⚔️ “صراع العشرة” في كأس العرب: الجزائر تنجو من كارثة الطرد والسودان يندم على عقم النهاية!

⚔️ "صراع العشرة" في كأس العرب: الجزائر تنجو من كارثة الطرد والسودان يندم على عقم النهاية!

تقرير خاص من ملعب أحمد بن علي

صيحة البداية للقمة الكلاسيكية

انطلقت القمة العربية الكلاسيكية بين الجزائر (الخضر)، حامل اللقب، والسودان (صقور الجديان)، حاملة معها ترقباً جماهيرياً حاشداً فاق 37 ألف مشجع في ملعب أحمد بن علي.

لم تكن هذه مجرد مباراة افتتاحية؛ بل كانت اختباراً حقيقياً لطموح الجزائر في الدفاع عن لقبها أمام إصرار سوداني تاريخي. المباراة، التي قادها الحكم المصري أمين عمر، انتهت بنتيجة التعادل السلبي (0-0)، لكنها كانت نتيجة لا تروي قصة الإثارة التي عاشتها الدقائق التسعين، والتي انقلبت رأساً على عقب بـ “طرد قاتل” قلب موازين القوى والتوقعات.

نبض الاستراتيجية: تكتيك الحسم يقابله جدار الصمود

دخل المدرب مجيد بوقرة بتشكيلة هجومية صريحة (4-2-3-1)، اعتمدت على الاستحواذ المطلق في محاولة لحسم المباراة مبكراً، وقام اللاعب فيكتور ليخال (الذي كان تقييمه 8.1 في النهاية) بدور المحور القوي في وسط الميدان.

على النقيض تماماً، دخل المدرب السوداني المباراة بـ تكتل دفاعي محكم، عوّل فيه على الروح القتالية للمدافعين أحمد يوسف وصلاح الدين عادل لامتصاص الضغط.

ملحمة الصراع: العاصفة الهادئة في الشوط الأول

فرضت الجزائر سيطرتها المطلقة منذ البداية، مسجلة 54% من الاستحواذ، ومحاولة تحويل تمريراتها الدقيقة إلى أهداف. كان عادل بولبينة هو الفارس الأبرز هجومياً، يتوغل ويطلق التسديدات الخطيرة، لكنه اصطدم بـ جدار “أبو النور. حارس السودان محمد النور كان بطلاً، إذ تصدى لكل الأخطار المباشرة، ليعكس فشل الجزائر في ترجمة ضغطها إلى نتيجة حاسمة.

لكن النهاية كانت درامية وصادمة: مع اقتراب صافرة الاستراحة، وفي الدقيقة 45+4، انفجر التوتر الجزائري المكبوت، ليتحول إلى خطأ فادح من الجناح آدم وناس (الذي سجل أدنى تقييم في المباراة بـ 5.1)، الذي تلقى البطاقة الحمراء. انتهى الشوط بالتعادل (0-0)، لكن الجزائر كانت قد عوقبت مضاعفاً قبل الدخول إلى غرف الملابس.

الحسم الكبير: انقلاب الأدوار والنجاة في الشوط الثاني

بدأ الشوط الثاني بـ انقلاب كامل للمشهد التكتيكي. السودان نجح فوراً في استغلال ميزة النقص العددي، حيث ارتفع استحواذه إلى 58%، وبدأ الفريق في الهجوم بقوة.

تراجع الخضر اضطرارياً، وبدأ مدربهم بوقرة سلسلة تبديلات إنقاذية، فدفع بخبرة إسلام سليماني ومهارة يوسف عطال لإنعاش الهجمات المرتدة، قبل أن يرمي بورقة أمير سعيود لكسر التعادل.

شهدت الدقائق الأخيرة ذروة الإثارة: كانت الجزائر على شفا الانهيار في الدقيقة 71، عندما طالب السودان بركلة جزاء، لكن قرار الحكم برفضها أيّده حكم تقنية الفيديو (VAR)، في إنقاذ تكتيكي حاسم.

بعدها، جاء دور حارس الجزائر فريد تشال ليظهر البطولة، بتصديه الحاسم للكرة الأرضية الخطيرة في الدقيقة 74، مؤكداً أن الصمود كان يرتكز على تضحية جميع اللاعبين العشرة.

رصد الأرقام وحكمها القاسي

في النهاية، كان للأرقام الكلمة الفصل التي فصلت القصة التكتيكية للمباراة. بعد طرد وناس، انقلبت المعادلة لصالح السودان الذي حقق 58% من الاستحواذ وتفوق في إجمالي التسديدات بتسعة محاولات مقابل خمس للجزائر.

لكن هذه الأرقام ذاتها كانت سبباً في الندم السوداني؛ حيث أن نسبة دقة التمرير لديهم وصلت إلى 84% مقابل 74% للجزائر، ومع ذلك، لم ينجح السودان في تسجيل أي تسديدة واحدة بين القائمين والعارضة طوال المباراة! هذا العقم الهجومي يفسر سر فشلهم في الانتصار.

وعلى الجانب الآخر، تبرز الأرقام البطل الحقيقي للجزائر، وهو لاعب الوسط فيكتور ليخال الذي سجل أعلى تقييم بـ 8.1، مما يؤكد دوره المحوري في الحماية.

في المقابل، حصل المدافع السوداني أحمد يوسف على أعلى تقييم في فريقه بـ 7.7، ليختصر المشهد في: تفوق دفاعي سوداني قابلته تضحية جزائرية.

حكم الساحة: جدل القرار والسيطرة تحت الضغط

تحت الأضواء الكاشفة وضغط الجمهور الغفير، كان الحكم المصري أمين عمر وطاقمه على موعد مع اختبار قاسٍ، حيث اتسمت المباراة بالندية والالتحامات العنيفة (14 مخالفة للجزائر مقابل 10 للسودان).

ورغم الإدارة الحذرة، فإن اللحظة الأكثر جدلاً كانت في نهاية الشوط الأول، عندما قرر الحكم طرد الجناح الجزائري آدم وناس بالبطاقة الحمراء المباشرة (بعد إنذار ثانٍ) لتدخل قاسٍ. كان القرار حاسماً وصادماً، لكنه أظهر إصرار الحكم على تطبيق القانون بحزم ضد العصبية المتزايدة.

وفي الشوط الثاني، عاد الجدل ليحتد في الدقيقة 71، عندما طالب مهاجمو السودان بركلة جزاء إثر سقوط داخل المنطقة، وهي اللحظة التي كانت لتغيّر مجرى المباراة بالكامل.

هنا، تدخلت تقنية VAR لتؤيد قرار الحكم بعدم احتساب الركلة، وهو ما منح الجزائر نفساً جديداً. في النهاية، نجح أمين عمر في السيطرة على اللقاء حتى النهاية، رغم التوتر الواضح الذي انعكس على إنذار حارس الجزائر في الوقت بدل الضائع، ليثبت أن الأداء التحكيمي كان قوياً في التعامل مع نقاط التحول الرئيسية للمواجهة.

حكم الأرقام والندم السوداني

انتهت المباراة بالتعادل الذي يرضي السودان ويجعله يخرج بنصر معنوي. لكن تحليل الأرقام النهائي يكشف عن لغز محير؛ فرغم تفوق السودان في إجمالي التسديدات (9) وهيمنته على الاستحواذ، إلا أنه فشل في تسجيل أي تسديدة واحدة بين القائمين والعارضة طوال المباراة. هذا العقم الهجومي هو ما سيجعل السودان يندم على إهدار فرصة ذهبية للفوز على حامل اللقب وهو منقوص.

في المقابل، خرجت الجزائر بنقطة ثمنها غالٍ، لكنها أثبتت مرونة تكتيكية وقدرة على القتال بعشرة لاعبين، حيث كان فيكتور ليخال هو العمود الفقري الذي حافظ على التوازن. على بوقرة الآن أن يعالج مشكلة الفعالية المفقودة في الشوط الأول، ويجد حلاً لتعويض غياب وناس المطرود في المواجهة القادمة.

⚽️تأجيل مفاجئ لنهائي كأس ليبيا: الأهليان ينتظران حسم اللقب على أرض الكنانة

🦁ملحمة “974” المشتعلة: “أسود الرافدين” يروضون “الأحمر” في ليلة الأهداف الذاتية والطرد!

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *