صدمة “سان باولو” تقلب الموازين
لم يكن خروج نجم نابولي، كيفن دي بروين، من مباراة الإنتر الأخيرة مجرد تبديل اضطراري، بل كان بمثابة إعلان عن زلزال ضرب استقرار بطل الكالتشيو.
فبمجرد تأكيد التشخيص الأولي، الذي أشار إلى “تمزق حاد في عضلة الفخذ”، تحول الاهتمام من نتائج الجولة إلى مصير النجم البلجيكي.
اليوم، تُصدر التقارير الإيطالية المتعددة قرارها النهائي: دي بروين سيخضع لعملية جراحية في أنتويرب غداً، وسيغيب عن الملاعب حتى فبراير 2026.
هذا الغياب الذي يمتد لثلاثة أو أربعة أشهر يضع طموح نابولي هذا الموسم على “ميزان“ محفوف بالمخاطر.
ميزان الأسبوع (التحليل)
1 . الصدمة الزمنية: غياب يلتهم ثلث الموسم
إن تحديد موعد عودة دي بروين في فبراير 2026 يعني أنه سيغيب عملياً عن كامل القسم الأول من الموسم، بما في ذلك أشهر حاسمة في الدوري والكؤوس الأوروبية (إذا كان نابولي مشاركاً).
هذا الغياب يُعيد للأذهان إصابته المماثلة التي تعرض لها مع مانشستر سيتي في أغسطس 2023 والتي أبعدته حينها لخمسة أشهر كاملة وغاب خلالها عن 28 مباراة لناديه ومنتخب بلاده.
. الوزن السلبي على الميزان: خسارة قائد خط الوسط وصانع الألعاب الرئيسي تعني أن المدرب سيضطر إلى إعادة بناء تكتيكات الفريق بشكل جذري، والاعتماد على خيارات بديلة لم تكن في الحسبان.
هذا يهدد استقرار نابولي في وقت تحتاج فيه الأندية المنافسة لكسر هيمنته.
2 . التباين الدرامي: قرار الجراحة مقابل العلاج التحفظي
تبرز قوة أيقونة “ميزان الأسبوع” في تسليط الضوء على الخيارات العلاجية المختلفة للاعبين أصيبوا بإصابات متشابهة:
. خيار دي بروين: اللجوء الفوري للجراحة (للمرة الثانية في نفس العضلة بعد عملية 2023) هذا القرار المدعوم من ثلاث صحف إيطالية كبرى، يشير إلى أن الإصابة بالغة وأن فرص نجاح العلاج التحفظي كانت ضئيلة. الجراحة توفر حلاً جذرياً لكنها تتطلب وقتاً أطول للتعافي.
. خيار لوكاكو: على النقيض، اختار زميله ومواطنه روميلو لوكاكو، الذي تعرض لإصابة مشابهة في أغسطس الماضي، اتباع العلاج التحفظي.
هذا التباين يضع ضغطاً على الجهاز الطبي في نابولي، حيث أن خيار الجراحة يعني أن النادي وضع سلامة اللاعب على المدى الطويل فوق ضرورات الموسم الحالي.
3 . التحدي الفني: من سيملأ الفراغ حتى 2026؟
إصابة دي بروين لا تؤثر فقط على الجانب الرقمي (الأهداف والتمريرات الحاسمة)، بل على العمق الفني وقدرة الفريق على خلق الفرص. ستكون الفترة القادمة اختباراً حقيقياً لخيارات نابولي المتاحة في السوق وفي دكة البدلاء.
إن الإبقاء على مكانة الفريق في القمة الإيطالية والأوروبية دون نجم بهذا الحجم، يتطلب من الإدارة الفنية تعويضاً سريعاً ومؤثراً، إما بلاعب جديد في يناير أو عبر ثقة كاملة بلاعبين يافعين.
صدمة غياب دي بروين حتى فبراير 2026 هي النتيجة الأبرز والأكثر درامية في الكالتشيو هذا الأسبوع إن قرار اللجوء للجراحة السريعة يؤكد خطورة الإصابة، ولكنه يضع نابولي أمام تحدٍ وجودي؛ فبينما يميل “ميزان الأسبوع“ نحو الاستقرار على المدى الطويل (عبر الجراحة)، فإن الوزن القصير الأجل لخسارة أحد أهم مفاتيح الفريق سيكون ضخماً ومؤلماً.
على نابولي الآن أن يثبت أن “الفريق كنظام” أقوى من أي نجم، وإلا فإن هذا الغياب سيكلفهم غالياً في سباق التتويج.
