🛡️ نافذة الصلابة الذهنية.. التي كادت أن تنكسر
لم تكن مواجهة إيطاليا ومولدوفا (الفوز 2-0) مجرد فوز روتيني؛ بل كانت قصيدة عن الصبر التكتيكي الذي كاد أن يتحول إلى كارثة عاطفية.
الانتظار حتى الدقيقة (88) لكسر جمود دفاع الخصم، ثم تأكيد الفوز في الوقت بدل الضائع، عكس مشاعر مختلطة: خوف من التعثر، وإثارة لحظة الحسم، وارتياح جماهيري من تفادي السقوط في “الخطأ الساذج”.
في ظل غياب الحسم المبكر وتألق الحارس كوزوهار الذي وصفته التقييمات بأنه “أقام جداراً”، بدا الأداء غير مقنع و”فوضوي” (ugly game)، مع فشل واضح لنجوم كبار مثل أورسوليني (الذي كان “مزعجاً“)، وزكاني، وتونالي في تحريك الكرة.
كادت الكارثة أن تتجسد في الدقيقة (32) عندما أضاع بوستولاتشي فرصة محققة، ليثبت أن الإيطاليين كانوا في لحظة “نوم” تكتيكي خطيرة.
🔥 الغضب المشتعل: غاتوزو يرد الصاع بالصاع
النقطة الأكثر إثارة لم تكن على أرض الملعب، بل في تصريحات المدرب جينارو غاتوزو الذي ثار دفاعاً عن فريقه، محمّلاً الأداء الصعب لـ التغييرات العديدة (11 لاعباً) وتدوير الخطة إلى (4-4-2):
. تحدي النقد:
عندما سُئل عن ضعف الأداء، رد غاتوزو بحدة غاضبة: “لم يكن الأداء الأفضل؟ رأيت اللاعبين يسيطرون… إذا كنتم تتوقعون (11-1) مثل النرويج ضد مولدوفا، فهذه ليست مشكلت
. رفض الإهانة العاطفية: بل وصل غضب المدرب إلى رفض تام لسلوك الجماهير القليلة (حوالي 500 مشجع) التي هتفت ضد اللاعبين قبل نهاية المباراة: “أشعر بالسوء تجاه ما سمعته من الجماهير اليوم، هتافات تقول لنا ‘اذهبوا للعمل’. أنا لا أقبل ذلك… يجب أن نبقى متحدين.”
لقد كان غاتوزو نفسه هو من جسّد العاطفة المرتدة في وجه النقد، مؤكداً ثقته في الفريق الذي “قدم أداء أفضل مما توقعت مع كل هذه التغييرات”.
⚖️ صرخة القيادة: انتقاد "نظام الملحق" الجائر
إلى جانب الغضب الميداني، وجه غاتوزو انتقاداً استراتيجياً لنظام التصفيات الأوروبي، وهو ما يضيف بعداً إعلامياً مهماً للمقال:
. ظلم النظام:
تساءل غاتوزو عن المنطق في أن إيطاليا، التي حققت ستة انتصارات (وهو رقم قياسي لها في تصفيات كأس العالم)، تحصل على (18) نقطة ولا تزال مُرغمة على خوض الملحق بسبب تفوق النرويج بفارق الأهداف الشاسع.
. توسع جائر:
ربط المدرب الوضع بالتوسع الجائر في نظام كأس العالم: “هذا ليس سؤالاً لي، بل لمن يضعون القواعد.
في عام 1994 كان هناك فريقان أفريقيان، والآن يجب أن يكون هناك الكثير.
لا يبدو الأمر صحيحاً أن نذهب إلى مباراتين إضافيتين للتأهل.”
🏁 الموقع الاستراتيجي: الارتياح المؤقت والمصير المحتوم
بفوز متأخر حُسم بفضل رأسية مانشيني الذي “كفّر عن خطأه” في الشوط الأول، ورأسية البديل بيو إسبوزيتو الذي كان “دائماً موجوداً” عندما احتاجه الفريق، ضمنت إيطاليا فوزها الخامس على التوالي لغاتوزو. لكن:
. الوضع القاتم:
الموقع الاستراتيجي للفريق لم يتغير؛ إيطاليا تتجه فعلياً نحو مباريات الملحق (Playoffs) في مارس (2026).
. التحدي القادم:
اللقاء القادم ضد النرويج في سان سيرو هو تحدٍ عاطفي لتجنب خسارة معنوية، حتى لو كان قلب فارق الأهداف (+29 للنرويج مقابل +12 لإيطاليا) “شبه مستحيل”.
