فرقتان جديدتان و40 سيناريو طارئ: الجيش الإسرائيلي يختبر “مفهومه الأمني الجديد” بعد 7 أكتوبر.. وقائد الأركان يحدد “الخطوط الحمراء” للتدخل الداخلي.
أكمل الجيش الإسرائيلي مؤخراً مناورة “زئير الأسد“ واسعة النطاق، والتي أعلن رئيس الأركان الجنرال إيال زامير أنها “غير مسبوقة والأولى من نوعها”.
لا يمثل هذا التمرين مجرد رفع للجاهزية، بل هو إعلان عن تغيير هيكلي وعقائدي في طريقة تعامل المؤسسة العسكرية مع تحديات المنطقة الوسطى (الضفة الغربية).
🔑 مفهوم الأمن المتغير: إحباط التهديد “أثناء تشكله”
كانت أهمية التمرين في أنه استند بشكل مباشر إلى الدروس المستخلصة من إخفاقات 7 أكتوبر. وقد حدد الجنرال زامير جوهر “مفهوم الأمن الجديد”:
التحول الاستباقي:
يؤكد زامير أن العبر المستفادة هي ضرورة “تغيير مفهوم أمننا”، عبر العمل على “إحباط التهديدات أثناء تشكلها“.
هذا يعني أن العقيدة تحولت من الدفاع التفاعلي إلى الهجوم الوقائي المتعمق.
. هيكلة جديدة:
تمحورت المناورة حول اختبار “الفرقة الشرقية الجديدة (الفرقة 96)”، التي شُكّلت خصيصاً كاستجابة عملياتية للإخفاقات.
وشارك في التدريب ما يزيد عن 40 سيناريو طارئ، بما في ذلك محاكاة الهجمات المتزامنة والقتال في المناطق الحضرية المكتظة.
⚖️ السيف ذو الحدين: إدانة العنف وتثمين الاستيطان
في بيان استراتيجي، أدخل رئيس الأركان تحديات الساحة الداخلية ضمن أولويات العمل العسكري:
. إدانة الخط الأحمر:
أدان زامير “بشدة“ الهجمات التي نفذها مواطنون إسرائيليون ضد الفلسطينيين، واصفاً إياها بأنها “اجتياز لخط أحمر“ و “تتعارض مع قيمنا”.
وتعهد زامير بالعمل على تطبيق القانون، مشيراً إلى أن هذه الأفعال “تلفت انتباه القوات وتمنعها من تنفيذ مهامها“، وهي دلالة على حجم تأثير العنف الداخلي على الجاهزية العسكرية.
. مكون الأمن والاستيطان:
في تناقض لافت، وفي نفس البيان، أكد زامير أن “تعزيز الاستيطان جزء لا يتجزأ من مكونات الأمن“.
هذا يضع المؤسسة العسكرية في موقع تثمين العمل الاستيطاني، رغم إدانة العنف الناتج عنه.
🛡️ مبدأ العمل: الجيش هو “الحاجز الدفاعي”
لخص رئيس الأركان مهمة الجيش في المنطقة بمبدأ يسعى للفصل بين دور الجيش والسكان المدنيين:
“الإرهاب يواجه الجيش، ويعيش المدنيون حياتهم بشكل طبيعي. نحن الحاجز الدفاعي بين التنظيمات الإرهابية ومواطني دولة إسرائيل“.
تؤكد مناورة “زئير الأسد” أن الجيش الإسرائيلي يمضي قدماً في إدخال تعديلات جوهرية على هيكله وعقيدته القتالية، مع محاولة معالجة التحديات الداخلية التي تهدد قدرته على تنفيذ مهامه الدفاعية والهجومية الجديدة.
