انتهى زمن الحسابات والتعادلات الشحيحة، وها هي الأضواء تتوهج استعداداً لمرحلة اللاعودة. بعد ماراثون دور المجموعات، الذي أفرز ثمانية عمالقة تأهلوا إلى ربع النهائي، وعلى رأسهم المنتخب الأردني الوحيد الذي حصد العلامة الكاملة، تبدأ الآن رحلة “العمل الجاد” التي لا ترحم.

في أربعة مواعيد نارية، ستمتزج حكايات التاريخ بضرورة الحسم، لتحديد هوية الأربعة الذين سيواصلون ترنيمة “الزمن زماني والسماء مكاني“ في هذه البطولة.

📆 يوم الخميس: صدام الشمال والنجومية السعودية

تنطلق مواعيد الإثارة يوم الخميس بلقاءين يجمعان بين ثبات الأداء وقوة الأسماء الكبيرة:

المغرب 🆚 سورية: منطق الأفضلية يواجه صمود الوصيف

في تمام الساعة 17:30 (توقيت القدس المحتلة)، وعلى أرضية استاد خليفة الدولي، تلتقي الإرادة الصارمة للمنتخب المغربي بصمود المنتخب السوري.

يدخل المغرب، متصدر المجموعة الثانية بسبع نقاط وسجل خالٍ من الهزائم، ولديه من القيمة الفنية والنجومية ما يجعله المرشح الأوفر منطقياً للعبور.

يواجه “أسود الأطلس” نظيره السوري، الذي تأهل وصيفاً للمجموعة الأولى بخمس نقاط دون أن يعرف طعم الخسارة هو الآخر. ورغم صلابة سورية الدفاعية، فإن القوة الهجومية المغربية تُعد التحدي الأكبر.

فلسطين 🆚 السعودية: بحث عن التعويض تحت ضوء لوسيل

وفي الموعد الليلي لليوم ذاته (20:30) على استاد لوسيل، ينتظرنا لقاء بين منتخب فلسطين الذي تصدر المجموعة الأولى بخمس نقاط، والمنتخب السعودي الذي حل ثانياً في مجموعته (6 نقاط) بعد خسارة قاسية أمام المغرب. يدخل “الأخضر” هذا اللقاء ونجومه تحت الضغط، باحثين عن تعويض خسارة الصدارة.

تشير التحليلات إلى أن الوزن الفني والنجومية الفردية في صفوف المنتخب السعودي تمنحه أفضلية نسبية لاقتناص بطاقة العبور.

📅 يوم الجمعة: التنافس التاريخي واختبار العيار الثقيل

تتواصل فصول الإثارة يوم الجمعة، حيث قمتان تعدان بأعلى مستويات التنافس والحذر:

الأردن 🆚 العراق: قمة التقارب التكتيكي والتنافس التاريخي

على ملعب المدينة التعليمية (17:30)، نشهد إحدى أفضل مباريات هذه النسخة المرتقبة. يواجه المنتخب الأردني، الذي يعتبر مفاجأة البطولة بتحقيقه للعلامة الكاملة، نظيره العراقي الذي تأهل وصيفاً.

هذه القمة لا تقتصر على الحاضر، بل تضرب في عمق التنافس التاريخي بين الفريقين في تصفيات كأس العالم، مع تقارب مستمر في الأداء.

التداخل الفني بوجود لاعبين أردنيين في الدوري العراقي يضيف بُعداً خاصاً، مؤكداً أن الفوارق ستكون دقيقة وستُحسم بـ التفاصيل التكتيكية الصغيرة.

الجزائر 🆚 الإمارات: حامل اللقب في مواجهة حذر لا بد منه

وفي ختام مواجهات ربع النهائي (20:30) على استاد البيت، يضرب حامل اللقب، الجزائر، موعداً مع المنتخب الإماراتي. يدخل “محاربو الصحراء” كمرشح قوي بعد عروضهم السلسة وسجلهم الخالي من الهزائم.

لكن الحذر الجزائري من قوة الإمارات، رغم الصعوبات التي واجهها “الأبيض” في حسم تأهله، يعد ضرورة.

هذه المباراة هي الاختبار الحقيقي لـ “العمل الجاد“ الذي أكده بوقرة، وستكون محكاً لمدى قدرة الجزائر على التقدم بثبات نحو الأدوار النهائية.

🌟ربع النهائي حيث تموت الأرقام

إن ربع نهائي كأس العرب يمثل النقطة التي تتلاشى عندها أرقام دور المجموعات. ففرق المقدمة، كالأردن والمغرب والجزائر، تعلم أن التفوق النظري لا يضمن العبور.

وفي المقابل، فإن فرق الوصافة، كالسعودية والعراق والإمارات، تملك الدافع لاستعادة “الشخصية والنجومية” في اللحظات الإقصائية.

إنها مرحلة الموت المفاجئ، وحيث تنتظر الجماهير العربية لترى من سيكمل الإبحار في البطولة، ومن سيستحق حقاً أن يرفع صوته بالقول: “الزمن زماني والسماء مكاني