بعد قرابة عقد من العمل المشترك بين وكالة ناسا وشركة لوكهيد مارتن، دخلت صناعة الطيران مرحلة جديدة مع الإطلاق التجريبي الناجح لأيقونة العصر الجديد: الطائرة الأسرع من الصوت الهادئة X-59، والتي لُقبت بـ “ابن كونكورد“.
نجحت الطائرة، التي بلغت تكلفتها حوالي 247 مليون دولار، في إكمال رحلتها التجريبية الأولى، لتفتح الباب أمام حقيقة كانت حلماً: السفر من لندن إلى نيويورك في أقل من أربع ساعات!
🔇 السر يكمن في الهدوء لا السرعة
صُممت الطائرة X-59 بسرعات قصوى تصل إلى 925 ميلاً في الساعة، لكن أهم ما يميزها هو قدرتها على التغلب على العائق الذي أوقف طائرة كونكورد: “الانفجار الصوتي“ المزعج.
. التصميم الثوري:
يمتد أنف الطائرة الرفيع والمدبب ليشكل ثلث طولها البالغ 100 قدم، وهو تصميم مبتكر يهدف إلى تفكيك موجات الصدمة وتقليل صوت الانفجار الصوتي إلى مستوى يكاد يكون غير مسموع.
تقنية الرؤية الخارجية (XVS):
لتعويض غياب النافذة الأمامية التقليدية بسبب التصميم غير التقليدي، تعتمد الطائرة على نظام رؤية خارجي عالي الدقة يستخدم كاميرات 4K، مما يضمن سلامة الطيران وفعاليته.
📜 المرحلة القادمة: تغيير قوانين الطيران
الرحلة التجريبية الناجحة تمثل “إنجازاً ضخماً” لناسا. وتخطط الوكالة لاحقاً لتحليق الطائرة فوق عدد من المدن الأمريكية لجمع بيانات حول مستوى الضوضاء الفعلي وردود فعل السكان.
الهدف الأسمى هو تقديم هذه البيانات إلى إدارة الطيران الفيدرالية لـ تحديث القوانين التي تحظر منذ خمسين عاماً الطيران الأسرع من الصوت فوق الأراضي المأهولة في الولايات المتحدة.
🌍 أبعد من السفر التجاري: فوائد إنسانية وعسكرية
تتجاوز إمكانيات X-59 فوائد الرحلات الطويلة التجارية، لتشمل مجالات حيوية أخرى:
. الإغاثة والطب:
قدرة الطائرة على النقل السريع دون إزعاج تمكن من نقل الإمدادات والكوادر الطبية إلى مناطق الأزمات والمنكوبة بسرعة غير مسبوقة.
. الاستخدامات العسكرية والاستطلاع:
توفر السرعات الفائقة مع مستويات الضوضاء المنخفضة ميزة استراتيجية في عمليات الانتشار السريع والاستطلاع.
في ظل سباق محتدم مع طائرات مثل «يونشينغ» الصينية و «أوفرتشر» الأمريكية، تمثل X-59 إعلاناً أمريكياً قوياً عن العودة لقيادة مستقبل النقل الجوي الأسرع من الصوت، ولكن هذه المرة بذكاء وتكنولوجيا تضمن الأداء والكفاءة والهدوء.
