📜 حكاية "الرحلة النارية" في سيفيلّيا: فيرّان توريس يصطاد النجوم الخمسة ويُؤمّن عرش برشلونة
🌟نداء الصدارة ومخاطر الطريق
تزدهر القصص الكبرى دائماً في مواجهة التحدي، وهذه الليلة لم تكن استثناءً. كان برشلونة يشد الرحال إلى الجنوب الإسباني، إلى مدينة سيفيلّيا الدافئة، حاملاً راية صدارة الليغا التي لا تقبل المساومة.
كان الهدف واضحاً: تأمين العرش وتوسيع الفارق إلى أربع نقاط. لكن في الليغا، لا تُمنح الصدارة مجاناً والطريق إليها محفوف بالمخاطر، خاصة عندما تلعب خارج قلعتك.
كانت هذه هي الليلة التي يجب أن يثبت فيها العملاق الكاتالوني أن روحه القتالية لا تهتز، وأن شبابه يمتلك نضج الأبطال، وأن بطلهم السري جاهز للانفجار.
⚔️فخ بيتيس ونبأ اللكمة المفاجئة
كانت الأجواء في ملعب لا كارتوخا مُكهربة، حيث استقبل ريال بيتيس ضيفه برشلونة تحت الأضواء الكاشفة، في مشهد يوحي بليلة صعبة على الكاتالونيين.
لم تكد عقارب الساعة تتجاوز الدقيقة السادسة، حتى انطلقت صيحة مدوية في المدرجات الخضراء والبيضاء.
فقد فاجأ النجم البرازيلي أنتوني الجميع، حين استغل ارتباكاً نادراً في قلب دفاع البرشا، وحوّل الكرة الساقطة إلى قذيفة لا تُرد اخترقت سقف الشباك! لقد كان هدفاً أشعل الملعب، وبعث برسالة واضحة مفادها: “هذه الأرض لن تكون سهلة”.
شعر الجميع بأنها قد تكون تلك الليلة العسيرة التي يخسر فيها برشلونة نقاطه الثمينة خارج الديار.
⚡ صاعقة فيرّان توريس.. البطل يرفض الانهيار
لكن في قلب تلك العاصفة، ظهر البطل الذي رفض أن تسير الحكاية في اتجاه واحد. لم يمنح فيرّان توريس للبيتيس فرصة للاحتفال طويلاً؛ ففي غضون دقيقتين اثنتين فقط، تحول إلى صاعقة حقيقية.
أولاً، بلمسة ذكية من داخل المنطقة، حوّل عرضية كوندي الساحرة إلى الشباك، مُعيداً الهدوء إلى المعسكر الكاتالوني.










ثم، وكأنه يكتب فصلاً جديداً في سيرته، تلقى عرضية أخرى من بادرجي، وببراعة مدهشة، أطلقها طائرة مُحكمة بالقدم مباشرة في المرمى.
لقد كانت ثنائية خاطفة قلبت الطاولة بالكامل، وحوّلت الخسارة المبكرة إلى تقدم (1-2)، ليُدرك الجميع أن ليلة الأهداف لم تبدأ بعد.
💎اكتشاف الجوهرة.. روني بادرجي يُضيء الليغا
بعد عودة برشلونة المدوية، بدأت المواهب الشابة تُعلن عن نفسها. في الدقيقة 31، أثبت الشاب السويدي روني بادرجي، الذي اعتمد عليه هانسي فليك، أنه يستحق المغامرة.
انطلق بادرجي في مساحة ضيقة، واستلم تمريرة فنية من المايسترو بيدري، ثم راوغ ببراعة فائقة قبل أن يُسجل هدفه الأول بقميص برشلونة في الليغا! هذا الهدف لم يكن مجرد إضافة رقم، بل كان بمثابة تأكيد على ميلاد نجم جديد ضمن تشكيلة “الجيل الذهبي” للبرشا.
ومع اكتمال الفرحة، اختتم فيرّان توريس فصول الشوط الأول، مُطلقاً تسديدة مباغتة ارتطمت بالمدافع وأكملت طريقها نحو المرمى، لتُعلن عن هاتريك تاريخي لفيرّان، وتُنهي النصف الأول بتقدم مُريح (1-4).
⚖️جدل الـ VAR و"يامال الهادئ" يُطلق الرصاصة الخامسة
بدأ الشوط الثاني بطيئاً، لكنه سرعان ما وصل إلى ذروة الجدل. احتسب الحكم ركلة جزاء لبرشلونة بعد مراجعة مطولة لـ تقنية الفيديو (VAR)، في قرار رأى فيه الكثيرون قسوة بالغة على دفاع بيتيس.
لكن بعيداً عن الجدل، تقدم المراهق الهادئ لامين يامال لتنفيذ الركلة. ببرود أعصاب لا يليق بسنه، سدد يامال الكرة في الزاوية المعاكسة لحارس بيتيس، مُسجلاً الهدف الخامس (1-5).
هذا الهدف، على الرغم من الجدل الذي سبقه، أعلن عملياً عن حسم اللقاء، لكن الحكاية لم تنته بعد، فـ “لعبة كرة القدم لا تتوقف أبداً”.
🔚 قتال الشرف والتحذير الأخير
مع الدقائق الأخيرة، ظهرت روح بيتيس القتالية، التي أصرّت على تجميل الصورة أمام جماهيرها.
فسجّل المدافع البديل دييغو يورينتي الهدف الثاني (85′) بعد ركلة ركنية، ثم عاد بيتيس ليحصد ركلة جزاء أخرى بعد خطأ من كوندي، ترجمها كوتشو هيرنانديز إلى الهدف الثالث (90′).
هذه الأهداف المتأخرة، ورغم أنها لم تمنع الهزيمة، إلا أنها كانت بمثابة “تحذير أخير” لبرشلونة بضرورة الانضباط الدفاعي حتى صافرة النهاية.
لكن في النهاية، حُسمت “الرحلة النارية” لصالح الكاتالونيين بنتيجة (5-3)، ليُؤمّن برشلونة صدارة الليغا بـ 40 نقطة.
📘 رسالة الصدارة وموعد مع التاريخ
انتهت رحلة سيفيلّيا الجنونية، ولم تكن النتيجة مجرد فوز، بل كانت رسالة صدارة مُوقعة بأقدام الشباب.
أكد برشلونة بقيادة هانسي فليك أنه يمتلك سلاحاً هجومياً فتاكاً قادراً على الرد السريع وقلب موازين القوى في دقائق معدودة، وأن فيرّان توريس ليس مجرد لاعب، بل هو العلامة المضيئة في سماء هجوم الفريق.
لقد عزز برشلونة موقعه في القمة، وبعث بتحذير شديد اللهجة للمنافسين. ورغم الأهداف الثلاثة التي استقبلتها الشباك، أظهر الفريق شخصية البطل القادر على تجاوز أخطائه والعودة بقوة.
الآن، وقبل التوجه إلى غمار دوري أبطال أوروبا لمواجهة آينتراخت فرانكفورت، يدخل برشلونة هذه المرحلة الأوروبية الحاسمة ومعه ثقة لا تهتز، مُعلناً عن موعد مع التاريخ، الذي ينتظره ليشهد تتويج هذه المواهب الصاعدة.
