزمين.
واختتم حمد الله المباراة بنفسه بتسجيل الهدف الثالث في الوقت بدل الضائع (90+2)، بعد تمريرة من الظهير الأيمن محمد بولكسوت، ليؤكد المغرب تفوقه بالفعالية والتحمل على ضغط “الأبيض”.
⚖️ فقرة تحكيمية تحليلية: إدارة هادئة لمواجهة ساخنة
أدار الحكم إسبن إسكاس اللقاء بهدوء وتركيز، حيث كانت القرارات واضحة ولم تشهد المباراة حالات تحكيمية جدلية كبرى.
💬 تصريحات ما بعد المباراة: إصرار، إحباط، وعامل الإرهاق
عبر لاعبو المغرب عن سعادتهم بالتأهل وشددوا على هدفهم بالتتويج. قال حمزة الموساوي (رجل المباراة) إن “هدفنا الأول والأخير هو العودة إلى المغرب باللقب إن شاء الله”، مشيراً إلى تطور الانسجام داخل المجموعة.
وعلى الجانب الآخر، أكد المدرب كوزمين أولاريو أن فريقه لعب “مباراة جيدة” وأن النتيجة “لا تعكس واقع المباراة”، لكنه أشار إلى أنهم “خاطروا في الدقائق الأخيرة”.
أما الحارس حمد المقبالي فعبر عن إحباطه الشديد، قائلاً بمرارة إن “الوطن لا يستحق هذه الخسارة” وقد أشار اللاعب يحيى الغساني إلى عامل الإرهاق الكبير الذي عانى منه الفريق بعد مباراة الجزائر مؤكداً مع ذلك أنه “ليس عذراً”.
📝 تحليل شامل: انتصار الإدارة التكتيكية على الضغط والإرهاق
كان انتصار المغرب (3-0) انتصاراً للفعالية المطلقة وذكاء الإدارة التكتيكية على عامل الإرهاق الإماراتي. لعب المغرب ببراغماتية عالية، حيث عرف متى يدافع بصلابة بفضل تصديات بنعبيد ومتى يهاجم بفعالية مميتة.
التسجيل في الدقائق المتأخرة يؤكد على اللياقة البدنية العالية والتركيز الذي لم يتأثر بضغط الخصم. هذا التفوق يعزز الانتقادات الموجهة للمدرب كوزمين، الذي فشل في ترجمة سيطرة فريقه على الكرة (51% استحواذ) إلى فرص حقيقية، مقابل تفوق المغرب الواضح في دقة التصويب (7 تسديدات على المرمى مقابل 2 فقط للإمارات). الفعالية المغربية (3 أهداف من 7 تسديدات) تغلبت على الكم الإماراتي (12 تسديدة إجمالاً).
في النهاية، حصد كريم البركاوي أعلى تقييم بين اللاعبين الأساسيين، بينما كان تأثير البدلاء حاسماً.
🔝 أبرز ما في المباراة: التأثير المزدوج للبدلاء
اللحظة الأبرز والأكثر تأثيراً في الميدان كانت التأثير المزدوج للبدلاء في الدقيقة 74. دخول حمد الله والمهديوي وتسجيلهما هدفين متتاليين أثبت أن المغرب تفوق في معركة اللياقة والقرارات الفنية.
🔚حجز المقعد في لوسيل
تتجه الأنظار الآن إلى النهائي الكبير الذي سيقام يوم الخميس في ملعب لوسيل، حيث ينتظر “أسود الأطلس” الفائز من مباراة السعودية والأردن. أما “الأبيض” فسيواجه الخاسر في مباراة تحديد المركز الثالث.
