“كلاسيكو الكأس الأبدي.. رصاصات ترجيح تصنع تاريخ ‘الأهليين'”

🥇من فوضى المقاطعة إلى قمة التاريخ: ركلتا جزاء تضربان موعد "الزعيم والجزارة" في نهائي كأس ليبيا الأول

🎯الكأس التي رفضت أن تُحسم إلا بالدراما

لم تشهد كرة القدم الليبية فصلاً درامياً بهذه الحدة والسرعة. بعد أيام من الجدل حول الانسحاب والتحكيم الأجنبي وشبح العقوبات، أُسدل الستار على نصف نهائي كأس ليبيا بأروع سيناريو ممكن: حسم مباراتين متتاليتين بركلات الترجيح، ليضرب الأهلي طرابلس )الزعيم) و الأهلي بنغازي )الجزارة) موعداً هو الأول من نوعه في تاريخ نهائيات الكأس المحلية. لقد أثبتت هذه البطولة أنها ترفض أن تُحسم إلا بدموع الأعصاب والتحولات القصوى.

🌑الزعيم يطوي صفحة الجدل.. من المطار إلى قمة بنغازي

في الوقت الذي كانت فيه لوائح الاتحاد الليبي لكرة القدم تلوح بخصم النقاط من رصيد الأندية الممتنعة، اختار “الزعيم” كسر الجمود، فطار من مطار معيتيقة بعد ساعات من الانتظار المرهق، ليصل إلى بنغازي قبل ساعات قليلة من موعد الديربي المنتظر أمام غريمه التقليدي الاتحاد.

لم تكن المباراة على ملعب شهداء بنينا مجرد لقاء، بل اختباراً لإرادة النادي الذي عانى من عقوبات سابقة وقضى ليلته في السفر دون راحة.

الديربي جاء ثقيلاً ومغلقاً، ليتحول إلى معركة تكتيكية عكست ثقل الرهان التاريخي؛ فالطرفان يتنافسان على لقب الكأس السابع الذي يكسر شراكتهما على عرش التتويج.

عندما اتجهت المباراة إلى ركلات الترجيح، كان القدر يعيد كتابة التاريخ. على الرغم من الشكاوى اللاحقة في بيان ناري من إدارة الأهلي طرابلس عن “ظلم بيّن” وأخطاء لـ (VAR) كادت تحرمهم الفوز، إلا أن محمد المنير ومابولولو أودعوا الكرة الشباك بثقة، بينما خانت الأعصاب نجوم الاتحاد، فودعوا البطولة بمرارة، ليؤكد “الزعيم” أن شخصيته “تُصنع داخل الميدان لا في الكواليس”، ويتأهل بنتيجة (3-2).

🎭الجزارة ترد.. تألق أسطوري على مائدة الإخفاق

على الجانب الآخر، وفي مهمة إنقاذ الموسم، دخل الأهلي بنغازي معركة نصف النهائي أمام الأخضر على ملعب مصراتة، تحت قيادة مدربه الجديد، المصري طارق مصطفى.

المباراة لم تخذل التوقعات، فجاءت حامية الوطيس، وتبادل الفريقان التقدم والعودة حتى سجل الأخضر هدف التعادل القاتل، لتعود المباراة إلى مصيرها المحتوم: ركلات الترجيح مجدداً.

لكن هذه اللحظة كان لها بطل آخر: الحارس الدولي مراد الوحيشي. في مشهد أسطوري حبس الأنفاس، ارتمى الوحيشي متصدياً لركلتي جزاء حاسمتين، مانحاً ناديه الأفضلية المطلقة.

انتهت الملحمة بنتيجة (3-1)، لتعلن “الجزارة” وصولها إلى النهائي، محققة انتصاراً مدوياً على ظروف ما بعد الإخفاق في سباق الدوري

⚽الكلاسيكو الأبدي.. صراع المجد والحصص القارية

بهذا الإنجاز، تتجه الأنظار نحو نهائي تاريخي بين الأهلي طرابلس والأهلي بنغازي. هذا النهائي ليس صراعاً على لقب محلي فحسب، بل هو معركة لتأكيد الهيمنة، حيث ضمن الفريقان المشاركة القارية بالفعل

وقد ضمن “الزعيم” بطاقة دوري أبطال إفريقيا بصفته بطل الدوري. وبوصول الأهلي بنغازي للنهائي، فإنه ضَمِنَ مقعده في كأس الكونفيدرالية الإفريقية للموسم القادم، بغض النظر عن نتيجة النهائي.

بينما يسعى الأهلي طرابلس لاستكمال مهمة الثنائية المنتظرة وكسر الشراكة التاريخية مع الاتحاد في عدد الألقاب، فإن الأهلي بنغازي يخوض النهائي الآن برهان مختلف: هو رهان المجد والكرامة، والثأر لمرارة الخسارة أمام غريمه في دوري التتويج بمدينة ميلانو.

الكأس هنا ليست مجرد بوابة للقارة، بل هي تتويج لاستعادة الهوية بعد غياب طويل عن منصات التتويج.

وسيكون اللقاء حواراً تكتيكياً مصرياً خالصاً بين حسام البدري وطارق مصطفى، مدربين تجمعهما خلفية تدريبية مشتركة، يزيد من حدة التنافس على التتويج الأول لهما بالكأس المحلية.

🏆قمة "الأهليين".. تاريخ يُولد والمجد هو الرهان

كأس ليبيا هذا الموسم لم يكتفِ بإثارة الميدان، بل تجاوزها إلى الجدل، ليخرج في النهاية بأروع القصص.

هذا النهائي يحدد مصير فريق كامل؛ فإما أن يُتوّج الأهلي طرابلس بثنائية تاريخية ويكسر الشراكة الأزلية، أو يحصد الأهلي بنغازي لقبه الأغلى ليؤكد عودته إلى منصات التتويج.

الرهان لم يعد على السفر إلى إفريقيا، بل على المجد الإفريقي الذي سيسافر به البطل.

الآن، وبعد كل هذه الدراما، يتساءل الجميع: من سيحمل الكأس… ومن سيكسر عقدة الغياب الطويل؟ هذا ما ستكشف عنه قمة “الأهليين” التي ينتظرها الشارع الرياضي الليبي بشغف غير مسبوق.

“هانيبال القذافي يغادر السجن: الدبلوماسية الليبية تفتح أبواب المصالحة بعد عقد في الظلام

الاندفاع المحموم نحو الماضي.. قراءة في “انكسار الرؤية” الليبية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *