🇮🇹 قمة ميلوني-زيلينسكي والضغوط الأمريكية: أوكرانيا ترفض “التبادل الإقليمي” والمساعدات الإيطالية تواجه تحديات داخلية

🇮🇹 قمة ميلوني-زيلينسكي والضغوط الأمريكية: أوكرانيا ترفض "التبادل الإقليمي" والمساعدات الإيطالية تواجه تحديات داخلية

تحليل حصري يكشف تفاصيل لقاء روما الحاسم، حيث ترفض أوروبا تهميشها وتؤكد لزيلينسكي أن "السلام المفروض" أمر غير وارد، في الوقت الذي يتعرض فيه الدعم الإيطالي للمحك.

في اليوم 1385 للحرب، اختتم الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي جولة دبلوماسية مكثفة بقمة في روما، مثلت نقطة ارتكاز للرد الأوروبي الموحد على ضغط الرئيس الأمريكي دونالد ترامب.

فقد طالب ترامب بـ “إجراء انتخابات فورية” في أوكرانيا، ووصف أوروبا بأنها “مجموعة من الأمم المنحلة” يقودها “قادة ضعفاء”، مما دفع زيلينسكي والزعماء الأوروبيين إلى الإسراع ببلورة خطة سلام معدلة يتم إرسالها إلى واشنطن اليوم، 10 ديسمبر.

🛡️ ميلوني وزيلينسكي: ضمانات الأمن ووحدة الموقف (فقرة معدلة ومطولة)

في قصر كيجي، عقدت رئيسة الوزراء الإيطالية جورجيا ميلوني اجتماعاً ثنائياً مع زيلينسكي استمر حوالي ساعة ونصف، مثَّل هذا اللقاء تأكيداً على التزام روما الثابت بالدعم الأوكراني.

. تقاسم الخطوات التالية:

أفاد بيان صادر عن قصر كيجي بأن الزعيمين “قاما بتحليل سير عملية المفاوضات وتبادلا الخطوات المقبلة الواجب اتخاذها للتوصل إلى سلام عادل ودائم لأوكرانيا”. هذا التعبير عن “تقاسم الخطوات” يشير إلى تنسيق وثيق في الاستراتيجية الدبلوماسية لمواجهة الضغوط الخارجية.

. التركيز على الضمانات والضغط:

كان الاهتمام المشترك منصباً على وضع “ضمانات أمنية قوية” لمنع أي عدوان مستقبلي، والحفاظ على “الضغط على روسيا” حتى تضطر إلى الجلوس إلى طاولة المفاوضات بحسن نية.

. الوحدة ضد التهميش:

أكدت ميلوني لزيلينسكي “أهمية وحدة الرؤى بين الشركاء الأوروبيين والأمريكيين”، والمساهمة الأوروبية في إيجاد الحلول.

هذا الموقف يعكس رداً غير مباشر على هجمات ترامب على القارة الأوروبية، ويؤكد أن إيطاليا جزء لا يتجزأ من جبهة الدعم لكييف.

. تحدي الدعم الإيطالي:

رغم تأكيدات ميلوني على أن روما “ستفعل ما في وسعها” لمساعدة أوكرانيا، يواجه هذا الدعم تحدياً داخلياً حقيقياً. فقد أجلت الحكومة الإيطالية قرار تجديد المساعدات العسكرية (المقرر انتهاء صلاحيتها في 31 ديسمبر)، في ظل تشكيك شريك ميلوني الائتلافي، حزب الرابطة” (Lega) بزعامة ماتيو سالفيني، في جدوى استمرار الدعم.

كما سبق لميلوني أن استبعدت إرسال قوات إيطالية إلى أي قوة مراقبة مقترحة من فرنسا والمملكة المتحدة

🕊️ الفاتيكان: دعوة لكييف والتركيز على الأطفال المختطفين

سبق لقاء ميلوني اجتماع زيلينسكي مع البابا ليو الرابع عشر في كاستل غاندولفو، والذي ركز على الأبعاد الإنسانية للحرب:

. جهود السلام والمدنيين:

أكد البابا على ضرورة مواصلة الحوار والعمل الدبلوماسي من أجل سلام عادل ودائم، وركز اللقاء على قضية الأطفال الأوكرانيين المختطفين والعمل على ضمان عودتهم إلى عائلاتهم.

. رد البابا على ترامب:

جاءت تصريحات البابا ليو اللاحقة لتؤكد بقوة على ضرورة الدور الأوروبي، حيث قال: محاولة التوصل إلى اتفاق سلام دون إشراك أوروبا غير واقعي.

✉️ ساعة الصفر: خطة السلام المعدلة في طريقها إلى واشنطن

شكلت جولة زيلينسكي الأوروبية (لندن، بروكسل، روما) إطاراً للتنسيق المشترك للرد على الضغط الأمريكي:

. إزالة “النقاط المعادية“:

أكد زيلينسكي قبل اجتماعه في بروكسل أن الخطة الأمريكية الأولية لترامب، والتي كانت تتألف من 28 نقطة و”تناصر روسيا”، تم تقليصها إلى 20 نقطة بعد إزالة النقاط المعادية لأوكرانيا.

. موعد التسليم:

أعلن زيلينسكي أن الخطة المعدلة التي تم العمل عليها مع الحلفاء الأوروبيين سيتم إرسالها إلى الولايات المتحدة اليوم” (10 ديسمبر)، مما يؤكد على سعي كييف للتحرك السريع والموحد.

🇩🇪 الرد الأوروبي الموحد على "قادة ضعفاء"

جاء الرد الأوروبي على هجمات ترامب (الذي وصف القارة بأنها “منحلة” وقيادتها “ضعيفة”) سريعاً وحاسماً:

. رفض التهميش:

صرح المستشار الألماني فريدريش ميرتس بأن “السلام المفروض” على أوكرانيا أمر غير وارد، وأن “القرار بشأن أوكرانيا دون أوكرانيا، أمر لا يمكن تصوره”.

. فخر بروكسل:

أكدت المتحدثة باسم المفوضية الأوروبية، باولا بينهو، أنهم فخورون بقادتهم، وعلى رأسهم رئيسة المفوضية فون دير لاين، لنجاحهم في مواجهة التحديات الكبرى كالحرب وأزمة الطاقة.

💣 تصعيد أمني ومخاوف داخلية

على الجانب الأمني، أعلن الكرملين أن فكرة “استعداد روسيا لشن هجوم على الناتو هي سخافة تامة“، بينما تتواصل الضربات المتبادلة (مثل هجوم أوكرانيا بطائرة مسيرة على منطقة تشوفاشيا الروسية).

وعلى الصعيد الداخلي، بدأ زيلينسكي عملية اختيار خليفة لرئيس مكتبه السابق أندريه يرماك، الذي استقال إثر فضيحة فساد، مما يؤكد على التحديات السياسية الداخلية المستمرة.

📄مأزق الشرعية والتبادل الإقليمي

يشير المشهد الدبلوماسي العاصف الذي شهدته روما إلى مرحلة جديدة في الحرب الأوكرانية؛ مرحلة أصبحت فيها الضمانات الأمنية الأمريكية والتناغم الأوروبي-الأوكراني هما مفتاح الحل، بدلاً من التفوق العسكري على الأرض.

. مأزق التنازل الإقليمي:

أكد زيلينسكي، رداً على مقترح ترامب (المخفض إلى 20 نقطة) بضرورة التنازل عن منطقة دونباس، على الرفض القاطع لأي تنازل إقليمي.

شدد الرئيس الأوكراني على أنه لا يمتلك الحق القانوني أو الدستوري أو الأخلاقي للتخلي عن أي أرض، وأن هذا هو ما نقاتل من أجله.

. مأزق الشرعية:

يجد زيلينسكي نفسه بين مطرقة ترامب الذي يطالب بانتخابات فورية (على الرغم من الأحكام العرفية) وسندان تراجع شعبيته، مما يضطره لربط مصير التصويت بـ ضمانات الأمن الخارجي.

. مأزق الدعم الإيطالي:

يتوقف مصير الحرب الآن على مدى قبول الإدارة الأمريكية لخطة السلام الأوكرانية-الأوروبية المحدثة، وكذلك على قدرة ميلوني على تجاوز الانقسامات الائتلافية داخل حكومتها لتمرير حزمة المساعدات الجديدة قبل نهاية العام، وإلا فإن الجبهة الأوروبية الموحدة ستتلقى ضربة قوية.

🔍 رأينا التحليلي

يُظهر الموقف الذي عبر عنه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بضرورة إجراء انتخابات في أوكرانيا، واستخدامه لورقة التنازل الإقليمي كشرط مسبق، استغلالاً صريحاً لورقة الشرعية السياسية كأداة ضغط في المفاوضات.

هذه التصريحات، التي تتزامن مع مهلة تقديم خطة سلام، تسعى لزعزعة الموقف الأوكراني وإضعاف الجبهة الأوروبية الموحدة في المقابل، يمثل رفض زيلينسكي القاطع للتنازل عن الأراضي (بموجب القانون والدستور) ركيزة غير قابلة للتفاوض في المفاوضات.

ومع ذلك، فإن تردد إيطاليا في تجديد المساعدات العسكرية قبل نهاية العام، بدفع من حلفاء ميلوني المشككين، يمثل نقطة ضعف يمكن أن تستغلها موسكو، مما يؤكد أن الدعم الأوروبي لكييف ليس دائماً خالياً من الأجندات السياسية الداخلية.

🏆 ربع نهائي كأس العرب 2025: مواجهات “النقاط الكاملة” و”الفرص المنطقية” تفتح أبواب الإثارة

🇲🇱مالي في ديسمبر 2025: ميزانية متفائلة، أمن سيبراني ضعيف، وانتهاكات وحشية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *