تحولت مباراة إنجلترا وصربيا (الفوز 2-0) إلى مسرح لإظهار ثروة المواهب الإنجليزية وتفوقها القيادي على خصم بدا محبطاً ومغلوباً على أمره منذ البداية. لقد كان فوزاً “أكثر إقناعاً مما توحي به النتيجة“، وحمل في طياته دروساً في التكتيك الهادئ، ومفارقات في العواطف المرتفعة.
💎 كنز المقاعد: الإثارة تولد الحسم
كانت اللحظة الأكثر درامية هي التغييرات الرباعية التي أجراها المدرب توماس توخيل في الدقيقة (65)، والتي أظهرت قوة إنجلترا الهائلة وعمق دكتها.
. لحظة المفاجأة السارة:
في خطوة جريئة، دخل جود بيلينغهام، وفيل فودين، وإيبيريتشي إيزي، وجوردان هندرسون في آن واحد. هذه الأسماء، التي تُعد من “أكثر اللاعبين موهبة في القارة”، أطلقت شرارة الإثارة في الملعب، وسط صيحات الجماهير باسم “جود!”.
. الحسم العاطفي:
هذا الكنز لم يأتِ عبثاً. فقد تكاتف النجوم البدلاء لحسم المباراة بهدف ثانٍ “رائع ومُبهر“ في الدقيقة (92).
بيلينغهام بدأ الهجمة، فودين (الذي لعب دور “المهاجم الوهمي”) مرر بـ “وزن مثالي”، وختمها إيزي (المُحبط في البداية) بإنهاء “جريء وعبقري” في الزاوية العليا، ليحول إحباطه السابق إلى فرحة جنونية.
🥶 التكتيك والثبات: درس في الكفاءة
على الرغم من الثناء على البدلاء، إلا أن أساس الفوز بُني على الثبات التكتيكي للاعبين الأساسيين:
. شغف ساكا:
افتتح بوكايو ساكا التسجيل في الشوط الأول بإنهاء “رائع وبارع“، ليثبت أنه أيقونة الثبات الإنجليزي في التهديف، وحصد لقب “الأفضل” مع أندرسون وإيزي في التقييمات.
. الخوف اللحظي:
اعترف توخيل بوجود “فترة مقلقة“ لمدة خمس أو عشر دقائق تراجع فيها المستوى الدفاعي وكادت صربيا أن تخلق مفاجأة. لكن في المجمل، حافظت إنجلترا على شباكها نظيفة للمباراة السابعة على التوالي في التصفيات، ما يعكس الصلابة الدفاعية التي طالب بها المدرب.
📉 الانهيار الصربي: عواطف الهزيمة المحتومة
على الجانب الآخر، كانت صربيا هي الطرف الذي جسّد مرارة العاطفة والخوف من المصير المحتوم.
. إحباط النجوم:
تلقى دوشان فلاهوفيتش، نجم يوفنتوس، تقييماً صادماً بوصفه “فظيعاً” (awful) وغير فعال، حتى في الفرص النادرة التي أُتيحت له. أما القائد كوستيتش فكان “الشعلة الأكثر إبداعاً”، لكن جهده الشغوف لم يكن كافياً.
. المصير المحتوم:
هذا الأداء لم يكن مفاجئاً، فقد كانت صربيا بحاجة إلى الفوز، لكنها “بدت مغلوبة على أمرها منذ خروجها من النفق“. وقد تأكد أسوأ مخاوفهم: الخسارة (بالتزامن مع فوز ألبانيا) حسمت مصيرهم نهائياً، ليخرجوا من المنافسة على التأهل لكأس العالم (2026).
🏁حصاد الجولة: موقع إنجلترا يزداد قوة
أكد هذا الفوز موقع إنجلترا كفريق يسير نحو القمة بـ “طاقة جيدة وزخم مستمر“. الانتصار السابع على التوالي، وبشباك نظيفة، يرسل رسالة خوف للمنافسين الأوروبيين.
أما صربيا، فقد خرجت تماماً من المنافسة، ووجهة “الآمال الكروية” في المجموعة انتقلت الآن إلى ألبانيا التي ستحاول التمسك بفرصة الملحق أمام رجال توخيل الأحد المقبل.
