osama 👑الثنائية التاريخية للزعيم: أهلي طرابلس يتوّج بكأس ليبيا بثلاثية على حساب الأهلي بنغازي وسط أزمة "الفار"
القاهرة – (تحليل خاص)
هيمنة البدري.. والثنائية التي عززت زعامة "الأهلي"
أثبت أهلي طرابلس، الملقب بـ “الزعيم“، هيمنته المطلقة على المشهد الكروي الليبي لهذا الموسم، بتتويجه بلقب كأس ليبيا للمرة الثامنة في تاريخه، ليحقق بذلك الثنائية المحلية التاريخية (الدوري والكأس) تحت قيادة المدير الفني المصري، حسام البدري.
اللقب جاء بعد فوز عريض ومستحق بثلاثة أهداف نظيفة على منافسه التقليدي الأهلي بنغازي، الملقب بـ “الجزارة“، في المباراة النهائية التي استضافها ستاد القاهرة الدولي.
الفوز لم يكن مجرد نتيجة، بل تفوق فني وتكتيكي واضح لصالح البدري، الذي يقضي عامه الثاني مع “الزعيم”، على مواطنه طارق مصطفى، الذي لم يمر على توليه تدريب الأهلي بنغازي سوى فترة وجيزة تقل عن شهرين. هذا الفارق في الاستقرار الفني انعكس على أرض الملعب، خاصة في الشوط الثاني.
صراع الأفكار والأسماء: من ثبات البدري إلى فعالية الأهداف
في الميدان، تجسد الصراع الفني على دكة البدلاء في التشكيلتين اللتين دفع بهما المدربان. دخل أهلي طرابلس اللقاء بتشكيلة متوازنة قادها الحارس أيمن التيهار، وخط دفاع صلب ضم محمد الأجنف، عبدالعزيز الصويعي، تيري مانزي، وبخيت خميس
واعتمد المدرب حسام البدري على حركية خط الوسط بقيادة مراد الهدلي ومؤيد اللافي وبشير الجبيشي، فيما قاد الهجوم الثلاثي طارق بشارة، بلقاسمي إسماعيل، وعزو المريمي.
في المقابل، اعتمد الأهلي بنغازي على الحارس منصور رزق، وبقيادة الأسماء التي راهن عليها طارق مصطفى مثل محمد الترهوني وفاضل سلامة، مع الاعتماد على القوة الهجومية لـ جبريال أوروكو وألبرت أمواه.
ملحمة الأهداف: "قوووووول" يُسكت تكتل "الجزارة"
رغم سيطرة التعادل السلبي على الشوط الأول وسط استحواذ أكبر لأهلي طرابلس وتكتل دفاعي لأهلي بنغازي، شهد الشوط الثاني انفجارًا في الأداء والنتيجة لأهلي طرابلس بفضل نجاعة لاعبيه وتأثير التبديلات.
جاءت لحظة كسر الجمود عندما تمكن عزالدين المريمي من افتتاح النتيجة برأسية قوية في الدقيقة 67، بعد أن تابع كرة ارتدت من القائم، مانحًا “الزعيم” التقدم المستحق بهدف “قوووووول عزُّو يفتتح النتيجة“. ومع اقتراب نهاية المباراة، دخل البديل عمران سالم ليُحدث التأثير المطلوب، حيث أحرز الهدف الثاني في الدقيقة 88، وهو هدف “يبصم على ثاني الأهداف“، مؤكدًا تفوق البدري في قراءة مجريات اللقاء وتوظيف أوراقه من دكة البدلاء.
وفي الدقيقة الخامسة من الوقت بدل الضائع، أكد المحترف الأنغولي مابولولو هيمنة أهلي طرابلس بإحراز الهدف الثالث، ليطلق صرخة “مابولولو والثالث قوووووووول“. هذا الهدف الذي احتاج إلى تقنية الفيديو للتأكد من صحته، أنهى اللقاء بفوز عريض وكبير.
وفي محاولة لإنقاذ الموقف، أجرى الأهلي بنغازي تبديلات شملت دخول بوبكر تراوري بدلاً من جمعة بورقيقة، ومحمد الترهوني بدلاً من أبوعاقلة. كما أشرك المدرب المصري طارق مصطفى كلًا من زكريا المنصوري، مفتاح طقطق، ووليد المغربي بدلاً من حسين طقطق، عبدالله داقو، وألبرت أمواه، لكن هذه التغييرات المتأخرة لم تستطع تغيير مسار المباراة أمام قوة “الزعيم”.
أزمة الـ "VAR" ومطالبة بإسقاط الاتحاد
لم تخلُ المباراة من التوتر التنظيمي؛ فقد سبقتها أزمة حادة كادت أن تطيح باللقاء، حيث تم تأجيل المباراة 24 ساعة بسبب عدم توفر تقنية الـ VAR ومعدات التصوير في الموعد الأصلي.
هذا “الفشل التنظيمي الكارثي” دفع إدارة الأهلي بنغازي إلى المطالبة بعقد جمعية عمومية عاجلة لإسقاط الاتحاد الليبي لكرة القدم، محملة المسؤولية الكاملة للمسؤولين، ومشيرة إلى أن الفريق مكث خمس ساعات في الملعب دون مبرر.
ذروة الإنجاز وترقُّب الانتقام في السوبر الليبي
وبينما يحتفل “الزعيم” بتحقيق الثنائية المحلية، فإن هذا الإنجاز التاريخي يعزز من مكانة مديره الفني، حسام البدري، الذي أكد أنه بات أكثر مدرب مصري حصدًا للبطولات في التاريخ، محققاً الألقاب محلياً وخارجياً مع أندية كالمريخ وأهلي طرابلس.
لكن الاحتفال لن يدوم طويلاً، فالتحدي الأكبر ينتظر الفريقين يوم الأحد 7 ديسمبر في نهائي كأس السوبر الليبي على ستاد القاهرة الدولي.
يمثل هذا اللقاء ختام المشهد الدرامي؛ فـ أهلي طرابلس يطمح إلى تحقيق “الثلاثية” التاريخية التي لن تُنسى، بينما ينظر الأهلي بنغازي إلى هذه المواجهة على أنها الفرصة الأخيرة لإنقاذ موسمه ورد الاعتبار لخسارة الكأس.
إنها مباراة لا تقبل أنصاف الحلول بين “الزعيم” و”الجزارة”، حيث يترقب الجمهور الليبي صراع إرادات محتوم يضع نقطة النهاية لموسم القطبين الليبيين في القاهرة.
