من الإكراه إلى التنفيذ: تحليل استخباري يكشف تصاعد احتمالات العمل العسكري الأمريكي ضد فنزويلا إلى 80%.. وسيناريو ‘مأزق أفغانستان’ يلوح في الأفق.

كانت البداية في أغسطس، مجرد مناورات لـ “مكافحة المخدرات”. اليوم، تبدو التحركات العسكرية الأمريكية في الكاريبي وكأنها عد تنازلي لـ “ساعة الصفر”.

لم تعد الأوامر الصادرة عن البيت الأبيض مجرد “إرهاب دبلوماسي”، بل تحولت، وفقاً لتقارير استخبارية وتحليلات دبلوماسية رفيعة، إلى تهديد وشيك يتنفس يُنذر بتفجير الوضع في فنزويلا.

⚠️ من 10% إلى 80%: التحول المرعب في التقييم

التحول في لغة التهديد الأمريكية لم يكن تدريجياً، بل كان قفزة مذهلة تؤشر إلى تغيير جذري في استراتيجية واشنطن.

. شهادة السفير: كشف جيمس ستوري، السفير الأمريكي السابق في كاراكاس، عن التحول النوعي، مؤكداً أن احتمالية العمل العسكري قفزت من 10% إلى 80% في شهرين فقط. هذا الرقم يشير إلى أن مرحلة “الإكراه” قد انتهت، وبدأت مرحلة “التموضع للتنفيذ”.

. عامل الردع المتحول إلى قوة ضاربة: وصول حاملة الطائرات العملاقة “يو إس إس جيرالد آر فورد“، أكبر سفينة حربية في العالم، مع مجموعتها الهجومية، أزال أي شكوك حول جدية الأهداف.

لم تعد هذه حاملة طائرات للمراقبة؛ إنها منصة عمليات معدة لإطلاق “حملة جوية خاطفة” عند اللزوم.

🔪خيارات “قطع الرأس” والضغط من المياه

تتحدث الاستراتيجيات الأمريكية المطروحة حالياً عن عمليتين رئيسيتين لا تهدفان بالضرورة إلى غزو بري تقليدي، بل إلى “فكفكة” النظام من الداخل والخارج:

. سيناريو “التطهير الجوي“: يتركز على تنفيذ هجمات انتقائية مكثفة، قد تبدأ بـ “إلغاء القدرات الجوية والدفاعية“ للنظام في غضون “ساعتين”، وفقاً للخبراء.

الهدف هو “قطع رأس” القيادة (Decapitation Strike) وتعطيل البنية التحتية العسكرية الحيوية.

. رهان على الانهيار الداخلي: تهدف هذه الضغوط (البحرية، الجوية، الإعلامية) إلى إثارة انقسام داخل الهياكل العسكرية والقيادية المحيطة بمادورو، أو إجباره على تنازلات سياسية قسرية لتجنب عمل مباشر.

🛡️الترقب والقلق في كاراكاس: نوم في المخابئ؟

على الضفة الأخرى، يبدو نظام مادورو في حالة “إنكار مع استعداد”.

. المزيج المسرحي والتحضيري: يجمع مادورو بين الخطابات الحماسية للمقاومة (الموجهة للشعب والميليشيات)، وبين التحركات السرية والاستعدادات اللوجستية.

. قلق النخبة: تشير مصادر مطلعة، كنظيرها الاستخباري، إلى أن هذا المزيج يخفي “عصباً متوتراً“ في القمة. يتداول الخبراء روايات مفادها أن مادورو قد يكون الآن “نائماً في المخابئ“، في إشارة إلى تزايد الهواجس الأمنية الشخصية للقيادة العليا.

🇵🇦 مأزق “أفغانستان-ليبيا”: الثمن الذي يخشاه الجميع

يبقى السؤال الاستراتيجي الذي يطرحه الخبراء هو: “ماذا بعد تدمير الدفاعات؟“ هذا السؤال يثير المخاوف من الوقوع في مأزق ما بعد التدخل، وهو الكابوس الذي يخشاه الإقليم والمحللون.

. سيناريو ليبيا: يخشى المحللون تكرار نموذج ليبيا، حيث لم يضمن سقوط القذافي الاستقرار، بل أدى إلى تفكك مجتمعي وحرب أهلية لا نهاية لها.

. تعقيد أفغانستان: يلخص الخبراء الوضع بالقول إن فنزويلا “لديها قواسم مشتركة مع أفغانستان أكثر من بنما” بسبب وجود موارد ضخمة وهياكل إجرامية متجذرة.

وهذا يعني أن أي تدخل خارجي قد يتحول سريعاً إلى “مستنقع“ طويل ومكلف يصعب الخروج منه.

في ظل هذا المشهد، يتوقع الجميع أن الأسابيع القليلة القادمة ستحمل تحركات حاسمة، حيث قد يكون كل قرار عسكري هو خطوة إلى الأمام نحو نقطة “لا عودة“ في منطقة الكاريبي.