الجزائر والبحرين (5-1): الخماسية النارية وبيان النوايا الكاسح من "محاربي الصحراء"
على أرضية استاد خليفة الدولي، وفي الجولة الثانية من كأس العرب، احتدم الصراع بين الجزائر، حاملة اللقب والباحثة عن تعويض تعادل الجولة الأولى مع السودان، و البحرين، التي كانت تسعى لكسر سلسلة هزائمها والمنافسة على الأمل الأخير.
كانت الأجواء الكروية تنذر بالضغط على الفريقين، خاصة الجزائر التي كان عليها تأكيد جدارتها بالفوز. النتيجة النهائية (5-1) لم تكن مجرد فوز، بل كانت بياناً صارخاً على الفوارق الفنية والفعالية الهجومية التي حسمت اللقاء مبكراً.
الخطط والتشكيل:
دخل المدرب الجزائري مجيد بوقرة المباراة بخطة 4-2-3-1، وهي خطة تركز على القوة الهجومية والسرعة في الأجنحة.
التشكيل الأساسي عكس نية هجومية صريحة؛ حيث تواجد فيكتور لكحل و ياسين بنزية في القلب لتأمين الربط، مع الاعتماد على الديناميكية التي يوفرها الثنائي عادل بولبينة و رضوان بركان في المقدمة. على الجانب المقابل، اعتمد المدرب البحريني على ذات الرسم التكتيكي 4-2-3-1، بقيادة مهدي عبد الجبار هجومياً، لكن التشكيل ظهر متحفظاً دفاعياً، مما سهل مهمة الجزائر في اختراق العمق والأطراف.
الأداء والإحصائيات والأحداث الفاصلة:
شهدت الدقائق الأولى محاولات بحرينية (هدف ملغى في الدقيقة 8)، لكن الجزائر فرضت سيطرتها لاحقاً. افتتح رضوان بركان التسجيل للجزائر (24′) بعرضية متقنة من يوسف عطال.
ورغم نجاح مهدي عبد الجبار في إدراك التعادل السريع للبحرين (27′)، إلا أن هذا كان نقطة تحول لصالح الجزائريين؛ حيث أعاد عادل بولبينة التقدم (30′)، ثم أضاف ياسين بنزية الهدف الثالث من ركلة جزاء (45+7′)، ليؤكد نهاية الشوط الأول تفوق الخضر (3-1).
🔥 الشوط الثاني: إعصار لا يتوقف وحسم بلمسة فنية
لم تكد جماهير الجزائر تستقر في مقاعدها بعد الاستراحة، حتى انطلق الشوط الثاني بمشهد يؤكد أن “محاربي الصحراء” لم يأتوا للتوقف عند الثلاثية.
كانت البداية نارية عندما انطلق الهجوم بثقة، سدد بولبينة كرة هائلة من خارج المنطقة، ارتدت لترسم مساراً مثالياً أمام رضوان بركان الذي كان في المكان المناسب تماماً.
لم يتردد بركان، بل حولها بضربة رأس متقنة داخل الشباك البحرينية (48′). الهدف الرابع لم يكن مجرد إضافة رقمية، بل كان إعلاناً أن الفارق أصبح ثلاثي الأبعاد، وأنه لا مجال للعودة في المباراة.
هدأت الوتيرة نسبياً بعدها، في ظل هدوء “يائس” من جانب البحرين واكتفاء حذر من الجزائر. لكن المدرب الجزائري أراد المزيد من المتعة والفعالية، فدفع بالمايسترو المخضرم ياسين براهيمي.
لم يضع براهيمي وقتاً، ففي الدقيقة (80′)، أطلق لمسة ساحرة بكرة عرضية منخفضة، التقطها النجم الساطع عادل بولبينة الذي لم يجد صعوبة في إيداعها الشباك بتسديدة صاروخية لم يرها الحارس.
الهدف الخامس كان خاتمة فنية رائعة، تؤكد عمق دكة البدلاء الجزائرية وقدرتها على تغيير إيقاع اللعب في أي لحظة.
كان هذا الشوط بمثابة تتويج لفعالية قياسية: فقد تألق بركان وبولبينة لدرجة يصعب معها الاختيار بينهما، حيث سجل كل منهما هدفين وصنع هدفاً، ليؤكدا أنهما نجما اللقاء بلا منازع، وليصبحا رمزاً للهجوم الجزائري الساحق في سماء كأس العرب.
باكتساحها (5-1)، لم تحقق الجزائر مجرد فوز، بل وضعت حداً لتعثر الجولة الأولى وأكدت أن هدفها هو حصد اللقب. هذا الانتصار الهجومي الكاسح رفع رصيد الجزائر إلى أربع نقاط وفارق أهداف كاسح (+4)، ليضع “محاربو الصحراء” قدماً راسخة في دور الـ 1/8.
الرسالة الأهم التي خرجت بها المباراة هي أن الجزائر أصبحت قوة هجومية لا يمكن إيقافها في حالة تألق لاعبيها.
في المقابل، يودع منتخب البحرين البطولة رسمياً دون نقاط بعد جولتين، وسيحاول حفظ ماء الوجه في مباراته الأخيرة ضد السودان.
بينما يتجه تركيز الجزائر بالكامل إلى مواجهة العراق المتأهل رسمياً المقبلة يوم الثلاثاء لتأكيد صدارة المجموعة.
هذا اليوم يثبت أن الزمن زمان الجزائر في سماء الكرة العربية، وأنهم أحد أبرز المرشحين للمضي قدماً في البطولة.
