🏆ليلة الدموع والإعصار الأحمر.. السويد تفقد البرونزية وتكتشف “واقعها الجديد

🏆 ليلة الدموع والإعصار الأحمر.. السويد تفقد البرونزية وتكتشف "واقعها الجديد

تحت سماء ملعب 3Arena في ستوكهولم، وفي أمسية كان من المفترض أن تكون احتفالاً خالصاً بـ “البرونزية الأوروبية”، اختلطت المشاعر حد التناقض.

فبينما كانت الجماهير القليلة (9141) تهتف بحرارة لتكريم الأسطورة المغادرة ليندا سيمبرانت في مباراتها الـ 160 والأخيرة، كان المنتخب السويدي يعيش أقسى فصوله الحديثة، حيث سقط في فخ الخسارة الثالثة على التوالي تحت قيادة مدربه الجديد، توني غوستافسون.

هي ليلة سُوّدت بنيران الغضب السويدي من تكتيكات الخصم، وتُوجت بـ “عاصفة” المدرب غوستافسون التي انتهت ببطاقة حمراء تاريخية.

🇸🇪 الوداع العاطفي وواقع "الخسائر المتتالية"

لم تكن مباراة تحديد المركز الثالث في دوري الأمم الأوروبية للسيدات ضد فرنسا مجرد صراع على الميداليات؛ بل كانت الوداع المهيب والأخير للمدافعة المخضرمة ليندا سيمبرانت في مباراتها الـ 160.

سيمبرانت، التي وصفت المنتخب بـ “بيتها” طوال حياتها البالغة، أكدت أن لحظة إبلاغ زميلاتها بالقرار كانت مليئة بـ “الكثير من الدموع”، وأنها ستسعى للاستمتاع بكل لحظة في هذه الأمسية “الغريبة”.

جاءت هذه المباراة في ظل ضغط غير مسبوق على السويد؛ إذ لم ينجح المدرب توني غوستافسون في تحقيق أي انتصار في بدايته، مسجلاً ثلاث هزائم متتالية (لقاءان ضد إسبانيا، وخسارة ذهاباً أمام فرنسا بهدف في الثانية الأخيرة).

هذا الواقع الجديد دفع اللاعبة ناتالي بيورن للتأكيد على أنه “ليس من المعتاد أن تخسر ثلاث مباريات متتالية”، وهو ما جعل غوستافسون يشدد على ضرورة “النظر إلى ما هو أبعد من لوحة النتائج” والتركيز على عملية البناء الطويلة.

⚔️صراع التكتيك والتحضير الذهني

أعلن المدرب الفرنسي لوران بونادي تشكيلة قوية معتمداً على دياني وماتيو في الهجوم، بينما راهن غوستافسون على مزيج من الخبرة والشباب، مع بقاء أوراق رابحة على مقاعد البدلاء.

ورغم أن السويد كانت تلعب على أرضية صناعية اعتبرها غوستافسون و كوسوفاري أصلاني “ميزة” للسويديات، إلا أن الشوط الأول كان “خاملاً” ومالت فيه السيطرة لصالح فرنسا.

في المقابل، كان الجانب السويدي مستعداً للأسوأ. فقد كشف المدرب عن تدريب مكثف على ركلات الترجيح، وهي الخطوة التي وصفها أصلاني بأنها محاولة لـ نزع الدراما عن الموقف، مؤكدة أن الأمر يتعلق بـ “الثقة والجرأة على فعل ما تدربت عليه”.

🔥الغضب السويدي و "دقيقة الحلم" المدمرة

بعد شوط أول “منوم”، نجح الفرنسيون في تسجيل هدف الافتتاح في الدقيقة 58، حيث استثمرت كلارا ماتيو تمريرة ممتازة للخلف من كاديدياتو دياني التي أظهرت قوة في مقاومة الاحتكاك.

هذا التقدم منح فرنسا تفوقاً بهدفين في مجموع المباراتين، ودفع بالفريق للاسترخاء، ليسمحوا لأنفسهم بالانجراف في أسلوب “تضييع الوقت” الذي أثار غضباً جنونياً على مقاعد البدلاء السويدية.

هنا ظهرت القوة الروحية للفريق السويدي التي أثنت عليها فريدا أولسون. ففي غضون دقيقتين فقط، تحولت المباراة إلى “دقيقة حلم” مجنونة:

. هدف التعادل (د 85): أشعلت البديلة إيفلين إيجه فتيل اللقاء برأسية قوية ومتقنة جاءت إثر ركنية “مثالية” من فيليبا أنغليدال.

. هدف التقدم (د 90+2): استغلت الشابة روزا كافاجي سوء تمركز من الحارسة الفرنسية بولين بيرود-مانيان وأخطاء دفاعية فرنسية، لتسجل هدفاً قاتلاً أجبر الحكم على التمديد، مما أبقى السويد في المعركة على البرونزية.

كان المشهد الدرامي مكتملاً؛ فبينما كانت إيجه و كافاجي تحققان التأثير الفوري، كانت إليسا دي ألميدا الفرنسية تبدع في الجانب الدفاعي، حيث نجحت في إنقاذ كرتين “في غاية الخطورة” عبر انزلاقات تكتيكية، مؤكدة أن الدفاع الفرنسي تعرض لضغط كبير رغم الأسلوب السويدي الذي بدا في لحظات “باهتاً”.

🛑العاصفة الحمراء والانتصار الفرنسي النهائي

في الأشواط الإضافية، توجت المشاعر الجياشة للمدرب توني غوستافسون ببطاقة حمراء مباشرة، حيث كان “إعصاراً” من العواطف والتغييرات التي بلغت ذروتها في قرار التحكيم ضده. هذا الطرد لم يكن سوى رمز للضغط الذي وضعه غوستافسون على نفسه وعلى فريقه لإنجاز مهمة العودة.

لكن الكلمة الأخيرة كانت للبدلاء الفرنسيين. حيث استعان بونادي بـ كيلي غاغو، التي سجلت هدف الفوز في الدقيقة 106 بعد تمريرة عميقة من زميلتها البديلة كاسكارينو

الهدف حسم اللقاء لصالح فرنسا 4-3 في مجموع المباراتين، ومنحها المركز الثالث على منصة التتويج، بينما اكتفت السويد بـ “الانتصار الأخلاقي” وخيبة الأمل.

🏆 الدروس القاسية لبناء المستقبل

 أكدت فريدولينا رولفو أن خيبة الأمل كانت عميقة: “لقد كان الفوز في متناول أيدينا… لكنهم سجلوا هدفاً في النهاية”. هذه الخسارة الصعبة تمثل أعمق نقطة في “الواقع الجديد” الذي تمر به السويد.

غوستافسون يواجه تحدياً حقيقياً في زرع ثقافة تتخطى هيبة البداية الأساسية في نفوس اللاعبات، وهو ما أثبته نجاح البديلتين إيجه وكافاجي الحاسم، ونجاح البديلتين الفرنسيتين غاغو وكاسكارينو في حسم المباراة.

على الرغم من ضياع البرونزية، فإن الليلة كانت اختباراً لروح المنتخب؛ فقيادة ليندا سيمبرانت التاريخية للفريق في التمديد، وعودة الفريق العنيفة بعد استقباله لهدف، هي كلها “إبر حقيقية في كومة القش” يمكن للمدرب غوستافسون أن يعتمد عليها.

لكن هذا الفشل في الحصاد النهائي يبعث رسالة “صادمة” للمنافسين الأوروبيين (مثل ألمانيا) مفادها: السويد تتألم الآن، لكنها تضع بالفعل “قطع الأحجية” لمستقبل قاسٍ في تصفيات كأس العالم القادمة، والدرس الأكبر هو أن العودة الروحية تحتاج إلى الانضباط التكتيكي لحسم اللحظات الحاسمة.

🇩🇪🇪🇸 صدام الأجيال: إسبانيا تدك شباك ألمانيا بثلاثية صادمة وتُحلق باللقب.. هل يغرق (المانشافت) في بحر (الجيل الذهبي) الإسباني؟

🏆تاج المجد الإسباني: أليكسيا بوتياس تتربع على عرش “دوري الأمم” بنسخة 2025

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *