بين هدوء كاركاس الحارق وشرارة المكسيك: أنس أسامة يراقب النفير العام من “بانتيون ناسيونال”

بين هدوء كاركاس الحارق وشرارة المكسيك: أنس أسامة يراقب النفير العام من "بانتيون ناسيونال"

أنس أسامة – من أمام النصب التذكاري الوطني (بانتيون ناسيونال) كاراكاس (19 نوفمبر 2025)

يوم جديد يمر على العاصمة الفنزويلية كاراكاس حاملاً معه هدوءاً خارجياً يغلف توتراً داخلياً متصاعداً من أمام بانتيون ناسيونال (النصب التذكاري الوطني)، حيث يرقد رفات الأبطال وعلى رأسهم سيمون بوليفار، يبدو المشهد مهيباً ولكنه حار.

طقس اليوم وأجواء الأربع

سماء كاراكاس صافية اليوم، تتراوح درجات الحرارة حول ( 28 ) درجة مئوية، وهو طقس صيفي حار ورطب كالمعتاد.

ورغم الهدوء الظاهري، فإن أجواء الأربع التي يعيشها المواطنون في كاراكاس تعكس حالة الأمة المعقدة:

1

الجانب الاقتصادي والمعيشي:

الحركة في الأسواق بطيئة ويغلب عليها الحذر. ينصب اهتمام المواطنين الأساسي على التعامل مع شح الغذاء وارتفاع الأسعار ودفع تكاليف النقل الباهظة.

2

الجغرافيا والتهديد:

يسيطر القلق على الأجواء العامة مع المتابعة المستمرة للأخبار العسكرية. الأنظار تتجه نحو بدء مناورات ترينيداد وتوباغو التي لا تبعد سوى سبعة أميال عن السواحل

والتي تتزامن مع تأكيد وصول الأسطول الأمريكي الضخم بقيادة حاملة الطائرات يو أس أس جيرالد فورد (عملية “الرمح الجنوبي”).

3

الروحاني والسياسي:

يظهر البعد الروحي في الرد الرسمي وغير الرسمي على الأزمة.

ففي محاولة لكسر حدة التوتر وبناء جبهة رأي عام أمريكية مضادة للحرب

دعا الرئيس مادورو إلى الصلاة من أجل السلام بالتنسيق مع الكنائس المسيحية في الولايات المتحدة.

4

المجتمع والعادات:

على الرغم من سنوات المعاناة والهجرة، يظل الشعب الفنزويلي هادئاً بشكل عام ولكنه متماسك.

يمثـل الـتـهـديد الخارجي سبباً لـ إعادة تأكيد الهوية الوطنية

والوحدة الداخلية، حيث يتشبث الشعب بقيمه الأخلاقية وبتراثه، كمقاومة أخيرة لسياسة الحرب المعرفية التي تستهدف الروح الجماعية.

أهم أحداث اليوم تتركز خارج العاصمة، حيث تتصاعد التوترات الجيوسياسية:

أهم أحداث اليوم تتركز خارج العاصمة، حيث تتصاعد التوترات الجيوسياسية:

. مناورات ترينيداد تُغضب كاراكاس:

تأكيد بدء تدريبات عسكرية أمريكية-ترينيدادية مشتركة على مقربة من فنزويلا، وهو ما وصفته كاراكاس فوراً بـ عمل عدواني.

. جبهة الرفض:

أعلن الرئيس الكولومبي غوستافو بيترو أن أي هجوم على فنزويلا سيُعتبر هجوماً على كولومبيا وأن بلاده مستعدة للتصرف عسكرياً.

المكسيك تستشيط غضباً: على نحو لافت، لم ينحصر الصدى المباشر لتحرك الجيش الأمريكي في فنزويلا على كاراكاس، بل وصل إلى المكسيك. اندلعت مظاهرات شرسة في المكسيك أمام القصر الرئاسي، كـ محاكاة لرفض التواجد العسكري الأمريكي 

في المنطقة، وموجهة في المقام الأول ضد الرئيسة كلاوديا شينباوم لاتهامات بأنها مؤيدة لإسرائيل وتتعامل مع تجار المخدرات. هذا يظهر أن تحرك ترامب العسكري قد أيقظ مشاعر القومية ورفض الهيمنة في المنطقة بأكملها

أهم أحداث اليوم تتركز خارج العاصمة، حيث تتصاعد التوترات الجيوسياسية:

من شوراع كاراكاس المزدحمة بالهموم المعيشية، الصمت هو سيد الموقف. هو ليس صمت رضاء، بل صمت استعداد وتحدٍ.

فالشعب الفنزويلي يعيش حالة تأهب داخلي قصوى، متأثراً بتاريخ تدخلات واشنطن (جرينادا وبنما) ويدرك أن أي تحرك عسكري قادم سيكون حاسماً.

لكن المفارقة تكمن في أن الرد الإقليمي جاء من المكسيك وكولومبيا قبل أن يتحرك الشارع الفنزويلي نفسه.

هذا الهدوء الفنزويلي، الممزوج بالنفير العام ودرجات الحرارة الحارقة، يضع المنطقة بأسرها على حافة الهاوية، منتظرة الشرارة التي قد تنطلق في أي لحظة من أمام حاملة الطائرات “فورد”.

هل سيصمد الشعب الفنزويلي بوحدته الداخلية في وجه “الحرب المعرفية” والضغوط الاقتصادية، أم أن هدوء كاراكاس هذا هو مجرد الهدوء الذي يسبق عاصفة التغيير القسري؟

⚡نافذة على الإنجاز: العلاج بالضوء الأحمر…السر الخفي لطاقة الخلايا والتعافي الشامل!

💔تقرير خاص وحصري: وداع مؤقت من “لبنان” إلى المجهول.. هانيبال القذافي: رحلة البحث عن وطن آمن تُصارع المرض!

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *