💔 “طفل العامين الذي لم ينم أبداً”: الجرح الذي لم يندمل في إيطاليا.. أسرار ودموع مذبحة “إربا” المنسية

طفل العامين الذي لم ينم أبداً”: الجرح الذي لم يندمل في إيطاليا.. أسرار ودموع مذبحة “إربا” المنسية

صمت الشتاء يتكلم: ليلة البرد والدخان الذي حمل معه الموت

لم تكن بلدة إربا في ليلة الحادي عشر من ديسمبر 2006 سوى مجرد جزء هادئ من مقاطعة كومو، حيث يتسلل البرد الشتوي إلى القلوب ويضاء الدفء من النوافذ الصفراء.

لكن في تلك الليلة، لم يكن الدخان المتصاعد من إحدى البنايات دخان حريق عادي؛ لقد كان دخان الجحيم.

عندما اقتحم رجال الإطفاء الشقة، لم يجدوا ناراً، بل وجدوا مأساة تكسر الحجر: أجساد هامدة سقطت على الأرض.

هناك كانت رافائيلا كاستانيا، وهناك كانت والدتها المسنة باولا غالي. وبين هذه الدماء، يرقد جسد صغير لم ير من الحياة إلا عامين فقط؛ يوسف مرزوق، طفل لم تتح له فرصة أن ينام في دفء سريره مرة أخرى.

سقطت أيضاً الجارة الطيبة فاليريا شيروبيني التي سارعت للمساعدة، لتجد الموت بدلاً من النجاة.

من بين أربعة أرواح قُتلت بوحشية، نجا شخص واحد فقط، هو ماريو فريجيريو، حاملاً معه شهادة مشوهة، وندبة في الحلق لا تُنسى.

اعتراف بالبكاء: هل دفع اليأس زوجين بسيطين إلى الإدانة؟

لم يمر وقت طويل حتى وجد القضاء وجهين لاتهامهما: الزوجان اللذان عاشا في نفس البناية، روزا بازي وأوليندو رومانو. كانا زوجين بسيطين، لم يعرفا يوماً طريق المحاكم.

وتحت ضغط لا يُحتمل من الاستجوابات الهائلة والضجة الإعلامية التي كانت تصرخ بـ “العثور على الوحشين”، جاء الاعتراف.

كان اعترافاً هشا، متناقضاً، يبدو وكأنه كلمات ملقّنة وليست ذاكرة جريمة. صرخات الصحف كانت أقوى من منطق الأدلة. وبسرعة مريبة، سُجن الزوجان مدى الحياة.

لكن السؤال بقي معلقاً كالدمع في العين: هل كان الخلاف على الجيرة مبرراً لذبح أربع أرواح، بينها طفل بريء؟

💔 صمت الشاهد: كلمات ماريو الأخيرة التي أعادت البكاء

إنّ الشقوق في القضية لا تزال تنزف: الدليل الجيني لم يطابق الزوجين، والشاهد الناجي ماريو فريجيريو نفسه وصف في البداية مهاجماً لا يشبه أوليندو، ثم غيّر شهادته تحت ظروف غامضة.

لكن المأساة وصلت إلى ذروتها عام 2014 بوفاة ماريو. وقبل أن يغادر هذا العالم، نُقل عنه أنه أعرب عن شكوكه مجدداً، معترفاً بأنه لم يعد متأكداً من أن أوليندو هو القاتل. كانت تلك الكلمات الأخيرة بمثابة طعنة في ضمير العدالة.

الجرح الذي لا يندمل: من قتل الطفل يوسف؟

اليوم، تظل مذبحة إربا “جرحاً مفتوحاً” في ضمير إيطاليا. روزا وأوليندو يصران على البراءة، ويدعم موقفهما فريق متزايد من الخبراء الذين يشيرون إلى الأخطاء والإهمال في مسرح الجريمة، والضغط الهائل الذي أدى إلى بناء قضية سريعة.

إنها قصة لا تتعلق بالعدالة فحسب، بل تتعلق بضمير أمة: هل أخطأنا في حق زوجين بسيطين لتحقيق راحة سريعة للرأي العام؟

في النهاية، يبقى وجه الطفل يوسف مرزوق (عامان)، الذي لم ير سوى القليل من هذا العالم، هو النداء الصامت الذي يواجه كل من يقرأ تفاصيل هذه المأساة، ويبقى السؤال المُرّ يطرح نفسه بدموع:

إذا لم يكن أوليندو و روزا، فمن الذي أخذ حياة الطفل يوسف ووالدته وجدته وجارته في تلك الليلة القاسية؟

🎤صدمة وغضب: سابرينا كاربنتر تنسف فيديو إدارة ترامب لاستخدام أغنيتها “Juno” في حملة ترحيل

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *