العراق والسودان (0-2): "أسود الرافدين" يحسمون الصدارة ببراغماتية الأبطال.. التبديلات تنقذ العراق من فخ "صقور الجديان"
على أرضية استاد 974 وأمام أجواء جماهيرية رائعة، انطلقت صافرة الحكم الأردني أدهم المخادمة إيذاناً ببدء لقاء الحسم في المجموعة D. كانت المباراة اختباراً لقدرة “أسود الرافدين“ على التعامل مع الضغط في مواجهة العزيمة والصلابة الدفاعية لـ “صقور الجديان“ السودانية.
كان هدف العراق هو الفوز للتأهل المبكر، لكن الشوط الأول كشف عن صعوبة المهمة بعد أن فرض السودان سيطرته نسبياً.
الخطط والتشكيل:
دخل المدرب العراقي، غراهام جيمس أرنولد، بخطة 4-4-2 متوازنة، معتمداً على ثبات الخطوط الدفاعية بوجود ميثم جبار و أكام هاشم في العمق، وقيادة محمد جواد للهجوم. في المقابل، اعتمد المدرب السوداني، جيمس كويسي أبياه، على خطة 4-3-3 التي تحولت عملياً إلى تكتل دفاعي مع محاولات خطيرة للهجمة المرتدة، مستغلين سرعة لاعبين مثل الغربال.
ورغم أفضلية السودان في بداية اللعب، إلا أن النتيجة ظلت سلبية بفضل تألق الحارس العراقي أحمد باسل.
🎭 الأداء والأحداث الفاصلة: انقلاب الموازين بلمسة المدرب الجريئة
كانت أحداث المباراة أشبه بـ “المسرحية الكروية“ ذات الفصول المتناقضة. ففي الفصل الأول، وتحديداً في الشوط الأول، كانت المفاجأة؛ إذ لم يكن العراق هو صاحب المبادرة المعهودة، بل سجلت التغطية الحية استحواذاً نسبياً بلغ 54% لصالح “صقور الجديان“. وفي تلك الدقائق، كاد الخطر السوداني أن يتحول إلى واقع مرير، حين انفرد الغربال بالمرمى في الدقيقة (32′)، لكنه أضاع فرصة لا تعوض.
ومع انطلاق الشوط الثاني، زادت وتيرة الضغط العراقي، لكنه كان ضغطاً عقيماً.
تفنن لاعبو “أسود الرافدين“ في إهدار “الفرص السهلة” حتى الدقيقة (74)، ومرت تسديداتهم، بما فيها محاولات ميمي الفردية، بمحاذاة القائم دون أن تجد الشباك. كان الجمود يهدد أحلام التأهل، وكانت الجماهير العراقية تترقب.
في الدقيقة (58)، جاءت اللحظة التي قلبت الموازين: القرار الجريء من المدرب العراقي بإجراء تغيير ثلاثي ناري، شمل الدفع بـ مهند علي (ميمي) و أمجد عطوان.
وصفت التغطية هذا القرار فوراً بأنه “تغييرات ناجحة“، وكأنها نبوءة تنتظر التحقق.
. التقدم القاتل (د. 80): تحققت النبوءة عندما نجح البديل النجم ميمي في استغلال “خطأ فادح في التغطية“ من دفاع السودان، ليقتنص الفرصة ويمنح العراق التقدم (1-0). لم يكن الهدف مجرد نقطة، بل كان انفجاراً لحالة الجمود.
. الحسم النهائي (د. 84): لم تمض سوى أربع دقائق على الهدف الأول، حتى جاء التجسيد الكامل لنجاح التبديلات؛ أكد البديل الآخر أمجد عطوان الفوز بتسديدة متقنة أعلنت الهدف الثاني (2-0)، لتُسدل الستار على آمال “صقور الجديان“ في العودة.
بهذا الانتصار البراغماتي (2-0)، الذي جاء بفضل تأثير البدلاء وقرارات المدرب الشجاعة، حجز العراق مكانه رسمياً في الدور ربع النهائي بالعلامة الكاملة (6 نقاط)، ليصبح أول المتأهلين عن المجموعة D. هذا الفوز يؤكد أن “أسود الرافدين“ يمتلكون عمقاً فنياً قادراً على قلب الموازين، وعليهم الآن التركيز على لقاء الجزائر (4 نقاط) القادم يوم الثلاثاء، والذي سيحدد بشكل نهائي متصدر المجموعة.
في المقابل، ودع السودان البطولة عملياً بعدما تجمد رصيده عند نقطة وحيدة، ليعاني من ذات المشكلة التي واجهتها فرق عديدة: الفعالية هي العملة الوحيدة المعترف بها في البطولات الكبرى. وسيلعب “صقور الجديان“ مباراتهم الأخيرة ضد البحرين (التي ودعت أيضاً) لحفظ ماء الوجه. يثبت هذا اليوم أن العراق يلعب ببراغماتية الأبطال تحت لحن الأنغام في قلب قطر.
