🚧جدار النار والخرق: إسرائيل تبني تحصينات ضخمة داخل عمق الأراضي اللبنانية!
بيروت/تل أبيب – 12 نوفمبر 2025: (تحليل خاص)
في خطوة وصفت بأنها خرق صارخ لاتفاق وقف إطلاق النار ولقرارات الأمم المتحدة، بدأ الجيش الإسرائيلي بتشييد جدار خرساني ضخم يمتد لمسافة تصل إلى كيلومترين داخل الأراضي اللبنانية، خلف ما يعرف بـ “الخط الأزرق” (خط الانسحاب الدولي).
هذا التوغل ليس مجرد بناء، بل هو تغيير أحادي للواقع الجغرافي يهدد بتفجير الأوضاع على الحدود الشمالية.
⚠️ خلفية الأزمة: إعادة رسم “الخط الأزرق” بالقوة
تكمن أهمية هذا الجدار في موقعه الاستراتيجي وقدرته على إعادة تعريف الحدود الفعلية:
. موقع الخرق: يتركز البناء مقابل بلدتي مارون الراس وعيترون اللبنانيتين، بالقرب من أحد “المواقع الاستراتيجية الخمسة“ التي لا تزال إسرائيل تسيطر عليها جزئياً منذ انسحابها في نوفمبر 2024.
. التبرير الأمني مقابل القانون الدولي: تصر الأوساط العسكرية الإسرائيلية على أن الجدار سيعزز “عمليات الدفاع والردع” ويحسن حماية مستوطنة أفيفيم، في مواجهة أنشطة حزب الله.
لكن هذا التبرير يتجاهل حقيقة أن البناء يتم داخل السيادة اللبنانية، ويشكل انتهاكاً واضحاً لاتفاق الهدنة.
. مزاعم التنسيق: ادعاء إسرائيل بالتنسيق مع الجهات الدولية (اليونيفيل) لم يمنع وسائل الإعلام من رصد وتوثيق الآليات العسكرية الإسرائيلية وهي تتوغل مئات الأمتار داخل الخط المتفق عليه.
💥 التداعيات والتبعات: الهدنة على المحك
تشييد الجدار داخل عمق الأراضي اللبنانية يضع اتفاق وقف إطلاق النار الهش الذي تم التوصل إليه العام الماضي على حافة الانهيار، وقد تكون له تبعات فورية وخطيرة:
1 . إلغاء الهدنة: تتهم إسرائيل حزب الله بالسعي لاستعادة قدراته القتالية جنوب نهر الليطاني في خرق للاتفاق، وتبرر غاراتها المتكررة باستهداف “البنى التحتية الإرهابية” المزعومة.
بناء الجدار هو الرد العملي الإسرائيلي الأقصى الذي قد يدفع حزب الله للرد المباشر بخرق الاتفاق أيضاً.
2 . تصعيد عسكري مُكثف: في حال قيام حزب الله بأي عمل لمنع إكمال الجدار داخل الأراضي اللبنانية، فإن المنطقة ستنزلق فوراً إلى مواجهة عسكرية جديدة، خاصة وأن الطرفين لا يزالان يتبادلان الغارات (إسرائيل) وتأكيدات الالتزام بالهدنة (حزب الله).
3 . إحراج اليونيفيل: البناء في هذه المنطقة الحساسة يضع قوة حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة (اليونيفيل) في موقف حرج، ويثير تساؤلات حول قدرتها على مراقبة ومنع التوغلات العسكرية الأحادية.
إن بناء جدار خرساني بعمق كيلومترين داخل لبنان، في ظل التوترات القائمة، هو بمثابة فتيل قد يشعل المنطقة مجدداً، ويؤكد أن الحدود الشمالية لإسرائيل لا تزال هي الأشد سخونة والأكثر عرضة للانفجار.
