الانهيار الذي أكدته الأجواء الباردة.. تحطيم أقوى دفاع في 45 دقيقة!
مانشستر، إنجلترا – السبت بعد الديربي
لقد انتهت المواجهة، وجاءت النتيجة لتؤكد ما لاحظناه بالأمس في ملاعب التدريب: مانشستر سيتي (3) يكتسح مانشستر يونايتد (0).
هذه ليست مجرد هزيمة، بل كانت صدمة مضاعفة؛ فقد دخل يونايتد المباراة بسجل خالٍ من الهزائم خارج أرضه ويمتلك أقوى دفاع في الدوري (4 أهداف فقط)، لكن السيتي نجح في مضاعفة عدد أهداف اليونايتد المستقبلة في 45 دقيقة فقط!
أنا إلهام الهادي، وأصف لكم المشهد الختامي هنا: مباراة حسمتها ست دقائق فقط من العيار الثقيل قبل نهاية الشوط الأول، وضربة قاضية لم يستطع اليونايتد بعدها النهوض أمام تفوق تكتيكي بدأ بتشكيلة المدرب أندريه يغلارتس.
أجواء ما قبل المباراة: التفاؤل السماوي مقابل التخوف الأحمر
جولتنا قبل 24 ساعة كشفت عن الفارق النفسي الحاسم:
السيتي (التفاؤل):
ساد معسكر “السيتيزنز” ثقة هادئة وتفاؤل، خاصة مع عودة النجمة لورين هيمب في التشكيلة الأساسية بعد تعافيها من الإصابة، مما عكس جاهزية الفريق للعب وفقاً لشروطه.
اليونايتد (التخوف): سيطر القلق على معسكر “الشياطين الحمر”، بسبب عدم اليقين حول جاهزية الحارسة فالون توليس-جويس، والاضطرار لإدارة دقائق النجمة إيلا تون (التي اضطرت للجلوس احتياطياً في مباراة سابقة).
هذا التخوف النفسي أظهر أن الفريق كان مثقلاً بالضغوط الداخلية.
التشكيلة والتكتيك: عودة هيمب القاضية وذكاء ميديما
دخل السيتي المواجهة بمرونة تكتيكية، معتمداً على تفوقه النفسي، حيث لعب المدرب يغلارتس بتشكيلة متغيرة بين ثلاثة وأربعة مدافعين، مع إعطاء حرية تقدم للقائدة كيرستين كاسباريج:
الضربة القاضية (هيمب):
عودة النجمة لورين هيمب كانت هي نقطة التحول، حيث أثبتت فعاليتها هجومياً ودفاعياً، وذكر المدرب أنه طالبها بجهد دفاعي إضافي لمواجهة المدافعة جادي ريفيير.
العمق والخبرة (ميديما):
حصلت فيفيان ميديما على لقب “لاعبة المباراة“ بفضل خبرتها وقدرتها على ربط الخطوط وصناعة الفرص، مؤكدة على أهمية الخبرة في مباريات الديربي.
الانهيار النفسي والتكتيكي: الدقائق الست القاتلة تحسم كل شيء
رغم البداية المتوازنة، انهار دفاع اليونايتد الذي كان الأقوى في الدوري في دقائق معدودة:
هدف السبق (د. 26): افتتحت ريبيكا كناك التسجيل بضربة رأس قوية، مسجلة هدفها الثالث في ثلاثة مواجهات ديربي، لتعلن عن تفوق العقلية في المواجهات الكبرى.
الانهيار التام (د. 43 – 45+2): تلقى اليونايتد “لكمة مزدوجة” في ست دقائق فقط:
1 . سام شاكويشا (د. 43): سجلت بهدوء بعد تسلل ذكي بين قلبي الدفاع (تأكيد لفقدان التركيز).
2 . لورين هيمب (د. 45+2): اللكمة القاضية أتت بتسديدة صاروخية مدمرة من 25 ياردة، ليؤكد هذا الهدف العالمي تفوق السيتي فنياً ونفسياً قبل نهاية الشوط.
صوت النصر: شهادة النجاح من المدرب واللاعبات.. التفوق بـ "القيادة البديلة"
بعد المباراة، أكدت شهادات النصر أن الانهيار كان نفسياً أكثر منه فنياً:
. هيمب وروز تؤكدان العقلية:
أكدت لورين هيمب أن الفوز حُسم بـ “العقلية التي كنا نحتاج إلى إظهارها“. فيما وصفت المدافعة جايد روز الانتصار بأنه “لا يمكن أن يكون أحلى من ذلك!” مؤكدة أن الدفاع كان حاسماً (بـ 60% نجاح في التدخلات و 24 تشتيتاً) وأن هدفهم كان “النظافة الدفاعية“ وليس مجرد الفوز.
. يغلارتس يؤسس للقيادة:
المدرب أندريه يغلارتس أشاد بقدرة الفريق على إظهار “القيادة البديلة“ في غياب القائدة أليكس غرينوود، مشيراً إلى أن كناك وروز وكاسباريج تحملن المسؤولية، مؤكداً أن هذا التفوق نابع من “عقلية فائزة“ و “الرغبة في أن يصبحن أفضل“ بشكل مستمر.
السيتي يحكم السيطرة على القمة.. وهدف يغلارتس هو عدم الرضا
لقد حصد السيتي فوزه الثامن على التوالي ليتربع على صدارة الدوري، موسعاً الفارق مع يونايتد إلى سبع نقاط كاملة، وضامناً الدخول إلى فترة التوقف الدولية كمتصدر. هذا الفوز يرسل رسالة قوية حول عقلية السيتي القوية التي لا تكتفي بالانتصار، بل تسعى للسيطرة والتميز.
أما الشياطين الحمر، فعليهم الآن نسيان هذه الهزيمة المذلة والتركيز فوراً على التحدي القاري ضد فولفسبورغ، في محاولة لإعادة بناء الثقة المهزوزة بعد هذا الانهيار الذي أكدت نجمتا السيتي والمدرب أنه حُسم بالعقلية الذهنية قبل صافرة البداية، وتحت شعار المدرب يغلارتس الدائم: “لن نكون راضين أبداً.”