🇵🇸🇶🇦في ليلة "النيران الصديقة" القاتلة: فلسطين تُسقط قطر في الافتتاح... و "تميم بن حمد" يكتب عنوان الإخاء التاريخي!
قصة "الفدائي" الذي أوقف الزمن: نيران صديقة تكتب تاريخاً جديداً في ليلة السيطرة العقيمة
🎙️صراع الإرادة على ملعب البيت المونديالي.. وثأر الفدائي
على أرض ملعب البيت المونديالي، وأمام أكثر من 61 ألف متفرج، انطلقت منافسات كأس العرب بصدام عنيف بين طموح “العنابي“ القطري و “الفدائي“ الفلسطيني.
هذا الفوز لم يكن مجرد ثلاث نقاط، بل إنجازاً تاريخياً حطّم سلسلة أرقام قطرية، وأكد أن الكفاح التكتيكي يمكن أن يغلب الموهبة الفردية.
والمفارقة هنا أن فلسطين نجحت في تحقيق هذا الفوز التاريخي، على الرغم من أن سجل المواجهات المباشرة كان يميل لصالح قطر التي فازت عليهما سابقاً، بما في ذلك الانتصار الأخير في نهائيات كأس آسيا (2-1)، مما جعل هذا الفوز الفلسطيني بمثابة كسر لحاجز الهزيمة المتكررة وثأراً كروياً ناجحاً على صاحب الأرض.
⚖️فخ 4-2-3-1 دفاعي مقابل هجوم قطري بنفس الخطة
اعتمد المدربان على التشكيل الأكثر انتشاراً (4-2-3-1)، لكن بأهداف متناقضة تماماً. الإسباني جولين لوبيتيغي دفع بقطر بنفس الخطة (تقييم الفريق 6.5) معتمداً على “لا مركزية“ هجومية لإرباك الدفاع الفلسطيني.
في المقابل، طبق المدرب الفلسطيني إيهاب أبو جزر نفس الخطة (تقييم الفريق 6.8)، لكنها كانت أشبه بـ (6-3-1) في الحالة الدفاعية، حيث كان الهدف الأساسي هو “تحقيق نقطة من المباراة“ عبر تضييق المساحات بشكل كبير جداً.
تحولت المباراة إلى صراع بين قوة هجومية بـ 63% استحواذ ودفاع عنيد بنسبة 37% استحواذ.
⏳ الشوط الأول: انطلاقة نارية قطرية وتضحية "لاي" بدموع
بدأت المباراة بانطلاقة قطرية أشبه بـ “سباق السرعة“، حيث بدأ علام أحمد (6.6) أولى محاولات “العنابي“ في الثانية 16 فقط من صافرة البداية. لكن الدفاع الفلسطيني بقيادة الحارس المتألق رامي حمادة (7.8) نجح في امتصاص الصدمة.
في الدقيقة 31، خرج اللاعب أحمد فتحي (7.0) مصاباً ليدخل عيسى لاي (6.8)، وهي لقطة إنسانية مؤثرة. في الثلث الأخير من الشوط، خلق “الفدائي“ فرصاً مؤكدة للتسجيل، مُنهياً الشوط بالتعادل السلبي، ومؤكداً نجاح فخ 4-2-3-1 الفلسطيني.
💥 الشوط الثاني: مغامرة لوبيتيغي وبداية الجرأة الفلسطينية
شهد الشوط الثاني محاولات قطرية يائسة لفك الشفرة بعد إدخال البديل الهجومي إدميلسون جونيور (6.9).
على الجانب الآخر، أظهر “الفدائي“ جرأة أكبر مع إدخال عدي الدباغ (6.2)، الذي كاد أن يسجل هدفاً (د. 70). ومع اقتراب النهاية، أجرى أبو جزر تبديلات أثمرت، بدخول أحمد القاق (6.9) في الدقيقة 74، ليؤكد أن فلسطين لا تكتفي بالدفاع، بل تسعى للنصر.
🚨 اللحظات الأخيرة والصدمة القاتلة: "النيران الصديقة" تحسم التاريخ
مع وصول المباراة إلى الدقائق الإضافية، كان الجميع يترقب صافرة النهاية، لكن الإرادة الفلسطينية كانت لها رأي آخر. في الدقيقة 90+5، انطلقت كرة عرضية حاسمة من البديل أحمد القاق.
هنا، تحول القدر ضد “العنابي“؛ حيث حاول المدافع سلطان البريك (5.6)، الذي كان الأقل تقييماً بين المدافعين، إبعاد الكرة، لكنه حولها بالخطأ بشكل مأساوي إلى داخل شباك مرمى فريقه! صُدم الملعب وأعلنت “النيران الصديقة“ عن فوز تاريخي و**”قاتل”** لفلسطين، محطماً به صمود قطر التاريخي.
📉 لغة الأرقام: الاستحواذ القاتل و"التكافؤ الصادم" في منطقة الجزاء
الأرقام كانت بمثابة محضر إدانة صارم ضد الإفراط القطري في الاستحواذ (63% مقابل 37%) الصدمة الكبرى تكمن في “التكافؤ الصادم“ في منطقة العمليات، فبالرغم من الفارق الكبير في الاستحواذ لمست قطر الكرة 18 مرة داخل صندوق الخصم مقابل 16 مرة لفلسطين! وظهرت بصمات الدفاع الفلسطيني بوضوح في التسديدات؛ حيث نجح “الفدائي“ في حجب 4 تسديدات قطرية قبل وصولها للمرمى.
والأهم من ذلك، أن حارس فلسطين رامي حمادة قام بـ 3 تصديات حاسمة مقابل تصدي واحد لحارس قطر، مما يثبت أن الهجمات الفلسطينية كانت أكثر نجاعة وخطورة رغم قلتها.
📊 النافذة الإحصائية الشاملة: تقرير "التكافؤ الصادم" والفاعلية المفقودة
تؤكد النافذة الإحصائية النهائية أن دقة التمرير العالية لقطر (87%) كانت عقيمة بلا فعالية. لقد انتصرت الفاعلية (16 لمسة وهدف) على الكثرة المفرطة (18 لمسة ولا هدف).
هذه الأرقام تؤكد أن مينديز (7.5)، أفضل لاعب في قطر، كان مدافعاً، بينما كان سلطان البريك (5.6)، الأضعف في التقييم، هو من سجل هدف الخسارة، في دلالة على ضعف الخط الأمامي.
👑 المحكمة الفنية: انتصار إيهاب أبو جزر وانهيار تقييمات قطر الهجومية
كانت قراءة أبو جزر هي الأنجح؛ حيث نجح في تطبيق خطة 4-2-3-1 الدفاعية بامتياز، معتمداً على الأداء البدني القوي ونجاح الحارس رامي حمادة (7.8) الذي كان الأعلى تقييماً على الإطلاق.
اللافت للنظر هو التقييمات الضعيفة للاعبي خط الهجوم القطري الذين فشلوا في فك الشفرة (مثل محمد جودة 6.0 و محمد المناعي 6.0)، مما يؤكد أنهم لم يجدوا الحلول.
في المقابل، ورغم اعتراف لوبيتيغي بأن فلسطين “استحقت الفوز“، إلا أن تبديلاته لم تنجح في فك الشفرة.
🗣️ ملخص المباراة والآثار: إهداء النصر لمن يستحقه
كانت المباراة درساً في قوة الإرادة. انتصار فلسطين، الذي أهداه المدرب إيهاب أبو جزر بكلمة مؤثرة “للشعب الفلسطيني ولأهلنا في قطاع غزة“، هو رسالة عميقة. هذا الفوز نتيجة مباشرة لـ القتال على كل شبر، بينما أقر لاعب قطر أيوب العلوي بالصدمة، متعهداً بـ “حصد الست نقاط“ القادمة.
🤝 رسالة الإخاء: تميم بن حمد يوجّه التهنئة لفلسطين في أول تعليق رسمي
لم تقتصر أصداء المباراة على الجانب الرياضي والتحليلي فحسب، بل امتدت إلى البعد الأخوي والقيادي في دولة قطر.
فبعد نهاية اللقاء مباشرة، وجه أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني رسالة عبر حساباته في مواقع التواصل الاجتماعي، تُعد هي أول تعليق رسمي عقب انتصار فلسطين.
في رسالته، أكد الأمير على الترحيب بـ “أشقائنا العرب“، وشدد على أهمية أن تجتمع القلوب على “الود والإخاء والاحترام المتبادل“.
والأهم من ذلك، أنه أضاف بوضوح تهنئة مباشرة وصريحة للمنتخب الفائز، قائلاً: “ألف مبروك للمنتخب الفلسطيني بفوزه في المباراة الافتتاحية اليوم“.
هذه الرسالة من الشيخ تميم بن حمد منحت الفوز بعداً أعمق من مجرد نتيجة رياضية، وحوّلته إلى لحظة احتفاء بالوحدة العربية.
📜 كسر السلاسل والضغط المصيري على لوبيتيغي
لقد حققت فلسطين بهذا الانتصار فوزاً تاريخياً، حيث أصبح الأول عربياً منذ عام 1966، وحطّمت سجل قطر الخالي من الخسارة في مباريات افتتاح كأس العرب.
ومع تصريحات المدرب أبو جزر التي أهدت الفوز لـ “أهلنا في قطاع غزة“ وتعهد اللاعب القطري العلوي بـ “حصد الست نقاط“ القادمة،
يرتفع الضغط على الإسباني لوبيتيغي الذي يواجه الآن تحدياً مصيرياً أمام سوريا يوم الخميس، بينما تدخل فلسطين مواجهتها القوية مع تونس في اليوم ذاته بروح انتصار غير مسبوقة.
