osama 🏁ختام الأساطير في أبوظبي: نوريس يتوج بطلاً وإمبراطورية فيرستابن تسقط بفارق النقطتين
شهدت حلبة ياس مارينا ليلةً لا تُنسى اختتمت موسم 2025 من بطولة العالم للفورمولا 1، حيث امتزجت مرارة الفوز بالسباق بحلاوة الفوز باللقب.
كان المشهد الختامي اختباراً حقيقيًا لإدارة المخاطر وثبات الأعصاب، فبينما انتزع البريطاني لاندو نوريس لقب بطولة العالم للسائقين بفارق ضئيل، مؤكداً على مقولة أن الثبات والذكاء الاستراتيجي يتفوقان أحياناً على الفوز الساحق، لم يكن انتصار ماكس فيرستابن بالمركز الأول كافياً لتتويج عودته التاريخية.
🥇 نوريس: انتصار الإدارة الاستراتيجية على الاندفاع
لم تكن جولة أبوظبي هي الأقوى لنوريس، الذي اكتفى بالمركز الثالث (8/10)، لكنها كانت الجولة الأكثر ذكاءً وإدارة للموقف في مسيرته.
لقد نجح في تحويل ميزته الرياضية الضئيلة ليصبح بطل العالم الـ 35 في تاريخ البطولة، والأول لفريق ماكلارين منذ لويس هاميلتون في عام 2008.
بعد بداية متوترة وشبح “خسارة اللقب في أبوظبي” الذي كاد يطارده (تماماً كما حدث مع ألونسو في 2010)، أظهر نوريس “كلاسيكية وإصراراً عظيمين”.
اللحظة التي تجاوز فيها زميله أوسكار بياتسري (الذي جاء ثانيًا) نوريس في اللفة الأولى شكلت اختباراً نفسياً حاداً، خاصة بعد توقفه المبكر الذي ألقى به في زحام السيارات.
لكن البطل المتوج خرج ببراعة من المأزق، مستعيداً المركز الثالث الحاسم بعد تجاوزه المثير للجدل على تسونودا (الذي عوقب بخمس ثوانٍ لاحقاً).
كان هذا التتويج في سباقه رقم 152 ثمرة لـ الاتساق والصلابة التي وجدها نوريس في النصف الثاني من الموسم.
🥈 فيرستابن: فوز عظيم بثمن غالٍ
حقق ماكس فيرستابن فوزاً مستحقاً في السباق (المركز الأول، 9/10)، رافعاً رصيده إلى ثمانية انتصارات هذا الموسم، وهو رقم يفوق أقرب منافسيه، ليثبت مجدداً أنه “المعيار” الذي يقاس عليه الجميع في الفورمولا 1.
ورغم عودته الأسطورية وتقليص فارق 104 نقطة خلال الجولات التسع الأخيرة، لم يكن انتصاره الثامن كافيًا لإنهاء المهمة، حيث اختتم الموسم بـ 421 نقطة، متخلفًا بفارق نقطتين فقط عن نوريس.
كانت الخلاصة واضحة: غياب الدعم الفعال من السيارة الثانية في رد بول كان له ثمن في معركة النقاط النهائية، وهو ما أتاح لماكلارين فرصة الحسم.
🥉 بياتسري ولوكلير: نجوم اللحظة الأخيرة
لعب أوسكار بياتسري (ماكلارين، المركز الثاني، 7/10) دوراً محورياً في البداية عندما تجاوز نوريس ببراعة في اللفة الأولى.
ورغم أن سباقه صُمم لاحقاً لخدمة حاجة زميله، إلا أنه حافظ على منصة التتويج، ليُنهي موسمه بـ 410 نقطة،
مؤكداً أنه مستقبل الفريق. من جهته، قدم شارل لوكلير (فيراري، المركز الرابع، 8/10) سباقاً سخياً ومفعماً بالحيوية، مستغلاً أداء فيراري الأفضل في يوم السباق للضغط بقوة على نوريس في اللحظات الحاسمة.
🔴 شتاء فيراري القاتم: هاميلتون ينهي الموسم بلا منصات
في سياق متصل، كان الأداء في الحظيرة الإيطالية باهتاً، حيث اختتمت فيراري موسماً كاملاً دون أي فوز للمرة الأولى منذ عام 2021.
ورغم الأداء الجيد لـ لوكلير، بقيت الأضواء مسلطة على أداء الوافد الجديد لويس هاميلتون (المركز الثامن، 6/10).
بعد إقصاء مهين للمرة الرابعة في تاريخه من التصفيات الأولى، خاض هاميلتون سباقاً قتالياً أظهر فيه روحه المعهودة وعاد إلى العشرة الأوائل.
لكن النتيجة النهائية بقيت قاسية: أنهى البطل العالمي سبعة مرات موسمه الأول مع الحصان الجامح دون صعود منصة التتويج على الإطلاق، وهو أمر لم يحدث في مسيرته المهنية، مما يفرض تحدياً هائلاً على فترة الشتاء التي تسبق حقبة القواعد الجديدة.
🔻 الإخفاقات التي ميزت النهاية
لم يكن الختام جيداً للجميع، حيث ارتكب المبتدئ الشاب كيمي أنطونيلي (مرسيدس، المركز 15، 4/10) “خطأ مدوياً”، وفشل في التعافي من نهاية أسبوع سيئة، منهياً موسمه المخيب للآمال دون مجاراة زميله راسل.
كما كان غياب يوكي تسونودا (رد بول، المركز 14، 4/10) عن المقدمة مؤثراً، مؤكداً أن الفريق بحاجة ماسة لسيارة ثانية لدعم فيرستابن في مثل هذه المعارك النهائية.
