🇪🇸 تتويج الإمبراطورية: إسبانيا تكرس هيمنتها وتتحدى الإعصار.. تحليل اللقب الثاني في "دوري الأمم" 2025
في ليلة تاريخية بملعب ميتروبوليتانو في مدريد، أمام حشد جماهيري قياسي بلغ 55,843 متفرجاً، لم تكتفِ إسبانيا بالاحتفاظ بلقب دوري الأمم الأوروبية للسيدات 2025، بل كرست هيمنتها المطلقة على كرة القدم العالمية والقارية.
الفوز على ألمانيا بنتيجة إجمالية 3-0 في النهائي، لم يكن مجرد إضافة لقب جديد لخزائن بطلات العالم، بل كان تحدياً لـ “إعصار” التغييرات الفنية والإصابات القاسية التي ضربت الفريق.
هي ليلة أكدت فيها إسبانيا أن اللقب يُحسم في الأشواط الثانية، وأن العبقرية الفردية لا تلغي قوة المنظومة.
👑 النجمة والقائدة: بوتياس "المهندسة" وبينا "الماكينة"
رغم التنافس الشديد، كان اللقب الفردي للمباراة النهائية من نصيب كلوديا بينا، التي سجلت هدفين حاسمين، بينما ذهب لقب “أفضل لاعبة في النهائيات“ إلى القائدة والمهندسة أليكسيا بوتياس. هذا التوزيع يعكس عمق التشكيلة الإسبانية:
. أليكسيا بوتياس: توّجت باللقب الفردي نظراً لثبات مستواها ودورها القيادي. وتجسد تأثيرها الأبرز في نصف النهائي ضد السويد، حيث سجلت ثلاثة أهداف حاسمة (هدفين في الذهاب، وهدف في الإياب)، لتساهم بشكل مباشر في سحق السويد بنتيجة إجمالية 5-0.
وصفت بوتياس الليلة بأنها “واحدة من أكثر الليالي سحراً التي عشناها، وواحدة من أفضل ليالي مسيرتي”، مؤكدة أن الفوز هو رسالة حول “ما فعلناه من أجل كرة القدم النسائية في إسبانيا“.
. كلوديا بينا: هيمنت على الجانب التهديفي، حيث أنهت البطولة كـ هدافة مشتركة بـ 8 أهداف (4 منها في النهائيات). واعتبرت اللجنة الفنية بالاتحاد الأوروبي أن بينا كانت “حاسمة” بفضل مراوغاتها وتمريراتها، وتتويجها بهدفين في النهائي يضعها كأحد أبرز الوجوه الصاعدة.
🌪️ رياح التغيير: سونيا بيرموديز وتحدي عودة النجوم
خاضت إسبانيا الأدوار النهائية تحت قيادة فنية جديدة، حيث تولت المدربة سونيا بيرموديز المسؤولية بعد صدمة خسارة نهائي يورو 2025 أمام إنجلترا. وكانت أولى خطواتها الحاسمة هي إعادة نجمتين بحجم مابي ليون وجيني هيرموسو إلى صفوف المنتخب، مما عزز خبرة الفريق وقوته التنافسية.
بيرموديز، التي حققت لقبها الأول مع المنتخب الأول، اعترفت بوجود ضغط: “لم نكن إسبانيا التي أردناها [في الذهاب]، لكننا كنا نعرف أننا سنحظى بالدعم هنا والجمهور كان مهماً جداً”.
💔 الصدمة والرد: بونماتي تغيب ولوبيز تسطع
انتهت مباراة الذهاب في ألمانيا بالتعادل السلبي (0-0)، مع أفضلية نسبية في الفرص للمنتخب الألماني. لكن الحدث الأكثر درامية الذي واجه الفريق الإسباني كان إصابة نجمة خط الوسط أيتانا بونماتي بكسر في الساق خلال التدريبات بين المباراتين.
الرد الإسباني جاء قاسياً ومُقنعاً في الإياب. أمام الجمهور القياسي، رفع الفريق من أدائه التكتيكي بشكل كبير في الشوط الثاني، وحسم اللقب بثلاثة أهداف جاءت في 14 دقيقة جنونية (من د 61 إلى د 74):
1 . هدف بينا الأول (د 61): جاء بذكاء منخفض عبر تسديدة أرضية بعد تمريرة من ماريونا كالدينتي، ليحطم الجمود.
2 . هدف فيكي لوبيز (د 68): الشابة فيكي لوبيز، التي دخلت كبديلة مباشرة لبونماتي المصابة، أثبتت جدارتها. حيث “قطعت من اليمين إلى منطقة الجزاء، بدلت الكرة لقدمها اليسرى وسددت كرة لولبية” لتضاعف التقدم.
3 .هدف بينا الثالث (د 74): جاء بذكاء فردي، حيث اعترضت تمريرة في الوسط وتقدمت وسددت قذيفة استقرت “في الزاوية العليا” لحارسة ألمانيا آن-كاترين بيرغر.
من جانبه، أعرب مدرب ألمانيا كريستيان ووك عن إحباطه، مشيراً إلى أن “طاقتنا نفدت ببساطة في مرحلة ما” وأن “الأخطاء التي لا يمكن ارتكابها” في الشوط الثاني هي ما كلّف فريقه اللقب، مضيفاً أن انتظار ألمانيا لأي لقب كبير مستمر منذ تسع سنوات.
📊 النتائج الختامية وتحديات المستقبل
إسبانيا تكرس احتكارها لهذا اللقب بعد أن فازت بالنسختين. فيما نجحت فرنسا في انتزاع المركز الثالث بصعوبة بالغة على حساب السويد، حيث حسمت كيلي غاغو المركز بفضل هدفها في الدقيقة 106 من الوقت الإضافي.
هذا اللقب ليس مجرد إضافة لإنجاز، بل هو رسالة حاسمة للمنافسين: الإمبراطورية الإسبانية تملك عمقاً فنياً هائلاً، وروحاً قتالية لا تلين. وجهة الفرق الأربعة الآن هي تصفيات كأس العالم 2027، حيث تقع إسبانيا في المجموعة A3 مع إنجلترا، بينما تتواجه السويد مع الدنمارك، وفرنسا مع هولندا في مجموعات نارية أخرى.
